أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﺆﻫﻞ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق
ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﺗﻨﺸﻂ ﻋﻠﻰ اﳊﺪود ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ
دﻋﺎ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻛﺘﻠﺔ اﳌﺤﻮر اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻋﻀﻮ ﻟﺠﻨﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﺪﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟــﻜــﺮﺑــﻮﻟــﻲ، اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟــﻌــﺮاﻗــﻴــﺔ، إﻟـــﻰ ﻣـﺼـﺎرﺣـﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﺑـﺸـﺄن ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺼــﺮاع اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ - اﻹﻳﺮاﻧﻲ. وﻣﻨﺬ إﻋﻼن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ اﻧﺴﺤﺎب ﻗﻮات ﺑﻼده ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺗﻀﺎرﺑﺖ اﻷﻧــــﺒــــﺎء وﺗــﺒــﺎﻳــﻨــﺖ ردود اﻟــﻔــﻌــﻞ ﺑـــﺸـــﺄن إﻋـــــﺎدة اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ داﺧﻞ اﻟﻌﺮاق.
وﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻗﻮى ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﺑﺮﳌﺎﻧﻴﺔ ﻋﺮاﻗﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺟـﻤـﻊ اﻟــﻌــﺪد اﻟــــﻼزم ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻮاﻗــﻴــﻊ اﻟـﻜـﺎﻓـﻴـﺔ ﻹﻋـــﺪاد ﻣـﺸـﺮوع ﻗـﺎﻧـﻮن ﻳـﻠـﺰم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑﺈﺧﺮاج اﻟﻘﻮات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد، ﻓﻘﺪ ﺗﺒﺎدل ﻛﻞ ﻣﻦ اﺋﺘﻼﻓﻲ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻷﺳﺒﻖ ﻧﻮري اﳌﺎﻟﻜﻲ واﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﺣــﻴــﺪر اﻟــﻌــﺒــﺎدي اﻟـﺘـﻬـﻢ ﺑــﺸــﺄن إدﺧـــﺎل ﻣــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﻮات اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ إﻟـــﻰ اﻟـــﻌـــﺮاق. وﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻨﺸﻐﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺑﺄﻧﺒﺎء اﻟﻮﺟﻮد اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ووﺻﻮﻟﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﻄﺎر ﺑﻐﺪاد، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻔﺘﻪ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻄﻴﺮان اﳌﺪﻧﻲ، أﻛﺪ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﳌﺤﻮر اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ«، أن »اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ اﻟــﻼزﻣـﺔ ﺑﺸﺄن ﻣـﺎ ﻳﺠﺮي ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻼد، ﺳــﻮاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى إﻛﻤﺎل اﻟﻜﺎﺑﻴﻨﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﺄﺟﻴﻞ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ، أو ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺮاع اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ - اﻹﻳﺮاﻧﻲ وﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﻣﻨﻪ«.
وأﺿﺎف اﻟﻜﺮﺑﻮﻟﻲ أن »اﻷﻓﻀﻞ ﻫﻮ ﻣﺼﺎرﺣﺔ اﻟـــﺸـــﻌـــﺐ ﺑــﺎﻟــﺤــﻘــﺎﺋــﻖ ﺑــــــﺪﻻ ﻣــــﻦ اﺗــــﺒــــﺎع ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ إﺧﻔﺎﺋﻬﺎ، ﻷن ﻣﻦ ﺷﺄن ذﻟﻚ زﻳﺎدة اﻷﻣﻮر ﺳﻮءﴽ«. وﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻷﻧﺒﺎء اﳌﺘﻮاﺗﺮة ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻮﺟﻮد اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، ﺳﻮاء ﺑﻌﺪ زﻳﺎرة ﺗﺮﻣﺐ إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﲔ اﻷﺳﺪ ﻏﺮب اﻷﻧﺒﺎر أو اﻧﺴﺤﺎب ﻗﻮات ﺑــــﻼده ﻣـــﻦ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، ﻳــﻘــﻮل اﻟــﺨــﺒــﻴــﺮ اﳌـﺘـﺨـﺼـﺺ ﺑـــﺸـــﺆون اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﻫـﺸـﺎم اﻟـﻬـﺎﺷـﻤـﻲ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ«، إن »اﻻﻧـﺴـﺤـﺎب اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ إﻟــﻰ ﻋﻤﻖ اﻟـﻌـﺮاق ﻟـﻦ ﻳﻜﻮن ﻋـﺒـﺎرة ﻋﻦ ﺗـﺮاﻧـﺰﻳـﺖ، ﺑـﻞ إﻧـﻬـﻢ ﺳــﻮف ﻳﻨﻘﺴﻤﻮن ﺑـﲔ أرﺑﻴﻞ وﻗﺎﻋﺪة ﺳﻨﺠﺎر وﻗﺎﻋﺪة ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺷﻤﺎل اﻟﺮﻣﺎﻧﺔ وﻋﲔ اﻷﺳﺪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻤﺎل اﻟﺮﻃﺒﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﻌــــﺮاق«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﴼ: »ﺳــﺘــﻜــﻮن ﻣــﻌــﻬــﻢ دروع وﻃﺎﺋﺮات دون ﻃﻴﺎر، إذ إن وﺟﻮدﻫﻢ ﺑﺎت واﺿﺤﴼ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻐﻠﻘﻮن اﻟﺤﺪود ﻣﻦ ﻓﻴﺸﺨﺎﺑﻮر وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻋﺮﻋﺮ ﺿﻤﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﺷﺘﺒﺎك ﻗﺮﻳﺒﺔ«. وأوﺿﺢ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ أن »ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﻊ ﻗﻮات اﻟﺤﺸﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺮب واﻟﻮﺻﻮل، وﻫـــــﺬا ﺑــﺤــﺪ ذاﺗـــــﻪ ﻣــﺸــﻜــﻠــﺔ«، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟــــﻰ »أﻧــﻬــﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮن ﺑﲔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻲ )ﻛﻲ ١( ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻛﺮﻛﻮك و)ﻛﻲ ٢( ﺷﻤﺎل ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻔﺘﺤﺔ، ﺣــﻴــﺚ ﺑـــــﺪأوا ﻳــﻌــﻴــﺪون اﻧــﺘــﺸــﺎرﻫــﻢ ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﳌــﺘــﻨــﺎزع ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﺟــﻨــﻮب إﻗــﻠــﻴــﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﺑﺼﺪد إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮات ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳌﻨﺼﻮرﻳﺔ ﺻﻌﻮدﴽ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﻠﺒﺠﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳـﻮف ﻳﺤﻘﻘﻮن ﻣﺎ ﻫﻢ ﻳﺮﻳﺪوﻧﻪ وﻫﻮ ﻋﺮﻗﻠﺔ اﻟﻘﻮى واﻟﺠﻬﺎت اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ إﻳﺮان ﺑﻬﺪف ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺗﺤﺮﻛﻬﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ«.
ﺑﺪوره، أﻛﺪ اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﺎﺿﻞ أﺑﻮ رﻏﻴﻒ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«، أﻧﻪ »ﻣﻦ اﻟــﻨــﺎﺣــﻴــﺔ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ ﻻ ﺗــﻮﺟــﺪ زﻳـــــﺎدة ﻓـــﻲ اﻟــﻘــﻮات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، ﺑﻞ إن وﺟﻮدﻫﻢ اﻧﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻓــﺮاد ﺑﻨﺤﻮ ٣ آﻻف ﺟﻨﺪي ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺑﻘﴼ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺪأوا اﻟﻌﻤﻞ ﻃﺒﻘﴼ ﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة«. وأﺿﺎف أﺑﻮ رﻏﻴﻒ أن »ﻫﻨﺎك اﺳﺘﺤﺪاﺛﴼ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﺜﻞ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻳﺠﺮي اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻋــــﺎدة ﺗـﺄﻫـﻴـﻠـﻬـﺎ ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ ﻗــﺎﻋــﺪة )ﻛـــﻲ ١(، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺮي اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﻴﻄﻬﺎ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن »اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻳﺮﻳﺪون ﻫﺬه اﳌﺮة اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻜﻢ واﻟﻌﺪد«.