Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﳌﺎذا ﻟﻐﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ أﻫﻢ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﻣﻮﻟﻴﻴﺮ؟

»ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ« ﻳﻮﻗﻆ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﲔ

- ﺑﺎرﻳﺲ: أﻧﻴﺴﺔ ﻣﺨﺎﻟﺪي

»ﻓـــــــــ­ﻮاﺋـــــــ­ــﺪ ﻗـــــــــ­ــﻮم ﻋـــــﻨـــ­ــﺪ ﻗـــــﻮم ﻣـــــﺼـــ­ــﺎﺋـــــﺐ«... ﻗـــــﺪ ﻳــﻨــﻄــﺒ­ــﻖ ﻫـــﺬا اﳌــــﺜـــ­ـﻞ ﻋـــﻠـــﻰ وﺿــــــﻊ اﻟـــﺜـــﻘ­ـــﺎﻓـــﺔ ﻓــﻲ ﻛـــﻞ ﻣـــﻦ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ وﺑــﺮﻳــﻄـ­ـﺎﻧــﻴــﺎ ﻓـﻲ ﻋﻬﺪ »ﺑـﺮﻳـﻜـﺴـﺖ«. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ اﻷوﺳــــــ­ﺎط اﻟــﺜــﻘــ­ﺎﻓــﻴــﺔ اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـ­ﺎﻧـﻴـﺔ ﺑﺘﺤﺴﺮ اﻟﻌﻮاﻗﺐ اﻷوﻟﻰ ﻟﺨﺮوﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ، ﺗﺤﻠﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﻮدة ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺧﺮوج اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ وﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟـﺮﻳـﺎدة ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﺘﺤﻒ اﻟﻔﻨﻴﺔ.

- »ﳌــﺎذا ﺗﻜﻮن ﻟﻐﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ أﻫــــــﻢ ﻣــــﻦ ﻟـــﻐـــﺔ ﻣــــﻮﻟـــ­ـﻴــــﻴـــ­ـﺮ؟«، ﻫـــﺬه اﳌﻼﺣﻈﺔ، اﻟﺘﻲ رد ﺑﻬﺎ ﺟﺎن ﻛﻠﻮد ﺟﻮﻧﻜﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ أن ﻃﺎﻟﺒﻮه ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺪل اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺗﻌﺒﺮ وﺣﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ ﺗﻀﺎﻳﻖ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﲔ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، وﻣﺜﻠﻪ ﻓــﻌــﻞ اﻟــﺴــﻔــ­ﻴــﺮ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻲ ﻓـﻴـﻠـﻴـﺐ ﻟــﻜــﻠــﻴ­ــﺰ ﻛــﻮﺳــﺘــ­ﺎ اﻟـــــﺬي ﻏـــــﺎدر ﻣــﺮة اﺟــﺘــﻤــ­ﺎﻋــﴼ ﻣـﻬـﻤـﴼ اﺣــﺘــﺠــ­ﺎﺟــﴼ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻐﺔ وﺣﻴﺪة ﻟﻼﺗﺼﺎل.

ﻋﻠﻰ أن ﻫـﺬه اﻷﺣــﺪاث ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻔﻲ اﻟﻐﺎﺑﺔ، ﻓـــﻘـــﺼـ­ــﺔ اﳌـــﻨـــﺎ­ﻓـــﺴـــﺔ ﺑــــﲔ اﻟــﻘــﻄــ­ﺒــﲔ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻲ واﻷﻧﺠﻠﻮﺳﻜﺴ­ﻮﻧﻲ ﻗـﺪﻳـﻤـﺔ، وأﻣــــﺎم ﺗــﺮاﺟــﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓــــﻲ أوروﺑـــــ­ــــﺎ، ﻻ ﺳــﻴــﻤــﺎ ﻓــــﻲ دول ﻛــــﺮوﻣــ­ــﺎﻧــــﻴـ­ـــﺎ ﺑـــﻠـــﻐـ­ــﺎرﻳـــﺎ وروﺳــــﻴـ­ـــﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻓﺈن اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟــﻠــﻐــﺔ ﻣــﻮﻟــﻴــ­ﻴــﺮ ﻗـــﺪ ﻗــﻔــﺰ ﳌــﺴــﺘــﻮ­ى ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«.

ﺣـﺘـﻰ ﻗـﺒـﻞ اﻟــﺨــﺮوج اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟــﺒــﺮﻳــ­ﻄــﺎﻧــﻴــ­ﺎ اﳌـــﺘـــﻮ­ﻗـــﻊ ﻓــــﻲ ﺷــﻬــﺮ ﻣــﺎرس )آذار( اﳌﻘﺒﻞ، ﺗـﻢ اﻟـﺸـﺮوع ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاء ات ﺑﻌﻀﻬﺎ ذات دﻻﻟـﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﻛﺈﻋﻼن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أﺧﻴﺮﴽ ﻣﻨﺢ ﺑﻼده دروس ﻟــﻐــﺔ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﻴــﺔ إﺿـــﺎﻓـــ­ﻴـــﺔ ﳌــﻮﻇــﻔــ­ﻲ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻮﻋﴼ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻞء اﻟﻔﺮاغ ﺑﻌﺪ اﻧﺴﺤﺎب اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ. ﻋــــﻠــــ­ﻰ أن اﻷﻫـــــــ­ــﻢ ﻫـــــﻮ ﻣـــــﺎ ﺳــﻴــﺘــﻢ اﻟــﻌــﻤــ­ﻞ ﻋــﻠــﻴــﻪ ﻓـــﻲ إﻃـــــﺎر اﳌـﻨـﻈـﻤـﺔ اﻟـــﺪوﻟــ­ـﻴـــﺔ ﻟــﻠــﻔــﺮ­ﻧــﻜــﻮﻓــ­ﻮﻧــﻴــﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ اﻹﻋــﻼن ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻋﻦ ﺧﻄﺔ ﻃﻤﻮﺣﺔ ﺗﻀﻢ ٣٣ ﻣﻘﺘﺮﺣﴼ »ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﻧﻔﻮذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ«. اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﻧﺸﺎط ﺷﺒﻜﺎت ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑـ»اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ« أو »أﻟـﻴـﺎﻧـﺲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎز«، وﻫــﻲ اﻟـﻨـﻮاة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻀﺎﻋﻔﺔ ﻋﺪدﻫﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ٠٠٥ ﻣﺪرﺳﺔ وﻋﺪد ﺗﻼﻣﻴﺬﻫﺎ ٠٥٣ أﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ٠٥٠٢ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ إﻟـﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺎﳌﻴﴼ.

ﺧـــــــــ­ـــﻄــــــ­ــــــﻮة ﻣــــــــﻬ­ــــــــﻤـ­ـــــــﺔ أﻣــــــــ­ــــــﺎم اﻟــﺘــﻨــ­ﺒــﺆ ﺑـــﺎرﺗـــ­ﻔـــﺎع ﻣــﺮﺗــﻘــ­ﺐ ﻟــﻌــﺪد اﻟـــﻔـــﺮ­ﻧـــﻜـــﻮﻓ­ـــﻮﻧـــﻴـ­ــﲔ اﻟــــﺸـــ­ـﺒــــﺎب ﻓــﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻻﻧـــﻔـــ­ﺠـــﺎر اﻟـــﺪﻳـــ­ﻤـــﻮﻏـــﺮ­اﻓـــﻲ وﻛــــﺬا ﻓــــﻲ آﺳـــﻴـــﺎ ﺗـــﺤـــﺪﻳ­ـــﺪﴽ ﻓــــﻲ اﻟــﺼــﲔ، أﻳــﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ )٠٢١ أﻟﻒ ﺣﺴﺐ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﺔ( ﻣﺪﻓﻮﻋﲔ ﺑﻔﺮص اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮد ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻮرﻳﲔ، أﻳـﻦ ﺗﺘﻄﻮر اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺳﻨﻮﻳﴼ، ﺣﺴﺐ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﻜــﻮﻓــﻮﻧ­ــﻴــﺔ. ﻣــﺮﻛــﺰ اﻟــﺼــﺪار­ة اﳌــﺆﻛــﺪة ﻟﻺﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺣـﺮﺟـﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺑﻞ إن اﻷرﻗﺎم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺗﻄﻮر ﻣﺴﺘﻤﺮ: ٠٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺎﻃﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻨﺬ ٤١٠٢ وﻋــﺪد إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻳﻘﺪر ﺑـــ٠٠٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻓﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.

ﻛـﻤـﺎ ﺗﺸﻴﺮ اﻷرﻗــــﺎم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ إﻟـــﻰ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٥٧ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﻧﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋـﺎم ٠٧٠٢. ﻋﻠﻤﴼ أن وزﻳـﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أﻋﻠﻨﺖ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ أن ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﺎم ٩١٠٢ إﻟﻰ ٣ ﻣﻠﻴﺎرات ﻳﻮرو وﻧﺼﻒ اﳌﻠﻴﺎر ﻟﻦ ﺗﺘﺮك دﻋﻢ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﴼ ﻫﺬه اﳌﺮة، إذ إن ﺟﺰءﴽ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺨﺼﺺ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻗﺼﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻋﺮﻳﻖ ﻫﻮ ﻗﺼﺮ »ﻓﻴﻠﻴﺮ ﻛﻮﺗﻮري« ﻟـ»ﻣﺨﺘﺒﺮ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﺔ«. اﳌﻜﺎن اﻟـــــﺬي أراده اﻟـــﺮﺋـــ­ﻴـــﺲ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻲ »رﻣــﺰﴽ ﻗـﻮﻳـﴼ« ﻫـﻮ ﻣـﻦ أﻗــﺪم اﳌﻌﺎﻟﻢ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺔ، ﺣـﻴـﺚ ﺗــﻢ ﻓـﻴـﻪ إﻣـﻀـﺎء أول ﻧــﺺ ﻗـﺎﻧـﻮﻧـﻲ ﻳـﺆﺳـﺲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺔ ﻟــﻐــﺔ ﻟـــــﻺدار­ة واﻟــﺪوﻟــ­ﺔ ﺑــــﺪل اﻟــﻼﺗــﻴـ­ـﻨــﻴــﺔ ﻋــــﺎم ٣٥٥١، ﻛﻤﺎ اﺳـــﺘـــﻘ­ـــﺒـــﻞ ﺑـــــﲔ ﺟـــــﺪراﻧ­ـــــﻪ أﻗـــﻄـــﺎ­ب اﻷدب واﻟﺸﻌﺮ ﻛﻤﻮﻟﻴﻴﺮ، وﻏﺎﺑﻠﻴﻪ وأﻟــــﻜــ­ــﺴــــﻨــ­ــﺪر دوﻣـــــــ­ـــــﺎس. اﻟــﻘــﺼــ­ﺮ اﻟــﺬي ﺳﻴﻜﻠﻒ ﺗﺮﻣﻴﻤﻪ ﻧﺤﻮ ٠٠٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻳــﻮرو ﻳﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ٠٩ أﻟـــــــﻒ ﻣـــﺘـــﺮ ﻣـــــﺮﺑــ­ـــﻊ، وﺳـــﻴـــﺮ­ى اﻟـﻨـﻮر ﻣـﻊ ﻣﻄﻠﻊ ﻋــﺎم ٢٢٠٢، ﻋﻠﻰ أن ﻳﺨﺼﺺ ﻻﺣﺘﻀﺎن ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ وﻓﻨﻴﺔ ﳌﺒﺪﻋﲔ ﻣﻦ ﻛﻞ أﻃﻴﺎف اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻲ. اﻟﺠﺪﻳﺪ أﻳﻀﴼ ﻫﻮ ﺗﻌﻴﲔ اﻟﺮواﺋﻴﺔ اﻟﺤﺎﺋﺰة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮر ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻟـﻴـﻠـﻰ ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎﻧ­ـﻲ ﺳــﻔــﻴــﺮ­ة ﺧـﺎﺻـﺔ ﻟــﻠــﻔــﺮ­ﻧــﻜــﻮﻓــ­ﻮﻧــﻴــﺔ ﻟـــﺘـــﻜـ­ــﻮن اﻟـــﻮﺟـــ­ﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ؛ وﺟﻬﴼ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﺪدﻳﺔ وأﻛﺜﺮ اﻧﻔﺘﺎﺣﴼ ﻋﻠﻰ اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ، ﺑــﻌــﻴــﺪ­ﴽ ﻋــﻦ ﻋــﻘــﺪ اﳌــﺎﺿــﻲ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري.

اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟــﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ ﺻـﺮح ﺑـﺄن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺪ »ﻛﺴﺮت ﻗﻴﻮدﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺎﺿﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ« ﻳـﺮﻳـﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧـﻈـﺮة اﻟﺒﻌﺾ ﻟﻬﺬه اﳌــﺠــﻤــ­ﻮﻋــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻮﺻــﻒ أﺣـﻴـﺎﻧـﴼ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﻟـﻴـﺴـﺖ إﻻ »ﺣــﺠــﺔ ﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﻗﻴﻮد اﳌﺴﺘﻌﻤﺮة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ«، وﻫﻮ اﻟــﺴــﺒــ­ﺐ ﻧـﻔـﺴـﻪ اﻟــــﺬي ﺗﺴﺘﺤﻀﺮه اﻟـــﺠـــﺰ­اﺋـــﺮ ﻣـــﺜـــﻼ ﻟــﺘــﺒــﺮ­ﻳــﺮ رﻓــﻀــﻬــ­ﺎ اﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟـ٢١ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﺰاﺋﺮي اﻟﻨﺎﻃﻘﲔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.

اﻟـــﻜـــﺎ­ﺗـــﺒـــﺔ ﺗــــﺄﻣـــ­ـﻞ ﺑــــــﺄن ﺗــﺮﻗــﻰ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮاﺗﺐ اﻷوﻟﻰ ﺑﺸﺮط أن ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻧـﻈـﺮﺗـﻨـﺎ ﻟــﻬــﺎ: »اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻬـﺎ )ﻟﻐﺔ ﻧﺨﺒﻮﻳﺔ( ﻣﻘﺘﺼﺮة ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻣـﻦ اﳌﺜﻘﻔﲔ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟـــــﻔـ­ــــﻨـــــ­ﻮن دوﻧـــــــ­ــﴼ ﻋـــــﻦ اﳌــــﺠـــ­ـﺎﻻت اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻷﺧــﺮى ﻛﺎﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟ­ﻴﺎ واﻟــﻌــﻠـ­ـﻮم، وﻗــﻠــﻴــ­ﻞ ﻣــﻦ ﻳــﺮاﻫــﺎ ﻟﻐﺔ ﺑـــﺮاﻏـــ­ﻤـــﺎﺗـــﻴ­ـــﺔ ﻋـــﺼـــﺮﻳ­ـــﺔ ﺗــﺴــﺘــﻐ­ــﻞ ﻹﻳــﺠــﺎد ﻓــﺮص ﻋﻤﻞ ﺟــﺪﻳــﺪة، ﻫﺬا ﻏـﻴـﺮ ﺻـﺤـﻴـﺢ وﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ ﻛـﺴـﺮ ﻫـﺬه اﻟـــــﺼــ­ـــﻮرة اﻟــــﺨـــ­ـﺎﻃــــﺌــ­ــﺔ«. اﳌــﻨــﻈــ­ﻤــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﻜـ­ﻮﻓـﻮﻧـﻴـﺔ ﺣـﺴـﺐ ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟـﺨـﻄـﺔ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﺳﺘﺪﻋﻢ ﺑﺤﻮﺛﴼ ودراﺳــــﺎ­ت أﻛـﺎدﻳـﻤـﻴ­ـﺔ، ﻛـﻤـﺎ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻮﻇﻴﻒ أﺳـﺎﺗـﺬة ﺟــﺪد ﻣـﻊ إﻧﺸﺎء »ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺟـﺪﻳـﺪ ﻟﻠﻜﺘﺎب«، ﺳﺎﺑﻘﺔ أوﻟــــﻰ ﻣــﻦ ﻧــﻮﻋــﻬــ­ﺎ ﻛـــﺎن اﳌــﻔــﺮوض إﻧــﺸــﺎؤﻫ­ــﺎ ﻣـﻨـﺬ ٠٥ ﺳـﻨـﺔ - ﺣﺴﺐ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻲ - ﻟــﺠــﻤــﻊ ﻛﻞ اﻟـﻜـﺘـﺎب واﻟـﻨـﺎﺷـﺮ­ﻳـﻦ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ وﺿـــﻊ ﻟﻐﺘﻬﻢ واﻟــﺪﻓــﻊ ﺑﺎﳌﺒﺪﻋﲔ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﲔ إﻟــﻰ اﻷﻣــــﺎم، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﺣﺘﺮام ﻣﺒﺪأ »اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﻫﺬه اﻟﻠﻐﺔ، ﻓﺎﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮ­ﻧﻴﺔ ﻛـــﻤـــﺎ ﺻـــــﺮح اﻟـــــﺮوا­ﺋـــــﻲ اﻟــﻠــﺒــ­ﻨــﺎﻧــﻲ أﻣـــﲔ ﻣــﻌــﻠــﻮ­ف ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ ﻟــﻠــﻔــﺮ­ﻧــﻜــﻮﻓــ­ﻮﻧــﻴــﺔ »ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻗـﻀـﻴـﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣـﻦ أﺟــﻞ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أو اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﺸﺮ ﻗﻴﻢ وﻣﺒﺎدئ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ«.

ﺳــــــﻮق اﻟـــﺘـــﺤ­ـــﻒ اﻟـــﻔـــﻨ­ـــﻴـــﺔ ﻫــﻲ اﳌـــــﺠــ­ـــﺎل اﻵﺧـــــــ­ــﺮ اﻟــــــــ­ـﺬي ﺳــﻴــﻌــﺮ­ف ﺗـــﻐـــﻴـ­ــﻴـــﺮات ﺑــﺴــﺒــﺐ »ﺑـــﺮﻳـــﻜ­ـــﺴـــﺖ«، واﳌــــﻌــ­ــﺮوف أن ﺑــﺮﻳــﻄــ­ﺎﻧــﻴــﺎ ﺗـﺤـﺘـﻞ اﻟﺼﺪارة ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻔﻦ اﻷوروﺑﻴﺔ واﳌـــﺮﺗــ­ـﺒـــﺔ اﻟــﺜــﺎﻟـ­ـﺜــﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــ­ﴼ ﺑـﻨـﺴـﺐ ﺗـــﺘـــﺮا­وح ﺑـــﲔ ٥١ و٠٢ ﻓـــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، ﻟﻜﻦ اﻷوﺿــﺎع ﻗﺪ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«. اﻷرﻗﺎم اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻧـــﺸـــﺮﻫ­ـــﺎ ﻣــــﻮﻗـــ­ـﻊ »أرت ﺑــــﺮاﻳــ­ــﺲ« ﺗﺸﻴﺮ إﻟــﻰ ﺗـﻄـﻮر ﻣﻠﺤﻮظ ﻟﺴﻮق اﻟﻔﻦ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ وﺻﻞ إﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ ١٨ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻷﺧـﻴـﺮ ﻣﻦ ﻫــــﺬه اﻟــﺴــﻨــ­ﺔ، وﻫــــﻲ ﻧــﺴــﺒــﺔ ﺟـﻴـﺪة ﻟﻢ ﻳﺴﺠﻠﻬﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. إﻳـــــﺮﻳـ­ــــﻚ ﻟــــﻮﻧـــ­ـﺪ ﺻــــﺎﺣـــ­ـﺐ ﻣــﻌـــﺮض »دﺑــﻠــﻴــ­ﻮ« ﻓــﻲ ﺣــــﻮار ﻣــﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻧــﻴــﻮﻳــ­ﻮرك ﺗــﺎﻳــﻤــ­ﺰ« أﻛـــﺪ أن أﻛـﺜـﺮ ﻣـــﻦ ٠١ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــ­ﺔ ﻣـــﻦ اﳌـﺠـﻤـﻌـﲔ اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﻳــــــﺰور­ون ﻣــﻌــﺮﺿــ­ﻪ ﻫـــﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ، وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ وﺑﻠﺠﻴﻜﺎ، ﻷن اﻟﻈﺮوف اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎت ﺳﻮق اﻟﺘﺤﻒ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻌﺪ اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮ اﻟـــﺬي ﺳـﻴـﻄـﺮأ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﻮق اﻟﻔﻦ ﻗﺮﻳﺒﴼ.

 ??  ?? ﻣﺎﻛﺮون ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﺔ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ: اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﻐﺔ اﺳﺘﻬﻼك أﻣﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻐﺔ اﺑﺘﻜﺎر
ﻣﺎﻛﺮون ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧ­ﻴﺔ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ: اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﻐﺔ اﺳﺘﻬﻼك أﻣﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻐﺔ اﺑﺘﻜﺎر

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia