آﻻم اﻷذن ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء... أﺳﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﲢﺪث ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻜﺘﻞ اﻟﺸﻤﻊ داﺧﻠﻬﺎ أو اﻟﺘﻬﺎﺑﺎت ﻣﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ
ﻳــــﻌــــﺮف اﻵﺑـــــــــﺎء واﻷﻣــــــﻬــــــﺎت ﻣـــﺪى ﺷــﻴــﻮع اﻟــﺸــﻜــﻮى ﻣـــﻦ آﻻم اﻷذن ﻟــﺪى اﻷﻃــﻔــﺎل، وﺧــﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻓـﺼـﻞ اﻟـﺸـﺘـﺎء. وﻟﻜﻦ اﻟﺒﺎﻟﻐﲔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﺎﺑﻮا أﻳﻀﴼ ﺑﺄﻟﻢ ﻣﺘﻜﺮر ﻓـﻲ اﻷذن. وﺣـﺼـﻮل اﻷﻟـﻢ ﻓﻲ اﻷذن ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﻫﻨﺎك اﻟﺘﻬﺎﺑﴼ ﻣﻴﻜﺮوﺑﻴﴼ ﻓﻲ داﺧﻞ أﺣﺪ أﺟﺰاء اﻷذن اﻟــﺜــﻼﺛــﺔ، أو أن ﺛـﻤـﺔ ﺗـﻠـﻔـﴼ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﺑـﻞ ﻫـﻨـﺎك أﺳـﺒـﺎب ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻗـﺪ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺪء اﳌﻌﺎﻧﺎة ﻣﻦ اﻷﻟﻢ ﻓﻲ اﻷذن. وﺗﻜﻮن اﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺒﻌﴼ ﻟﻠﺴﺒﺐ وراء اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻓﻲ اﻷذن.
أﺳﺒﺎب أﻟﻢ اﻷذن
ﺗﻔﻴﺪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻄﺐ اﻷذن واﻷﻧﻒ واﻟﺤﻨﺠﺮة ﺑﻤﺎ ﻣﻠﺨﺼﻪ أن: »أﻟﻢ اﻷذن إﺣﺪى اﳌﺸﻜﻼت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﳌـﻨـﺘـﺸـﺮة ﻓــﻲ ﻛــﺎﻓــﺔ اﻷﻋــﻤــﺎر، وﺧـﺎﺻـﺔ ﻋــﻨــﺪ اﻷﻃــــﻔــــﺎل. ورﻏـــــﻢ أن اﻟــﺒــﻌــﺾ ﻗﺪ ﻳــﻨــﺰﻋــﺞ ﺟـــﺪﴽ ﻣــﻦ ذﻟـــﻚ اﻷﻟـــــﻢ، وﻳــﺼــﺎب ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻓــﺈن اﻷﻣــﺮ ﻋــﺎدة ﻳـﻜـﻮن ﻧﺎﺗﺠﴼ ﻋﻦ إﺻﺎﺑﺔ ﻃﻔﻴﻔﺔ، وﻳﺘﺤﺴﻦ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج. وأﻟﻢ اﻷذن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﻜـﻮن أﳌــﴼ ﺣـــﺎدﴽ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﺠﺄة، أو أﳌﴼ ﺣﺎرﻗﴼ، أو ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺼﺎب. ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓـﻲ أذن واﺣـــﺪة أو ﻓـﻲ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣــﻴــﺎن ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻃــﻮال اﻟـﻮﻗـﺖ، وﻓﻲ أﺣﻴﺎن أﺧﺮى ﻗﺪ ﻳﺨﻒ ﺛﻢ ﻳﺰﻳﺪ«.
وﻫﻨﺎك ﻋﺪة أﺳﺒﺎب ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑـﺎﻷﻟـﻢ ﻓـﻲ اﻷذن، أﻛـﺜـﺮﻫـﺎ اﻧـﺘـﺸـﺎرﴽ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺒﺎب، وﻫﻲ:
اﻷذن. ﺗﺠﻤﻊ ﻛﺘﻞ ﺷﻤﻊ اﻷذن داﺧﻞ ﻧﻔﻖ
اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻷذن
اﻟﻮﺳﻄﻰ. اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻷذن
ﻛـﻤـﺎ أن ﻫــﻨــﺎك أﺳــﺒــﺎﺑــﴼ أﺧـــﺮى أﻗـﻞ ﺷﻴﻮﻋﴼ، ﻣﻨﻬﺎ:
- أﻟﻢ اﺧﺘﻼف اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻃــﺒــﻠــﺔ اﻷذن، أي ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺑـــﲔ اﻷﺟــــــﻮاء اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ وﻣــﻘــﺪار اﻟﻀﻐﻂ ﻓــﻲ اﻷذن اﻟﻮﺳﻄﻰ.
اﻟﻨﻜﺎﻓﻴﺔ. أﻟـــــﻢ اﻷذن اﳌــــﺮاﻓــــﻖ ﻻﻟــﺘــﻬــﺎﺑــﺎت اﻟﻠﻮزﺗﲔ أو اﻟﺤﻠﻖ أو اﻟﻐﺪد
- أﻟــــــــﻢ اﻷذن ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ ﻣـــﺸـــﻜـــﻼت ﻓــﻲ ﺑــﻌــﺾ اﻷﺳـــﻨـــﺎن أو وﺟــــﻮد ﺧــﺮاج ﻣــﻴــﻜــﺮوﺑــﻲ ﺣــﻮﻟــﻬــﺎ، وﺧـــﺎﺻـــﺔ أﺳــﻨــﺎن اﻟﻌﻘﻞ.
- أﻟـــــﻢ اﻷذن ﻓــــﻲ ﺣــــــﺎﻻت إﺻـــﺎﺑـــﺔ »اﳌﻔﺼﻞ اﻟﺼﺪﻏﻲ اﻟﻔﻜﻲ« ﺑﺎﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﻟﺮوﻣﺎﺗﻴﺰﻣﻴﺔ، أو اﻹﺟﻬﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻃﺤﻦ اﻷﺳﻨﺎن أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮم.
اﻷﻟﻢ وﺷﻤﻊ اﻷذن
ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻐﺪد اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻖ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣــﺎدة ﺷﻤﻌﻴﺔ، ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ أﺻﻔﺮ ﻓﺎﺗﺢ إﻟﻰ أﺳﻮد، ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﺎﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ ﻟﻴﻨﺔ إﻟﻰ ﺻﻠﺒﺔ ﺟﺎﻓﺔ. وﻳـــﻮﻓـــﺮ ﻫــــﺬا اﻟــﺸــﻤــﻊ وﺳــﻴــﻠــﺔ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻟـﻸذن ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎر وﻏﻴﺮه، وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻣـــﻦ اﳌـــﻴـــﻜـــﺮوﺑـــﺎت واﻟـــﺤـــﺸـــﺮات واﳌـــــﺎء. وﺗـــﻘـــﻮم اﻷذن ﺑــﺪﻓــﻊ ﻫــــﺬا اﻟــﺸــﻤــﻊ إﻟــﻰ اﻟﺨﺎرج ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ، ﳌﻨﻊ ﺗﺮاﻛﻤﻪ وﻹﻋﻄﺎء ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺷﻤﻊ ﺟﺪﻳﺪ، أي أن اﻷذن ﺗﻨﻈﻒ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ. وزﻳﺎدة إﻧﺘﺎج ﻫﺬا اﻟﺸﻤﻊ، أو ﺗﺪﻧﻲ إزاﻟﺘﻪ، أو اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺪﻓﻌﻪ إﻟـﻰ اﻟـﺪاﺧـﻞ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟــﺨــﺎﻃــﺌــﺔ ﻓـــﻲ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻒ اﻷذن، ﻳـــﺆدي إﻟﻰ ﺗﺮاﻛﻤﻪ وﺗﺴﺒﺒﻪ ﻓﻲ أﻟﻢ ﺑﺎﻷذن، أو ﺿﻌﻒ اﻟﺴﻤﻊ، أو ﺣﻜﺔ اﻷذن، أو ﻃﻨﲔ اﻷذن، أو اﺿﻄﺮاب اﺗﺰان اﻟﺠﺴﻢ.
وﻟــﺬا ﻻ ﻳﻨﺼﺢ ﻃﺒﻴﴼ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎﺳﺤﺎت اﻟﻘﻄﻦ أو أﺷـﻴـﺎء أﺧــﺮى ﻓﻲ ﻣـــﺤـــﺎوﻟـــﺔ ﻹﺧـــــــﺮاج اﻟــﺸــﻤــﻊ وﺗـﻨـﻈـﻴــﻒ اﻷذن؛ ﻷن ﻫﺬا ﺳﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ دﻓﻌﻪ أﺑﻌﺪ داﺧﻞ ﻗﻨﺎة اﻷذن، وﺟﻌﻠﻪ أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺮاﻛﻢ واﻟﺘﺼﻠﺐ.
وﻟــــــﻮ ﻇــــﻬــــﺮت أﻋـــــــــﺮاض ﻟــﺤــﺼــﻮل اﻧــﺴــﺪاد اﻷذن اﻟﺸﻤﻌﻲ، ﻓــﺈن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﻫـﺬه اﻟـﺤـﺎﻻت ﻫﻮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ؛ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛـﺎن اﻟﺸﺨﺺ ﻗﺪ ﺧﻀﻊ ﻟﺠﺮاﺣﺔ ﺑﺎﻷذن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، أو ﻛـﺎن ﻣﺼﺎﺑﴼ ﺑﺜﻘﺐ ﻓـﻲ ﻃﺒﻠﺔ اﻷذن، أو ﻛــﺎن ﻳـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻬـﺎﺑـﺎت ﻣﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ ﻣــﺮاﻓــﻘــﺔ. وﻳــﺘــﺄﻛــﺪ اﻟـﻄـﺒـﻴـﺐ ﻣــﻦ وﺟــﻮد ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺴﺪاد اﻷذن اﻟﺸﻤﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺤﺺ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ. واﳌﻌﺎﻟﺠﺔ إﻣﺎ ﺑﺄن ﻳﻘﻮم اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑـﺈزاﻟـﺔ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺸﻤﻌﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة، وإﻣﺎ ﺑﺄن ﻳﺼﻒ وﺿﻊ ﻗﻄﺮات ﻣــــﻦ ﻣــﺴــﺘــﺤــﻀــﺮات ﻋـــﻼﺟـــﻴـــﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﺑـﻤـﻌـﺎﻟـﺠـﺔ ﻫـــﺬه اﻟــﺤــﺎﻟــﺔ، ﻟـﺘـﻠـﻴـﲔ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺸﻤﻊ وﺗﺴﻬﻴﻞ ﺧﺮوﺟﻬﺎ، أو ﺑﺄن ﻳﻘﻮم ﺑﺄي إﺟﺮاء ﻋﻼﺟﻲ آﺧﺮ ﻣﻼﺋﻢ.
وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎل ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺣﺸﺮة ﻋﺎﻟﻘﺔ داﺧــﻞ ﻧﻔﻖ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، أو ﺟﺴﻢ ﻏﺮﻳﺐ دﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺈن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ.
اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﳋﺎرﺟﻴﺔ
وﻫـــﻨـــﺎك ﻋـــــﺪة أﺟـــــــﺰاء ﻓـــﻲ اﻷذن ﻗـﺪ ﺗﺼﻴﺒﻬﺎ اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ، وﻳﻨﺘﺞ أﻟﻢ اﻷذن ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ. وﻣﻨﻬﺎ: اﻟﺘﻬﺎب ﺻــــــﻮان اﻷذن، أو اﻟـــﺘـــﻬـــﺎب ﻧــﻔــﻖ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. وﻓﻲ اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺘﻬﺎب ﻣﻴﻜﺮوﺑﻲ، ﻧﺘﻴﺠﺔ دﺧﻮل ﻣﺎء ﻣﻠﻮث ﺑﺎﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت إﻟﻰ ﻧﻔﻖ اﻷذن، ﻛﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ، وﺑﻘﺎء ذﻟﻚ اﳌﺎء ﻓﻴﻬﺎ، ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﻤﻮ اﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت. أي أن وﺟـﻮد ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ اﻟﺰاﺋﺪة ﻓــﻲ اﻷذن، ﺑـﻔـﻌـﻞ اﻟـﺴـﺒـﺎﺣـﺔ، أو اﻟـﺘـﻌـﺮق اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ، أو ارﺗــﻔــﺎع رﻃـﻮﺑـﺔ اﻷﺟـــﻮاء، أو ﺑﻘﺎء اﳌــﺎء ﻓـﻲ اﻷذن ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﺘﺮة ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ، ﻛـﻠـﻬـﺎ ﻋــﻮاﻣــﻞ ﺗـﺴـﻬـﻢ ﻓــﻲ ﺻﻨﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﻤﻮ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ. ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆدي اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻒ اﻷذن اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ، ﺑـﺎﺳـﺘـﺨـﺪام اﳌﺎﺳﺤﺔ اﻟــﻘــﻄــﻨــﻴــﺔ أو أي ﺷــــﻲء آﺧــــﺮ ﺻـــﻠـــﺐ، أو اﺳﺘﺨﺪام ﺳﻤﺎﻋﺎت أذن ردﻳﺌﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ، إﻟـــــﻰ ﺣـــﺼـــﻮل ﺧـــــــﺪوش وﺗـــﻬـــﺘـــﻚ وﺗــﻠــﻒ ﺑﻄﺎﻧﺔ اﻟﺠﻠﺪ ﻓـﻲ ﻗﻨﺎة اﻷذن، ﻣـﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻧﻤﻮ اﳌﻴﻜﺮوﺑﺎت وﺣﺼﻮل اﻟﺘﻬﺎب ﻋﺪوى اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻟﻠﺠﻠﺪ داﺧﻞ ﻗﻨﺎة اﻷذن.
وﻣــــــﻦ اﻟــــﻌــــﻮاﻣــــﻞ اﻷﺧـــــــــــﺮى: وﺟـــــﻮد ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺟﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻠﺪ اﻷذن، ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻷﻧﻮاع ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺸﻌﺮ أو اﻟﺘﻨﻈﻴﻒ، ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺣﺼﻮل ﺗﻬﺘﻜﺎت ﺟﻠﺪﻳﺔ، ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺣﺼﻮل اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﻴﻜﺮوﺑﻴﺔ.
وﻋـــﻨـــﺪ ﺣـــﺼـــﻮل ﻫــــﺬه اﻟــﻨــﻮﻋــﻴــﺔ ﻣـﻦ اﻻﻟــﺘــﻬــﺎﺑــﺎت اﳌــﻴــﻜــﺮوﺑــﻴــﺔ، أو ﻣــﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻟـــﺘـــﻬـــﺎب أذن اﻟـــﺴـــﺒـــﺎﺣـــﲔ، ﻓـــﻘـــﺪ ﻳـﺸـﻌـﺮ اﳌﺼﺎب ﺑﺤﻜﺔ ﻓﻲ اﻷذن، واﺣﻤﺮار داﺧﻞ اﻷذن، وأﻟﻢ ﺧﻔﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﺷﺪ ﺟﻠﺪ ﺻﻮان اﻷذن، ﻣﻊ اﺣﺘﻤﺎل ﺧﺮوج ﺑﻌﺾ اﻹﻓﺮازات اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ، اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺷﻔﺎﻓﺔ أو ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ، ورﺑﻤﺎ ﻣﻊ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻣﺘﻼء اﻷذن. وﻣــﻊ ﻣﻀﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ دون ﺗــﻠــﻘــﻲ اﳌــﻌــﺎﻟــﺠــﺔ، ﻗـــﺪ ﻳــﻈــﻬــﺮ اﺣـــﻤـــﺮار أو ﺗﻮرم ﻓﻲ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، وﺗﻮرم ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ اﻟـﻠـﻤـﻔـﺎوﻳـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﻨــﻖ، وارﺗـــﻔـــﺎع ﺣـــﺮارة اﻟﺠﺴﻢ.
واﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ، واﺗـــﺒـــﺎع ﻧــﺼــﺎﺋــﺤــﻪ اﻟــﻌــﻼﺟــﻴــﺔ ﻟـﻠـﻘـﻀـﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻟﺘﻬﺎب اﳌﻴﻜﺮوﺑﻲ، وﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺪواﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻔﻬﺎ، ﻛﻘﻄﺮات اﻷذن أو ﻏﻴﺮﻫﺎ، وأﻳﻀﴼ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﺼﺎﺋﺢ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ. واﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺟــــﻔــــﺎف اﻷذﻧــــــــﲔ ﺑـــﻌـــﺪ اﻻﺳـــﺘـــﺤـــﻤـــﺎم أو اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ، ﻋﺒﺮ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺘﺠﻔﻴﻒ اﻷذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﻗﻄﻨﻴﺔ، وﺑﻌﻤﻖ ﻣـﺎ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﻃــﺮف اﻹﺻـﺒـﻊ ﻓﻘﻂ، دون اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻤﻴﻘﴼ ﻓﻲ اﻷذن.
اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﻟﻮﺳﻄﻰ
اﻟـﺘـﻬـﺎب اﻷذن اﻟـﻮﺳـﻄـﻰ ﻫــﻮ ﻧـﻮع آﺧــﺮ ﻣــﻦ اﻻﻟـﺘـﻬـﺎﺑـﺎت اﳌـﻴـﻜـﺮوﺑـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﻗـــﺪ ﺗــﺘــﺴــﺒــﺐ ﻓـــﻲ أﻟــــﻢ ﺑــــــــﺎﻷذن، أي ﻓـﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷذن اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ. وﻳﻨﺸﺄ اﻟﺘﻬﺎب اﻷذن اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟـﺤـﺎد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋــﺪوي ﺑﻜﺘﻴﺮﻳﺔ أو ﻓﻴﺮوﺳﻴﺔ ﺗﺼﻴﺐ اﻟــﺠــﻬــﺎز اﻟـﺘـﻨـﻔـﺴـﻲ اﻟــﻌــﻠــﻮي، وﺗـﻨـﺘـﻘـﻞ إﻟـــﻰ اﻷذن اﻟــﻮﺳــﻄــﻰ. واﻷﻃـــﻔـــﺎل أﻛـﺜـﺮ ﻋــﺮﺿــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﺎﻟــﻐــﲔ ﻟــﻺﺻــﺎﺑــﺔ ﺑـﻬـﺬا اﻟـــــﻨـــــﻮع ﻣـــــﻦ ﻋــــــــﺪوى اﻷذن. وﺑــﺴــﺒــﺐ اﻻﻟـﺘـﻬـﺎب اﳌﻴﻜﺮوﺑﻲ وﺗـــﻮرم اﻷﻧﺴﺠﺔ وﺗﺮاﻛﻢ اﻟﺴﻮاﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮة اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟــــﻸذن اﻟــﻮﺳــﻄــﻰ، ﻣــﻊ ﻋـــﺪم ﻋــﻤــﻞ ﻗـﻨـﺎة أوﺳﺘﺎﻛﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻀﻴﻖ أو ﺳﺪد ﻣﺠﺮاﻫﺎ، ﻓﺈن اﻟﺤﺎﻟﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺆﳌﺔ ﺟﺪﴽ ﻟﻠﻄﻔﻞ، وﻗﺪ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﺒﻜﺎء، وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ أو ﳌﺲ اﻷذن. وﻗـﺪ ﺗﻼﺣﻆ اﻷم أن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻨﻔﻌﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، وﻳﻮاﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻊ أو اﺗﺰان ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺠﺴﻢ، أو ﺗﺪﻧﻲ ﺷﻬﻴﺔ اﻷﻛـﻞ، أو اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ اﻟﺼﺪاع، أو ارﺗﻔﺎع ﺣــﺮارة اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎوز ٨٣ درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، أو ﺧﺮوج إﻓﺮازات ﻣﻦ اﻷذن.
وﻟــــــــــــﺬا، ﻓــــــــﺈن ﻣــــــﻦ أﻫــــــــﻢ ﺧــــﻄــــﻮات اﳌــﻌــﺎﻟــﺠــﺔ، ﻣــﺮاﺟــﻌــﺔ اﻟــﻄــﺒــﻴــﺐ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻷﻟﻢ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﳌﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﺈن اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﺮر ذﻟﻚ؛ ﻷن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟﺘﻬﺎب ﻓﻴﺮوﺳﻲ وﻟﻴﺲ ﺑﻜﺘﻴﺮﻳﴼ.