روﺳﻴﺎ »ﺗﻬﺮب« ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺪوﻻر إﻟﻰ اﻟﻴﻮرو واﻟﻴﻮان واﻟﲔ
ﻛــﺸــﻒ اﻟــﺒــﻨــﻚ اﳌـــﺮﻛـــﺰي اﻟــــﺮوﺳــــﻲ، ﻋـــﻦ ﻣﺼﻴﺮ أﺻـﻮﻟـﻪ اﻟـﺘـﻲ ﺳﺤﺒﻬﺎ اﻟـﻌـﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ ﻣـﻦ اﻟﺴﻨﺪات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻧﺸﺮه أﻣﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﻌﻨﻮان »إدارة اﻷﺻﻮل ﺑﺎﻟﻌﻤﻼت اﻟﺼﻌﺒﺔ واﻟﺬﻫﺐ«.
وﻳـــﻌـــﺮض اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ ﺣــﺮﻛــﺔ ﺗــﻠــﻚ اﻷﺻـــــﻮل ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٧١٠٢ وﺣﺘﻰ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٨١٠٢، وأﻇﻬﺮت ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ ﺣﺮص »اﳌﺮﻛﺰي« ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ »ﺗــﻨــﻮع ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﺻـــﻮل ﻓــﻲ اﻻﺣـﺘـﻴـﺎﻃـﻲ اﻟــﺪوﻟــﻲ« ﺑﲔ اﻟﺬﻫﺐ واﻟﻌﻤﻼت اﻟﺼﻌﺒﺔ، وﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻓﻲ أﺳﻮاق اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ روﺳﻴﺎ ﺑﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ﺧﻄﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ؛ إذ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﺣﺼﺔ اﻷﺻﻮل اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺪوﻻر اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ واﻟـﺠـﻨـﻴـﻪ اﻹﺳــﺘــﺮﻟــﻴــﻨــﻲ، ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ زﻳـــﺎدة ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻴﻮرو واﻟﲔ واﻟﻴﻮان.
وﺟﺮت اﻟﻌﺎدة أن ﻳﻨﺸﺮ »اﳌﺮﻛﺰي« ﺗﻘﺎرﻳﺮه ﻋﻦ اﻟﻨﺸﺎط ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إدارة اﻷﺻـﻮل، ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ آﺧـﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﳌﺠﺎل، وﻳــﺒــﺮر ذﻟــﻚ ﺑـﺤـﺮﺻـﻪ ﻋـﻠـﻰ اﺳـﺘـﻘـﺮار اﻟــﺴــﻮق، آﺧــﺬﴽ ﺑﺎﻟﺤﺴﺒﺎن »اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻛﺒﺎر اﳌﺸﺎرﻛﲔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق«.
وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ روﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ واﻟﻌﻤﻼت اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻧﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ٧١٠٢ وﺣﺘﻰ ﺻﻴﻒ ٨١٠٢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٣٫٩ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، وﺑﻠﻐﺖ ﻗﻴﻤﺘﻪ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣـﺎ ﻳـﻌـﺎدل ١٫٨٥٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﻴﺮﻛﻲ. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺣﺼﺔ اﻟﺪوﻻر ﻓﻲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺻﻮل ﻣﻦ ٧٫٣٤ ﺣﺘﻰ ٩٫١٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻟﻮﺣﻆ زﻳــﺎدﺗــﻬــﺎ ﺑــﺎﻟــﻴــﻮرو ﻣــﻦ ٢٫٢٢ ﺣــﺘــﻰ ٢٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، وﺑــﺎﻟــﻴــﻮان اﻟـﺼـﻴـﻨـﻲ ﻣــﻦ ٥ ﺣــﺘــﻰ ٧٫٤١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ. وﺗﺸﻴﺮ اﳌﻌﻄﻴﺎت إﻟــﻰ أن ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺻـــﻮل اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻮرو واﻟﻴﻮان ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ، وﺗﻌﺎدل ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ٤٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻟﻜﻞ واﺣـﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﺘﲔ. إﻻ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻳﻼﺣﻆ زﻳﺎدة اﻷﺻﻮل اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮان ﺑﺜﻼث ﻣﺮات، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰﻳﺎدة ﺑــﺎﻟــﻴــﻮرو ﻧـﺤـﻮ ٥٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ. ﻛـﻤـﺎ زادت اﻷﺻـــﻮل اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﲔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﺑﻘﺪر ٠٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮاﺟﻊ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﻪ اﻹﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﻟﺘﺼﺒﺢ أﻗﻞ ﺑﻨﺤﻮ ٧ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
وﺗﻜﺸﻒ اﻷرﻗـــﺎم، ﻋـﻦ أن ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺻــﻮل اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ روﺳﻴﺎ ﻣﻦ »ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟــﺪوﻻر« إﻟـﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧـــﺮى، ﺗــﺴــﺎوي ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ٠٠١ ﻣـﻠـﻴـﺎر دوﻻر، وﻫـﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺻــﻮل اﻟﺘﻲ »ﻫﺮﺑﺘﻬﺎ« اﻟـﻌـﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ ﻣﻦ اﻟــﺴــﻨــﺪات اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ. وﻛـــﺎن »اﳌـــﺮﻛـــﺰي اﻟــﺮوﺳــﻲ« ﺳﺮع ﻣﻨﺬ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺠﻢ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺪات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ واﺷـﻨـﻄـﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ أﺛــﺮﻳــﺎء روس ﻣـﻘـﺮﺑـﲔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ، ﻳﺴﻴﻄﺮون ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎت ﻛﺒﺮى، ﺑﻴﻨﻬﻢ أوﻟــﻴــﻎ دﻳــﺮﻳــﺒــﺎﺳــﻜــﺎ، اﳌـﺘـﺤـﻜـﻢ ﺑــﺸــﺮﻛــﺔ »روﺳـــــﺎل« اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟـﻸﳌـﻨـﻴـﻮم، وآﺧــــﺮون. وﺣﻴﻨﻬﺎ ﻗﻠﺼﺖ روﺳـﻴـﺎ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺴـﻨـﺪات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ١٫٦٩ ﺣﺘﻰ ٨٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. وﻓـﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ﺗﻘﻠﺼﺖ ﺣﺘﻰ ٩٫٤١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.
وﻗـــــﺎل اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــــﺮوﺳــــﻲ ﻓــﻼدﻳــﻤــﻴــﺮ ﺑــﻮﺗــﲔ ﺣـﻴـﻨـﻬـﺎ: إن »اﳌـــﺮﻛـــﺰي« اﺿــﻄــﺮ إﻟــﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﻴﻜﻞ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ إﻟﻔﻴﺮا ﻧﺎﺑﻴﻮﻟﻴﺎ، ﻣﺪﻳﺮة »اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺮوﺳﻲ«: إن ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺼﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺮوﺳﻲ ﺑـﺎﻟـﺴـﻨـﺪات اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻳـﻨـﺪرج ﻓـﻲ ﺳـﻴـﺎق ﺳﻴﺎﺳﺔ »ﺗﻨﻮع اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ«، ﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر »اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ«، ﻓﻲ إﺷـﺎرة ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، واﳌﺨﺎوف ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻗﺪ ﺗﻄﺎل اﳌﺼﺎرف واﻟﺴﻨﺪات اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ، ﻣﻊ اﺣﺘﻤﺎل ﻋﺰل روﺳﻴﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ »ﺳﻮﻳﻔﺖ«.
وﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺗﺮاﺟﻊ ﺣﺠﻢ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺪات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ١١ ﻣــﺮة ﻋﻤﺎ ﻛــﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ ذروﺗـــﻪ ﻋــﺎم ٣١٠٢، أي ﻣﻦ ٣٫٤٦١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻗﺒﻞ اﻷزﻣﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ، إﻟﻰ ٦٫٤١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻣﻄﻠﻊ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ٨١٠٢، وﺑــﺸــﻜــﻞ ﻋــــﺎم ﺗـــﺮاﺟـــﻊ ﺣــﺠــﻢ اﻻﺣــﺘــﻴــﺎﻃــﻲ اﻟﺮوﺳﻲ ﺑﺎﻟﺪوﻻر ﻣﻦ ١٠٢ إﻟﻰ ٠٠١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. ﺑـﺎﳌـﻘـﺎﺑـﻞ، ارﺗــﻔــﻊ ﺣﺠﻢ اﻻﺣـﺘـﻴـﺎﻃـﻲ ﺑـﺎﻟـﻴـﻮرو ﺑﻤﺎ ﻳـﻌـﺎدل ٤٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر )ﻣــﻦ ٢٠١ إﻟــﻰ ٧٤١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر(، وﺑﺎﻟﻴﻮان اﻟﺼﻴﻨﻲ ارﺗﻔﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺎدل ٤٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر )ﻣﻦ ٣٢ إﻟﻰ ٧٦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر(، ﺑﻴﻨﻤﺎ ارﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﲔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ٦٫٠٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.