اﻹﺿﺮاﺑﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ ﺗﺤﺎﺻﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ وﺗﺼﻞ ﻗﻄﺎع اﻟﺼﺤﺔ
ﺑـﻌـﺪ أﻗــﻞ ﻣــﻦ أرﺑــﻌــﺔ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ إﻋــﻼن ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ، ﺗﻮاﺟﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋــــــــﺎدل ﻋـــﺒـــﺪ اﳌــــــﻬــــــﺪي، ﻣــﻮﺟــﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻣــﻦ اﻹﺿــﺮاﺑــﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ، وﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻳـﺎم ﻓﻘﻂ ﻣــﻦ اﻹﺿــــﺮاب اﻟــﻌــﺎم اﻟـــﺬي ﻗـﺎم ﺑﻪ اﳌﻌﻠﻤﻮن، وﺻﻞ اﻟﺪور ﻫﺬه اﳌـﺮة ﻷﺻﺤﺎب اﳌﻬﻦ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟـــــﺬﻳـــــﻦ أﺿــــــﺮﺑــــــﻮا أﻣـــــــــﺲ، ﻓــﻲ ﺛﻼث ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻫﻲ ﻣﻴﺴﺎن وواﺳﻂ وذي ﻗﺎر، إﻟﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻗـﻴـﺎﻣـﻬـﻢ ﺑـﺎﻋـﺘـﺼـﺎﻣـﺎت أﻣــﺎم اﳌـﺆﺳـﺴـﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺎت، وﻣـﻨـﻬـﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻐﺪاد؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻤﻊ أﻣــــﺎم ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟــﻄــﺐ اﻟــﻌــﺸــﺮات ﻣــﻦ أﺻــﺤــﺎب اﳌــﻬــﻦ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻣــﻄــﺎﻟــﺒــﲔ ﺑـــﺮﻓـــﻊ ﻧــﺴــﺐ أﺟـــﻮر اﻟﺨﻄﻮرة، وإﻟﻐﺎء ﻗﺮار »ﺗﺴﻜﲔ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ«.
وﻓـــﻴـــﻤـــﺎ ﻳــــﻘــــﻮل اﳌــﻌــﻨــﻴــﻮن ﻓـــــــﻲ وزارة اﻟـــــﺼـــــﺤـــــﺔ إﻧـــﻬـــﻢ ورﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــــــــﻮزراء ﻋـــــﺎدل ﻋـﺒـﺪ اﳌــــﻬــــﺪي ﻣــــﻊ اﳌـــﻄـــﺎﻟـــﺐ اﳌــﺤــﻘــﺔ ﻷﺻـــــﺤـــــﺎب اﳌــــﻬــــﻦ اﻟـــﺼـــﺤـــﻴـــﺔ، ﺗـــﺘـــﻬـــﻢ أﻃـــــــــﺮاف ﻣـــــﻦ أﺻـــﺤـــﺎب اﳌـﻬـﻦ، اﻷﻃـﺒـﺎء ﺑﺎﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ وزارة اﻟﺼﺤﺔ، وﻋــﺪم اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺒﻘﻴﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷﺧـــــﺮى اﻟــﻌــﺎﻣــﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻟـــــﻮزارة وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ.
وﺗﺘﻤﺤﻮر ﻣﻄﺎﻟﺐ أﺻﺤﺎب اﳌـــــﻬـــــﻦ ﺣـــــــﻮل رﻓـــــــﻊ اﻟــﺘــﺴــﻜــﲔ )إﻳـــــﻘـــــﺎف اﻟـــــﺪرﺟـــــﺔ اﻟــﻮﻇــﻴــﻔــﻴــﺔ ﺣـﺘـﻰ ﻣــﻊ اﺳـﺘـﺤـﻘـﺎق اﻟـﺘـﺮﻓـﻴـﻊ واﻟﻌﻼوة( ﻓﻲ اﻟﺮواﺗﺐ، وزﻳﺎدة أﺟﻮر اﻟﺨﻄﻮرة ﻣﻦ ٠٥ إﻟﻰ ٠٨ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ ﻣـــﻘـــﺪار اﻟـــﺮاﺗـــﺐ اﻟﺸﻬﺮي، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺷﻤﻮﻟﻬﻢ ﺑــــــﺘــــــﻮزﻳــــــﻊ ﻗــــــﻄــــــﻊ اﻷراﺿــــــــــــــﻲ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ.
ﻣــــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺒـــﻪ، أﻋــــﻠــــﻦ وزﻳــــﺮ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻼء اﻟــﺪﻳــﻦ اﻟــﻌــﻠــﻮان، ﺧــﻼل ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻــــﺤــــﺎﻓــــﻲ ﻋـــــﻘـــــﺪه ﻓــــــﻲ ﻣــﺒــﻨــﻰ اﻟـــــــــــﻮزارة ﺑـــﺒـــﻐـــﺪاد أﻣـــــــﺲ، ﻋـﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء ﳌﻄﺎﻟﺐ أﺻــــــﺤــــــﺎب اﳌـــــﻬـــــﻦ اﻟـــﺼـــﺤـــﻴـــﺔ، وأﻧــــــــﻪ وﺟــــــــﻪ أﺛـــــﻨـــــﺎء اﺟـــﺘـــﻤـــﺎع ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻮزراء أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﺑـــ»ﺗــﺸــﻜــﻴــﻞ ﻟـﺠـﻨـﺔ وزارﻳــــــﺔ ﻣﻦ اﻟﻮزارات اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺘﺴﻜﲔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﺬوي اﳌﻬﻦ اﻟﺼﺤﻴﺔ، وزﻳـﺎدة ﻣﺨﺼﺼﺎت اﻟﺨﻄﻮرة ﻟﻬﻢ، وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﻠﺠﻨﺔ ﳌـﺠـﻠـﺲ اﻟـــــﻮزراء ﺑــﺄﺳــﺮع وﻗـﺖ ﻣـــﻤـــﻜـــﻦ«. وأﺷـــــــﺎر إﻟـــــﻰ وﺟــــﻮد »ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻄﻠﻖ ﻣﻦ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ورﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﺘﻲ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺟــــﺰء ﻣــﻨــﻬــﺎ ﺑـﺎﻟـﺼـﺤـﺔ وآﺧـــــــــﺮ ﺑــــــــﺎﻟــــــــﻮزرات اﻷﺧـــــــــﺮى، وﻧﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﻄﺎﻟﺐ«.
وﺷــــــﺪد اﻟـــﻌـــﻠـــﻮان ﻋــﻠــﻰ أن »اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺼﺤﺔ ﻫﻤﺎ ﻗﻄﺎﻋﺎن أﺳــﺎﺳــﻴــﺎن ﻓــﻲ إﺣــــﺪاث ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟــﺘــﻨــﻤــﻴــﺔ ﻓــــﻲ أي ﻣــﺠــﺘــﻤــﻊ«، واﻋﺘﺮف ﺑﺄن »اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق ﻳــﻌــﺎﻧــﻲ ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﻣﻦ اﻟـــﻘـــﺼـــﻮر ﻷﺳــــﺒــــﺎب ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ، ﻣــﻨــﻬــﺎ ﺿــﻌــﻒ اﻟـﺘـﺨـﺼـﻴـﺼـﺎت اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ، واﻟـــﺒـــﻼد ﺑــﺤــﺎﺟــﺔ إﻟــﻰ ﻣﻠﻴﺎري دوﻻر ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻷدوﻳــــــــــــﺔ اﻷﺳـــــﺎﺳـــــﻴـــــﺔ، ﻓــﻴــﻤــﺎ اﳌــﺨــﺼــﺺ ﻓـــﻲ اﳌــــﻮازﻧــــﺔ ﻟـﻬـﺬا اﻟﻐﺮض ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﳌﻠﻴﺎر و٠٠٣ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر«؛ ﻛﺎﺷﻔﴼ ﻋـﻦ أن »اﻹﻧــﻔــﺎق اﻟـﺼـﺤـﻲ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺮاق ﻣﻨﺨﻔﺾ، وأﻗﻞ ﻣﻦ أﻏﻠﺐ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ«.
وأﻋــــــﻠــــــﻦ اﻟـــــﻌـــــﻠـــــﻮان ﺧــــﻼل اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻋﻦ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣـــﻌـــﻈـــﻢ اﻷﺟــــــــــــﻮر ﻟـــﻠـــﺨـــﺪﻣـــﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ وزارة اﻟـــﺼـــﺤـــﺔ إﺑــــــــﺎن اﻟـــــﺤـــــﺮب ﻋــﻠــﻰ »داﻋـــﺶ« واﻷزﻣـــﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﻌــﺮﺿــﺖ ﻟــﻬــﺎ اﻟـــﺒـــﻼد، ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟــــﺤــــﺮب واﻧــــﺨــــﻔــــﺎض أﺳـــﻌـــﺎر اﻟﻨﻔﻂ.
ﺑــــــﺪوره، اﺗــﻬــﻢ ﻣــﺼــﺪر ﻓﻲ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﻣﻤﺜﻞ ﻷﺻﺤﺎب اﳌـــــــﻬـــــــﻦ اﻟــــــﺼــــــﺤــــــﻴــــــﺔ، وزارة اﻟــﺼــﺤــﺔ ﺑــﺎﻟــﻌــﻨــﺎﻳــﺔ ﺑــﺎﻷﻃــﺒــﺎء ﻓـﻘـﻂ، وإﻫــﻤــﺎل أﺻــﺤــﺎب اﳌﻬﻦ اﻟﺼﺤﻴﺔ.
وﻳــﻘــﻮل اﳌــﺼــﺪر ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــــــــــﻂ«: »وزارة اﻟــﺼــﺤــﺔ وزارة أﻃــــﺒــــﺎء ﻓـــﻘـــﻂ، وﻫـــﻨـــﺎك اﻵﻻف ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟــــــﻮزارة ﻓــﻲ اﻷﻣـــــﻮر اﻹدارﻳــــــﺔ، ﻓـــﻲ ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ ﻋــــﺪم رﻋـــﺎﻳـــﺔ ﺑﻘﻴﺔ اﳌــﻮﻇــﻔــﲔ ﻣـــﻦ أﺻـــﺤـــﺎب اﳌـﻬـﻦ اﻟــﺼــﺤــﻴــﺔ«. وﻳـﻀـﻴـﻒ اﳌـﺼـﺪر اﻟـﺬي ﻳﻔﻀﻞ ﻋـﺪم اﻹﺷــﺎرة إﻟﻰ اﺳﻤﻪ، أن »اﻷﻃﺒﺎء واﻟﺼﻴﺎدﻟﺔ ﺗــﺰﻳــﺪ ﻣــﺨــﺼــﺼــﺎت اﻟــﺨــﻄــﻮرة اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺤــﺼــﻠــﻮن ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ٠٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ أﺣﻴﺎﻧﴼ، ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﺼﺤﻲ ﺣﺘﻰ وإن ﻛـﺎن ﺣﺎﺻﻼ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس، إﻻ ﻋﻠﻰ ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ«.
وﻳــﺸــﻴــﺮ إﻟـــﻰ أن »اﻷﻃـــﺒـــﺎء واﻟــــــــﺼــــــــﻴــــــــﺎدﻟــــــــﺔ ﻣـــــــــﻦ ﺣـــﻤـــﻠـــﺔ اﻟـــــﺒـــــﻜـــــﺎﻟـــــﻮرﻳـــــﻮس ﻳــــﻤــــﻜــــﻦ أن ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻗﻴﺎت ﺣﺴﺐ ﺳﻨﻮات اﻟﺨﺪﻣﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮاء ﻫﻢ ﻣــــــﻦ ﺣـــﻤـــﻠـــﺔ اﻟــــﺒــــﻜــــﺎﻟــــﻮرﻳــــﻮس وﻏــﻴــﺮﻫــﻢ ﻣـــﻦ أﺻـــﺤـــﺎب اﳌــﻬــﻦ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻓﻴﺼﻄﺪﻣﻮن ﻏﺎﻟﺒﴼ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺘﺴﻜﲔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ، وﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻗﻴﺎت اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ«.
وﺗـــــــــﻮﻗـــــــــﻊ أن »ﺗــــﺴــــﺘــــﻤــــﺮ إﺿﺮاﺑﺎت وﻣﻄﺎﻟﺒﺎت أﺻﺤﺎب اﳌﻬﻦ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺠـــﻬـــﺎت اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﻴـــﺔ، ﻟـﺤـﲔ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ ﺷـــــﺮوط ﻋــﻤــﻞ ﻣـﻼﺋــﻤــﺔ ﻟﻬﻢ، وﻟﻦ ﻳﺠﺪي وزارة اﻟﺼﺤﺔ واﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻫـــﺬه اﳌــــﺮة ﺗﺄﺟﻴﻞ اﳌﻄﺎﻟﺐ اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ إﻟﻰ إﺷﻌﺎر آﺧﺮ«.