Asharq Al-Awsat Saudi Edition

آﻻم اﻷذن ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء... أﺳﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ

ﲢﺪث ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻜﺘﻞ اﻟﺸﻤﻊ داﺧﻠﻬﺎ أو اﻟﺘﻬﺎﺑﺎت ﻣﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ

- اﻟﺮﻳﺎض: د. ﻋﺒﲑ ﻣﺒﺎرك * * اﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ

ﻳــــﻌــــ­ﺮف اﻵﺑـــــــ­ــﺎء واﻷﻣــــــ­ﻬــــــﺎت ﻣـــﺪى ﺷــﻴــﻮع اﻟــﺸــﻜــ­ﻮى ﻣـــﻦ آﻻم اﻷذن ﻟــﺪى اﻷﻃــﻔــﺎل، وﺧــﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻓـﺼـﻞ اﻟـﺸـﺘـﺎء. وﻟﻜﻦ اﻟﺒﺎﻟﻐﲔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﺎﺑﻮا أﻳﻀﴼ ﺑﺄﻟﻢ ﻣﺘﻜﺮر ﻓـﻲ اﻷذن. وﺣـﺼـﻮل اﻷﻟـﻢ ﻓﻲ اﻷذن ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﻫﻨﺎك اﻟﺘﻬﺎﺑﴼ ﻣﻴﻜﺮوﺑﻴﴼ ﻓﻲ داﺧﻞ أﺣﺪ أﺟﺰاء اﻷذن اﻟــﺜــﻼﺛـ­ـﺔ، أو أن ﺛـﻤـﺔ ﺗـﻠـﻔـﴼ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﺑـﻞ ﻫـﻨـﺎك أﺳـﺒـﺎب ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻗـﺪ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺪء اﳌﻌﺎﻧﺎة ﻣﻦ اﻷﻟﻢ ﻓﻲ اﻷذن. وﺗﻜﻮن اﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺒﻌﴼ ﻟﻠﺴﺒﺐ وراء اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻓﻲ اﻷذن.

أﺳﺒﺎب أﻟﻢ اﻷذن

ﺗﻔﻴﺪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻄﺐ اﻷذن واﻷﻧﻒ واﻟﺤﻨﺠﺮة ﺑﻤﺎ ﻣﻠﺨﺼﻪ أن: »أﻟﻢ اﻷذن إﺣﺪى اﳌﺸﻜﻼت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﳌـﻨـﺘـﺸـﺮ­ة ﻓــﻲ ﻛــﺎﻓــﺔ اﻷﻋــﻤــﺎر، وﺧـﺎﺻـﺔ ﻋــﻨــﺪ اﻷﻃــــﻔــ­ــﺎل. ورﻏـــــﻢ أن اﻟــﺒــﻌــ­ﺾ ﻗﺪ ﻳــﻨــﺰﻋــ­ﺞ ﺟـــﺪﴽ ﻣــﻦ ذﻟـــﻚ اﻷﻟـــــﻢ، وﻳــﺼــﺎب ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻓــﺈن اﻷﻣــﺮ ﻋــﺎدة ﻳـﻜـﻮن ﻧﺎﺗﺠﴼ ﻋﻦ إﺻﺎﺑﺔ ﻃﻔﻴﻔﺔ، وﻳﺘﺤﺴﻦ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج. وأﻟﻢ اﻷذن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﻜـﻮن أﳌــﴼ ﺣـــﺎدﴽ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﺠﺄة، أو أﳌﴼ ﺣﺎرﻗﴼ، أو ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺼﺎب. ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓـﻲ أذن واﺣـــﺪة أو ﻓـﻲ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣــﻴــﺎن ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻃــﻮال اﻟـﻮﻗـﺖ، وﻓﻲ أﺣﻴﺎن أﺧﺮى ﻗﺪ ﻳﺨﻒ ﺛﻢ ﻳﺰﻳﺪ«.

وﻫﻨﺎك ﻋﺪة أﺳﺒﺎب ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑـﺎﻷﻟـﻢ ﻓـﻲ اﻷذن، أﻛـﺜـﺮﻫـﺎ اﻧـﺘـﺸـﺎرﴽ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺒﺎب، وﻫﻲ:

اﻷذن. ﺗﺠﻤﻊ ﻛﺘﻞ ﺷﻤﻊ اﻷذن داﺧﻞ ﻧﻔﻖ

اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻷذن

اﻟﻮﺳﻄﻰ. اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻷذن

ﻛـﻤـﺎ أن ﻫــﻨــﺎك أﺳــﺒــﺎﺑـ­ـﴼ أﺧـــﺮى أﻗـﻞ ﺷﻴﻮﻋﴼ، ﻣﻨﻬﺎ:

- أﻟﻢ اﺧﺘﻼف اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻃــﺒــﻠــﺔ اﻷذن، أي ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺑـــﲔ اﻷﺟــــــﻮ­اء اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ وﻣــﻘــﺪار اﻟﻀﻐﻂ ﻓــﻲ اﻷذن اﻟﻮﺳﻄﻰ.

اﻟﻨﻜﺎﻓﻴﺔ. أﻟـــــﻢ اﻷذن اﳌــــﺮاﻓـ­ـــﻖ ﻻﻟــﺘــﻬــ­ﺎﺑــﺎت اﻟﻠﻮزﺗﲔ أو اﻟﺤﻠﻖ أو اﻟﻐﺪد

- أﻟــــــــ­ﻢ اﻷذن ﺑـــﺴـــﺒـ­ــﺐ ﻣـــﺸـــﻜـ­ــﻼت ﻓــﻲ ﺑــﻌــﺾ اﻷﺳـــﻨـــ­ﺎن أو وﺟــــﻮد ﺧــﺮاج ﻣــﻴــﻜــﺮ­وﺑــﻲ ﺣــﻮﻟــﻬــ­ﺎ، وﺧـــﺎﺻـــ­ﺔ أﺳــﻨــﺎن اﻟﻌﻘﻞ.

- أﻟـــــﻢ اﻷذن ﻓــــﻲ ﺣــــــﺎﻻت إﺻـــﺎﺑـــ­ﺔ »اﳌﻔﺼﻞ اﻟﺼﺪﻏﻲ اﻟﻔﻜﻲ« ﺑﺎﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﻟﺮوﻣﺎﺗﻴﺰﻣ­ﻴﺔ، أو اﻹﺟﻬﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻃﺤﻦ اﻷﺳﻨﺎن أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮم.

اﻷﻟﻢ وﺷﻤﻊ اﻷذن

ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻐﺪد اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻖ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣــﺎدة ﺷﻤﻌﻴﺔ، ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ أﺻﻔﺮ ﻓﺎﺗﺢ إﻟﻰ أﺳﻮد، ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﺎﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ ﻟﻴﻨﺔ إﻟﻰ ﺻﻠﺒﺔ ﺟﺎﻓﺔ. وﻳـــﻮﻓـــ­ﺮ ﻫــــﺬا اﻟــﺸــﻤــ­ﻊ وﺳــﻴــﻠــ­ﺔ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻟـﻸذن ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎر وﻏﻴﺮه، وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻣـــﻦ اﳌـــﻴـــﻜ­ـــﺮوﺑـــﺎ­ت واﻟـــﺤـــ­ﺸـــﺮات واﳌـــــﺎء. وﺗـــﻘـــﻮ­م اﻷذن ﺑــﺪﻓــﻊ ﻫــــﺬا اﻟــﺸــﻤــ­ﻊ إﻟــﻰ اﻟﺨﺎرج ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ، ﳌﻨﻊ ﺗﺮاﻛﻤﻪ وﻹﻋﻄﺎء ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺷﻤﻊ ﺟﺪﻳﺪ، أي أن اﻷذن ﺗﻨﻈﻒ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ. وزﻳﺎدة إﻧﺘﺎج ﻫﺬا اﻟﺸﻤﻊ، أو ﺗﺪﻧﻲ إزاﻟﺘﻪ، أو اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺪﻓﻌﻪ إﻟـﻰ اﻟـﺪاﺧـﻞ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟــﺨــﺎﻃـ­ـﺌــﺔ ﻓـــﻲ ﺗــﻨــﻈــﻴ­ــﻒ اﻷذن، ﻳـــﺆدي إﻟﻰ ﺗﺮاﻛﻤﻪ وﺗﺴﺒﺒﻪ ﻓﻲ أﻟﻢ ﺑﺎﻷذن، أو ﺿﻌﻒ اﻟﺴﻤﻊ، أو ﺣﻜﺔ اﻷذن، أو ﻃﻨﲔ اﻷذن، أو اﺿﻄﺮاب اﺗﺰان اﻟﺠﺴﻢ.

وﻟــﺬا ﻻ ﻳﻨﺼﺢ ﻃﺒﻴﴼ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎﺳﺤﺎت اﻟﻘﻄﻦ أو أﺷـﻴـﺎء أﺧــﺮى ﻓﻲ ﻣـــﺤـــﺎو­ﻟـــﺔ ﻹﺧـــــــﺮ­اج اﻟــﺸــﻤــ­ﻊ وﺗـﻨـﻈـﻴــ­ﻒ اﻷذن؛ ﻷن ﻫﺬا ﺳﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ دﻓﻌﻪ أﺑﻌﺪ داﺧﻞ ﻗﻨﺎة اﻷذن، وﺟﻌﻠﻪ أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺮاﻛﻢ واﻟﺘﺼﻠﺐ.

وﻟــــــﻮ ﻇــــﻬــــ­ﺮت أﻋــــــــ­ـﺮاض ﻟــﺤــﺼــﻮ­ل اﻧــﺴــﺪاد اﻷذن اﻟﺸﻤﻌﻲ، ﻓــﺈن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﻫـﺬه اﻟـﺤـﺎﻻت ﻫﻮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ؛ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛـﺎن اﻟﺸﺨﺺ ﻗﺪ ﺧﻀﻊ ﻟﺠﺮاﺣﺔ ﺑﺎﻷذن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، أو ﻛـﺎن ﻣﺼﺎﺑﴼ ﺑﺜﻘﺐ ﻓـﻲ ﻃﺒﻠﺔ اﻷذن، أو ﻛــﺎن ﻳـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻬـﺎﺑـ­ﺎت ﻣﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ ﻣــﺮاﻓــﻘـ­ـﺔ. وﻳــﺘــﺄﻛـ­ـﺪ اﻟـﻄـﺒـﻴـﺐ ﻣــﻦ وﺟــﻮد ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺴﺪاد اﻷذن اﻟﺸﻤﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺤﺺ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ. واﳌﻌﺎﻟﺠﺔ إﻣﺎ ﺑﺄن ﻳﻘﻮم اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑـﺈزاﻟـﺔ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺸﻤﻌﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة، وإﻣﺎ ﺑﺄن ﻳﺼﻒ وﺿﻊ ﻗﻄﺮات ﻣــــﻦ ﻣــﺴــﺘــﺤ­ــﻀــﺮات ﻋـــﻼﺟـــﻴ­ـــﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﺑـﻤـﻌـﺎﻟـﺠ­ـﺔ ﻫـــﺬه اﻟــﺤــﺎﻟـ­ـﺔ، ﻟـﺘـﻠـﻴـﲔ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺸﻤﻊ وﺗﺴﻬﻴﻞ ﺧﺮوﺟﻬﺎ، أو ﺑﺄن ﻳﻘﻮم ﺑﺄي إﺟﺮاء ﻋﻼﺟﻲ آﺧﺮ ﻣﻼﺋﻢ.

وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎل ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺣﺸﺮة ﻋﺎﻟﻘﺔ داﺧــﻞ ﻧﻔﻖ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، أو ﺟﺴﻢ ﻏﺮﻳﺐ دﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺈن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ.

اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﳋﺎرﺟﻴﺔ

وﻫـــﻨـــﺎ­ك ﻋـــــﺪة أﺟـــــــﺰ­اء ﻓـــﻲ اﻷذن ﻗـﺪ ﺗﺼﻴﺒﻬﺎ اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ، وﻳﻨﺘﺞ أﻟﻢ اﻷذن ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ. وﻣﻨﻬﺎ: اﻟﺘﻬﺎب ﺻــــــﻮان اﻷذن، أو اﻟـــﺘـــﻬ­ـــﺎب ﻧــﻔــﻖ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. وﻓﻲ اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺘﻬﺎب ﻣﻴﻜﺮوﺑﻲ، ﻧﺘﻴﺠﺔ دﺧﻮل ﻣﺎء ﻣﻠﻮث ﺑﺎﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت إﻟﻰ ﻧﻔﻖ اﻷذن، ﻛﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ، وﺑﻘﺎء ذﻟﻚ اﳌﺎء ﻓﻴﻬﺎ، ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﻤﻮ اﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت. أي أن وﺟـﻮد ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ اﻟﺰاﺋﺪة ﻓــﻲ اﻷذن، ﺑـﻔـﻌـﻞ اﻟـﺴـﺒـﺎﺣـ­ﺔ، أو اﻟـﺘـﻌـﺮق اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ، أو ارﺗــﻔــﺎع رﻃـﻮﺑـﺔ اﻷﺟـــﻮاء، أو ﺑﻘﺎء اﳌــﺎء ﻓـﻲ اﻷذن ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﺘﺮة ﻃــﻮﻳــﻠــ­ﺔ، ﻛـﻠـﻬـﺎ ﻋــﻮاﻣــﻞ ﺗـﺴـﻬـﻢ ﻓــﻲ ﺻﻨﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﻤﻮ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ. ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆدي اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻒ اﻷذن اﻟــﺨــﺎرﺟ­ــﻴــﺔ، ﺑـﺎﺳـﺘـﺨـﺪ­ام اﳌﺎﺳﺤﺔ اﻟــﻘــﻄــ­ﻨــﻴــﺔ أو أي ﺷــــﻲء آﺧــــﺮ ﺻـــﻠـــﺐ، أو اﺳﺘﺨﺪام ﺳﻤﺎﻋﺎت أذن ردﻳﺌﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ، إﻟـــــﻰ ﺣـــﺼـــﻮل ﺧـــــــﺪو­ش وﺗـــﻬـــﺘ­ـــﻚ وﺗــﻠــﻒ ﺑﻄﺎﻧﺔ اﻟﺠﻠﺪ ﻓـﻲ ﻗﻨﺎة اﻷذن، ﻣـﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻧﻤﻮ اﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت وﺣﺼﻮل اﻟﺘﻬﺎب ﻋﺪوى اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻟﻠﺠﻠﺪ داﺧﻞ ﻗﻨﺎة اﻷذن.

وﻣــــــﻦ اﻟــــﻌـــ­ـﻮاﻣــــﻞ اﻷﺧـــــــ­ــــﺮى: وﺟـــــﻮد ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺟﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻠﺪ اﻷذن، ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻷﻧﻮاع ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺸﻌﺮ أو اﻟﺘﻨﻈﻴﻒ، ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺣﺼﻮل ﺗﻬﺘﻜﺎت ﺟﻠﺪﻳﺔ، ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺣﺼﻮل اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ.

وﻋـــﻨـــﺪ ﺣـــﺼـــﻮل ﻫــــﺬه اﻟــﻨــﻮﻋـ­ـﻴــﺔ ﻣـﻦ اﻻﻟــﺘــﻬـ­ـﺎﺑــﺎت اﳌــﻴــﻜــ­ﺮوﺑــﻴــﺔ، أو ﻣــﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻟـــﺘـــﻬ­ـــﺎب أذن اﻟـــﺴـــﺒ­ـــﺎﺣـــﲔ، ﻓـــﻘـــﺪ ﻳـﺸـﻌـﺮ اﳌﺼﺎب ﺑﺤﻜﺔ ﻓﻲ اﻷذن، واﺣﻤﺮار داﺧﻞ اﻷذن، وأﻟﻢ ﺧﻔﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﺷﺪ ﺟﻠﺪ ﺻﻮان اﻷذن، ﻣﻊ اﺣﺘﻤﺎل ﺧﺮوج ﺑﻌﺾ اﻹﻓﺮازات اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ، اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺷﻔﺎﻓﺔ أو ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ، ورﺑﻤﺎ ﻣﻊ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻣﺘﻼء اﻷذن. وﻣــﻊ ﻣﻀﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ دون ﺗــﻠــﻘــﻲ اﳌــﻌــﺎﻟـ­ـﺠــﺔ، ﻗـــﺪ ﻳــﻈــﻬــﺮ اﺣـــﻤـــﺮ­ار أو ﺗﻮرم ﻓﻲ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، وﺗﻮرم ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ اﻟـﻠـﻤـﻔـﺎ­وﻳـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﻨــ­ﻖ، وارﺗـــﻔــ­ـﺎع ﺣـــﺮارة اﻟﺠﺴﻢ.

واﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ، واﺗـــﺒـــ­ﺎع ﻧــﺼــﺎﺋــ­ﺤــﻪ اﻟــﻌــﻼﺟـ­ـﻴــﺔ ﻟـﻠـﻘـﻀـﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻟﺘﻬﺎب اﳌﻴﻜﺮوﺑﻲ، وﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺪواﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻔﻬﺎ، ﻛﻘﻄﺮات اﻷذن أو ﻏﻴﺮﻫﺎ، وأﻳﻀﴼ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﺼﺎﺋﺢ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ. واﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺟــــﻔــــ­ﺎف اﻷذﻧــــــ­ــﲔ ﺑـــﻌـــﺪ اﻻﺳـــﺘـــ­ﺤـــﻤـــﺎم أو اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ، ﻋﺒﺮ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺘﺠﻔﻴﻒ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﻗﻄﻨﻴﺔ، وﺑﻌﻤﻖ ﻣـﺎ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﻃــﺮف اﻹﺻـﺒـﻊ ﻓﻘﻂ، دون اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻤﻴﻘﴼ ﻓﻲ اﻷذن.

اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﻟﻮﺳﻄﻰ

اﻟـﺘـﻬـﺎب اﻷذن اﻟـﻮﺳـﻄـﻰ ﻫــﻮ ﻧـﻮع آﺧــﺮ ﻣــﻦ اﻻﻟـﺘـﻬـﺎﺑ­ـﺎت اﳌـﻴـﻜـﺮوﺑ­ـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﻗـــﺪ ﺗــﺘــﺴــﺒ­ــﺐ ﻓـــﻲ أﻟــــﻢ ﺑــــــــﺎ­ﻷذن، أي ﻓـﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷذن اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ. وﻳﻨﺸﺄ اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟـﺤـﺎد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋــﺪوي ﺑﻜﺘﻴﺮﻳﺔ أو ﻓﻴﺮوﺳﻴﺔ ﺗﺼﻴﺐ اﻟــﺠــﻬــ­ﺎز اﻟـﺘـﻨـﻔـﺴ­ـﻲ اﻟــﻌــﻠــ­ﻮي، وﺗـﻨـﺘـﻘـﻞ إﻟـــﻰ اﻷذن اﻟــﻮﺳــﻄـ­ـﻰ. واﻷﻃـــﻔــ­ـﺎل أﻛـﺜـﺮ ﻋــﺮﺿــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﺎﻟـ­ـﻐــﲔ ﻟــﻺﺻــﺎﺑـ­ـﺔ ﺑـﻬـﺬا اﻟـــــﻨــ­ـــﻮع ﻣـــــﻦ ﻋــــــــﺪ­وى اﻷذن. وﺑــﺴــﺒــ­ﺐ اﻻﻟـﺘـﻬـﺎب اﳌﻴﻜﺮوﺑﻲ وﺗـــﻮرم اﻷﻧﺴﺠﺔ وﺗﺮاﻛﻢ اﻟﺴﻮاﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮة اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟــــﻸذن اﻟــﻮﺳــﻄـ­ـﻰ، ﻣــﻊ ﻋـــﺪم ﻋــﻤــﻞ ﻗـﻨـﺎة أوﺳﺘﺎﻛﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻀﻴﻖ أو ﺳﺪد ﻣﺠﺮاﻫﺎ، ﻓﺈن اﻟﺤﺎﻟﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺆﳌﺔ ﺟﺪﴽ ﻟﻠﻄﻔﻞ، وﻗﺪ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﺒﻜﺎء، وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ أو ﳌﺲ اﻷذن. وﻗـﺪ ﺗﻼﺣﻆ اﻷم أن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻨﻔﻌﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، وﻳﻮاﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻊ أو اﺗﺰان ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺠﺴﻢ، أو ﺗﺪﻧﻲ ﺷﻬﻴﺔ اﻷﻛـﻞ، أو اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ اﻟﺼﺪاع، أو ارﺗﻔﺎع ﺣــﺮارة اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎوز ٨٣ درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، أو ﺧﺮوج إﻓﺮازات ﻣﻦ اﻷذن.

وﻟــــــــ­ــــﺬا، ﻓــــــــﺈ­ن ﻣــــــﻦ أﻫــــــــ­ﻢ ﺧــــﻄــــ­ﻮات اﳌــﻌــﺎﻟـ­ـﺠــﺔ، ﻣــﺮاﺟــﻌـ­ـﺔ اﻟــﻄــﺒــ­ﻴــﺐ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻷﻟﻢ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﳌﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﺈن اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﺮر ذﻟﻚ؛ ﻷن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟﺘﻬﺎب ﻓﻴﺮوﺳﻲ وﻟﻴﺲ ﺑﻜﺘﻴﺮﻳﴼ.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia