ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﺜﻮرة... ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي
أﻓﺎد ﻋﻨﻮان ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻛﻴﻬﺎن« اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳌﺆﺳﺴﺔ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋـﻠـﻲ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﺑــﻌــﺪدﻫــﺎ اﻟــﺼــﺎدر ﻳﻮم اﻻﺛﻨﲔ، ﺑﺄن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ إﻳﺮان اﻧﺨﻔﺾ ﺑﻤﻌﺪل ٥٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺧــــﻼل اﻟــﻌــﻘــﻮد اﻷرﺑـــﻌـــﺔ ﻣـــﻦ ﻋﻤﺮ ﻧﻈﺎم اﻟﺜﻮرة. وﻟﻢ ﺗﻨﻔﺮد ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻛﻴﻬﺎن« ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ، إذ إﻧـــﻪ ﺟـــﺎء ﺿــﻤــﻦ ﺣـﻤـﻠـﺔ ﻟﻠﺼﺤﻒ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ اﻟــﻀــﻮء ﻫــﺬه اﻷﻳــﺎم ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﺗﺴﻤﻴﻪ »إﻧـﺠـﺎزات اﻟﺜﻮرة«. ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻘﺮ واﳉﻮع
ﻟﻜﻦ ﻋﻨﻮان اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻛﻐﻴﺮه ﻳﺸﻴﺪ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟــﺜــﻮرة، وذﻟــﻚ ﻓﻲ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻊ اﻷرﻗــﺎم اﻟﺼﺎدرة ﻣـﻦ ﻣـﺼـﺎدر رﺳﻤﻴﺔ أو ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، ﺣـــﻴـــﺚ ﺗـــﺸـــﻴـــﺮ إﺣـــﺼـــﺎﺋـــﻴـــﺔ ﳌــﺮﻛــﺰ ﺑﺤﻮث اﻟﺒﺮﳌﺎن إﻟﻰ أن ﻣﺎ ﺑﲔ ٥٤ و٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ ﺧﻂ اﻟﻔﻘﺮ، ﻓﻴﻤﺎ أﺷﺎر ﻋــﻀــﻮ ﻓـــﻲ اﻟــﻠــﺠــﻨــﺔ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ إﻟـﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﺣــﺪود ٠٨ ﻓﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ. وﻓــــﻲ ﺣـــﲔ ﻳــﺘــﻮﻗــﻒ اﻟـﺤـﺪ اﻷدﻧـــــــــﻰ ﻣــــﻦ اﻷﺟـــــــــﻮر ﻓــــﻲ إﻳــــــﺮان ﻋـﻨـﺪ ٢١ ﻣـﻠـﻴـﻮن رﻳـــﺎل )ﻧـﺤـﻮ ٥٠١ دوﻻرات( ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ ﻓـﺈن ﻣﺼﺎدر وزارة اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺆﻛﺪ أن ﺧـﻂ اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﻬﺮان ﻳﺘﺠﺎوز ٦٣ ﻣﻠﻴﻮن رﻳﺎل )ﻧﺤﻮ ٣٠٣ دوﻻرات(، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳــﺒــﻠــﻎ ﻓـــﻲ إﻳـــــــﺮان ﻧــﺤــﻮ ٠٣ ﻣﻠﻴﻮن رﻳــﺎل )ﻧـﺤـﻮ ٠٧٢ دوﻻرا(، وﻫـــــﻮ ﻣــــﺎ ﻳـــﺪﻓـــﻊ ﺑــﻤــﺴــﺎﻋــﺪ وزﻳــــﺮ اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أن »ﻧﺤﻮ ٥ ﻣﻼﻳﲔ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ اﳌﺪﻗﻊ واﻟﺠﻮع اﳌﻔﺮط«. ﻣﺆﺷﺮات اﻻﻧﻬﻴﺎر
ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻷﻣـــﺮ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﳌــﺆﺷــﺮات اﻷﺧــــﺮى، ﻓﻬﻲ ﺑـــﺎﻹﺟـــﻤـــﺎل ﺗــﺸــﻴــﺮ إﻟـــــﻰ »ﻛـــﺎرﺛـــﺔ« ﺣــﻠــﺖ ﻋــﻠــﻰ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎد اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﻘﻮد اﻷرﺑﻌﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﺣــﺘــﻰ إذا ﻛــــﺎن اﻹﻋــــــﻼم اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟــﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟــﻚ. أﺑــﺮز ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬه »اﻟﻜﺎرﺛﺔ« ﻫﻮ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺬي ﺗــﺠــﺮﺑــﻪ اﻟــﻌــﻤــﻠــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ. ﻓﻤﻦ ﻧﺤﻮ ٠٧ رﻳﺎﻻ ﻟﻜﻞ دوﻻر أﻣﻴﺮﻛﻲ، وﺻــﻠــﺖ ﻗـﻴـﻤـﺔ اﻟـــﺮﻳـــﺎل اﻟــﻴــﻮم إﻟــﻰ ٠٢١ أﻟــﻒ رﻳـــﺎل ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﻛــﻞ دوﻻر، واﳌﺴﺘﻘﺒﻞ أﺳـــﻮد وﻓــﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟـــﺨـــﺒـــﺮاء اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﲔ. ﻫــــﺬا ﻳـﺒـﲔ أن ﻗـﻴـﻤـﺔ اﻟــﺮﻳــﺎل ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ اﻟـﻌـﻤـﻼت اﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻴـــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ اﻧــﺨــﻔــﻀــﺖ ٥١٧١ ﻣﺮة ﺧﻼل ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ، ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل اﻧﻬﻴﺎرﴽ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٠٥١٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺒﻮﻃﴼ ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٢٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻛﻞ ﻋﺎم.
اﻻﻧـــــﻬـــــﻴـــــﺎر ﻟـــــﻢ ﻳـــــﺤـــــﺪث ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮى ﻗــﻴــﻤــﺔ اﻟـــﺮﻳـــﺎل اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﻤﻼت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ، وإﻧـﻤـﺎ ﻧﺠﺪ ﻟـﻪ ﺻــﺪى ﻓـﻲ ارﺗـﻔـﺎع أﺳــــــﻌــــــﺎر اﻟــــــﺬﻫــــــﺐ ﻓــــــﻲ اﻷﺳـــــــــﻮاق اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ. ﻓــﻤــﻦ ٠٠٢٤ رﻳـــــﺎل ﻓﻲ ﻋﺎم ٩٧٩١ ارﺗﻔﻌﺖ ﺣﺴﺐ ﻣﺼﺎدر وزارة اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﺴﺒﻴﻜﺔ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ )اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ( إﻟـــﻰ ﻧــﺤــﻮ ١٤ ﻣـﻠـﻴـﻮن رﻳــﺎل ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٩١٠٢، ﻣـﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٠٣ أﻟﻒ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺟﺮﺑﺘﻪ أﺳﻌﺎر اﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﺎ ﻣﻌﺪﻟﻪ ٠٠٥٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﺈزاء ﻛﻞ ﻋﺎم.
ﻋــﻠــﻰ ﺻــﻌــﻴــﺪ اﻟــــﺮواﺗــــﺐ، ﻓــﺈن ﻣﺼﺎدر وزارة اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺆﻛﺪ أن اﻟﺤﺪ اﻷدﻧـــﻰ ﻣـﻦ اﻟــﺮواﺗــﺐ ﻛــﺎن ﻓـﻲ ﻋﺎم ٩٧٩١ ﻋﻨﺪ ٣٤٢ دوﻻرﴽ، ﻓﻲ ﺣﲔ أن اﻟﺮﻗﻢ ﻫﺬا أﺻﺒﺢ ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﺜﻮرة ﻋﻨﺪ ٦٠١ دوﻻرات، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﺑﻨﺤﻮ ٦٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻣــﺆﺷــﺮﴽ ﺟــﻴــﺪﴽ ﻋــﻠــﻰ اﻻﺿــﻄــﺮاب اﻟـــﺬي ﻳـﺠـﺮﺑـﻪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺼـــﻌـــﻴـــﺪ اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدي. رﺳــﻤــﻴــﴼ ﻟــــﻢ ﺗــﻨــﺨــﻔــﺾ ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟـﺘـﻀـﺨـﻢ ﻓــﻲ إﻳــــﺮان ﻋــﻦ ٠١ ﻓﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ إﻻ ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم واﺣـــــﺪ ﻃﻴﻠﺔ اﻟـﻌـﻘـﻮد اﻷرﺑــﻌــﺔ اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺟـــــﺮﺑـــــﺖ إﻳـــــــــــــﺮان ﺧـــــــــﻼل ﻧــﺼــﻒ ﻫـــﺬه اﻷﻋــــﻮام اﻷرﺑــﻌــﲔ ﻣـﻌـﺪﻻت ﺗﻀﺨﻢ ﺗﻔﻮق ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ وﻫﻲ اﻟــﻴــﻮم ﺗــﺠــﺮب ﻣــﻌــﺪﻻت ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗـﺪرت ﺑﻨﺤﻮ ٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺧﻼل ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ٨١٠٢. ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻷرﻗـﺎم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ إذ ﺗﺸﻴﺮ اﻷرﻗﺎم اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺮاﻛﺰ ﻋـﻠـﻤـﻴـﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــﺔ إﻟـــﻰ أن ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟــــﺘــــﻀــــﺨــــﻢ اﻟـــﺤـــﻘـــﻴـــﻘـــﻴـــﺔ ﺗـــﻔـــﻮق اﳌــــﻌــــﺪﻻت اﻟـــﺮﺳـــﻤـــﻴـــﺔ اﻟــــﺼــــﺎدرة ﻋـﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ. ﻓﻘﺪ أﺷـﺎر ﻋــﻠــﻰ ﺳــﺒــﻴــﻞ اﳌـــﺜـــﺎل أﺣـــﺪ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎد اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﲔ إﻟــــﻰ أن ﻣـــﻌـــﺪل اﻟــﺘــﻀــﺨــﻢ ﻓـــﻲ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـﺮ ٨١٠٢ ﻛﺎن ﻋﻨﺪ ٠٣٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ وﻫﻮ أرﺑﻌﺔ أﺿﻌﺎف اﳌﻌﺪل اﻟﺮﺳﻤﻲ.
ﻟــﻜــﻦ اﳌـــﺆﺷـــﺮ اﻷﻧـــﺴـــﺐ ﻟﺘﺒﲔ اﻧــﻬــﻴــﺎر اﻟــﻮﺿــﻊ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي ﻫﻮ ﻣــﻘــﺎرﻧــﺔ ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟــﺪﺧــﻞ اﻟــﻔــﺮدي ﺧــﻼل اﻷﻋـــﻮام اﻷرﺑــﻌــﲔ اﳌﺎﺿﻴﺔ. ﻓــﻔــﻲ ﺣــﲔ أن اﳌـــﺼـــﺎدر اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ ﺗــﺆﻛــﺪ ارﺗـــﻔـــﺎع ﻣــﺴــﺘــﻮى اﳌـﻌـﻴـﺸـﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة، ﻓﻘﺪ أﺷﺎرت ﻣـــﺮاﻛـــﺰ ﺑـــﺤـــﻮث ﻣــﺴــﺘــﻘــﻠــﺔ إﻟــــﻰ أن ﻣـﺘـﻮﺳـﻂ دﺧــﻞ اﻟــﻔــﺮد اﻟــﻮاﺣــﺪ ﻓﻲ إﻳﺮان ﺟﺮب اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﺑﻨﺤﻮ ٨٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺴﻨﻮات اﻷرﺑﻌﲔ اﳌــــﺎﺿــــﻴــــﺔ ﻓــــــﻲ ﺣــــــﲔ أن أﺳــــﺘــــﺎذ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎد ﻓـــﻲ ﺟــﺎﻣــﻌــﺔ ﺑـﻬـﺸـﺘـﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻟﻴﻼز ﻳﺆﻛﺪ أن ﻣﻌﺪل اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي ﺷﻬﺪ اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﺑﻨﺤﻮ ٧٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة. وﺑﲔ ﻫـــﺬا وذﻟـــﻚ ﻳـﺘـﻀـﺢ أن اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﲔ ﻓــﻘــﺪوا ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﺣــﻜــﻢ اﻟـــﺜـــﻮرة ﺑﲔ ﺛــﻠــﺜــﲔ وﺛـــﻼﺛـــﺔ أرﺑــــــﺎع ﻣـــﻦ ﻣــﻌــﺪل دﺧﻠﻬﻢ اﻟﺴﻨﻮي.
ﺻـــﺤـــﻴـــﻔـــﺔ »ﻛـــــﻴـــــﻬـــــﺎن« اﻟـــﺘـــﻲ ﺧــﺼــﺼــﺖ ﻋـــﻨـــﻮاﻧـــﻬـــﺎ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻲ ﳌﺪﻳﺢ اﻹﻧﺠﺎزات اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ ﻟﻠﺜﻮرة ﺗﻌﺪ واﺣﺪة ﻣﻦ أﺟﺰاء إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﺗـﻌـﻤـﻞ ﺗــﺤــﺖ إﺷـــﺮاف ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ؛ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﺗــﺘــﻀــﻤــﻦ ﺑـــﲔ أذرﻋــــﻬــــﺎ ﻋـــــﺪدﴽ ﻣـﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎت اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﺛﺮوة ﺗﻘﺪرﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﳌﺼﺎدر اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٩ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر وﻻ ﺗﺪﻓﻊ أي ﺿﺮاﺋﺐ وﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻷي ﻣﺤﺎﺳﺒﺎت.
اﻟﺸﻌﺐ ﺿﺤﻴﺔ اﻟﺸﻌﺎرات اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ
ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ رﻣـﻮز اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟـــﺜـــﻮري ﺑــــﺎت ﻳــﻌــﻠــﻢ، ﻋﻠﻰ ﺧــــﻼف ﻣـــﺎ ﺗـــﺤـــﺎول اﻟــﺼــﺤــﻒ ﻫــﺬه اﻷﻳـــﺎم إﺑــــﺮازه، أن اﻟــﺜــﻮرة اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ ﻟـــﻢ ﺗــﺠــﻠــﺐ ﻟــﻠــﺸــﻌــﺐ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﻏﻴﺮ اﻧــﻬــﻴــﺎرات ﻣـﺘـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي. ورﺑـــﻤـــﺎ ﻫـــﺬا ﻣـــﺎ دﻓــﻊ ﺑﺨﻄﻴﺐ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﻣﻮﺣﺪي ﻛﺮﻣﺎﻧﻲ ﻟﻴﻘﻮل إن اﻟﺜﻮرة اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ ﻟــﻢ ﺗـــﺄت ﻟـﺘـﻤـﻨـﺢ اﻟـﺸـﻌـﺐ رﻓﺎﻫﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ، وأن اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ أﻛﺒﺮ.
اﳌــﺼــﺎﻟــﺢ اﻷﻛـــﺒـــﺮ ﻟـــﻢ ﻳـﻔـﺼـﺢ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻮﺣﺪي ﻛﺮﻣﺎﻧﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﺮﺳﺎﻧﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣــﺴــﺎب اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد، إذ إن اﳌـﺠـﺎل اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ اﻟـــﺬي ﺷــﻬــﺪت إﻳـــﺮان ﻓﻴﻪ ﻃــﻔــﺮة ﺧـــﻼل أﻋـــــﻮام ﺣــﻜــﻢ اﻟــﺜــﻮرة ﻫـــــﻮ ﺗـــﺮﺳـــﺎﻧـــﺘـــﻬـــﺎ اﻟـــﺼـــﺎروﺧـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻠــﺢ إﻳــــــﺮان ﺑــﺸــﻜــﻞ واﺿـــﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻌﻬﺎ، رﻏـﻢ ﻛﻞ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ ﻓــﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﻌﻴﺶ ﻋـــــﻠـــــﻰ ﺣــــــﺎﻓــــــﺔ اﻻﻧـــــــﻬـــــــﻴـــــــﺎر، ﻛـــﻤـــﺎ ﻳــﻘــﻮل ﻣــﺴــﻌــﻮد ﻧــﻴــﻠــﻲ اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎر اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ، ﻣـــﺆﻛـــﺪﴽ أن اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻗــﺪ ﺗــﻐــﺮق ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ.