ﻣﺴﻮدة اﺗﻔﺎق ﺑﲔ اﻟﺤﺰﺑﲔ اﻟﺤﺎﻛﻤﲔ ﻓﻲ ﻛﺮدﺳﺘﺎن اﻟﻌﺮاق
ﺑـﻠـﻮرت اﻟـﻠـﺠـﺎن اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺷــﻜــﻠــﻬــﺎ اﻟــــﺤــــﺰﺑــــﺎن اﻟـــﺤـــﺎﻛـــﻤـــﺎن ﻓـﻲ إﻗــﻠــﻴــﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن اﻟــــﻌــــﺮاق، ﻣــﺴــﻮدة اﺗﻔﺎق ﺟﺪﻳﺪ ﺑﲔ اﻟﺤﺰﺑﲔ اﻟﻐﺮﻳﻤﲔ واﻟﺸﺮﻳﻜﲔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻣــﻨــﺬ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ رﺑـــﻊ ﻗــــﺮن، ﻣــﻦ ﺷـﺄﻧـﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻗﺒﲔ اﻟﺘﺪﺷﲔ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون اﳌﺸﺘﺮك ﺑـــﻴـــﻨـــﻬـــﻤـــﺎ ﻓـــــﻲ ﻣـــﺨـــﺘـــﻠـــﻒ اﳌـــــﺠـــــﺎﻻت اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻹدارﻳـــــــﺔ واﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﺑﻞ وﺣﺘﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻗــﺪ ﻳﺴﻬﻢ إﻟــﻰ ﺣــﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻓــﻲ إزاﻟــﺔ ﺗﺮﺳﺒﺎت اﳌﺎﺿﻲ اﳌﺆﻟﻢ، واﻟﺘﻲ ﻛﺎدت أن ﺗﻌﻮد ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة اﻟﺼﺮاع اﻟـﺪاﺧـﻠـﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﻨﺼﺮم، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أﺣﺪاث ٦١ ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ٦١٠٢.
وأﻛـــــــــﺪ ﺳـــــﻌـــــﺪي أﺣـــــﻤـــــﺪ ﺑــــﻴــــﺮة، ﻋﻀﻮ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﳌﺘﺤﺪث اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺰب اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ، أن ﻣﺴﻮدة اﻻﺗﻔﺎق ﻻ ﺗــــﺰال ﻓـــﻲ ﻃـــﻮر اﻟـــﺘـــﺪاول واﳌــﻨــﺎﻗــﺸــﺔ ﺑــــﲔ ﻗـــﻴـــﺎدﺗـــﻲ اﻟــــﺤــــﺰﺑــــﲔ، وأﺿــــــﺎف ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن اﻻﺗﻔﺎق ﺳﻴﺘﻢ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﲔ ﻗﻴﺎدﺗﻲ اﻟﺤﺰﺑﲔ ﻗﺮﻳﺒﴼ، وﺳﻴﻜﻮن ﺑـﺪﻳـﻼ ﻋـﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﳌﺒﺮم ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٦٠٠٢.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻳﺮى اﻟﻘﻴﺎدي وﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ، آرﻳــﺰ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، أن اﻻﺗﻔﺎق إذا ﻣﺎ وﺿﻊ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﻓﺴﻴﻔﺘﺢ آﻓﺎﻗﴼ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﳌـﺸـﺘـﺮك ﺑـﲔ اﻟـﺤـﺰﺑـﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻹداري، وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻠﺤﻠﺔ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﲔ اﻹﻗﻠﻴﻢ وﺑــﻐــﺪاد، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ، ﻣﻀﻴﻔﴼ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« أن ﺗﻨﻔﻴﺬ وﻟـﻮ ﺛﻠﺜﻲ ﺑﻨﻮد اﻻﺗـﻔـﺎق اﻟــﺬي ﻣـﻦ اﳌﻘﺮر ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻓﻲ ٨١ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎري، ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ إﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ ﺷﻔﺎف ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻳﻠﻐﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻮاﺣﺪ، اﻟـﺘـﻲ ﻃـﻐـﺖ ﻋـﻠـﻰ أداء اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻓﻲ اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﳌـــﺎﺿـــﻴـــﺔ، ﺑــﺤــﻴــﺚ ﺗــﻜــﻮن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ رﺷﻴﺪة وﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﻷﺣﺰاب اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ ﻛﺎﻓﺔ، وﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ أن ﻧﻤﺎرس ﻛﻞ ﺿﻐﻂ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ ﻟﻺﻗﻠﻴﻢ.
وﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ ﻣــﺴــﻮدة اﻻﺗــﻔــﺎق ٨١ ﺑــﻨــﺪﴽ، ﻟـﻌـﻞ أﺑـــﺮزﻫـــﺎ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﳌـﺸـﺘـﺮك ﺑــــﲔ اﻟـــﺤـــﺰﺑـــﲔ ﻛـــﻔـــﺮﻳـــﻖ واﺣــــــــﺪ، ﻓـﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ أو ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ، واﺗﺒﺎع أﻛــﺒــﺮ ﻗــﺪر ﻣــﻦ اﻟـﺸـﻔـﺎﻓـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋـــﺎﺋـــﺪات اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، وإﻧﺸﺎء ﺻــــﻨــــﺪوق ﻟــﺠــﻤــﻴــﻊ ﻋــــﺎﺋــــﺪات اﻟــﻨــﻔــﻂ واﻟـــﻐـــﺎز اﳌـــﺼـــﺪر ﻟـــﻠـــﺨـــﺎرج، واﺗـــﺒـــﺎع اﻟـــﺸـــﻔـــﺎﻓـــﻴـــﺔ ﻓـــــﻲ ﻋـــــﻼﻗـــــﺎت اﻹﻗـــﻠـــﻴـــﻢ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ، واﻟــﻌــﻤــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﺗﺤﺴﲔ اﻷوﺿــﺎع اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻟﺴﻜﺎن اﻹﻗﻠﻴﻢ، وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟـﺨـﺪﻣـﺎت اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻟﻬﻢ، وﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻻﺗـــﺤـــﺎدﻳـــﺔ وﺗــﻄــﺒــﻴــﻊ اﻷوﺿــــــﺎع ﻓﻲ ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ ﻛــﺮﻛــﻮك ﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ، وإﻋـــﺎدة ﻧـﺸـﺮ ﻗـــﻮات اﻟﺒﻴﺸﻤﺮﻛﺔ ﻓــﻲ ﻛـﺮﻛـﻮك واﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑـﺎﳌـﺎدة ٠٤١ ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺮاﻗﻲ، وإﺟﺮاء اﻹﺣﺼﺎء اﻟـﺴـﻜـﺎﻧـﻲ ﻓـﻴـﻬـﺎ، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺸﺘﺮك ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل ﻣﺸﺮوع دﺳﺘﻮر اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ اﳌـﻌـﻄـﻞ ﻣـﻨـﺬ ﺳــﻨــﻮات. وﻣـﻦ اﳌــﻘــﺮر اﻟـﺘـﻮﻗـﻴـﻊ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎدﺗﻲ اﻟﺤﺰﺑﲔ ﺧﻼل ﻣﺮاﺳﻴﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘﺎم ﺑﻬﺬه اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ.