ﻓﻲ ﻓﻨﻠﻨﺪا... اﳌﺎل ﻳﺸﺘﺮي اﻟﺴﻌﺎدة
ﻗﺪ ﺗﺠﻠﺐ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓــﻨــﻠــﻨــﺪا ﺑـــﺸـــﺄن »اﻟــــﺪﺧــــﻞ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻲ اﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻲ« اﻟـــﺘـــﻲ اﺳــﺘــﻐــﺮﻗــﺖ ﻋــﺎﻣــﲔ، واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺆﻛﺪﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث ﺣـﺘـﻰ اﻵن، اﻟــﻀــﺮر ﻟﻘﻀﻴﺔ »اﻟــﺪﺧــﻞ ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوط«. ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أن ﻣﺒﺪأ »اﳌﺎل ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺷﻲء« ﻳﺴﻌﺪ اﻟـﻨـﺎس، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋــﻤــﻞ، ﻋــﻠــﻰ ﻋــﻜــﺲ ﻣــﻌــﻮﻧــﺔ اﻟــﺒــﻄــﺎﻟــﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.
ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ اﻟﻔﻨﻠﻨﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ ﻣﻌﻬﺪ »ﻛﺎﻻ« - ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﺄﻣﲔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد - ﺧﻼل ﻋــﺎﻣــﻲ ٧١٠٢ و٨١٠٢ ﺑـﺎﻟـﻐـﺔ اﻷﻫـﻤـﻴـﺔ ﻟﺼﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ ﺗﻨﻮع اﻟﺪﺧﻞ ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوط ﻧﻮﻋﴼ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺧﺴﺎرة اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ. وﺣﺘﻰ اﻵن ﻟـــﻢ ﻳــﻈــﻬــﺮ ﻣـــﺜـــﺎل آﺧــــﺮ ﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ واﺳــﻌــﺔ اﻟــﻨــﻄــﺎق ﻓــﻲ دوﻟــــﺔ أوروﺑــﻴــﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻔﻨﻠﻨﺪﻳﺔ ﺳـــــــــﻮى ﻓـــــــﻲ ﻣــــﻘــــﺎﻃــــﻌــــﺔ أوﻧـــــﺘـــــﺎرﻳـــــﻮ اﻟـﻜـﻨـﺪﻳـﺔ. ﻓﻘﺪ ﺟــﺮى ﺗﻌﻴﲔ ﻣﻮﻇﻔﲔ ﻓـﻲ أﺑـﺮﻳـﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ٨١٠٢، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺗـﻘـﻠـﺼـﺖ اﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ ﺑـﺸـﻜـﻞ داﺋـــﻢ، ﻣــﺎ ﻳـﻌـﻨـﻲ أن اﻟـﺒـﻴـﺎﻧـﺎت اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻴــﺔ اﳌــﺘــﺎﺣــﺔ أﻣـــــﺎم اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﲔ ﺑـﺸـﺄن اﻟــﺪﺧــﻞ اﻷﺳــﺎﺳــﻲ اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ ﻓﻲ اﻟــﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺟــﺎءت ﻣـﻦ ﻓﻨﻠﻨﺪا وﺣﺪﻫﺎ.
رﺑـﻤـﺎ أن أﻫــﻢ اﳌـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺼﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻫﺬه اﻟـــﺒـــﻴـــﺎﻧـــﺎت، ﺗــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑــﺘــﺄﺛــﻴــﺮ اﻟــﺪﺧــﻞ ﻏﻴﺮ اﳌـﺸـﺮوط ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ وﻋﻠﻰ اﻹﻧـﻔـﺎق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ. وﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘﲔ، ﻓﻘﺪ ﻓﺸﻠﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟـﻔـﻨـﻠـﻨـﺪﻳـﺔ ﻓــﻲ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ ﺗــﻘــﺪم ﺟـﺪﻳـﺪ ﳌﺆﻳﺪي ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ»اﻟﺪﺧﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ«، ﻓﻘﺪ ﻛـﺎن اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﳌﻌﻴﺐ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ﺳﺒﺒﴼ ﺟﻮﻫﺮﻳﴼ.
دﻓــﻌــﺖ ﻓـﻨـﻠـﻨـﺪا ﻣـﺒـﻠـﻎ ٠٦٥ ﻳــﻮرو )٦٣٦ دوﻻرﴽ أﻣﻴﺮﻛﻴﴼ( ﻷﻟﻔﻲ ﺷﺨﺺ إﻋﺎﻧﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺷﻬﺮﻳﺔ ﻣﻦ دون أن ﺗـﻄـﻠـﺐ ﻣـﻨـﻬـﻢ اﳌــــﺮور ﺑــﺎﻹﺟــﺮاءات اﻟــﺒــﻴــﺮوﻗــﺮاﻃــﻴــﺔ اﻟـــﻀـــﺮورﻳـــﺔ ﻟـﻠـﺘـﻘـﺪم ﻟـﻠـﺤـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺜـﻞ ﻫـــﺬه اﻹﻋــﺎﻧــﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، وﺑـﺼـﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ إذا ﻛـــﺎن اﻟـﺸـﺨـﺺ ﻗــﺪ وﺟـــﺪ ﻋــﻤــﻼ أم ﻻ. وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ ٠٠٩٢ ﻳﻮرو ﺷﻬﺮﻳﴼ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس، ﻓﺈن اﳌﺒﻠﻎ اﻟﺬي دﻓﻌﺘﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﳌﺬﻛﻮر آﻧــﻔــﴼ ﻳـﻘـﻞ ﻗـﻠـﻴـﻼ ﻋــﻦ ﺧــﻂ اﻟـﻔـﻘـﺮ، ﻟﻜﻦ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺮﻣﻮا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺑﺪﻻت اﻹﺳﻜﺎن واﳌﺮض. ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ أﻳﻀﴼ اﻟﺘﻘﺪم ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻌﻮﻧﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺣﺎل ﻛﺎن اﳌﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻧﻪ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ، وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻜﺮرة ﻟﻠﻌﺎﺋﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ أﻃﻔﺎﻻ. ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ أﺛﺮ ﺳﻠﺒﴼ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺪﺧﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ، إذ إﻧـﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﻟﻔﻘﺮ اﳌﺪﻗﻊ وﻟﻢ ﻳﺨﻠﺼﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﺮﻫﻘﺔ.
وﺣــــﺘــــﻰ اﻵن، ﻓــــــﺈن ﻣـــﻌـــﻬـــﺪ ﻛـــﺎﻻ ﻟـــﻠـــﺘـــﺄﻣـــﲔ اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎﻋــــﻲ وﻋـــــــــﺪدﴽ ﻣــﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﲔ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻔﻨﻠﻨﺪﻳﺔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻋــﻜــﻔــﻮا ﻋــﻠــﻰ دراﺳــــــﺔ ﻧــﺘــﺎﺋــﺞ اﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ ﻟــﻢ ﻳـﺤـﻠـﻠـﻮا ﺳـــﻮى ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻋــﺎم واﺣـــﺪ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻋـﺎم ٨١٠٢ ﻗــﺪ ﺗـﻐـﻴـﺮ ﻣــﻦ ﻧـﺘـﺎﺋـﺠـﻬـﻢ، ﻟﻜﻦ اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﺎم ٧١٠٢، ﻓﺈن اﻟﺪﺧﻞ اﻷﺳـﺎﺳـﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻢ ﻳـﺰد ﻣﻦ ﻣﻴﻞ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ.
ﻓــﻲ اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ، ﻋـﻤـﻞ اﻷﺷــﺨــﺎص ﻓــﻲ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﻟــﻌــﻼج )اﳌـﺴـﺘـﻔـﻴـﺪﻳـﻦ ﻣــﻦ اﻟــﺪﺧــﻞ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻲ اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ( ﳌــﺪة ٤٦٫٩٤ ﻳـــﻮم ﺧـــﻼل ﻋـــﺎم ٧١٠٢، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻤﻞ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺤﻜﻢ )اﻟـــــﺬﻳـــــﻦ ﻳـــﺤـــﺼـــﻠـــﻮن ﻋـــﻠـــﻰ إﻋــــﺎﻧــــﺎت ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ( ﳌـﺪة ٥٢٫٩٤ ﻳــﻮم، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧــــﻪ ﻻ ﺗـــﻮﺟـــﺪ ﻓـــــﺮوق ﺟـــﻮﻫـــﺮﻳـــﺔ ﺑـﲔ اﳌﺠﻤﻮﻋﺘﲔ.
ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ، ﺣﺼﻞ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣــﻦ اﻟــﺪﺧــﻞ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻲ ﻋــﻠــﻰ ٩٥١٫٥١ ﻳـــﻮرو ﻣــﻦ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻋــﺎم ٧١٠٢، ﺑﻤﺎ ﻓــﻲ ذﻟـــﻚ اﻟــﺪﺧــﻞ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻲ اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺼﻞ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ٧٣٣٫١١ ﻳﻮرو، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻰ أن اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ أﻧــﻔــﻘــﺖ ٥ آﻻف ﻳـــﻮرو إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺴﻮق اﻟﻌﻤﻞ. ﻟﻜﻦ ﻗﻠﻴﻼ ﻣـﻦ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﻟﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺼﺪر إﻟﻬﺎم.
ﻟــــﻜــــﻦ اﻟــــــﺠــــــﻮاﻧــــــﺐ اﻷﺧــــــــــــﺮى ﻓــﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺸﺠﻌﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر. ﻓــﻘــﺪ أﺟــــﺮى اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﻮن اﻟـﻔـﻨـﻠـﻨـﺪﻳـﻮن ﻣﺴﺤﴼ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ وﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﺗـﺤـﻜـﻢ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ ﻋــﺎم ٨١٠٢ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺮﻓﺎه ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ ﻣـﻦ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. ﻓﻘﺪ أﻇــﻬــﺮت اﻟــﺪراﺳــﺔ ﺗﺤﺴﻨﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻓﻲ ﺷﻌﻮر اﻟﻨﺎس ﺑﺼﺤﺘﻬﻢ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳــﺤــﺼــﻠــﻮن ﻋــﻠــﻰ دﺧــــﻞ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺸﺮوط.
أﻓــــــﺎد اﳌـــﺴـــﺘـــﻔـــﻴـــﺪون ﻣــــﻦ اﻟـــﺪﺧـــﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﺗــﻔــﺎؤﻻ وأﻛـﺜـﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﴼ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ وأﻗﻞ ﺗﻮﺗﺮﴽ ﻣﻦ ﻧﻈﺮاﺋﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻘﺎﺿﻮن إﻋــﺎﻧــﺎت ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﺑﻞ إﻧﻬﻢ أﻇﻬﺮوا ﺛﻘﺔ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺳﺔ )وإن ﻛﺎن دﺧﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺰال أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس(.
ﻟــــﺬﻟــــﻚ ﻳـــﺠـــﺐ أن ﻧــــﺄﺧــــﺬ ﻧــﺘــﺎﺋــﺞ اﻻﺳــﺘــﻄــﻼع ﻣــﻊ ﺑـﻌـﺾ اﳌــﻠــﺢ ﺑﺴﺒﺐ اﻧــــﺨــــﻔــــﺎض ﻣــــﺴــــﺘــــﻮى اﻻﺳـــﺘـــﺠـــﺎﺑـــﺔ ﻻﺳـﺘـﺒـﻴـﺎن اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﲔ، اﻟـــﺬي ﺑـﻠـﻎ ١٣ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟـﻌـﻼج و٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺤﻜﻢ. رﺑﻤﺎ أن اﻟــﺘــﺤــﻴــﺰ ﻟـــﻼﺧـــﺘـــﻴـــﺎر اﻟــﺸــﺨــﺼــﻲ ﻛــﺎن ﻟــﻪ دور، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻷﺷـﺨـﺎص اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﺳــــﻌــــﺪوا ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺠـــﺮﺑـــﺔ ﺟــــﺎءت ﻣــﺸــﺎرﻛــﺘــﻬــﻢ ﺑــــﺄﻋــــﺪاد أﻛـــﺒـــﺮ ﻣــﻤــﻦ ﻟـﻢ ﺗﺴﻌﺪﻫﻢ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ٠٣ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ اﳌــﺸــﺎرﻛــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳـﻌـﻤـﻠـﻮن ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــــﺬي ﺧـﻀـﻌـﻮا ﻓﻴﻪ ﻟـﻼﺳـﺘـﻄـﻼع، و٥٢ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣﻦ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ اﻟــﺘــﺤــﻜــﻢ ﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻣـﻮﻇـﻔـﲔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.
ﺑــﺪﻳــﻬــﻴــﴼ، ﻳــﺒــﺪو أﻧـــﻪ ﺻــﺤــﻴــﺢ أن اﻷﺷـــﺨـــﺎص اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﺸــﻌــﺮون ﺑــﺄﻣــﺎن ﻟﺤﺼﻮﻟﻬﻢ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﻠـﻰ دﺧــﻞ ﺑﺴﻴﻂ ﻳــﺒــﺪون ﺗــﻔــﺎؤﻻ أﻛــﺒــﺮ وﻳــﺸــﻴــﺮون إﻟـﻰ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﺼﻮرة أﻓﻀﻞ. وﺗﺆﻛﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﻮﺛﻘﺔ ذﻟــﻚ أﻳﻀﴼ، ﻓـﻘـﺪ ﺣـﺼـﻞ اﳌـﺴـﺘـﻔـﻴـﺪون ﻣــﻦ اﻟـﺪﺧـﻞ اﻷﺳـــــﺎﺳـــــﻲ اﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺘــﻮﺳــﻂ ١٢١ ﻳﻮرو إﻋﺎﻧﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻋﺎم ٧١٠٢، ﻣـــﻘـــﺎرﻧـــﺔ ﺑــﻤــﺒــﻠــﻎ ٦١٢ ﻳـــــــﻮرو ﳌــــﻦ ﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻴﻪ.
اﻟــﺴــﺆال اﻟـــﺬي ﺗـﺤـﺘـﺎج اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أن ﺗـﺴـﺄﻟـﻪ ﻫــﻮ ﻣــﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ - اﳌﻘﺼﻮد اﻷﺷﺨﺎص اﻷﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎدة ﻧﺴﺒﻴﴼ واﻷﻗﻞ ﺿﻐﻄﴼ ﻧﻔﺴﻴﴼ ﻓــﻲ أدﻧـــﻰ ﺳـﻠـﻢ اﻟــﺪﺧــﻞ - ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن زﻳـــﺎدة ﻛـﺒـﻴـﺮة، أم ﻻ. ﻣـﻦ اﻟــﻮاﺿــﺢ أن ﺗﻘﻠﻴﺺ أﻋـــﺪاد اﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﻋـﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﺗـــﺤـــﺴـــﲔ ﻧـــﻮﻋـــﻴـــﺔ اﻟـــﻮﻇـــﺎﺋـــﻒ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻃﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺳﺘﻤﺜﻞ ﻣــﺴــﺎر اﻟــﺠــﺪل اﻷﻛــﺒــﺮ ﺑﺸﺄن اﻟﺪﺧﻞ ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوط. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻌــﺎت اﳌــﺘــﻘــﺪﻣــﺔ، ﻳـﻤـﻜـﻦ أﻳـﻀـﴼ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺴﻌﺎدة ﻧﺘﻴﺠﺔ واﻓﻴﺔ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ زﻳﺎدة اﻷﻋﺒﺎء اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ.