ﺣﻔﻞ »ﺟﺴﻮر ﺑﲔ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ« ﻧﻐﻤﺎت ﺷﺮﻗﻴﺔ وﻏﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻴﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪة
ﻳﺄﰐ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ زﻛﻲ ﻧﺎﺻﻴﻒ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ
ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت ﺗﺤﺖ ﻋـــﻨـــﻮان »ﻟــﻨــﻜــﺘــﺸــﻒ وﻧـــﺘـــﺬﻛـــﺮ«. ﻓﻬﻲ ﺗــﻬــﺪف ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل ﺣــﻔــﻼت ﻣـﺘـﻼﺣـﻘـﺔ ﺗﺤﻴﻴﻬﺎ ﻓــﻲ ﺣـﺮﻣـﻬـﺎ ﺿـﻤـﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ زﻛـــــــﻲ ﻧـــﺎﺻـــﻴـــﻒ ﻟـــﻠـــﻤـــﻮﺳـــﻴـــﻘـــﻰ، إﻟـــﻰ أن ﺗـــﻮﻃـــﺪ ﻋــﻼﻗــﺔ ﺟــﻴــﻞ اﻟــﺸــﺒــﺎب ﻣﻊ ﺟــﺬورﻫــﻢ وﻫـﻮﻳـﺘـﻬـﻢ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ. وﻓـﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺳﺘﻘﺪم اﻟﺤﻔﻞ اﳌﻮﺳﻴﻘﻲ »ﺟﺴﻮر ﺑﲔ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ« ﻓﻲ ٠٢ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( اﻟﺠﺎري ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺒﻄﺤﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ اﻟـ »وﺳﺖ ﻫﻮل«.
وﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺤﻔﻞ اﻟـﺬي ﻳﺤﻴﻴﻪ ٤ ﻋﺎزﻓﲔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﲔ وﻫﻢ: زﻳﺎد اﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﻌـــﻮد وﺑـــﻬـــﺎء ﺿـــﻮ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮق وﻣﻜﺮم أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﺘﺮﺑﺎص وﻣـــﻨـــﻴـــﺮ ﻣـــﻬـــﻤـــﻼت ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺘــﺸــﻴــﻠــﻠــﻮ، ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﻣـﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ واﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻴﻔﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة. »ﺗـﺮﺗـﻜـﺰ اﻟـﻔـﻜـﺮة ﻋﻠﻰ إﻳﺠﺎد ﻗــﺎﻟــﺐ ﻳــﺪﻣــﺞ ﺑــﲔ آﻻت ﻋـــﺰف ﺷﺮﻗﻴﺔ وأﺧـــﺮى ﻏـﺮﺑـﻴـﺔ. ﻛـﺎﻟـﻌـﻮد واﻟﺘﺸﻴﻠﻠﻮ ﻣـــﻦ ﻧــﺎﺣــﻴــﺔ واﻹﻳــــﻘــــﺎع واﻟــــﺒــــﺎص ﻣـﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ«. ﻳﻮﺿﺢ ﻋــﺎزف اﻟﻌﻮد اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ زﻳــــﺎد اﻷﺣــﻤــﺪﻳــﺔ ﻓــﻲ ﺣـﺪﻳـﺚ ﻟــــــ»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳــــــــــــﻂ«: »ﺳـــﻨـــﺤـــﺎول ﻛﻌﺎزﻓﲔ ﻣﺠﺘﻤﻌﲔ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ واﺣﺪ أن ﻧﻌﻄﻲ ﻧﺤﻮ ٥١ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻨﺎ ﺑﻌﺪا آﺧﺮ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر إﻟﻰ اﻛــﺘــﺸــﺎف اﻟــــﺮاﺑــــﻂ ﺑـــﲔ ﻫــــﺬه اﻷﻟـــــﻮان اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ واﺣﺪ«.
أﻣــﺎ دﻛـﺘـﻮر ﻧﺒﻴﻞ ﻧﺎﺻﻴﻒ ﻣﺪﻳﺮ ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺞ زﻛـــﻲ ﻧــﺎﺻــﻴــﻒ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻴﺆﻛﺪ أن ﻫﺬا اﻟــﻨــﻮع ﻣــﻦ اﳌـﻬـﺮﺟـﺎﻧـﺎت ﻣــﻦ ﺷـﺄﻧـﻪ أن ﻳﺠﺬب ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟﻐﺎرق ﻓﻲ ﻧﺰﻋﺔ اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺮاﺋﺠﺔ اﻟﻴﻮم، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ »ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻤﺎس داﺋﻢ ﻻﻛــﺘــﺸــﺎف اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ، وﻧــﺤــﻦ ﺑــﺪورﻧــﺎ ﻧــــﻘــــﺪم ﻟــــﻪ ﺟـــﺴـــﺮ اﻟــــﺘــــﻮاﺻــــﻞ ﻣــــﺎ ﺑـﲔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﺠﺬور اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ«. وﻳﺘﺎﺑﻊ ﻓـﻲ ﺳﻴﺎق ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــﻂ«: »اﻟـﻌـﻮﳌـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﺎ اﻟــﻴــﻮم ﺳﻤﺤﺖ ﻟـﻨـﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﻧﻤﺎط ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﻓﻨﻮن ﻛﺜﻴﺮة. وﻫـــﺬا اﻟــﺘــﻘــﺎرب ﻓــﻲ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﻓــﻲ اﺧـﺘـﺼـﺎر اﳌـﺴـﺎﻓـﺎت ﺑـﲔ اﻟﻨﺎس ﻣـﻦ ﺧــﻼل اﻹﻧـﺘـﺮﻧـﺖ، أدى إﻟــﻰ ﺗﺒﺎدل ﻫﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻨﺎ وﺣﻀﺎراﺗﻨﺎ. ﻓﻜﻤﺎ ﻓﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﺮﻗﺺ واﻟﻐﻨﺎء ﻫﻨﺎك اﻧـــﻔـــﺘـــﺎح ﻣــﻠــﺤــﻮظ ﺑـــﲔ ﺳـــﻜـــﺎن اﻟــﻜــﺮة اﻷرﺿﻴﺔ أﺟﻤﻌﲔ ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻢ واﻟﻨﺤﺖ وﺛـﻘـﺎﻓـﺔ اﳌـﻄـﺎﺑـﺦ واﻟــﻄــﻌــﺎم وﻏـﻴـﺮﻫـﺎ. وﻧﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑــﺠــﺬورﻧــﺎ وﻧــﺤــﺎول ﺗـﻮﻋـﻴـﺔ اﻟـﺸـﺒـﺎب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻨﺴﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻫﺬه اﻟﻌﻮﳌﺔ«. وﻳﺨﺘﻢ د. ﻧﺎﺻﻴﻒ: »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﻌـﻮد اﻟﺸﺨﺺ إﻟــﻰ ﺟـــﺬوره ﻳﺼﺒﺢ أداؤه أﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺠﺎﻻت. وإذا أﺧــﺬﻧــﺎ ﻣـﺜـﻼ اﻟـﻠـﻐـﺔ اﻷم ﻓـﻬـﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻔﺘﺎح ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑـﺴـﻬـﻮﻟـﺔ ﻋــﻦ أﻓــﻜــﺎره ﺑـﻠـﻐـﺎت أﺧـــﺮى، وﻫــﻮ اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ أﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺠﺬور ﻣﻌﺎ«. وﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﻌﺰوﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟــﺤــﻔــﻞ »اﳌــﻌــﺒــﺪ« و»رﻗـــﺼـــﺔ اﻟــﻨــﺎس« و»زﻧــــــــﻮد اﻟـــﺴـــﺖ« و»ﻏـــــــﺰل ﻋــﺎﻟــﺮﻳــﻖ« ﻟﺰﻳﺎد اﻷﺣﻤﺪﻳﺔ. وﻛﺬﻟﻚ أﺧﺮى ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﺑﺎﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻛـ»ﺣﻠﻢ اﻟﻬﺮوب« و»ﻓـﻮﺿـﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ« و»ﺑـﻮﺳـﺎ ﻧﻮﻓﺎ«. وﺗﺤﺖ ﻋـﻨـﻮان »ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ« ﻳـﻌـﺰف ﻣـﻜـﺮم أﺑــﻮ اﻟـﺤـﺴـﻦ ﻣـﻌـﺰوﻓـﺎت وﺗــﺮﻳــﺔ (string composition) ﺗﻤﺰج ﻣـــــﺎ ﺑـــــﲔ آﻻت اﻟـــﺘـــﺸـــﻴـــﻠـــﻠـــﻮ واﻟــــﻌــــﻮد واﻟﻜﻮﻧﺘﺮﺑﺎص ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﻨﺤﻰ اﻟﻌﺰف اﳌﺘﻮاﺻﻞ وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ.
»أﺟـــﺪ أن اﻟـﺠـﻴـﻞ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ اﳌﻬﺘﻢ ﺑــــﺎﻟــــﻔــــﻨــــﻮن ﻻ ﺗـــﻨـــﺤـــﺼـــﺮ ﺧــــﻴــــﺎراﺗــــﻪ اﳌــﻮﺳــﻴــﻘــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻧــــﻮع ﻣــﻌــﲔ ﻣـﻨـﻬـﺎ، ﻓــﻲ ﻇــﻞ اﻧــﻜــﺒــﺎﺑــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﻌــﺮﻓــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﻟﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﻗﻤﻲ. ﻓﻬﻮ ﻳﻄﻞ ﻣــــﻦ ﺧـــﻼﻟـــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﻮﺳــﻴــﻘــﻰ ﻗــﺪﻳــﻤــﺔ وﺣـــﺪﻳـــﺜـــﺔ وﻣـــــﻦ اﻟــــﻨــــﻮع اﻟــﻜــﻼﺳــﻴــﻜــﻲ واﻟــﺠــﺎز واﻟــﻄــﺮب اﻟــﺸــﺮﻗــﻲ وﻏـﻴـﺮﻫـﺎ. وﻟــــﺬﻟــــﻚ ﻫــــﻮ ﻳــﻘــﺼــﺪ ﻫـــــﺬا اﻟــــﻨــــﻮع ﻣـﻦ اﻟﺤﻔﻼت ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺮاﺋﺠﺔ ﻷﻧــﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻌﻬﺎ، وﻫــــﻮ ﻣـــﺎ ﺳــﻨــﺤــﺎول إﻳــﺼــﺎﻟــﻪ ﻟـــﻪ ﻓﻲ )اﻟــﺠــﺴــﻮر ﺑــﲔ اﻟــﺘــﻘــﺎﻟــﻴــﺪ(«. وﻳـﺨـﺘـﻢ زﻳـــــﺎد اﻷﺣـــﻤـــﺪﻳـــﺔ ﻓـــﻲ ﺳـــﻴـــﺎق ﺣـﺪﻳـﺜـﻪ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«: »ﺑــﻐــﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺤﻀﻮر ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﻂ اﳌﻮﺳﻴﻘﻲ أو اﻟﻌﻜﺲ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﺑﺪ ﺳﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﺰف ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ اﳌﺄﻟﻮف. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ إﻟﻐﺎء أﻧﻤﺎط ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻴﻮم واﻷﻓﻀﻞ ﺳﻴﺮﺳﺦ ﻓﻲ ذﻫﻨﻪ«.