»اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ« ﺗﻨﻌﺶ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﺗﱪﻋﺎت اﻟﺸﺮﻛﺎت واﳋﻮاص ﰲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮ
إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟــﻴــﻮم ﻋــﺎﺟــﺰة ﻋــﻦ رﻋــﺎﻳــﺔ اﳌﺜﻘﻒ ودﻋـــﻢ أﻋـﻤـﺎﻟـﻪ وإﺑــﺪاﻋــﺎﺗــﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻘﺸﻒ واﻷزﻣﺎت، ﻓﺈن اﳌــــﺎل اﻟـــﺨـــﺎص ﺣــﺎﺿــﺮ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ وﺗــــﻤــــﻮﻳــــﻞ ﻣــﺸــﺎرﻳــﻌــﻬــﺎ وﻣﻌﺎﳌﻬﺎ وﻣﺘﺎﺣﻔﻬﺎ. اﻟﺤﻞ وﺟﺪ ﻓــــﻲ ﻛــﻠــﻤــﺘــﲔ »رﻋــــﺎﻳــــﺔ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ«. اﳌﻔﻬﻮم ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪﻳﺪ، ﺑﻤﺎ أﻧﻪ ﻋﺮف ﺑــﺪاﻳــﺘــﻪ إﺑـــﺎن اﻟـﻨـﻬـﻀـﺔ اﻹﻳـﻄـﺎﻟـﻴـﺔ ﺣـــــﲔ ﻛــــــﺎن اﻷﻏــــﻨــــﻴــــﺎء ﻳــﺘــﻜــﻔــﻠــﻮن وﻳﺮﻋﻮن ﻣﺒﺪﻋﲔ ﺷﺒﺎﺑﴼ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣـﻦ اﻟﺘﻔﺮغ ﻟﻠﻔﻦ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻄﻮر ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ إﻟﻰ ﻣﺎ أﺻﺒﺢ ﻳﻌﺮف -ﺣﺴﺐ اﳌــــﻔــــﻬــــﻮم اﻻﻧـــﺠـــﻠـــﻮﺳـــﻜـــﺴـــﻮﻧـــﻲﺑـــ»ﺳــﺒــﻮﻧــﺴــﻮرﻧــﻎ« أو »اﻟـﺘـﻤـﻮﻳـﻞ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ اﻟــﺪﻋــﺎﻳــﺔ« وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﺎدة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻟﻔﻦ.
ﻓـــــــــﻲ ﻛـــــــــﻞ ﺳــــــﻨــــــﺔ ﺗـــﺨـــﺼـــﺺ ﻓﺮﻧﺴﺎ، اﻟﺤﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻤﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻨﻮن، ﻣﻴﺰاﻧﻴﺎت ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻀﺦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ، وﺻﻠﺖ ﻋﺎم ٨١٠٢ إﻟﻰ ٠١ ﻣﻠﻴﺎرات ﻳﻮرو، ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻣﻨﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٤٢ ﻣﻠﻴﻮﻧﴼ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﳌﻌﺎﻟﻢ اﻷﺛـﺮﻳـﺔ وﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ، و٠٠٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ، و٣ ﻣــﻼﻳــﲔ ﻻﺳـﺘـﻘـﺒـﺎل اﳌﺒﺪﻋﲔ اﻷﺟـﺎﻧـﺐ، و٠٦٨ ﻣﻠﻴﻮﻧﴼ ﻟـﺘـﻤـﻮﻳـﻞ ﻣــﺸــﺎرﻳــﻊ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ، وإن ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫــﺬه اﳌـﺒـﺎﻟـﻎ ﺗـﺒـﺪو ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ إﻻ أﻧــﻬــﺎ أﺻــﺒــﺤــﺖ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮاﻗـــﻊ ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮض ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﻌﺾ اﳌﺸﺎرﻳﻊ. رﻏﻢ ﻫﺬا وذاك، ﻓــﺈن ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻣــﻦ اﳌـﺆﺳـﺴـﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻨﺸﻂ وﺗﻨﺘﻌﺶ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺒﺎت وﺗﺒﺮﻋﺎت اﻟﺸﺮﻛﺎت واﻟﺨﻮاص.
ﻫــــﺬه اﻟــﺴــﻨــﺔ اﳌـــﺪاﺧـــﻴـــﻞ اﻟــﺘــﻲ ﺟـــــﺎءت ﻣـــﻦ اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺎت اﻟــﺮاﻋــﻴــﺔ ﺑﻠﻐﺖ أرﻗﺎﻣﴼ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ: ٣ ﻣﻠﻴﺎرات ﻳـــﻮرو )أي ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﺛـﻠـﺚ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﳌــــﺨــــﺼــــﺼــــﺔ ﻟــــﻠــــﺜــــﻘــــﺎﻓــــﺔ( ﺣــﺴــﺐ ﺟـــﻤـــﻌـــﻴـــﺔ »اﻷﻛـــــــﻤـــــــﻴـــــــﺪال« )ﻟــــﺪﻋــــﻢ اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﻴــﺪان اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺂزر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ(، إﻟﻰ ﻫـــﺬا اﻟــﺮﻗــﻢ ﻳـﺠـﺐ إﺿــﺎﻓــﺔ اﻟـﻬـﺒـﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺘﻬﺎ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻛﺠﻤﻌﻴﺔ »اﻟــﺘــﺮاث« اﻟﺘﻲ ﻳﺮأﺳﻬﺎ أﺣﺪ إﻃﺎرات ﺑﻮرﺻﺔ ﺑﺎرﻳﺲ واﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٥ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﻮرو ﻟـﺪﻋـﻢ اﻟــﺘــﺮاث اﻟـﻔـﻨـﻲ، أو ﻣﺆﺳﺴﺔ »أﺻﺪﻗﺎء ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ«.
اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ﻛﺎﻧﺎ اﻷوﻓﺮ ﺣﻈﴼ ﺑـﺎﻟـﺮﻋـﺎﻳـﺔ، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﺤﻮذا ﻋﻠﻰ ٤٣٪ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع ﻣﺎ ﻗﺪم ﻣﻦ اﻷﻣﻮال. اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﺑﻲ إن إف« وﺣﺪﻫﺎ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻣﺎ ﺑﲔ ٤ و٦ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﻮرو ﺳﻨﻮﻳﴼ، ﺗﻠﻴﻬﺎ اﳌــﻮﺳــﻴــﻘــﻰ واﻟــﺴــﻤــﻌــﻲ اﻟــﺒــﺼــﺮي ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٣٪، واﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ واﻻﺳﺘﻌﺮاﺿﻴﺔ ﺑــــ٦٢٪، واﳌﻌﺎﻟﻢ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﺑـ٩٪.
ﺗــﻄــﻮر ﻣــﻠــﺤــﻮظ، ﻻ ﺳـﻴـﻤـﺎ أن ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻗـــﺪ ﺗـــــــﺮددت ﻃـــﻮﻳـــﻼ ﻗـﺒـﻞ اﻟﺨﻮض ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻧﻈﺮﴽ إﻟﻰ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣــﺴــﺄﻟــﺔ دﺧــــــﻮل رؤوس اﻷﻣــــــﻮال ﻣﺠﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺣﺮﺻﻬﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋـﻠـﻰ إﺑــﻌــﺎد ﻛــﻞ ﺷـﺒـﻬـﺎت اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓــﻲ ﺣــﺮﻳــﺔ رﺟـــﺎل اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ واﻟــﻔــﻦ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻘﻮي ﻟﻠﺪوﻟﺔ وإﺷـﺮاﻓـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ داﺋـــــــﺮة »اﻟـــﺼـــﺎﻟـــﺢ اﻟــــﻌــــﺎم« وﻋــﻠــﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. اﻟﻴﻮم ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺪارك اﻟـﺘـﺄﺧـﻴـﺮ ﻓـﺤـﺴـﺐ، ﺑــﻞ إن ﻇـﺎﻫـﺮة »اﻟـﻨـﺼـﺮة« ﺗـﻌـﺮف رواﺟـــﴼ ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﻴﺮ، ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎل ﺑﻌﻨﻮان »ﻧﺼﺮة اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ازدﻫــﺎر« ﻗﻴﻤﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟﻮﻓﻴﻐﺎرو« ﻋﺪد اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺒﺮﻋﺖ ﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺎت ﺛــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ وﺟــﻤــﻌــﻴــﺎت ﺑــﻨــﺤــﻮ ٥٤١ أﻟــــﻒ ﺷـــﺮﻛـــﺔ ﺑــﻌــﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ٠٠٥٦ ﻋﺎم ٦٠٠٢، ﻣـﻀـﻴـﻔـﺔ أﻧــﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺗــﺰاﻳــﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮ وﺑﻮﺗﻴﺮة ﻣﺘﺴﺎرﻋﺔ، ﺣﻴﺚ ﻋﺮﻓﺖ زﻳﺎدة ٠٢١٪ ﻓﻲ ﻇﺮف ٦ ﺳﻨﻮات. اﻟﻔﻀﻞ ﻳـﻌـﻮد إﻟــﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟـﺬي ﻃــﺮأ ﻋﻠﻰ اﻹﻃـــﺎر اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻲ اﻟــﺬي ﻳــﺼــﺎﺣــﺐ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت »اﻟـــﻨـــﺼـــﺮة«، ﺣــﻴــﺚ ﺗـــﻢ اﺳـــﺘـــﺒـــﺪال ﺑـــﻘـــﺎﻧـــﻮن ٣٢ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٧٨٩١ ﻗﺎﻧﻮﻧﴼ آﺧﺮ، وﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮن ١ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٣٠٠٢ اﻟـــﺬي ﻳـﻤـﻨـﺢ اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﺧﺼﻤﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻳﻘﺪر ﺑـ٠٦٪ وﻗـﺪ ﻳﺼﻞ إﻟـــﻰ٠٩٪، ﺣﲔ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣــﺮ ﺑـﺪﻋـﻢ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﻓـﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﳌﻬﻢ، وﻫﻮ ﻣــﺎ ﺷـﺠـﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﳌـﺆﺳـﺴـﺎت ﻋﻠﻰ ﺧﻮض ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻨﺼﺮة.
ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أن اﻟــﻈــﺎﻫــﺮة ﻟـــﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓـــﻘـــﻂ، إذ ﺣــﺘــﻰ اﻟــﺼــﻐــﻴــﺮة اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﺗــﻤــﻠــﻚ ﻣــﺪاﺧــﻴــﻞ ﻣــﻬــﻤــﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﺑــــﺸــــﻜــــﻞ ﻣــــﺨــــﺘــــﻠــــﻒ ﻋــــــــﻦ ﻃــــﺮﻳــــﻖ ﺗــﺸــﺠــﻴــﻊ ﻣــﻮﻇــﻔــﻴــﻬــﺎ ﻣـــﺜـــﻼ ﻋـﻠـﻰ اﻟــــﺘــــﺒــــﺮع ﺑـــﻮﻗـــﺘـــﻬـــﻢ ﻹﻧـــــﺠـــــﺎح أي ﻣـــﺸـــﺮوع ﺛــﻘــﺎﻓــﻲ أو ﻓـــﻨـــﻲ. ﻧــﻈــﺮﴽ ﻏــﻠــﻰ إﻟـــــﻰ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻫـــــﺬا اﻟــﻨــﺸــﺎط ﻓــﻲ ﺗﺤﺴﲔ اﻟــﺼــﻮرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟــﻠــﻤــﺆﺳــﺴــﺎت ﻓـــﺈن أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٠٠٢ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﻗــــــﺮرت إﻧـــﺸـــﺎء ﻣــﺆﺳــﺴــﺎت ﺧﻴﺮﻳﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﺗﺘﻔﺮغ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﺑــﻬــﺬا اﳌــﺠــﺎل، أﺷــﻬــﺮﻫــﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﺑــــــــــﺎﻻزو ﻏـــــﺮاﺳـــــﻲ« ﻟــﺼــﺎﺣــﺒــﻬــﺎ رﺟــﻞ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﺑﻴﻨﻮ، وﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻛﺎرﺗﻴﻲ« اﻟﺘﻲ ﺗـﺸـﺮف ﻋﻠﻰ أﻛـﺒـﺮ ﻣﺘﺤﻒ ﺧﺎص ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﻛــﺬا ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻟﻮي ﻓﻴﺘﻮن« و»ﻓﻴﻨﺸﻴﻲ«.
»ﻣـﺘـﺤـﻒ اﻟـﻠـﻮﻓـﺮ« ﻳـﻘـﺪم أﻛﺒﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎح ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﺒﺮ »ﺣﻠﻘﺔ أﺻــﺪﻗــﺎء ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ« اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺧﻮاص وﺷﺮﻛﺎت ﺗﺪﻋﻢ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻷﻛﺜﺮ زﻳﺎرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﺜﻼ ﻣﻦ اﻗﺘﻨﺎء ﻟـﻮﺣـﺔ اﻟﻔﻨﺎن ﺟــﺎك ﺳﺎﻟﻲ »اﻟــــﺤــــﺐ وﻫــــــﻮ ﻳــﺸــﻬــﺮ ﺳــﻬــﺎﻣــﻪ« ﺑـــﻔـــﻀـــﻞ ﺟـــﻤـــﻌـــﻬـــﺎ ﻣـــــﺎ ﻳـــــﻘـــــﺎرب ٣ ﻣﻼﻳﲔ ﻳــﻮرو ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ اﳌﺘﺤﻒ ﺳﻨﻮﻳﴼ وﻣﻨﺬ ٠١٠٢ ﺣـﻤـﻠـﺔ »ﻛــﻠــﻨــﺎ رﻋــــﺎة« اﻟــﺘــﻲ ﻳـﺪﻋـﻮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟــﺨــﻮاص إﻟــﻰ اﻟـﺘـﺒـﺮع ﻋﺒﺮ ﻣــﻮﻗــﻌــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺸــﺒــﻜــﺔ، آﺧـــﺮ ﻫــﺬه اﻟﺤﻤﻼت ﻣﻜﻨﺖ اﳌﺘﺤﻒ ﻣﻦ اﻗﺘﻨﺎء ﺗﺤﻔﺔ ﻧﺎدرة ﻫﻲ »ﻛﺘﺎب اﻟﺴﺎﻋﺎت« ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﻮا اﻷول، واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮوﺿﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﺠﻤﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﻤﺒﻠﻎ ٠١ ﻣـﻼﻳـﲔ. أﻣﺎ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺘﺒﺮع اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ اﳌﺘﺤﻒ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﺑﻮاﺑﺔ »اﻟﻜﺮوزﻳﻞ« واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻠﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻳـﻮرو ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﺣﺘﻰ اﻵن ٦٢٣٤ ﻣﺘﺒﺮﻋﴼ وﺣﻘﻘﺖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢٩٪.
ﺑﻌﺾ اﳌﻌﺎﻟﻢ أﺻﺒﺤﺖ ﻧﻤﺎذج ﻳﺤﺘﺬى ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺬاﺗﻲ، ﻛــﻘــﺼــﺮ »ﺷــــﺎﻣــــﺒــــﻮر« اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻲ اﻟــﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮه ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٩٪ ﻋــــﻠــــﻰ اﻷﻣـــــــــــــﻮال اﻟـــﺨـــﺎﺻـــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﻟﻜﻦ أﻳﻀﴼ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻫـــــﺬا ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــﺮﻏــــﻢ ﻣــــﻦ أن اﳌــﻌــﻠــﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﺼﻨﻒ ﺿﻤﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ. ورﻏﻢ ﻏﻴﺎب اﳌـــﻘـــﺎﺑـــﻞ اﳌــــــــﺎدي واﻟــــﺪﻋــــﺎﻳــــﺔ ﳌـﺜـﻞ ﻫــﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻓــﺈن اﳌــﺮاﻓــﻖ اﻟﺘﻲ ﺗـﺴـﺘـﻔـﻴـﺪ ﻣـــﻦ ﻫـــﻜـــﺬا دﻋــــﻢ ﺗـﻜـﺎﻓـﺊ داﻋﻤﻴﻬﺎ ﺑﻄﺮق ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ، ﻓﺎﻟﺮاﻋﻲ ﻗﺪ ﻳﺠﺪ اﺳﻤﻪ أو ﺷﻌﺎره -إذا ﻛﺎن ﻣﺆﺳﺴﺔ- ﻓﻲ ﻣﺮﺑﻊ ﺻﻐﻴﺮ داﺧﻞ ﻗﺎﻋﺔ اﳌﺘﺤﻒ، أو ﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﺳﻤﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺒﺘﻪ ﻛﺮﻳﻤﺔ، أﻣﺎ اﻟــﺬي ﻳﺪﻓﻊ أﻗــﻞ ﻣـﻦ ذﻟــﻚ، ﻓﺘﻤﻜﻨﻪ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﺜﻼ ﻣﻦ ﺗﺬاﻛﺮ دﺧﻮل ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﻪ وﻟﻌﻤﻼﺋﻪ أو ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺎت ﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ ﺣـــﻔـــﻼت ﺧـــﺎﺻـــﺔ أو ﻣـﻦ ﺣﺠﺰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﺎﻻت اﻟـــــﻌـــــﺮض. ورﺑــــﻤــــﺎ ﻛــــﺎﻧــــﺖ أﻃــــﺮف ﻫـــﺬه اﳌــﻜــﺎﻓــﺂت ﻣــﺎ ﺗـﻘـﺘـﺮﺣـﻪ أوﺑـــﺮا ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﻟــﺸــﺮﻛــﺎﺋــﻬــﺎ ﻣـــﻦ زﻳـــــﺎرات ﻟــﻜــﻮاﻟــﻴــﺲ اﻟــﻌــﺮض ﺳــﺎﻋــﺎت ﻗﺒﻞ اﻻﻓـﺘـﺘـﺎح. ﻣـﻦ اﳌﺎﻧﺤﲔ أﻳﻀﴼ ﻣﻦ ﻳﺮﻓﺾ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﳌﻜﺎﻓﺂت؛ ﻋﺎﺋﻠﺔ »آل روﺗﺸﻠﻴﺪ« اﻟﺘﻲ دﻋﻤﺖ ﻟﻌﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻣـــﻮﻟـــﺖ ﻋــــﻮدة أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٢١ أﻟــﻒ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﻨﻴﺔ إﻟﻰ اﳌﺘﺎﺣﻒ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻔﺎدى اﻷﺿـــﻮاء وﺗﺮﻓﺾ ﺣﺘﻰ وﺿﻊ اﺳﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺪﻋﻮة.