اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻳﺨﺘﺮق اجملﺘﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ
ﺳﻴﺴﻴﻞ ﻓﻴﺴﻴﻪ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻦ اﻟﺘﻐﻠﻞ اﻟﺮوﺳﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ اﳉﺪﻳﺪ
ﻳﻜﺸﻒ ﻛﺘﺎب »ﺷﺒﻜﺎت اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ« ﳌﺆﻟﻔﺘﻪ ﺳﻴﺴﻴﻞ ﻓﻴﺴﻴﻪ، اﻟﺼﺎدر ﺣـﺪﻳـﺜـﴼ ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ، ﻋــﻦ ﺳـﻌـﻲ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ وﻣـــﻨـــﺬ ﻋـــــﺪة ﺳــــﻨــــﻮات ﻟـــﺸـــﻦ ﺣـــﻤـــﻼت ﻣـﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ زﻋﺰﻋﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺸــﺆون اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﻟـﻌـﺪد ﻣــﻦ اﻟــﺪول اﻷﻋــﻀــﺎء ﺑــﻪ، ﺧﺎﻟﻄﴼ ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﻹﻃـــﺎر ﺑﲔ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻟﻠﻘﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻣـﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ وﺑﲔ اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﺠﻬﺎز اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ((KGB
وﻳﻮﺿﺢ اﻟﻜﺘﺎب أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺸﻬﺪ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟــﺮوﺳــﻲ أزﻣـــﺔ ﺧﻄﻴﺮة ﻟـﻠـﻐـﺎﻳـﺔ، واﻧــﺘــﺸــﺎرﴽ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻟـﻠـﻔـﺴـﺎد، ﻧﺠﺪ اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ ﺗـﺴـﻌـﻰ ﺟــﺎﻫــﺪة ﻧﺤﻮ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺟﻤﻌﻴﺎت وﻣﺮاﻛﺰ أﺑﺤﺎث ودﻋﺎﻳﺔ إﻋـــﻼﻣـــﻴـــﺔ وﺷـــﺒـــﻜـــﺎت ﺿــﻐــﻂ ﺗــﺘــﻨــﻮع ﺑـﲔ أﺣــــﺰاب ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣـﺜـﻞ اﻟـﺠـﺒـﻬـﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺖ ﻣﻼﻳﲔ اﻟﻴﻮروﻫﺎت ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ وﺑﲔ دواﺋﺮ إﻋﻼﻣﻴﺔ وﺷﺨﺼﻴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ، ﻫـــﺬا ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ اﻟـــﺪور اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟـــﺬي ﺗـﻘـﻮم ﺑــﻪ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ.
ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻫـــﺬا اﻟـــﻮﺿـــﻊ، ﺗــﻄــﺮح ﻣﺆﻟﻔﺔ اﻟﻜﺘﺎب، وﻫـﻲ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ رﻳﻦ ٢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺳﺆاﻻ ﻫﺎﻣﴼ: ﻫﻞ ﺗﻤﺜﻞ ﻫـﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻄﻔﻠﻴﺔ ﺧﻄﺮﴽ ﺣﻘﻴﻘﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻷﻣـﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻷوروﺑﻲ؟ وﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪو اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ وﺳﻬﻠﺔ وﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أن ﻫﺬه اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ ﺗـﻤـﺜـﻞ ﻓــﻌــﻼ ﺧــﻄــﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﻟﻜﻦ أﻳﻀﴼ ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷوروﺑﻲ وﻣﺪى ﺗﻜﺎﻣﻠﻪ ووﺣﺪﺗﻪ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن اﻟـﻜـﺮﻣـﻠـﲔ ﻳـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻛــﻞ ﻣﺎ أوﺗـــﻲ ﻣــﻦ أدوات ﻣــﻦ أﺟـــﻞ ﺑـﻠـﻮﻏـﻪ ﻫـﺪﻓـﻪ، وﻫﻲ أدوات ﺗﺘﻨﻮع ﺑﲔ رﺟﺎل ﺳﺎﺑﻘﲔ ﻓﻲ ((KGB وﻣﻠﻴﺎردﻳﺮات وﺷﺨﺼﻴﺎت روﺳﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﻧﺎﻓﺬة ﺗﺤﻦ ﻟﻠﻤﺠﺪ اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﺗﺴﻌﻰ ﻧﺤﻮ اﺳﺘﻌﺎدة ﻫﺬا اﳌﺠﺪ ﺑﺄي ﺛﻤﻦ وﺗﻨﻔﻖ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ اﻟﻐﺎﻟﻲ واﻟﻨﻔﻴﺲ.
وﻋـﺒـﺮ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ٢٩٣ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﳌﺘﻮﺳﻂ، ﺗﺴﻌﻰ اﳌﺆﻟﻔﺔ إﻟﻰ ﻛﺸﻒ اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﻚ أﻧﻬﺎ ﺗﺪﻫﺶ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻟﻰ ﺣـﺪ ﻛﺒﻴﺮ، وﺗﺜﻴﺮ ﻟﺪﻳﻪ أﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻦ اﻟــﻠــﻮﺑــﻲ اﻟــﺮوﺳــﻲ اﻟـﻨـﺸـﻂ ﻋـﻠـﻰ اﻷراﺿـــﻲ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ واﳌـــﻤـــﻮل ﻣــﻦ اﻟــﻜــﺮﻣــﻠــﲔ. وﻫــﻮ ﻳـــــــﺘـــــــﺄﻟـــــــﻒ ﻣـــﻦ ﻣــــﺠــــﻤــــﻮﻋــــﺎت ﻣــــــــــﻦ ﺧـــــــﺒـــــــﺮاء ﻓـــﻲ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد واﻟــــــﺴــــــﻴــــــﺎﺳــــــﺔ وﺑـــــــــــــــــــــﻌـــــــــــــــــــــﺾ اﳌـــــــــﻌـــــــــﺠـــــــــﺒـــــــــﲔ ﺑــــﻨــــﻈــــﺎم ﺑـــﻮﺗـــﲔ وﺳـــــــﻴـــــــﺎﺳـــــــﺘـــــــﻪ، وأﻳـــــﻀـــــﴼ ﺑــﻌــﺾ اﻟــــــــــــــــﺨــــــــــــــــﺒــــــــــــــــﺮاء اﳌـــــــﺪاﻓـــــــﻌـــــــﲔ ﻋـــﻦ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓــﻲ أوﻛـــﺮاﻧـــﻴـــﺎ، أو ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺮوﺳﻲ ﻟﺒﺸﺎر اﻷﺳﺪ، اﻷﻣﺮ اﻟـﺬي ﻳﻔﺴﺮ ﺑﺪوره ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺼﻤﺖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﳌـــﻨـــﺎﺑـــﺮ اﻹﻋـــﻼﻣـــﻴـــﺔ اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻴــــﺔ ﺗـــﺠـــﺎه ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﺔ اﻟــﻜــﺮﻣــﻠــﲔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻜﺘﺎب أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻻ ﻳﺘﺮك أي ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﺧﺘﺮاق اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ إﻳــﻤــﺎﻧــﴼ ﻣــﻨــﻪ ﺑـﺄﻫـﻤـﻴـﺔ اﻟـﺘـﺤـﺮك واﻟــﺘــﻌــﺎﻃــﻲ ﻣـــﻊ ﻛـــﻞ دوﻟــــﺔ أوروﺑـــﻴـــﺔ ﻋﻠﻰ ﺣــﺪة ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋــﻦ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ اﻟــﺬي ﻳﻤﺜﻞ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ أﻣـﺎﻣـﻪ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳــﺴــﻌــﻰ اﻟــﻜــﺮﻣــﻠــﲔ ﻧــﺤــﻮ ﺗــﻌــﺰﻳــﺰ وﺟــــﻮده واﺧـﺘـﺮاﻗـﻪ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣـﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷدوات ﻣﻦ أﺑـﺮزﻫـﺎ: ﻣﺆﺳﺴﺔ »اﻟﺤﻮار اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ« اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺌﺖ ﻋـﺎم ٤٠٠٢ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﲔ ﺷﻴﺮاك وﺑﻮﺗﲔ، وﺗﻀﻢ ﺷﺮﻛﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ وروﺳــﻴــﺔ ﻟـﺘـﻄـﻮﻳـﺮ اﻟــﺘــﻌــﺎون اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي واﻟـــﺘـــﺠـــﺎري ﺑـــﲔ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ وﻣـــﻮﺳـــﻜـــﻮ، و« ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ« اﻟﺬي أﻧﺸﻲء ﻋﺎم ٨٠٠٢ ﺑﻬﺪف إﻗﺎﻣﺔ ﺟﺴﺮ ﻟــﻠــﺘــﻌــﺎون ﺑــﲔ اﻷوروﺑــــﻴــــﲔ واﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﲔ واﻟــــﺮوس، وأﻳــﻀــﺎ ﻣـﻨـﺘـﺪى اﻹﺑــﻄــﺎل اﻟــﺬي اﺟﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﺑﻤﻘﺮ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﺒﺎرﻳﺲ ﻓﻲ ١١٠٢. وﻳﻀﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺮوس اﻟﻨﺎﻃﻘﲔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وأﻋﻀﺎء ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪف ﺑﻮﺗﲔ »اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮوﺳﻲ »ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺸﺪ اﻟﺠﺎﻟﻴﺎت اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﺗـــﺠـــﻤـــﻴـــﻌـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻗــــﻠــــﺐ رﺟــــــــﻞ واﺣــــــﺪ ﻟـــــــــﺘـــــــــﻤـــــــــﺜـــــــــﻞ ﻗــــــــــــﻮة ﺗـــــﺤـــــﺮك ﳌــــــﺒــــــﺎدرات ﻟـــﻐـــﻮﻳـــﺔ وﺛــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ واﻗـــــــــﺘـــــــــﺼـــــــــﺎدﻳـــــــــﺔ روﺳــﻴــﺔ ﺑـﺪﻋـﻢ ﻣﻦ اﻟـــﻜـــﺮﻣـــﻠـــﲔ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟـﺠـﻴـﻮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣـــﺜـــﻞ »اﻟـــــﺼـــــﺮاع اﻟــــــــــــــــــــــﺮوﺳــــــــــــــــــــــﻲ اﻷوﻛﺮاﻧﻲ«. وﻓـــــﻰ إﻃــــﺎر ﻣـﺘـﺼـﻞ، ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻗـــﺎدة اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟــﺜــﻼث ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟـــــﺬﻛـــــﺮ ﺑــﺸــﻜــﻞ دوري ﻣــــﻊ وﺳــــــــــــــــــﺎﺋــــــــــــــــــﻞ اﻹﻋــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻼم اﻟــــــﻔــــــﺮﻧــــــﺴــــــﻴــــــﺔ وﺗﻠﻚ اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﺜﻞ »روﺳﻴﺎ اﻟﻴﻮم« اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻟــﻠــﻨــﻮر ﻓــﻲ ﺛــﻮﺑــﻬــﺎ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﻋـــﺎم ٧١٠٢. ﻫﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل »ﺳــﺒــﻮﺗــﻨــﻴــﻚ«، وﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻟﺮوﺳﻴﺔ. اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ: ﻳــﺘــﺮاوح ﻗـــﻮام اﻟـﺠـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﲔ ٠٠٣ و٠٠٤ أﻟﻒ روﺳـﻲ، وﻫﻲ ﺟﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻘﺪم إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ؛ ﺑﺪأت ﺗﻴﺎراﺗﻬﺎ اﻷوﻟــﻰ ﻗﺒﻞ اﻟـﺜـﻮرة ﻣـﻦ اﻟﻴﻬﻮد وﻣﻌﺎرﺿﻲ ﻧﻈﺎم »ﺗﺴﺎر«، ﻫﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ ورﺟﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن ﺗﺒﺪﻟﺖ إﻟﻰ ﻫﺠﺮات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﺘﻨﺘﺸﺮ اﻵن ﻓﻲ ﻣﺪن ﻋﺪﻳﺪة ﺑﲔ ﺑﺎرﻳﺲ وﻧﻴﺲ وﻛﺎن، ووﺻﻠﺖ إﻟــــﻰ اﻟــﺠــﻴــﻞ اﻟــﺜــﺎﻟــﺚ اﻟـــﻴـــﻮم، اﻷﻣـــــﺮ اﻟـــﺬي ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻧﺤﻮ ﺣﺴﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ. ﺗﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ: »إن اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻳﺴﺘﺨﺪم أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻗـــﻮة ﻧــﺎﻋــﻤــﺔ ﻓــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻟﺒﻠﻮغ أﻫــﺪاﻓــﻪ ﻫـﻨـﺎك، وﻫــﻲ أﻫـــﺪاف ﺗﺘﺠﺎوز ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، وﻟﺬﻟﻚ ﻃﻮرت ﻣﻮﺳﻜﻮ وﺑﻨﺠﺎح أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ﻗــﻮة ﻧـﺎﻋـﻤـﺔ ﻟـﻬـﺎ ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﻋﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟـﺪواﺋـﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﻫـﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻻﻓﺘﺘﺎح ﻛﺎﺗﺪراﺋﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ«.
وﻳﺬﻛﺮ اﻟﻜﺘﺎب أن ﺟﻴﻮرﺟﻲ ﺷﺒﻴﻠﻴﻒ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻳﻤﺜﻞ أﺣﺪ أﻫﻢ أدوات اﺧﺘﺮاق روﺳﻴﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻷﻧـﻪ ﻣﺪﻋﻮم وﻣﻤﻮل ﺑﻘﻮة ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ، وﻟﻜﻦ أﻳـــﻀـــﴼ ﳌـــﺎ ﻳــﺘــﻤــﺘــﻊ ﺑـــﻪ ﻣـــﻦ ﻧـــﺸـــﺎط وﻧــﻔــﻮذ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﳌﻴﺪان اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل »اﳌﻨﺘﺪى اﻟﺴﻨﻮي ﻟﺮوﺳﻴﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ«، ﺑﻞ وﺻﻞ اﻷﻣﺮ ﻷن ﺗﺼﻒ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺷﺒﻴﻠﻴﻒ ﺑﺄﻧﻪ رﺟﻞ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ اﻟﻘﻮي ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، اﻟـﺬي ﻳﺴﻌﻰ ﻧﺤﻮ زﻋـﺰﻋـﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻧﻈﺮﴽ ﳌﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎط ﻛﺒﻴﺮ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ أدوات ﻧﺎﻓﺬة ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﺳﻔﺎرة ﺑﻼدة ﻟﺪى ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻪ ﻛﻞ اﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ وراء ﺳﺘﺎر.وﻳﺨﻠﺺ اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ أﻧــﻪ ﻣـﻦ اﻟـﻮاﺿـﺢ أن اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻻ ﻳﺘﺮك أي ﻣﺪﺧﻞ ﻻﺧﺘﺮاق اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻀــﻊ ﻛــﻠــﻤــﺎت ﻣـــﻦ أﺻـــــﻮل روﺳــﻴــﺔ وﺣـــﻀـــﻮر ﻟــﻠــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ واﻟـــﻔـــﻨـــﻮن اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ، وﻟــــﺬﻟــــﻚ ﻳــﺴــﻌــﻰ اﻟــﻜــﺮﻣــﻠــﲔ ﻧــﺤــﻮ إرﺳـــــﺎل ﻓﺮق ﻓﻨﻴﺔ »ﻛــﻮرال ﺷﻌﺒﻲ« ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻘﺮى اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ أﺟـﻞ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮ، وﻫـــــﻮ ﻫـــﺪف ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻮن اﻟﺮوس ﻓــﻲ اﻟـﺠـﺎﻣـﻌـﺎت اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ، ﻓـﻬـﻢ ﺑـﺪورﻫـﻢ ﻳــﺤــﺎوﻟــﻮن اﻟــﺘــﺄﺛــﻴــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻃـﺒـﻘـﺔ اﻟـﺸـﺒـﺎب اﻟــﺮوﺳــﻲ واﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓـﻲ آن واﺣــﺪ ﻟﺒﻠﻮغ اﻟــﻬــﺪف ﻧـﻔـﺴـﻪ، وﻫــﻮ دور ﻳـﻨـﻔـﺬه ﺑﻤﻬﺎرة ﺷﺒﻴﻠﻴﻒ اﻟــﺬي ﻳﻌﻤﻞ أﻳﻀﴼ أﺳـﺘـﺎذﴽ ﻟﻠﻐﺔ اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ واﻟــﻌــﻠــﻮم اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ ﻟــﻠــﻐــﺎت واﻟـــﺤـــﻀـــﺎرات اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ INALCO .- وﻣـــﻦ اﻷﻣــﺜــﻠــﺔ إﻟـــﻰ ﻳـﺬﻛـﺮﻫـﺎ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻋﻲ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻟﺒﺴﻂ ﻳﺪه ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻣﺴﺎﻧﺪة وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـــــﻼم اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ اﻟــﻨــﺎﻃــﻘــﺔ ﺑـﺎﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻋﻼﻧﻴﺔ ﻣﺮﺷﺤﺔ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف »ﻣﺎرﻳﻦ ﻟﻮﺑﻦ«، ﺑﻞ وﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟـﻚ ﺑﺎﺗﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺘﻠﻘﻲ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻣﺎﻟﻲ ﻳﻘﺪر ﺑـ٩ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﻮرو ﻣﻦ ﺑﻨﻚ »ﻓﺮﺳﺖ زﻳﺘﺶ« اﻟﺮوﺳﻲ ﻋﺎم ٤١٠٢ وﻫﻮ اﻟﺒﻨﻚ اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻳﻀﻢ ﺑﲔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﲔ أﺣﺪ أرﻛﺎن ((KGBـﻟا اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ.