Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﻠﻒ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء... اﻻﻣﺘﺤﺎن اﻷﺻﻌﺐ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ

ﻳﺸﻜﻞ أول اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻮﻗﻒ اﳍﺪر واﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼﺣﻲ وﻳﺆﻫﻞ اﻟﺒﻠﺪ ﻟﻺﻓﺎدة اﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ ﻣﻦ »ﺳﻴﺪر«

- ﺑﲑوت: ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻘﲑ

ﻳــﺸــﻜــﻞ اﻟـــــﺘــ­ـــﺰام ﺣـــﻜـــﻮﻣ­ـــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﺑﺘﺄﻣﲔ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ٤٢ ﺳﺎﻋﺔ اﻧﺴﺠﺎﻣﴼ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻌﻬﺪت ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ اﻟﻮزاري اﻟﺬي ﻧﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺛﻘﺔ اﻟﺒﺮﳌﺎن، أول اﺧﺘﺒﺎر ﺟـﺪي ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣــﻦ ﻣـــﺪى اﺳــﺘــﻌــ­ﺪادﻫــﺎ ﻟـﺘـﻨـﻔـﻴـ­ﺬ اﻟــﻮرﻗــﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻬﺎ اﻹﻓــﺎدة ﻣﻦ ﻣـــﻘـــﺮر­ات ﻣــﺆﺗــﻤــ­ﺮ »ﺳـــﻴـــﺪر« اﳌـﺨـﺼـﺼـﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻠﺒﻨﺎن، ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺠﺎﺋﺰ اﺳﺘﻤﺮار ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء.

وﺗــﺄﻣــﲔ اﻟــﺘــﻴــ­ﺎر اﻟــﻜــﻬــ­ﺮﺑــﺎﺋــﻲ - ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﻣﺼﺎدر وزارﻳﺔ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« - ﻳــﺠــﺐ أن ﻳــﻜــﻮن ﻋــﻠــﻰ ﻗــﻴــﺎس اﻟــﻮرﻗــﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ اﻟﻬﺪر وﻣــﻜــﺎﻓـ­ـﺤــﺔ اﻟــﻔــﺴــ­ﺎد وﺣــﺴــﻦ إدارة اﳌــﺎل اﻟــﻌــﺎم، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن اﻟــﻮﺻــﻮل إﻟــﻰ ﺣﻞ ﳌﻌﻀﻠﺔ ﻣﻠﻒ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺳﻴﺘﻴﺢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺨﻄﻮات ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻟﻌﻘﺪ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣــــﻊ اﻟـــــﺴــ­ـــﻮاد اﻷﻋــــﻈــ­ــﻢ ﻣــــﻦ اﻟــﻠــﺒــ­ﻨــﺎﻧــﻴــ­ﲔ اﻟــﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺼﻮرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﲔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﳌﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ وأوﻟﻬﺎ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ.

وﺗﺆﻛﺪ اﳌﺼﺎدر اﻟﻮزارﻳﺔ واﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺑــﺄن اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ أﻋـــﺪت ورﺷـــﺔ ﻋـﻤـﻞ وﻣـﻦ أوﻟﻮﻳﺎت ﺑﻨﻮدﻫﺎ إﻗﺮار ﻣﺸﺮوع اﳌﻮازﻧﺔ اﻟــﻌــﺎﻣـ­ـﺔ ﻟــﻠــﻌــﺎ­م اﻟــﺤــﺎﻟـ­ـﻲ وإﺣــﺎﻟــﺘ­ــﻪ ﻋﻠﻰ اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻜﻦ ﻫــﺬا ﻟﻦ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ ﻣﻠﻒ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟــــــﺬي ﻳــﺘــﺴــﺒ­ــﺐ ﻓـــﻲ اﺳـــﺘـــﻤ­ـــﺮار ﻣــﻌــﺎﻧــ­ﺎة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺺ اﻟﻔﺎدح ﻓﻲ ﺗﺄﻣﲔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد، ﻫـﺬا ﻣﺎ ﻋـﺪا اﻷﺿــﺮار اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺮوب اﳌﺘﻨﻘﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﻠﺒﻨﺎن.

وﺗــــﻠـــ­ـﻔــــﺖ إﻟـــــــﻰ وﺟــــــــ­ـﻮد ﺗـــــــــ­ﻼزم ﺑــﲔ اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ إﻋﺪاد اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، وﺑﲔ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﻣﻠﻒ ﺗﺄﻣﲔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ٤٢ ﺳﺎﻋﺔ وﺗﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻮﺿﻊ ﻧﻘﺎش داﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء وﻗﺪ ﻳﺘﺨﻠﻠﻪ ﺳـﺠـﺎل، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺷــﻲء ﻳﻤﻨﻊ ﻣـﻦ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮد ﺣﺘﻤﴼ إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺪراﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.

وإذ ﺗـــﺘـــﻮﻗ­ـــﻊ اﳌـــــﺼــ­ـــﺎدر أن ﻳـــﺒـــﺎد­ر وزراء ﻓـــﻮر ﻃـــﺮح ﻣــﻠــﻒ اﻟــﻜــﻬــ­ﺮﺑــﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎط اﻟﺒﺤﺚ إﻟﻰ اﻟﻄﻠﺐ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﺟﺮدة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬا اﳌﻠﻒ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٠١٠٢ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم، أي ﻣﻊ ﺗﻨﺎوب وزراء ﻣﻦ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻢ وزارة اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻟـــﻴـــﻜـ­ــﻮن ﻓــــﻲ وﺳـــﻌـــﻬ­ـــﻢ أن ﻳـــﺒـــﻨـ­ــﻮا ﻋـﻠـﻰ اﻟﺸﻲء ﻣﻘﺘﻀﺎه، اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ إﺣﺎﻃﺘﻬﻢ ﺑـﺎﻷﺳـﺒـﺎب واﻟـﻌـﻮاﺋـ­ﻖ اﻟـﺘـﻲ ﺣـﺎﻟـﺖ دون ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺨﻄﻂ ﻹﺻﻼح اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﻟﺘﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ وﺿـﻌـﺖ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﻫــﺆﻻء اﻟـــﻮزراء، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﺘﺨﻮف ﻣﻦ أن ﻳﺘﺠﺪد اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ داﺧـﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.

ﻛــﻤــﺎ أن رﺋــﻴــﺲ اﳌــﺠــﻠــ­ﺲ اﻟــﻨــﻴــ­ﺎﺑــﻲ ﻳـﺪرس اﺣﺘﻤﺎل اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﺟﻠﺴﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻓـﺘـﺢ دورة اﺳـﺘـﺜـﻨـﺎ­ﺋـﻴـﺔ ﺗﺨﺼﺺ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻠﻒ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓـﻲ ﻇـﻞ وﺟـﻮد ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺣﻮل ﺗﻠﺰﻳﻤﻪ ﺑﲔ ﻓﺮﻳﻖ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ إﺷﺮاك اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻷن ﻫــﻨــﺎك ﺿــــﺮورة ﳌـﺜـﻞ ﻫـــﺬه اﻟــﺸــﺮاﻛ­ــﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﲔ اﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص وآﺧﺮ ﻻ ﻳﺤﺒﺬ ﺧﺼﺨﺼﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ.

وﻗــــــﺪ ﻳــــﻜــــ­ﻮن ﻣـــــﻦ اﻟــــﺴـــ­ـﺎﺑــــﻖ ﻷواﻧــــــ­ﻪ إﺧـــﻀـــﺎ­ع ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟـــــــﻮ­زراء إﻟــــﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓــﺮز ﺑـﲔ وﺟـﻬـﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﳌـﺘـﻌـﺪدة ﺣﻮل ﺗﺄﻣﲔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ٤٢ ﺳﺎﻋﺔ إﻻ إذا اﺳﺘﻌﻴﺪ اﻻﻧـﻘـﺴـﺎم اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﻗﺎﺋﻤﴼ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﺮﻳﺮي وأدى إﻟـــﻰ ﺗــﻤــﺪﻳــ­ﺪ اﻟــﺘــﺄﺧـ­ـﻴــﺮ ﻓــﻲ ﺗﻠﺰﻳﻢ إﻧﺸﺎء اﳌﻌﺎﻣﻞ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ. وﻫﺬا ﻣﺎ أﻃﺎل ﻓﺘﺮات اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﺒﻮاﺧﺮ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺳﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ.

وﻋﻠﻤﺖ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن وزﻳﺮة اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻧــﺪى اﻟﺒﺴﺘﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺪاد ﻓﺮﻳﻖ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ﻟﺴﻠﻔﻬﺎ ﺳﻴﺰار أﺑﻲ ﺧﻠﻴﻞ ﺑﺎﺷﺮت ﺑﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻹﺻﻼح اﻟــﻜــﻬــ­ﺮﺑــﺎء وأﻧـــﻬـــ­ﺎ ﺗــﺘــﻮاﺻـ­ـﻞ ﺣــﺎﻟــﻴــ­ﴼ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺑﻠﻮرة أﻓﻜﺎر ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻞ اﻷﺳﺎس ﻟﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء.

وﺗـﻠـﻔـﺖ ﻣــﺼــﺎدر وزارﻳـــــ­ﺔ إﻟـــﻰ أﻧـﻬـﺎ ﻻ ﺗــﺮى ﻣـﻦ ﺿـــﺮورة ﻟﻼﺳﺘﺪاﻧﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺗـﻐـﻄـﻴـﺔ ﺗـﻜـﻠـﻔـﺔ إﻋــــــﺎد­ة ﺗــﺄﻫــﻴــ­ﻞ اﳌــﻌــﺎﻣـ­ـﻞ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ أو إﻧﺸﺎء ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺟﺪﻳﺪة، ﻫﺬا ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻢ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﺷﺮاﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص اﻟﺬي ﻳﺒﺪي ﺣﻤﺎﺳﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﻃﺮﻓﴼ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺸﺮاﻛﺔ.

وﺗـــﻘـــﻮ­ل ﺑــﺄﻧــﻪ ﺳــﻴــﺼــﺎ­ر ﻣـــﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﺨﻄﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺧﻄﻮط اﻟﻨﻘﻞ واﻟـﺘـﻮزﻳـ­ﻊ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻠﻜﴼ ﻟﻠﺪوﻟﺔ، وﻛـــﺬﻟـــ­ﻚ اﻟـــﺤـــﺎ­ل ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒ­ـﺔ إﻟـــﻰ اﳌــﻌــﺎﻣـ­ـﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ، ﻓﻴﻤﺎ اﳌﻌﺎﻣﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺳــﺘــﻘــﻮ­م ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺸــﺮاﻛ­ــﺔ ﺑــﲔ اﻟـﻘـﻄـﺎﻋـ­ﲔ اﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص.

وﺗﻀﻴﻒ إن اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮح ﻹﺷﺮاك ﺷﺮﻛﺎت ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺰﻳﻢ إﻧﺸﺎء اﳌﻌﺎﻣﻞ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪة وﻣـﻨـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــﺜــﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ »ﺳﻴﻤﻨﺰ« و»ﺟﻨﺮال إﻟﻜﺘﺮﻳﻚ«، ﻣﺆﻛﺪة ﺑـﺄن اﻟﺘﻠﺰﻳﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻜﻮﻣﴼ ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻄﻠﺐ إﻧﺸﺎء ﻫﺬه اﳌﻌﺎﻣﻞ وﻗﺘﴼ ﻃﻮﻳﻼ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻰ ﺧﻔﺾ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﺬي ﻳﻘﺪر ﺳﻨﻮﻳﴼ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻠﻴﺎري دوﻻر.

وﺗـــﺮى اﳌــﺼــﺎدر أن إﻧــﺸــﺎء اﳌﻌﺎﻣﻞ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﻟــﻰ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﺳﺘﺔ أﺷـــﻬـــﺮ ﻣــــﻦ ﺗــــﺎرﻳــ­ــﺦ ﺗــﻮﻗــﻴــ­ﻊ اﻟــﻌــﻘــ­ﺪ ﻣـﻊ اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻳــﻘــﻊ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ اﻟــﺘــﻠــ­ﺰﻳــﻢ، ﺑﺸﺮط ﺗﺠﺎوز اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻠﺰﻳﻢ.

ﻟــﺬﻟــﻚ، ﻓــﺈن ﻫــﻨــﺎك ﺿــــﺮورة ﻹﺧــﺮاج ﻣــــﻠــــ­ﻒ اﻟـــــﻜــ­ـــﻬـــــﺮ­ﺑـــــﺎء ﻣــــــﻦ اﻟــــﺘـــ­ـﺠــــﺎذﺑـ­ـــﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻟﺌﻼ ﻳﻐﺮق ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﻮزراء ﻓــــﻲ اﻧـــﻘـــﺴ­ـــﺎﻣـــﺎت ﻛــﺘــﻠــﻚ اﻟـــﺘـــﻲ أﺻـــﺎﺑـــ­ﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ وﺟـﻬـﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﺣــﻮل اﻷﺻـــﻮل اﻟـﻮاﺟـﺐ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﺘﻠﺰﻳﻤﻪ، ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﳌﺤﺎﺻﺼﺔ أو إﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺎت.

وﻋــﻠــﻴــ­ﻪ، ﻓـــﺈن اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺔ ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺨﻄﻮات اﻹﺻــﻼﺣــﻴ­ــﺔ ﻹﻧـــﻘـــﺎ­ذ ﻟــﺒــﻨــﺎ­ن ﻣـــﻦ اﻟـــﺘـــﺄ­زم اﻻﻗــــــﺘ­ــــــﺼـــ­ـــﺎدي، وﻫــــــــ­ـﺬا ﻳـــﺴـــﺘـ­ــﺪﻋـــﻲ ﻣــﻦ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟـﺘـﻘـﻴـﺪ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻮرﻗﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ واﻹﻓــﺎدة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ وﻋــــﺪم ﻫــــﺪر اﻟـــﻔـــﺮ­ص اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗـــﺘـــﻜـ­ــﺮر. وإﻻ ﳌــــﺎ ﺣــــــﺬر اﻟـــﺤـــﺮ­ﻳـــﺮي ﻓـﻲ ﻣﺪاﺧﻠﺘﻪ ردﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﺪاﺧﻼت اﻟﻨﻮاب ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه إﻧﻘﺎذ اﻟﺒﻠﺪ. وﻫـﻜـﺬا ﺑــﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑـﺪءﴽ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع أن ﺗﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻠﺒﻨﺎن وأن ﻣـﺎ ﺗﻌﻬﺪت ﺑـﻪ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ »ﺳﻴﺪر« ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺣﺒﺮﴽ ﻋﻠﻰ ورق. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن إدارﺗﻬﺎ ﳌﻠﻒ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـ­ﺎء ﻫــﻮ اﳌــﺪﺧــﻞ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﻣﻘﺮراﺗﻪ ﺑــﺎﻋــﺘــ­ﺒــﺎر أﻧــــﻪ ﺑــﻤــﺜــﺎ­ﺑــﺔ »ﺗــــﺬﻛـــ­ـﺮة ﺳــﻔــﺮ« ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻌﺒﻮر ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ إﻟﻰ ﺑﺮ اﻷﻣﺎن ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﳌﻨﺎﻛﻔﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻜﻴﺪﻳﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﻧﺠﺎح اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓـﻲ ﺗﺄﻣﲔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﺪار ٤٢ ﺳــﺎﻋــﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣـﻨـﻬـﺎ أن ﺗﺤﺴﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻫﺬا اﳌﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻼزم ﻣـﻊ ﺗﻘﻴﺪﻫﺎ ﺑﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ دوﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ أن ﻟﺒﻨﺎن ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻧﻔﺴﻪ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﺄﻫﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺤﻠﻔﺎء واﻷﺻﺪﻗﺎء.

واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻘﻒ أﻣﺎم اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﺻﻌﺒﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺎدة ﺛﻘﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﺑﺒﻠﺪﻫﻢ، وﻫﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻷﻗــــﻮال إﻟــﻰ أﻓــﻌــﺎل، وﻳـﺘـﻌـﲔ اﻻﻧـﺘـﻈـﺎر وﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻣــﺎذا ﺳﻴﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل »ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻷﺧﻴﺮة« اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺠﺎوب اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻣــﻊ رﺋـﻴــﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻗﺮر ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻓﺘﺮة اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻪ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑــﺎﻻﻗــﺘـ­ـﺼــﺎد اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎ­ﻧـﻲ، وﻫـــﺬا ﻣــﺎ ﻳﺒﺮر اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟــﺪوﻟــﻲ واﻹﻗـﻠـﻴـﻤ­ـﻲ اﻟـــﺬي ﺗـﺮﺟـﻢ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ »ﺳﻴﺪر«.

 ??  ?? ﻣﺘﻈﺎﻫﺮان ﺗﺴﻠﻘﺎ ﺗﻤﺜﺎل رﻳﺎض اﻟﺼﻠﺢ وﺳﻂ ﺑﻴﺮوت ﺧﻼل ﺗﺠﻤﻊ ﻟـ »اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ« اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ )إ.ب.أ(
ﻣﺘﻈﺎﻫﺮان ﺗﺴﻠﻘﺎ ﺗﻤﺜﺎل رﻳﺎض اﻟﺼﻠﺢ وﺳﻂ ﺑﻴﺮوت ﺧﻼل ﺗﺠﻤﻊ ﻟـ »اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ« اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ )إ.ب.أ(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia