»أﺳﺒﻮع ﻟﻨﺪن« ﻟﺨﺮﻳﻒ وﺷﺘﺎء ٩١٠٢... ﺑﲔ اﳌﻮﺿﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ واﻟﺜﻮرات اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ
اﳌﺼﻤﻤﻮن أﺑﺪﻋﻮا ﺑﺘﺒﻨﻴﻬﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺗﻨﻮع ﻣﻘﺎﺳﺎت وﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﳉﻤﺎل
ﻳﺒﺪو أن ﺻﻨﺎع اﳌﻮﺿﺔ ﺗﻌﺒﻮا ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«... ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أدرﻛﻮا أن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ أﻳــﺪﻳــﻬــﻢ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﳌـــﺮﺣـــﻠـــﺔ. وﻷن اﻻﺑــﺘــﻜــﺎر واﻟـﺘـﺠـﺪﻳـﺪ ﻫــﻮ ﺷﻐﻠﻬﻢ اﻷول، ﻛــــﺎن أﻳــﻀــﴼ ﺷــﺎﻏــﻠــﻬــﻢ ﻫــﺬا اﳌـــﻮﺳـــﻢ، ﺣــﻴــﺚ ﺗـــﺮﻛـــﻮا اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ ﻟﻠﺴﺎﺳﺔ ووﺟــﻬــﻮا أﻧــﻈــﺎرﻫــﻢ إﻟـﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺟﺪﻳﺪة، ﻣﺜﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻷرض ﻣـﻦ اﻟﺘﻠﻮث، واﳌــﻨــﺎداة ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑـﺎﻟـﺘـﻨـﻮع ﺑـﻜـﻞ أﺷــﻜــﺎﻟــﻪ، واﳌــﻨــﺎداة ﺑﺤﺮﻳﺔ أﻛﺒﺮ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺬات.
ﻳــــــﻮم اﻷﺣـــــــﺪ اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻣــﺜــﻼ؛ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺣــﺮﻛــﺔ اﻟـﺴـﻴـﺮ ﻓــﻲ ﺑﻌﺾ اﳌـــﻨـــﺎﻃـــﻖ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻣـــﻈـــﺎﻫـــﺮة ﻗـــﺪ ﻻ ﺗــﻜــﻮن ﻟـﻬـﺎ ﻋــﻼﻗــﺔ ﺑــﺎﳌــﻮﺿــﺔ، ﻟﻜﻦ اﳌـــﻨـــﻈـــﻤـــﲔ اﺳـــﺘـــﻐـــﻠـــﻮا اﳌــﻨــﺎﺳــﺒــﺔ ﻟـــﺠـــﺬب ﻣـــﺰﻳـــﺪ ﻣـــﻦ اﻻﻫـــﺘـــﻤـــﺎم إﻟــﻰ ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ. اﺣﺘﻠﻮا ٥ ﺟﺴﻮر ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ اﻟﺘﻴﻤﺲ، وﻫﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮن أﻓﻀﻞ ﻣــﺎ ﻋـﻨـﺪﻫـﻢ ﻣــﻦ ﻣــﻼﺑــﺲ »وﻛـﺄﻧـﻬـﻢ ﻳـﺤـﻀـﺮون ﺟــﻨــﺎزة أﻧـﻴـﻘـﺔ« ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻬﻢ. ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ ﻫـﻲ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻋـــﻠـــﻰ ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﺔ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﺗــﺠــﺎه اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﻨﺎﺧﻲ واﻷزﻣــﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ. ورﻏــﻢ أﻧــﻪ ﻻ أﺣــﺪ ﻣـﻦ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻳــﻠــﻮم ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ اﳌــﻮﺿــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬه اﻷزﻣــﺔ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳــﺮون أﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻳﺪﴽ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﺄﺛﻴﺮاﺗﻬﺎ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ أن ﺗﻘﺪم ﺣﻠﻮﻻ ﻟﻬﺎ.
ﻣــﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، ﺗـﺆﻛـﺪ »اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻤــﻮﺿــﺔ«، وﻣــﻨــﺬ ﺑــﻀــﻊ ﺳــــﻨــــﻮات، أﻧـــﻬـــﺎ ﺟـــــﺎدة ﻓـﻲ ﻣـــﺤـــﺎوﻻﺗـــﻬـــﺎ ﻷن ﺗـــﻜـــﻮن ﺳــﺒــﺎﻗــﺔ ﻓـــــﻲ ﺗـــﻄـــﻮﻳـــﺮ اﳌـــــﻮﺿـــــﺔ وﺟــﻌــﻠــﻬــﺎ »ﺧـــﻀـــﺮاء« وﻣــﺴــﺘــﺪاﻣــﺔ. ﻣــﻦ ﻫـﺬا اﳌــــﻨــــﻈــــﻮر، رﻓــــﻌــــﺖ ﻫـــــــﺬا اﳌـــﻮﺳـــﻢ ﺷﻌﺎر »اﳌﻮﺿﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ« اﻟﺬي ﺗـــﺪاوﻟـــﺘـــﻪ ﻛـــﻞ وﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎﻋــــﻲ. ﻫــــــﺬه اﳌــــﻮﺿــــﺔ ﻟــﻢ ﺗــﻘــﺘــﺼــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋـــــــﺮوض اﻷزﻳـــــــﺎء اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ، ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛـﺎن ﻳﺠﺮي ﻓﻲ اﻟـﺸـﻮارع ﺧــﺎرج اﻟـﻌـﺮوض. ﻏﺎﺑﺖ ﺻــــﻮرة »اﻟـــﻄـــﻮاوﻳـــﺲ« اﻟــﺘــﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﺮاﻫﺎ ﻓﻲ اﳌﻮاﺳﻢ اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﻣﺜﻼ، ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻐﺮاﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻟﻔﺖ اﻷﻧﻈﺎر وإﺣﺪاث اﻟﺼﺪﻣﺔ أوﻻ وأﺧــﻴــﺮا. ﻏـﺎﺑـﺖ أﻳـﻀـﺎ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟـﺘـﻲ ﻛــﺎن ﻳـﻘـﻮم ﺑﻬﺎ اﳌﻨﺎﻫﻀﻮن ﻻﺳــﺘــﻌــﻤــﺎل اﻟــﻔــﺮو اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﻲ ﻷن اﳌﻨﻈﻤﺔ ﺳﺪت ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺑﻌﺪ أن أﻋﻠﻨﺖ ﻓﻲ اﳌﻮﺳﻢ اﳌﺎﺿﻲ، وﻷول ﻣــﺮة ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ، ﻣﻨﻊ اﺳــﺘــﻌــﻤــﺎل اﻟـــﻔـــﺮو اﻟــﻄــﺒــﻴــﻌــﻲ ﻓـﻲ ﻋــﺮوﺿــﻬــﺎ اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ. ﻣــﺤــﻞ ﻫــﺬه اﻟﻐﻴﺎﺑﺎت ﻇﻬﺮت ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻤﺮد ﺟﺪﻳﺪة، ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﺎ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﺸﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ﻣـﻦ اﻟﻘﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، وﻛــﺎﻧــﺖ ﻫﻲ اﻷﺧــــــﺮى ﺗـــﻤـــﺮدا ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﺎﺑﻮﻫﺎت واﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ، وﻇـﻬـﺮت ﺑﺎﻟﻮﺗﻴﺮة ﻧــــــﻔــــــﺴــــــﻬــــــﺎ ﻣـــــﺤـــــﺪﺛـــــﺔ ﺗــــــﻐــــــﻴــــــﻴــــــﺮات اﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻴـــﺔ ﻻ ﺗــــــــﺰال ﻣــﻠــﻤــﻮﺳــﺔ ﺣـﺘـﻰ اﻵن، ﺣـﻴـﺚ أﺛــﻤــﺮت ﻣﻮﺿﺔ »اﻟﺒﺎﻧﻜﺲ« وﻣﻮﺿﺔ »اﻟﺸﺎرع«.
ﻟﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﺮﻳﺒﴼ أن ﻧﺘﺎﺑﻊ ﻋـــﺮوﺿـــﴼ ارﺗــﺠــﺎﻟــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺸـــﺎرع، ﻇــﻬــﺮت ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋـــﺎرﺿـــﺎت ﻋــﺎدﻳــﺎت ﺟــــﺪا، إذا أﺧـــﺬﻧـــﺎ ﺑــﻌــﲔ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎر أﺣﺠﺎﻣﻬﻦ اﻟﻜﺒﻴﺮة أو ﻧﺤﺎﻓﺘﻬﻦ اﻟــﺰاﺋــﺪة وأﻃـﻮاﻟـﻬـﻦ اﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻣـﺆﺛـﺮات ﻣﻌﺮوﻓﺎت، رﻓﻌﻦ ﻻﻓﺘﺎت ﻛﺘﱭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻌﺎرات ﻣﺜﻞ: »ﻳـــﺠـــﺐ ﻋـــﻠـــﻰ اﳌــــﻮﺿــــﺔ ﺗـﻤـﻜـﻴـﻨـﻨـﺎ وﻟــــﻴــــﺲ اﻟــــﻌــــﻜــــﺲ« أو »ﺟــﻤــﺎﻟــﻨــﺎ ﻳﺘﻌﺪى اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ« وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ.
ﻟـــﻜـــﻦ وﺑـــﻤـــﺎ أﻧـــﻨـــﺎ ﻓــــﻲ ﻟـــﻨـــﺪن، اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻔـــﺮخ اﳌـــﻮاﻫـــﺐ واﻷﻓﻜﺎر اﳌﺒﺘﻜﺮة، ﻓﻜﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺷﻌﺎر »اﳌﻮﺿﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ«، اﻟـــــــﺬي رﻓـــﻌـــﺘـــﻪ وﺗـــﺒـــﻨـــﺘـــﻪ اﳌــﻨــﻈــﻤــﺔ ﻣــﻠــﻤــﻮﺳــﺎ وﻟــﻴــﺲ ﻣــﺠــﺮد ﺗـﻨـﻈـﻴـﺮ. ﻗـــﺪ ﻳــﺘــﺴــﺎءل اﻟــﺒــﻌــﺾ؛ ﻣـــﺎ ﻋــﻼﻗــﺔ ﻣــﺎ ﻳـﻘـﺪﻣـﻪ اﳌـﺼـﻤـﻤـﻮن ﺑﺎﳌﻨﻈﻤﺔ، أﻓــــﻠــــﻴــــﺴــــﺖ ﻟـــﻬـــﻢ ﺣــــﺮﻳــــﺔ اﻹﺑــــــــﺪاع؟ واﻟﺠﻮاب أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاع ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪى اﳌﺼﻤﻤﲔ اﻟﺼﺎﻋﺪﻳﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪا، ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﳌﻮﺿﺔ اﳌـــﺴـــﺘـــﺪاﻣـــﺔ، ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل ﺑــﺮاﻣــﺞ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ دﻋﻤﻬﻢ ﻟﻮﺟﻴﺴﺘﻴﴼ وﻣـــــﺎدﻳـــــﴼ. وﺑـــﺎﻟـــﻔـــﻌـــﻞ أﺛـــﻤـــﺮت ﻫﺬه اﳌﺒﺎدرات ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻋﺪة ﻣــﻬــﻤــﺔ، ﻣــﺜــﻞ اﻟــﺤــﻤــﻠــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﺎوﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺼﻤﻤﺔ أﻳﻤﻲ ﺑﺎوﻧﻲ، ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻼﻣﺔ »ﻣﺎذر
أوف ﺑـﻴـﺮل« ﻣـﻊ ﻗﻨﺎة »ﺑﻲ ﺑــﻲ ﺳــﻲ أورث« ﻟـــﺰﻳـــﺎدة اﻟـﺘـﻮﻋـﻴـﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﺎﺷﺎت وﻣﺪاوﻻت ﺣﻮل دور ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﻮﺿﺔ ﻓﻲ إﻳﻘﺎف اﻟﺘﻠﻮث اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻲ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ إﻳﺠﺎﺑﻲ وﺳﺒﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ. اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺆﻣـﻦ ﺑـﻬـﺎ ﻛــﻞ ﻣــﻦ اﳌﺼﻤﻤﺔ واﻟــــﻘــــﻨــــﺎة ﻫـــــﻲ أن »اﳌـــــﻮﺿـــــﺔ ﻟــﻬــﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻧﺸﺮ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻹﻳـﺠـﺎد ﺣــﻠــﻮل«. اﳌﺼﻤﻤﺔ ﺑﺎوﻧﻲ أﻃـــﻠـــﻘـــﺖ أﻳـــﻀـــﺎ ﺧـــﻄـــﺄ ﻣــﺴــﺘــﺪاﻣــﴼ، اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ إﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ »ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧﺘﻌﻠﻢ دروﺳﴼ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪث، وﻟــﻴــﺲ ﻫــﻨــﺎك أي داع ﻟــﻜــﻲ ﻧﺒﻘﻰ ﺟـــﺎﻣـــﺪﻳـــﻦ؛ ﻧــﻔــﻜــﺮ وﻧـــﺘـــﺤـــﺪث ﻋـﻤـﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻘﻂ... ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ أن ﻧـﺘـﺤـﺮك وﻧـﺘـﻌـﺎون اﻵن ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻹﺣـــــﺪاث ﻫــــﺬا اﻟــﺘــﻐــﻴــﻴــﺮ وﺗـﺤـﺴـﲔ اﻟﻈﺮوف«. ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻌﻮا ﺷﻌﺎرات واﺿﺤﺔ، ﻓﺈن ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﻛﺎن ﻣﻠﺤﻮﻇﴼ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺮوض؛ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆﻛﺪ أن ﻟﻨﺪن ﻻ ﺗﺰال اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﻮﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺮاﺋﺪة، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺟــــــــﻠــــــــﻴــــــــﺎ ﻓـــــﻲ اﻷزﻳـــــــــﺎء ﺑـﻜـﻞ ﺗـــــﻔـــــﺎﺻـــــﻴـــــﻠـــــﻬـــــﺎ، ﻣــــــــﻦ اﻟـــــﺨـــــﻄـــــﻮط واﻟــﻘــﺼــﺎت، إﻟـــﻰ ﻧــﻮﻋــﻴــﺔ اﻷﻗـﻤـﺸـﺔ وﺗﻘﻨﻴﺎﺗﻬﺎ واﻟﻄﺒﻌﺎت اﻟﺪﻳﺠﻴﺘﺎل اﻟﺘﻲ ﺑﺮع ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﻤﻤﻴﻬﺎ وﺳﻮﻗﻮﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك واﻗﻌﻴﺔ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻫﺬا اﳌﻮﺳﻢ. ﻓﺈﻟﻰ ﻋـﻬـﺪ ﻗــﺮﻳــﺐ، ﻛـﻨـﺎ ﻗـﺒـﻞ ﺣــﻀــﻮر أي ﻋﺮض ﻧﻬﻴﺊ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻠﻤﺴﺔ ﺟﻨﻮن. ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺮف ﻣﺴﺒﻘﺎ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺤﻠﻖ إﻟﻰ ﻋﻮاﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎل واﻟﻔﺎﻧﺘﺎزﻳﺎ. ﻟﻜﻦ ﺷﺘﺎن ﺑﲔ اﻷﻣﺲ واﻟﺤﺎﺿﺮ.
ﻓــــﻘــــﺪ ﺗــــﻐــــﻴــــﺮت اﻷﻣـــــــــــــﻮر ﻓــﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻮﳌﺔ واﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﻠﻰ اﻫﺘﻤﺎم اﻷﺳﻮاق اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ. وﻻ ﻳــﺨــﺘــﻠــﻒ اﺛـــﻨـــﺎن ﻋــﻠــﻰ أن ﻣﻨﻈﻤﺔ اﳌــﻮﺿــﺔ اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺔ ﻟﻌﺒﺖ دورا ﻛــﺒــﻴــﺮا ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻟــﺘــﻐــﻴــﻴــﺮ. ﻓــﺮﻏــﻢ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗــﺰال ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﺑــﺪاع وﺗﺤﺮص ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻤﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻨﻮن ﻣﺎ داﻣﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﻨﻮن، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺪورات ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻋﺪة ﺗﻘﺪم ﻓﻴﻬﺎ دروﺳﴼ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﻮن اﻟــﺘــﺴــﻮﻳــﻖ. ﻓــﻘــﺪ اﻧـﺘـﺒـﻬـﺖ إﻟـــﻰ أن ﻣﺼﻤﻤﻴﻬﺎ، ﺣﲔ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺨﺮﺟﻮن ﻓــــﻲ ﻣـــﻌـــﺎﻫـــﺪﻫـــﺎ اﻟـــﺸـــﻬـــﻴـــﺮة، ﻣـﺜـﻞ »ﺳﻨﺘﺮال ﺳﺎﻧﺖ ﻣﺎرﺗﻦ« و»ﻟﻨﺪن ﻛﻮﻟﻴﺪج أوف ﻓﺎﺷﻮن« وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻛــﺎن ﺣـﺎﻓـﺰﻫـﻢ اﻷول واﻷﺧـــﻴـــﺮ ﻫـــﻮ اﻟــﺘــﻤــﻴــﺰ ﺑــــﺄي ﺷﻜﻞ وﺑـــﻐـــﺾ اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ ﻋـــﻤـــﺎ إذا ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ ﺳـﺘـﺒـﺎع أم ﻻ. ﻫــﺬا ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ﺑﺘﺮوﻳﻀﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺟﻨﻮﺣﻬﻢ ﻣﻦ دون أن ﺗﻘﺺ أﺟﻨﺤﺘﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ أن اﳌﺼﻤﻤﲔ اﺳﺘﻮﻋﺒﻮا اﻟﺪرس، وﻫﻮ ﻣﺎ ﳌﺴﻨﺎه ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺮوض اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻨﺪن اﻟﺠﺎﻧﺤﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻐﺮاﺑﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ وﻓﻨﻮﻧﻬﺎ، إﻻ إﻧﻬﺎ ﺗـﺘـﺒـﻨـﻰ أﻳــﻀــﺎ اﻷﻧــــﺎﻗــــﺔ، ﺑـﺎﻟـﺸـﻜـﻞ اﻟـــــــﺬي ﺗــﺤــﻠـــﻢ ﺑــــﻪ اﳌــــــــــﺮأة. وﻟــﻴــﺲ أدل ﻋــﻠــﻰ ﻫـــﺬا ﻣــﻤــﺎ ﻗــﺪﻣــﻪ ﻛــﻞ ﻣﻦ اﳌــﺼــﻤــﻢ اﻟـــﺸـــﺎب أﺳـــــﺎي وﻣـــﺎرﻛـــﺔ »٦١أرﻟﻴﻨﻐﺘﻮن« ﻓـﻲ أول ﻳـﻮم ﻣﻦ اﻷﺳﺒﻮع... اﻷول ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﺸﺒﺎب ﺑــﺤــﺪاﺛــﺘــﻪ وﻋــﺼــﺮﻳــﺘــﻪ، واﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻳـــﺨـــﺎﻃـــﺐ اﻟــــﻨــــﺠــــﻮم واﳌـــﺸـــﺎﻫـــﻴـــﺮ ﺑﺄﻟﻮاﻧﻪ وﺗﻄﺮﻳﺰاﺗﻪ اﻟﻐﻨﻴﺔ. ﻣﺴﺎء اﻟــــﻴــــﻮم ﻧـــﻔـــﺴـــﻪ ﻗــــﺪﻣــــﺖ اﳌــﺼــﻤــﻤــﺔ آﺷــﻠــﻲ وﻳــﻠــﻴــﺎم، ﺗـﺸـﻜـﻴـﻠـﺔ ﻋﻜﺴﺖ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ اﻟﺸﺎﺑﺔ ﻟﺒﻨﺎت ﺟﻴﻠﻬﺎ، ﻣﻦ ﻣﺜﻴﻼت أﻟﻴﻜﺴﺎ ﺗﺸﺎﻧﻎ وداﻳــﺰي ﻟـــــﻮ، وﻧـــﻴـــﻜـــﻮﻻ روﺑـــــﺮﺗـــــﺲ. ورﻏــــﻢ أﻧــﻪ ﻣـﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟـﻘـﻮل إن اﻷزﻳــﺎء اﻟـﺘـﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺳﺘﺤﺪث ﺛــﻮرة ﻓﻲ ﻣﻮﺿﺔ اﳌﻮﺳﻢ اﳌﻘﺒﻞ، ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻧﻴﻘﺔ وﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ.
ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺑــﻬــﺎ ﳌــﺴــﺔ »ﻏــــﺮاﻧــــﺞ«، ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻮﻧﺖ ﺑﺪرﺟﺎت اﻟﻨﻴﻮن اﻟﺘﻲ ﻇـــﻬـــﺮت ﻓـــﻲ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟـــﻌـــﺮوض اﻷﺧــــــــﺮى ﻃــــــﻮال اﻷﺳـــــﺒـــــﻮع، ﻣـﺜـﻞ اﻷﺻـــﻔـــﺮ واﻟــﺒــﺮﺗــﻘــﺎﻟــﻲ واﻷﺧــﻀــﺮ واﻷزرق... وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻔﺎﻗﻌﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﳌﺴﺔ »إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ« ﺗﺠﺴﺪت ﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻨﺰات اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ واﻟﻘﻄﻊ اﳌﻄﺮزة ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺮﺑﻌﺎت.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺘــﻪ، اﺳــﺘــﺒــﻖ اﳌـﺼـﻤـﻢ اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻲ اﳌـــﺨـــﻀـــﺮم ﺟــﺎﺳــﺒــﺮ ﻛﻮﻧﺮان، اﻷﺣــﺪاث اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧـــــــﺎدى ﺑـــﻬـــﺎ اﳌــــﺘــــﻈــــﺎﻫــــﺮون، ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﺑﻤﺮاﻋﺎة اﻟﺘﻨﻮع واﻻﺣـــﺘـــﻔـــﺎل ﺑـــﺎﳌـــﺮأة ﺑـﻤـﻘـﺎﺳـﺎﺗـﻬـﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، وﺑــﺪل أن ﻳﻘﺪم ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻣــــــﺤــــــﺪدة ﻋــــﻠــــﻰ اﻟـــــﺠـــــﺴـــــﻢ، ﺗــــﺒــــﺮز ﺗــﻀــﺎرﻳــﺴــﻪ، ﻓــﺈﻧــﻪ أﺧــﻔــﺎﻫــﺎ ﺗﺤﺖ ﺧــــــــــــــﻄــــــــــــــﻮط واﺳـــــﻌـــــﺔ ﻻ ﺗــﺨــﻠــﻮ ﻣـﻦ أﻧﺎﻗﺔ وﳌﺴﺔ ﺑــــــﻮﻫــــــﻴــــــﻤــــــﻴــــــﺔ ﻣـــــــﺤـــــــﺴـــــــﻮﺑـــــــﺔ. واﻟـــــﻨـــــﺘـــــﻴـــــﺠـــــﺔ أن ﻣـــــــــــﺎ ﻛـــــــﺎن ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻳـﻌـﺪ ﻋﺎدﻳﺎ، ﺑﺪا ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻷﻧﻮﺛﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓـﺴـﺎﺗـﲔ ﻣﻨﺴﺪﻟﺔ ﻋـــــﻠـــــﻰ اﻟـــــﺠـــــﺴـــــﻢ، ﺗﺆﻛﺪ أن اﻟﺮاﺣﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻲ أﻫﻤﻠﻬﺎ اﳌﺼﻤﻤﻮن ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ. واﻟﻄﺮﻳﻒ أن اﳌﺮأة ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﻘﺪﻫﺎ إﻻ ﻣﺆﺧﺮا وﺑﻌﺪ أن اﻗﺘﺮﺣﻮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ. اﻟــﻔــﻀــﻞ ﻃــﺒــﻌــﺎ ﻳـــﻌـــﻮد إﻟــﻰ اﻟﺠﻴﻞ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪ، اﻟــﺬي ﻻ ﻳـــﺮﻳـــﺪ أن ﻳــﺘــﻨــﺎزل ﻋﻦ أي ﺷﻲء ﻳﺨﺪﻣﻪ؛ ﻣﻦ اﻷﻧﺎﻗﺔ واﻟﺮاﺣﺔ، إﻟﻰ اﻟــﺘــﻤــﻴــﺰ. ﻓــﺴــﺎﺗــﲔ ﻛـﺜـﻴـﺮة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻗــﺪﻣــﻬــﺎ اﳌـﺼـﻤـﻢ اﻟـــــﺒـــــﺮﻳـــــﻄـــــﺎﻧـــــﻲ اﳌــــــــﺨــــــــﻀــــــــﺮم، ﻛــــﺎن اﻟــﻘــﺎﺳــﻢ اﳌـــــــﺸـــــــﺘـــــــﺮك ﺑـــــــﻴـــــــﻨـــــــﻬـــــــﺎ اﻧـﺴـﺪاﻟـﻬـﺎ ﻋـــــــــــــــــﻠـــــــــــــــــﻰ اﻟــﺠــﺴــﻢ، وأﻳــﻀــﺎ أﻟﻮاﻧﻬﺎ اﻟﺨﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟـــــﻬـــــﺎدﺋـــــﺔ، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــــــــﺒــــــــﺎﻳــــــــﻨــــــــﺖ ﺑـــــﲔ درﺟـــــــــــــﺎت اﻟــــﺸــــﻮﻛــــﻮﻻﺗــــﻪ واﻟﺒﺮﺗﻘﺎل. ﻓــﻲ اﳌــﻘــﺎﺑــﻞ، ﺗﺒﻨﻰ اﳌــــﺼــــﻤــــﻢ ﺑـــــــــﻮرا أﻛـــﺴـــﻮ ﺧـــﻄـــﻮﻃـــﺎ أﻛـــﺜـــﺮ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪا ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺠــﺴــﻢ ﻣــﻦ دون أن ﻳــﻨــﺴــﻰ ﻋــﻨــﺼــﺮ اﻟــــﺮاﺣــــﺔ، ﺑﺪﻟﻴﻞ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻛﺎن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻓﺴﺎﺗﲔ؛ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻜﺸﺎﻛﺶ، ﻗﺎل إﻧﻪ اﺳﺘﻠﻬﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻨﺎ ﺗﻴﺮﻳﺸﻜﻮﻓﺎ، أول اﻣﺮأة ﺗﻘﻮم ﺑﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء ﻓــــﻲ ﻋـــــﺎم ٣٦٩١. وﺟـــــﺪ اﳌــﺼــﻤــﻢ أن ﻗـﺼـﺘـﻬـﺎ ﻣــﺜــﻴــﺮة وﻣــﻠــﻬــﻤــﺔ ﻓﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗـــــﻪ، ﻷﻧــﻬــﺎ ﺗـﻌـﻜـﺲ ﻗــﻮة اﳌــﺮأة وﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻛﻞ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت. ﻓﻬﻲ ﻣﻦ أﺻــﻮل ﺟﺪ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن أﺑﻮﻫﺎ ﻣﺠﺮد ﻋـﺎﻣـﻞ ﺑﺴﻴﻂ ﻓــﻲ ﻣﺼﻨﻊ ﻧﺴﻴﺞ، ﻟﻬﺬا اﺿﻄﺮت إﻟﻰ أن ﺗﺘﺮك اﳌﺪرﺳﺔ وﻫــــﻲ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﺮ ٧١ ﻋــﺎﻣــﺎ ﻟﺘﻌﻤﻞ ﻣــﻌــﻪ ﻓـــﻲ اﳌــﺼــﻨــﻊ، ﻟــﻜــﻨــﻬــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻟﻬﺬا ﺻﻤﻤﺖ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻤﻞ دراﺳﺘﻬﺎ ﺑــــﺎﳌــــﺮاﺳــــﻠــــﺔ. ﻓــــﻲ ﻋـــﻴـــﺪ ﻣــﻴــﻼدﻫــﺎ اﻟـــ٨١ اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﻨﺎد ﻧﺴﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﻔﺰ ﺑﺎﳌﻈﻼت، وﻛﺘﺒﺖ ﻃﻠﺒﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ اﻟــﻔــﻀــﺎء ﺗــﻌــﺮض ﻓــﻴــﻪ ﺧـﺪﻣـﺎﺗـﻬــﺎ ﻟــﻠــﻌــﻤــﻞ ﻣــــﻊ رواد اﻟــــﻔــــﻀــــﺎء. ﺗــﻢ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ رﻏﻢ ﻋﺪم إﻛﻤﺎﻟﻬﺎ دراﺳﺘﻬﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ. ﻧﻈﺮا ﻟﻜﻔﺎءﺗﻬﺎ وﺻـﻼﺑـﺘـﻬـﺎ؛ اﺧـﺘـﻴـﺮت ﻓـﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ﻣﻦ ﻋﺎم ٣٦٩١ ﻟﻘﻀﺎء ٣ أﻳﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺣﺎﻣﺖ ﻣـﺮﻛـﺒـﺘـﻬـﺎ ٨٤ ﻣـــﺮة ﺣـــﻮل اﻷرض. ﺑﻌﺪﻫﺎ درﺳﺖ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ وﺗﺨﺮﺟﺖ ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٩٦٩١ ﻟـﺘـﺼـﺒـﺢ ﻧـﺎﺷـﻄـﺔ ﻧـﺴـﻮﻳـﺔ ﻣــﻦ اﻟـــﻮزن اﻟـﺜـﻘـﻴـﻞ. وﻫــﺬا ﻣــﺎ اﻟـﺘـﻘـﻄـﻪ اﳌــﺼــﻤــﻢ ﻓــﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺗﻌﻜﺲ رﺣﻠﺘﻬﺎ اﳌﻜﻮﻛﻴﺔ ﻣﻦ دون أن ﻳﻨﺴﻰ أﺻﻮﻟﻬﺎ اﻟﻘﺮوﻳﺔ.
ﻛـــﺎن ﻫــﻨــﺎك ﻣـــﺰج ﺑــﲔ اﻟـﻘـﺪﻳـﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ، واﺳﺘﻜﺸﺎف ﻟﺨﺎﻣﺎت ﺟــــــﺪﻳــــــﺪة وﻣــــــــــﺰج ﺑــــــﲔ اﻷﻟــــــــــــﻮان. ﻓﺎﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻬﺎدﺋﺔ ﺧﻠﻘﺖ إﻃﻼﻻت ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮض، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺪرﺟﺎت اﳌﺘﻮﻫﺠﺔ اﻟﻘﻮة واﻹرادة. وﺟﺎءت اﻟـــﺨـــﻠـــﻄـــﺔ ﻓـــــﻲ اﻟـــﻨـــﻬـــﺎﻳـــﺔ ﻣــﺰﻳــﺠــﺎ ﺑـــﲔ اﻷﻧـــﻮﺛـــﺔ اﻟــﻨــﺎﻋــﻤــﺔ ﻣـــﻦ ﺧــﻼل اﻟﺘﻄﺮﻳﺰات واﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ اﻷورﻏﺎﻧﺰا واﻟـﺘـﻮل، واﻟﺜﻘﺔ واﻟﻘﻮة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺨﻄﻮط اﳌﺤﺪدة واﻟﺠﺮﻳﺌﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل إن ﻋﺮض ﻣﺎري ﻛﺎﺗﺮاﻧﺘﺰو ﻛﺎن أﻛﺒﺮ ﻣﻔﺎﺟﺄة، وﻟــﻮ أن ﻛﻠﻤﺔ ﻣـﻔـﺎﺟـﺄة ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟــﻰ أن اﳌﺼﻤﻤﺔ ﺗﺘﺤﻒ ﻋﺎﻟﻢ اﳌﻮﺿﺔ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ ﺳﻨﻮات ﺑﺎﻟﻔﻨﻴﺔ واﻻﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ. ﺗﺸﻜﻴﻠﺘﻬﺎ ﻟﺨﺮﻳﻒ وﺷﺘﺎء ٩١٠٢ ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ »ﻟـﻨـﺪﻧـﻴـﺔ« ﺑـﻘـﺪر ﻣـﺎ ﻛﺎﻧﺖ »ﺑــﺎرﻳــﺴــﻴــﺔ«، ﻟـﺴـﺒـﺐ ﺑـﺴـﻴـﻂ؛ ﻫﻮ أن ﻛـﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺤﺎﻛﻲ اﻟـ »ﻫﻮت ﻛﻮﺗﻴﺮ«... ﻛﺸﺎﻛﺶ ﻛﺜﻴﺮة وﺳﺨﺎء ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺮﻳﺶ ﺟﻌﻞ اﻟـﻌـﺎرﺿـﺎت ﻳـﺒـﺪون ﻛﺄﻧﻬﻦ ﻃﻴﻮر اﻟﺠﻨﺔ.
رﻏــــــــــﻢ اﻷﺣــــــــﺠــــــــﺎم اﻟــــﻜــــﺒــــﻴــــﺮة واﻟـﻄـﺒـﻘـﺎت واﻟـﻜـﺸـﺎﻛـﺶ اﳌﺘﻌﺪدة وﺳــﺨــﺎء اﻟــﺘــﻄــﺮﻳــﺰات، ﻓـﺈﻧـﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺧﻔﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻠﻤﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ. ﺗﻔﺴﻴﺮ اﳌﺼﻤﻤﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎة »ﻣﻦ اﻷرض... ﻣــﻦ اﻟــﺮﻳــﺢ وﻣـــﻦ اﻟــﻨــﺎر« وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﺑــﺄﺳــﻠــﻮب ﻛــﺎﺗــﺮاﻧــﺘــﺰو اﻟــﺸــﺎﻋــﺮي. ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺨﻄﻮط واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت واﻟـﺤـﺮﻛـﺔ، وﻟﻴﺲ أدل ﻋــﻠــﻰ ذﻟــــﻚ ﻣـــﻦ اﻟــﻔــﺴــﺘــﺎن اﻷﺻــﻔــﺮ اﻟﻔﺎﻗﻊ اﻟﺬي اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﻪ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻧـــﺘـــﺎﻟـــﻴـــﺎ ﻓـــــﻮدﻳـــــﺎﻧـــــﻮﻓـــــﺎ اﻟــــﻌــــﺮض وﺗـــﻜـــﻮن ﻣــﻦ ﻛــﺸــﺎﻛــﺶ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻨـﻖ إﻟـﻰ اﻷرض... ﻛـﺎن ﺑﺨﻔﺔ اﻟﺮﻳﺶ، وﻇـــــﻬـــــﺮت ﻓـــﻴـــﻪ ﻛـــﺄﻧـــﻬـــﺎ ﻋــﺼــﻔــﻮر ﻛـــــﻨـــــﺎري، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ أﻧــــــﻪ أﺧــﻔــﻰ ﻧﺼﻒ وﺟﻬﻬﺎ.
ﻛــﺎﻧــﺖ ﻫــﻨــﺎك ﻗــﻄــﻊ أﺧــــﺮى ﺗﻢ ﺗﻄﺮﻳﺰﻫﺎ ﺑﺴﺨﺎء وذﻛﺎء ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺨﻠﻒ أي اﻧﻄﺒﺎع ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﻘﺪر ﻣــﺎ أﺛـــﺎرت اﻹﻋــﺠــﺎب ﻷﻧـﻬـﺎ أﺧــﺬت أﺷﻜﺎل ورود ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻣﺎ ﻳﺤﺴﺐ ﳌــــــﺎري ﻛـــﺎﺗـــﺮاﻧـــﺘـــﺰو أﻧـــﻬـــﺎ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﺒﺮﻳﺮ أي ﺷﻲء ﺗﻘﺪﻣﻪ... ﻓﻬﻲ اﻣﺮأة، وﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪه اﳌﺮأة أﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻬﺎ.