وﺛﺎﺋﻘﻲ ﺑﺮازﻳﻠﻲ ﻳﻄﺮح ﺳﺆاﻻ: }ﻧﻌﻴﺶ ﻟﻨﻌﻤﻞ أم ﻧﻌﻤﻞ ﻟﻨﻌﻴﺶ؟{
ﺗــﺴــﻤــﻊ ﻓـــﻲ ﺑـــﻠـــﺪة ﺗــﻮرﻳــﺘــﺎﻣــﺎ اﻟــﻮاﻗــﻌــﺔ ﻓــــﻮق اﻟـــﺘـــﻼل ﻓـــﻲ ﺷـﻤـﺎل ﺷــﺮﻗــﻲ اﻟــﺒــﺮازﻳــﻞ اﻟــﻨــﺎﺋــﻴــﺔ ﺻــﻮت ﻣــﺎﻛــﻴــﻨــﺎت اﻟــﺤــﻴــﺎﻛــﺔ ﻓـــﻲ ﻋـﺎﺻـﻤـﺔ اﻟﺠﻴﻨﺰ، ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻨﺎس ﻃﻮل اﻟــﻴــﻮم ﻹﻧــﺘــﺎج ﺳــﺮاوﻳــﻞ اﻟـﺪﻧـﻴـﻢ... أﺛﺎر ذﻟﻚ اﻫﺘﻤﺎم اﳌﺨﺮج ﻣﺎرﺳﻴﻠﻮ ﻏﻮﻣﻴﺰ ﻋﻨﺪﻣﺎ زار اﻟﺒﻠﺪة.
وﻳـﺘـﺬﻛـﺮ ﻏﻮﻣﻴﺰ ﻣـﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ اﻟﺒﻠﺪة اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺳـﻤـﺎع ﺻــﻮت ﺳـﻘـﻮط اﻹﺑـــﺮة ﺑﻬﺎ ﻻ ﺻــﺨــﺐ اﻟـــﺼـــﻨـــﺎﻋـــﺎت اﳌــﻨــﺰﻟــﻴــﺔ اﻟــﺴــﺎﺋــﺪة اﻟــﻴــﻮم ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻠــﺪة اﻟـﺘـﻲ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ٠٤ أﻟﻔﴼ، ﺣﺴﺐ »روﻳﺘﺮز«. وﻓﻲ ﻓﻴﻠﻤﻪ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ اﻟﺬي ﻋﺮض ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺑﺮﻟﲔ ﻳﺤﻠﻞ ﻏﻮﻣﻴﺰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻬﺎ ﺳﻜﺎن اﻟــﺒــﻠــﺪة، وﻳــﺘــﺴــﺎءل ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺎل أم ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﻌﻤﻞ.
وﻗــــــﺎل ﻏــﻮﻣــﻴــﺰ ﻟـــــ»روﻳــــﺘــــﺮز«: »ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻫﻨﺎك، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! ﻫﺬه ﺗﺒﺪو ﻣﺜﻞ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﺧﻼل اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ!«. إﻻ أن ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪة ﻣﺒﺘﻬﺠﻮن داﺋﻤﴼ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ وﻫﻢ ﻳﺤﻴﻜﻮن اﻟﺴﺤﺎﺑﺎت أو ﻣﺌﺎت اﻟــﺠــﻴــﻮب. وﻗـــﻮﺿـــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺎت اﻟـــﺒـــﺮازﻳـــﻠـــﻴـــﺔ اﳌـــﺘـــﻌـــﺎﻗـــﺒـــﺔ ﻗـــﻮاﻧـــﲔ ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ اﻟـــﻌـــﻤـــﺎل ﻣـــﻦ اﻻﺳــﺘــﻐــﻼل وأرﻏﻤﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺳــﺎﻋــﺎت ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ أﺟــﺮ أﻗــﻞ. إﻻ أن اﻟﺤﺎﺋﻜﲔ ﻓـﻲ ﺗﻮرﻳﺘﺎﻣﺎ ﻻ ﻳــﺸــﻌــﺮون ﺑــــﺄي ﻣــﺸــﺎﻛــﻞ إذ إﻧـﻬـﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺤﺴﺎﺑﻬﻢ. ﻗـﺎل ﻏﻮﻣﻴﺰ: »ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺼﺎﻧﻌﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻫﻢ اﳌﻼك واﻟﻌﻤﺎل«. ﺗﺤﻜﻲ اﻟﺤﺎﺋﻜﺎت ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺴﻌﺎدة ﻋﻦ اﻟﺴﻨﺘﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻳﺤﺼﻠﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ. إﻻ أن ﻏﻮﻣﻴﺰ، وﻫﻮ اﻟﺮاوي أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ، ﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﺗﺸﻜﻜﻪ وﻳــــﺘــــﺴــــﺎءل ﻣـــــﺎ إذا ﻛــــــﺎن ﻫـــــﺆﻻء اﻷﺷـــﺨـــﺎص ﻟــﺪﻳــﻬــﻢ ﺣــﺘــﻰ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻛـﻲ ﻳﺘﺴﺎءﻟﻮا إذا ﻛـﺎﻧـﻮا ﺳﻌﺪاء. وﻳﺘﺴﺎء ل: »ﺗﻤﻀﻲ ﻧﺤﻮ ٥١ أو ٦١ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ. ﻣﺎذا ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟ ﻣـــﺎذا ﻋــﻦ أﺑــﻨــﺎﺋــﻚ؟ ﺳـﺄﻟـﺘـﻬـﻢ ﻃـﻮل اﻟﻮﻗﺖ وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺳﻌﺪاء ﺟﺪا ﻷﻧــﻬــﻢ اﳌـــــﻼك... ﻫــﻞ اﻟـﻄـﻤـﻊ ﺷـﻲء ﺟﻴﺪ؟«.
وﻓــــــﻲ ﻧـــﻬـــﺎﻳـــﺔ اﻟـــﻔـــﻴـــﻠـــﻢ ﻳــﺄﺗــﻲ اﻟـــــﻜـــــﺮﻧـــــﻔـــــﺎل... ﺗـــﺒـــﻴـــﻊ اﻷﺳــــــــﺮ ﻛــﻞ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻼﺟﺎت وﻣﺎﻛﻴﻨﺎت ﺣﻴﺎﻛﺔ ﻟﺠﻤﻊ اﳌــﺎل اﻟــﻼزم ﻟﻘﻀﺎء ﻋﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ. وﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم ﺗﺼﺒﺢ اﻟـﺒـﻠـﺪة ﺧﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﻏﻮﻣﻴﺰ ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.