أﳌﺎﻧﻴﺎ: زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺸﺎﻏﺮة ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺺ اﻟﻜﻮادر
ﻛـﺸـﻔـﺖ اﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ اﻻﺗــﺤــﺎدﻳــﺔ ﻟـﻠـﻌـﻤـﻞ ﺑــﺄﳌــﺎﻧــﻴــﺎ، ﻋـــﻦ اﺳــﺘــﻤــﺮار زﻳـــﺎدة ﻋــﺪد اﻟـﻮﻇـﺎﺋـﻒ اﻟﺸﺎﻏﺮة، ﻓـــﻴـــﻤـــﺎ ﻳـــﺴـــﻤـــﻰ »وﻇـــــﺎﺋـــــﻒ ﻋــﻨــﻖ اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ«، وﻫﻲ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻧﻘﺺ اﻟﻜﻮادر ﻣﻦ اﳌﺘﺪرﺑﲔ واﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ.
وﺑﺤﺴﺐ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ٨٫٨٣١ أﻟﻒ وﻇﻴﻔﺔ ﺷﺎﻏﺮة ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﻨﻮي ﺧﻼل ﻋﺎم ٨١٠٢، ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔ واﳌﺘﺪرﺑﲔ.
ﻳــــﺬﻛــــﺮ أن ﻋـــــــﺪد ﻣــــﺜــــﻞ ﻫــــﺬه اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺸﺎﻏﺮة ﺑﻠﻎ ٠٧١ أﻟﻒ وﻇﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٧١٠٢، وﻛﺎن ﻳﺒﻠﻎ ﻗـﺒـﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﻋــــﻮام، أي ﻓــﻲ ﻋـﺎم ٣١٠٢، ﻧﺤﻮ ٤١١ أﻟﻒ وﻇﻴﻔﺔ.
وﻳـﺴـﻮد ﻫــﺬا اﻟﻨﻘﺺ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓـــــﻲ ﺧـــــﺒـــــﺮاء اﻟــــﺤــــﺎﺳــــﺐ اﻵﻟـــــــﻲ، وﺧــﺒــﺮاء اﻟـﻬـﻨـﺪﺳـﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ، وﻣﻬﻨﺪﺳﻲ اﻹﻧﺸﺎءات اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ، وﻛــــﺬﻟــــﻚ ﻓــــﻲ ﻗـــﻄـــﺎﻋـــﺎت اﻟــﺼــﺤــﺔ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، وﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ.
ﻳـــﺬﻛـــﺮ أن ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟــــــــﻮزراء اﻻﺗـــﺤـــﺎدي ﺑــﺄﳌــﺎﻧــﻴــﺎ أﻗـــﺮ ﻗـﺎﻧـﻮﻧـﴼ ﺧــــــــﺎﺻــــــــﴼ ﺑــــــﻬــــــﺠــــــﺮة اﻟـــــﻌـــــﻤـــــﺎﻟـــــﺔ اﳌــــﺘــــﺨــــﺼــــﺼــــﺔ ﻓــــــــﻲ دﻳـــﺴـــﻤـــﺒـــﺮ )ﻛـﺎﻧـﻮن اﻷول( اﳌـﺎﺿـﻲ. وﻳﻨﺺ اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن ﻋـﻠـﻰ ﺧـﻔـﺾ اﻟـﺤـﻮاﺟـﺰ أﻣــــﺎم ﻗــــﺪوم ﻋــﺎﻣــﻠــﲔ ﻣـــﻦ دول ﻻ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟــﻼﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــــﻲ؛ إذ ﻣــــﻦ اﳌــــﻘــــﺮر اﻟـــﺴـــﻤـــﺎح ﳌــــﻦ ﻳــﻜــﻮن ﻣﺆﻫﻼ وﻳﺘﺤﺪث اﻟﻠﻐﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺟــﻴــﺪﴽ، ﺑــﺎﻟــﻘــﺪوم دون ﻋـﻘـﺪ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺔ. وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﴼ ﻟﺨﺮﻳﺠﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻓﺤﺴﺐ ﺳﺎﺑﻘﴼ.
وﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﺒــﻴــﺎﻧــﺎت اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ ﻗﺪ أﻇﻬﺮت ﺗﺮاﺟﻊ ﻣﻌﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓـﻲ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﺑـﺄﻗـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت، ﺧـــﻼل ﻳــﻨــﺎﻳــﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ(؛ ﺣــﻴــﺚ اﻧــﺨــﻔــﺾ ﻋـــﺪد اﻟـﻌـﺎﻃـﻠـﲔ اﳌﻌﺪل ﻣﻮﺳﻤﻴﴼ ﺑـ٠٠٠٢ ﺷﺨﺺ، ﻟﻴﺼﻞ إﻟــﻰ ٢٫٢ ﻣﻠﻴﻮن، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑــﺎﻟــﺘــﻮﻗــﻌــﺎت اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﺑﻬﺒﻮﻃﻪ ﺑﻌﺪد ٠١ آﻻف ﺷﺨﺺ.
وﺗﺤﺘﺎج أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻟﺰﻳﺎدة أﻋﺪاد اﳌﺸﺘﻐﻠﲔ، ﻟـﺪﻋـﻢ أﻛـﺒـﺮ اﻗﺘﺼﺎد ﻓــــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟـــــﻴـــــﻮرو ﺑــﺎﻟــﻄــﻠــﺐ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ، ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻪ ﻣﻊ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﻟﺤﺮب اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ، واﻟﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن ﺧﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﻦ دون اﺗﻔﺎق.
ﻟﻜﻦ ﻳﻈﻞ ﻣﻌﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻫــــﻮ أﻗــــﻞ ﻣــﺴــﺘــﻮى ﻣــﻨــﺬ وﺣـــﺪة اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ٠٩٩١. ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﻗﻮة ﻧﺸﺎط اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ.
وﻗـــــﺒـــــﻞ أﻳـــــــــــــﺎم، دﻋـــــــــﺎ وزﻳــــــﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﳌﺎﻧﻲ، ﺑﻴﺘﺮ أﻟﺘﻤﺎﻳﺮ، اﻟﺸﺒﺎب إﻟﻰ اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ.
وﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »ﺑــﻴــﻠــﺪ« اﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، ﻗــــﺎل اﻟـــﻮزﻳـــﺮ اﳌــﻨــﺘــﻤــﻲ إﻟـــﻰ ﺣـــﺰب اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎرة أﻧــــﺠــــﻴــــﻼ ﻣـــــﻴـــــﺮﻛـــــﻞ، اﳌـــﺴـــﻴـــﺤـــﻲ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻲ: »ﻏــﺎﻟــﺒــﴼ ﻣــﺎ ﻳﻜﻮن ﻟـﺪى اﻟﺸﺒﺎب ﺗﺼﻮرات ﺧﺎﻃﺌﺔ، أو ﻻ ﺗـــﻜـــﻮن ﻟــﺪﻳــﻬــﻢ ﺗـــﺼـــﻮرات، ﻋــﻦ اﻟــﺘــﺪرﻳــﺐ اﳌــﻬــﻨــﻲ أو اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺮف اﻟــﻴــﺪوﻳــﺔ«. وأﺿــﺎف أﻟـــﺘـــﻤـــﺎﻳـــﺮ أن اﻟــــﺤــــﺮف اﻟـــﻴـــﺪوﻳـــﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻻﺑﺘﻜﺎر، وﻗﺎل إن »أﻧﻈﻤﺔ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺗﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ أدوات اﻟﺴﺒﺎك« ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﺎﻟﻌﺪد اﻟﻴﺪوﻳﺔ. وﻟﻔﺖ أﻟﺘﻤﺎﻳﺮ إﻟﻰ أن »ﻓـﺮص اﻟﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟــﺤــﺮف اﻟـﻴـﺪوﻳـﺔ ﺟـﻴـﺪة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﺳــﻮاء ﻋﻤﻞ اﻟـﻔـﺮد ﻓـﻲ وﻇﻴﻔﺔ أو ﻟﺤﺴﺎﺑﻪ اﻟﺨﺎص«.
وأﻋﺮب أﻟﺘﻤﺎﻳﺮ ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎده ﺑــﺄن اﻟـﺘـﺪرﻳـﺐ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟﺤﺮ أو ﻟــﺪى ﺷــﺮﻛــﺎت »ﻣــﻦ اﻟـﻜـﻔـﺎءات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﳌــﺪارس )اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺐ اﳌﻬﻨﻲ(«.
وﻗﺎﻟﺖ أﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﻴﺘﺴﻚ، وزﻳﺮة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، إن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ، ﺳﻮاء ﻟﻠﻌﻤﺎل اﻟﺤﺮﻓﻴﲔ أو اﳌﻬﻨﺪﺳﲔ أو اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﲔ.