ﺗﺤﺮك ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺿﺪ ﺑﻐﺪاد ﻹﻧﺸﺎء إﻗﻠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺮة
اﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ اﻟـﻔـﺎﺷـﻠـﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ اﻟﺘﻲ ﺑــﺪأﻫــﺎ اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ واﻟـــﻮزﻳـــﺮ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ واﺋﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻓﻲ ٨٠٠٢، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺠﺎرب ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ.
ﻟﻜﻦ أﺻﺤﺎب »ﺗﺠﻤﻊ إﻗﻠﻴﻤﻨﺎ« ﻳــﺮاﻫــﻨــﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﻤﻠﻤﻞ اﳌـﺘـﺰاﻳـﺪ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺼــﺮة ﻣــﻦ ﺗــﺪﻧــﻲ ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟــــﺨــــﺪﻣــــﺎت وﻗــــﻠــــﺔ ﻓــــــﺮص اﻟــﻌــﻤــﻞ وﺗﻠﻮث ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺻــﺎدرات اﻟـﻌـﺮاق اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ. ودرج أﻫﺎﻟﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮات ﺑﻠﻐﺖ ذروﺗﻬﺎ اﻟﺼﻴﻒ اﳌــﺎﺿــﻲ، وأدت إﻟــﻰ ﺣــﺮق ﻣـﻘـﺮات أﺣﺰاب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻓﺼﺎﺋﻞ »اﻟﺤﺸﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ« واﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ.
وﻋـــــــﻠـــــــﻰ أﺣـــــــــــﺪ اﳌــــﻠــــﺼــــﻘــــﺎت اﻟــﺘــﺮوﻳــﺠــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ وﺿــﻌــﺖ ﻋﻠﻰ ﺟــــــﺪران اﳌــﺒــﻨــﻰ اﻟـــــﺬي اﺳــﺘــﻀــﺎف اﺟﺘﻤﺎع »ﺗﺠﻤﻊ إﻗﻠﻴﻤﻨﺎ«، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، وﺿﻌﺖ ﻋﺒﺎرة ﺗﻘﻮل إن »ﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻮق اﻟﺒﺼﺮة ﻣﻦ دون اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﻤﻦ ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺎء، ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺒﺪع ﻓﻼ ﻳﻨﺘﺞ ﺷﻴﺌﺎ«.
وﻳـــﺮى رﺋــﻴــﺲ اﻟـﺘـﺠـﻤـﻊ ﻛﺮﻳﻢ اﻟﺸﻮاك أن ﻣﻄﻠﺐ »ﺗﺄﺳﻴﺲ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﺼﺮة ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪﴽ، وﻗﺪ اﻧﻄﻠﻖ اﻟﺤﻠﻢ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ١٢٩١، ﺣﲔ ﻗﺎم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٤ آﻻف ﻣﻦ أﻫﺎﻟﻲ اﻟﺒﺼﺮة ﺑــﺎﻟــﺘــﻮﻗــﻴــﻊ ﻋــﻠــﻰ ﻃــﻠــﺐ ﺗــﺄﺳــﻴــﺲ اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ ورﻓــﻌــﻪ إﻟـــﻰ اﳌــﻠــﻚ ﻓﻴﺼﻞ اﻷول ﺣﻴﻨﺬاك«.
وﻋــﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻧـﺠـﺎح اﻟـﺪﻋـﻮة ﻹﻗــﺎﻣــﺔ اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ ﻫـــﺬه اﳌــــﺮة، ﻳـﻘـﻮل اﻟـــــﺸـــــﻮاك ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـــــــــﻂ«: »ﻧﺴﻌﻰ ﻫﺬه اﳌﺮة ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗـــﺠـــﺎرب اﳌـــﺎﺿـــﻲ وﺳــــﺪ اﻟــﺜــﻐــﺮات اﻟﺘﻲ أﻓﺸﻠﺖ إﻗﺎﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺳﺎﺑﻘﴼ، وﻣــــﻨــــﻬــــﺎ اﻻﻫـــــﺘـــــﻤـــــﺎم ﺑـــﻤـــﻮﺿـــﻮع اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮة داﺧﻞ اﻷوﺳﺎط اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﻴﻮم ١١ ﻣﻜﺘﺒﴼ ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺮة ﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻟﻨﺎس ﺣﻮل اﳌﻮﺿﻮع«.
وﻛــــﺸــــﻒ ﻋـــــﻦ ﻋـــــــﺰم اﻟــﺘــﺠــﻤــﻊ اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪ ﻋــــﻠــــﻰ »رﻓـــــــــﻊ دﻋــــﻮﻳــــﲔ ﻗـﻀـﺎﺋـﻴـﺘـﲔ ﺿــﺪ رﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــــﻮزراء ﻷﻧــــﻬــــﺎ ﺗـــﻌـــﺮﻗـــﻞ ﻣـــﺴـــﺎﻋـــﻲ إﻧـــﺸـــﺎء اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ اﻟــﺘــﻲ ﻛـﻔـﻠـﻬـﺎ اﻟــﺪﺳــﺘــﻮر«. وأﺿﺎف أن »ﻣﻔﻮﺿﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻃﻠﺒﺖ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ٥١٠٢ ﻣــﻦ رﺋـﺎﺳـﺔ اﻟـــــــــــﻮزراء ﺗــﺨــﺼــﻴــﺺ ٢١ ﻣــﻠــﻴــﺎر دﻳــــــﻨــــــﺎر ﻟــــﻠــــﺸــــﺮوع ﻓــــــﻲ اﳌـــﺮﺣـــﻠـــﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ ﻹﻧــﺸــﺎء اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ، ﺑـﻌـﺪ أن اﺟﺘﺰﻧﺎ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟــﻰ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﻗﻴﻊ اﺛﻨﲔ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻟﺨﻄﻮة اﻟــﻌــﺸــﺮة ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ اﻟــﺘــﺎﻟــﻴــﺔ، ﻟﻜﻦ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮزراء ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ«.
وﻳــــــﺼــــــﺮ اﻟـــــــﺸـــــــﻮاك ﻋــــﻠــــﻰ أن »اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﻘﺒﻮل ٠١ ﻓــــــﻲ اﳌــــــﺎﺋــــــﺔ ﻣــــــﻦ اﻟـــﻨـــﺎﺧـــﺒـــﲔ ﺑــﻤــﻮﺿــﻮع اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ ﻣـﺘـﺤـﻘـﻘـﺔ ﻫﻲ اﻷﺧــــــﺮى ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل اﻻﺳــﺘــﻌــﺎﺿــﺔ ﻋــﻨــﻬــﺎ ﺑـــﺘـــﺼـــﻮﻳـــﺖ ﺛـــﻠـــﺚ أﻋـــﻀـــﺎء ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟـــﺒـــﺼـــﺮة وﻟــــﻢ ﺗـﺴـﺘـﺠـﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺨﻄﻮة أﻳﻀﴼ، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪد رﻓﻊ ﻗﻀﻴﺘﲔ ﺿﺪﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ«. وﺷﺪد ﻋﻠﻰ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺮة ﻣﻊ ﻓﻜﺮة اﻹﻗﻠﻴﻢ.
ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻛﺎﻇﻢ اﻟﺴﻬﻼﻧﻲ اﻟــــﺬي ﻛـــﺎن أﺣـــﺪ اﳌــﺴــﺎﻫــﻤــﲔ ﻓﻲ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻳــﺮﻓــﺾ اﻟــﻘــﺒــﻮل ﺑـﻔـﻜـﺮة اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟـﺸـﻌـﺒـﻲ ﻟــﻔــﻜــﺮة اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ. وﻗــﺎل ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ«: »ﻟـــﻮ ﺻﺢ ذﻟــﻚ ﳌـﺎ ﺗﻤﻜﻦ أﺣــﺪ ﻣـﻦ اﻟـﻮﻗـﻮف أﻣـــــــﺎم ﻓــــﻜــــﺮة اﻹﻗـــﻠـــﻴـــﻢ وأﻏــﻠــﺒــﻴــﺔ اﻟــﺒــﺼــﺮﻳــﲔ ﺿــــﺪﻫــــﺎ، وأﺗـــﺤـــﺪى اﻟــــﺪاﻋــــﻤــــﲔ ﻟـــﻔـــﻜـــﺮة اﻹﻗــــﻠــــﻴــــﻢ أن ﻳﻨﻈﻤﻮا ﻣﻈﺎﻫﺮة داﻋـﻤـﺔ ﻳﺨﺮج ﺑﻬﺎ ٠٠١ أﻟﻒ ﺑﺼﺮي ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع ﻧﺤﻮ ٤ ﻣﻼﻳﲔ ﺑﺼﺮي«.
وأﺿـــــــــــﺎف: »أﻧــــــــﺎ ﺿـــــﺪ ﻓــﻜــﺮة اﻹﻗﻠﻴﻢ، ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﺎ دﺳﺘﻮرﻳﺔ، ﻷن اﻟــﺪﺳــﺘــﻮر ﻛــﺘــﺐ ﺗـﺤـﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺮﻛﺰي وﺿﻐﻂ اﻷﻛﺮاد ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻬﻢ ﻻﺣﻘﴼ ﻋﻦ اﻟﻌﺮاق، ﺛﻢ إن اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺼــﺮة ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻴﺄة ﳌﺴﺄﻟﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ«.