إﻗﺮار ﺧﻄﻮات ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻄﻴﺮان اﻷوروﺑﻲ ﻋﻘﺐ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«
واﻓــﻘــﺖ اﻟـــﺪول اﻷﻋــﻀــﺎء ﻓــﻲ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺧـــﻄـــﻮات ﺟـــﺪﻳـــﺪة ﻟــﻀــﻤــﺎن ﻣــﺴــﺘــﻮى ﻋـــــﺎل ﻣﻦ ﺳــﻼﻣــﺔ اﻟــﻄــﻴــﺮان ﻓــﻲ اﳌــﺠــﺎل اﻟــﺠــﻮي اﻷوروﺑـــــﻲ، ﻓﻲ ﺣﺎل اﻧﺴﺤﺎب ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ دون اﺗﻔﺎق ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ اﻻﺗﺤﺎد.
وواﻓــــــﻖ ﻣــﻤــﺜــﻠــﻮ اﻟــــــﺪول اﻷﻋـــﻀـــﺎء ﻣـــﻦ اﻟــﺴــﻔــﺮاء اﳌﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻟــﺪى ﺑـﺮوﻛـﺴـﻞ، ﺧــﻼل اﺟـﺘـﻤـﺎع اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻷوروﺑﻲ، ﺣﻮل ﻣﺸﺮوع ﻻﺋﺤﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺿﻤﺎن اﺳﺘﻤﺮار ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺷﻬﺎدات ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻄﻴﺮان.
وﺣــﺴــﺐ ﺑــﻴــﺎن أوروﺑــــــﻲ ﻓـــﻲ ﺑـــﺮوﻛـــﺴـــﻞ، ﺗﻐﻄﻲ اﻟﻼﺋﺤﺔ ﺷـﻬـﺎدات ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻄﻴﺮان ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻄﻴﺮان، وﻗﻄﻊ اﻟﻐﻴﺎر واﻷﺟﻬﺰة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ إﺻﺪارﻫﺎ ﻟـﻸﺷـﺨـﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ واﻻﻋــﺘــﺒــﺎرﻳــﲔ، اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻠﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻴﺮان.
وﺣـﺴـﺐ اﻻﺗــﻔــﺎق، ﻓــﺈن اﻟـﻼﺋـﺤـﺔ ﺗـﻤـﺪد ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدات ﳌﺪة ﺗﺴﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻼﺋﺤﺔ، وﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺘﺪﻋﻰ اﻷﻣﺮ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺗﻘﻮم اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑــﻴــﺔ ﺑـﺬﻟـﻚ، ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺘﻜﺘﻞ اﻷوروﺑﻲ اﳌﻮﺣﺪ.
وﻳﺴﻤﺢ اﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺸﻐﻠﲔ اﳌﻌﻨﻴﲔ واﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻷوروﺑــﻴــﺔ ﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟـﻄـﻴـﺮان ﺑـﺎﻟـﻮﻗـﺖ اﻟـﻜـﺎﻓـﻲ، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ إﺻﺪار اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﻼزﻣﺔ، ﺑـﻤـﻮﺟـﺐ اﳌـــﺎدة ٨٦ ﻣــﻦ اﻟـﻼﺋـﺤـﺔ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﺠــﺎل اﻟــﻄــﻴــﺮان اﳌـــﺪﻧـــﻲ، ﻣـــﻊ ﻣــﺮاﻋــﺎة ﺣﺴﺎﺑﺎت ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﺗﻄﻮر اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ دوﻟـــﺔ ﺧـــﺎرج اﻻﺗـــﺤـــﺎد. وﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ اﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ اﻷوروﺑــﻴــﺔ ﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻄﻴﺮان ﻫﻲ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ إﺻــﺪار ﺷﻬﺎدات اﻟﻨﻮع واﳌﻮاﻓﻘﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ. وﺑﻌﺪ اﻧﺴﺤﺎب ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﺄﻧﻒ ﻫﺬه اﳌﻬﺎم ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﻛﺪوﻟﺔ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ، ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ ﻟﻠﻄﻴﺮان اﳌﺪﻧﻲ اﻟﺪوﻟﻲ.
وﺳــﻮف ﺗﻄﺒﻖ اﻟﻼﺋﺤﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻴـﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟـﺬي ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌﻌﺎﻫﺪات ﻋﻠﻰ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة، ﻋﻤﻼ ﺑﺎﳌﺎدة ٠٥ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻫﺪة اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﺗﻔﺎق اﻻﻧﺴﺤﺎب اﳌﺒﺮم ﻣﻊ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﻗﺪ دﺧﻞ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺤﻠﻮل ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.
وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﻹﺟـــــﺮاءات اﻹدارﻳــــﺔ اﻟــﻼزﻣــﺔ ﻓــﻲ أﻗـــﺮب وﻗــﺖ ﻣﻤﻜﻦ، ﻓﺴﻴﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻦ ﺑﺪء ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻼﺋﺤﺔ، أي ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻨﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺺ رﺳﻤﻴﴼ ﻣﻦ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻷوروﺑﻲ واﳌﺠﻠﺲ اﻷوروﺑﻲ.
وﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، ﺣﺬر ﺗﻘﺮﻳﺮ أﺻــــﺪره »ﻣـﻌـﻬـﺪ اﻟــﺸــﺆون اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ« ﻓــﻲ ﻟـﻨـﺪن، رﺋﻴﺴﺔ اﻟﻮزراء اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻴﺮﻳﺰا ﻣﺎي، ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﺧﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ )ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ(، ﻣـﺎ ﻟـﻢ ﻳﺘﻢ إﺑــﺮام اﺗـﻔـﺎق ﻣﺤﺪد ﺧــﺎص ﺑﺎﻟﻄﻴﺮان ﻣﻊ ﺑﺮوﻛﺴﻞ.
وذﻫـــﺐ اﻟـﺘـﻘـﺮﻳـﺮ إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﺑـﺎﻟـﺮﺟـﻮع إﻟــﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟــﺘــﺠــﺎرة اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ، ﻓــﻘــﻮاﻋــﺪﻫــﺎ ﻟــﻦ ﺗـﻤـﻨـﺢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺣﻘﻮق ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺠﻮي، إذا ﻏﺎدرت اﻟﺘﻜﺘﻞ اﻷوروﺑﻲ دون اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﺷﺎﻣﻞ.
وذﻛﺮ »ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺸﺆون اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ« ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟـ»إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ، أن اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ ﺳﻮق اﻟﻄﻴﺮان اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار( اﳌﻘﺒﻞ ﻣﻦ دون إﻳﺠﺎد ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﺑﺪﻳﻠﺔ، ﺳﻴﺤﺮم ﺷﺮﻛﺎت اﻟﻄﻴﺮان اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﺮاﺧﻴﺺ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ، ﻓﻲ اﻟـ٧٢ دوﻟﺔ اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.
وﺗﻀﻤﻦ ﺳﻮق اﻟﻄﻴﺮان اﳌﺘﺤﺪة ﺣﻘﻮق ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳــﺴــﻤــﻰ »اﻟـــﺤـــﺮﻳـــﺎت اﻟـــﺠـــﻮﻳـــﺔ« اﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻓــﻮق اﻟــﺪول دون اﻻﺿــﻄــﺮار ﻟﻠﻬﺒﻮط، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺴﻴﻴﺮ رﺣﻼت ﺟﻮﻳﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان أﺟﻨﺒﻴﺔ.
وﻟﻔﺖ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﻟـﻰ أن ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺳﺘﻔﻘﺪ ﺣﻘﻮق اﳌﻼﺣﺔ اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ دوﻻ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻛﻨﺪا وﺳﻮﻳﺴﺮا، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟـﻰ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺧــﻴــﺎرات ﺣﺘﻰ ﻓـﻲ ﺣﺎل ﺗﻨﻔﻴﺬ »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ ﺑـﻼ اﺗــﻔــﺎق«، ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﺒﻠﺪان أﺧﺮى ﻏﻴﺮ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺮوﻳﺞ وآﻳﺴﻠﻨﺪا، ﺑﺼﻔﺘﻬﻤﺎ ﻋﻀﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻄﻴﺮان اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺪم اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺣﻼ آﺧﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ إﺟــﺮاء ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﺸﺄن اﺗﻔﺎق ﻣﻔﺼﻞ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﻟﺤﺮة ﻟﻠﻄﻴﺮان، رﻏﻢ أن ﻫﺬا ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻀﺎؤل إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻮق اﻷوروﺑﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺴﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ وﻗﺘﴼ ﻃﻮﻳﻼ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق.