ﻫﻞ ﻋﺎدت اﻟﻔﺮق اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﳍﺠﻮم اﻟﻜﺎﺳﺢ؟
ﻻ اﻫﺪاف ﰲ ﻣﺒﺎراﰐ ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل أﻣﺎم ﺑﺎﻳﺮن ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ وﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ ﺿﺪ ﻟﻴﻮن ﰲ دوري اﻷﺑﻄﺎل
ﻣﻦ اﳌﺒﻜﺮ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋــﻦ اﻟــﻔــﺮق اﻷوﻓـــــﺮ ﺣــﻈــﴼ ﻟـﻠـﺬﻫـﺎب ﺑـﻌـﻴـﺪﴽ ﻓــﻲ اﻟـﻨـﺴـﺨـﺔ اﻟـﺤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣﻦ دوري أﺑﻄﺎل أوروﺑــﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻲء اﻟــﻮاﺿــﺢ ﻟـﻠـﻐـﺎﻳـﺔ ﻫـــﺬه اﻷﻳــــﺎم ﻫﻮ اﺗﺠﺎه اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﺐ ﺑﺤﺬر دﻓﺎﻋﻲ ﺷﺪﻳﺪ، وﻋﺪم اﳌــﻐــﺎﻣــﺮة ﺑــﺎﻻﻧــﺪﻓــﺎع اﻟــﻬــﺠــﻮﻣــﻲ، ﺑــﺎﻟــﺸــﻜــﻞ اﻟــــﺬي ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻣــﻮﺟــﻮدﴽ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ.
وﻟـــﻌـــﻞ أﺑـــــﺮز دﻟـــﻴـــﻞ ﻋــﻠــﻰ ذﻟــﻚ ﻳـﺘـﻤـﺜـﻞ ﻓـــﻲ أن اﳌـــﺒـــﺎراﺗـــﲔ اﻟـﻠـﺘـﲔ أﻗــﻴــﻤــﺘــﺎ ﻳـــــﻮم اﻟــــﺜــــﻼﺛــــﺎء اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﺑــﲔ ﻟـﻴـﻔـﺮﺑـﻮل وﺑــﺎﻳــﺮن ﻣـﻴـﻮﻧـﻴـﺦ، وﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ وﻟﻴﻮن ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪا إﺣﺮاز أي ﻫــــﺪف. ووﺻــــﻞ ﻣــﻌــﺪل إﺣـــﺮاز اﻷﻫــﺪاف ﻓﻲ اﳌـﺒـﺎراة اﻟـﻮاﺣـﺪة ﻓﻲ دور اﻟــﺴــﺘــﺔ ﻋــﺸــﺮ ﻟــــﺪوري أﺑــﻄــﺎل أوروﺑــــﺎ ﻫـــﺬا اﳌــﻮﺳــﻢ إﻟـــﻰ أﻗـــﻞ ﻣﻦ ﻫــــﺪﻓــــﲔ ﻓــــﻲ اﳌــــــﺒــــــﺎراة اﻟـــــﻮاﺣـــــﺪة، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﻫﺪاف ﺧﻼل اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻮﺳﻢ اﳌﺎﺿﻲ. وﻳﺒﺪو أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻧﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧـﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺎم اﻷول ﺗﺤﺴﲔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺬﻫﺎب ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ، وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ رأت ﻣﺎ ﺣﺪث اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻗﺪرة ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺮق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺧﺮﻫﺎ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﻫﺪاف.
وﻟـــﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻫـــﺬا اﻷﻣـــﺮ ﻋﻠﻰ دوري أﺑـــﻄـــﺎل أوروﺑــــــــﺎ ﻓــﺤــﺴــﺐ، ﺣﻴﺚ ﺑﺪا ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل أﺻﺒﺢ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺤﺬر ﺷﺪﻳﺪ ﺧﻼل اﳌـــــﻮﺳـــــﻢ اﻟـــــﺤـــــﺎﻟـــــﻲ، ﺳـــــــــﻮاء ﻋــﻠــﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤﻠﻲ أو اﻟــﻘــﺎري. ﻛﻤﺎ أن ﻧﺎدي ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ ﺳﻴﺘﻲ أﺻﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﺣﺬرﴽ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎح ﻟﻈﻬﻴﺮي اﻟﺠﻨﺐ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪم ﻟﻸﻣﺎم ﻣﻌﴼ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، وﻫـﻮ اﻷﻣﺮ اﻟـــﺬي ﻛــﺎن واﺿــﺤــﴼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺧـﻼل اﳌــــﺒــــﺎراة اﻟــﺘــﻲ اﻧــﺘــﻬــﺖ ﺑــﺎﻟــﺘــﻌــﺎدل اﻟــﺴــﻠــﺒــﻲ ﺑـــﲔ ﻣــﺎﻧــﺸــﺴــﺘــﺮ ﺳﻴﺘﻲ وﻟﻴﻔﺮﺑﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻌﺐ »آﻧﻔﻴﻠﺪ«.
وﺧــﻼل اﳌـﻮﺳـﻢ اﳌـﺎﺿـﻲ، ﻛﺎن ﻳــﺒــﺪو أن اﻟــﻔــﺮق اﻟــﻜــﺒــﺮى اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤﻠﻲ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﺖ ﻛﻴﻒ ﺗﺪاﻓﻊ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻟﺔ دوري أﺑﻄﺎل أوروﺑــﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟــــﻮﺿــــﻊ أﺻـــﺒـــﺢ ﻳــﺨــﺘــﻠــﻒ ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﺧﻼل اﳌﻮﺳﻢ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺎدت ﺗـﻠـﻚ اﻟــﻔــﺮق ﻟـﻼﻫـﺘـﻤـﺎم ﺑـﺎﻟـﻨـﻮاﺣـﻲ اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ. ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟـﻮاﺿـﺢ أﻳﻀﴼ أن ﻫـﺬه اﻟﻔﺮق ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﻠﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ؛ ﻧــﻈــﺮﴽ ﻷن اﻟــﻼﻋــﺒــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳﻌﺘﺎدون ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻄﻼق ﻟﻸﻣﺎم ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺠﻤﺔ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﻢ اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ.
وﺧــــــــــﻼل ﻣـــــــﺒـــــــﺎراة ﻟـــﻴـــﻔـــﺮﺑـــﻮل أﻣــﺎم ﺑـﺎﻳـﺮن ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻌﺐ »آﻧــــﻔــــﻴــــﻠــــﺪ«، ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻫــــﻨــــﺎك رﻏــﺒــﺔ واﺿــــــﺤــــــﺔ ﻣــــــﻦ ﺟـــــﺎﻧـــــﺐ ﺟــــﻮﺷــــﻮا ﻛﻴﻤﻴﺘﺶ ودﻳـﻔـﻴـﺪ أﻻﺑـــﺎ ﻓــﻲ ﻋـﺪم اﻟـﺘـﻘـﺪم ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻟــﻸﻣــﺎم، واﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﺑـــﺎﻟـــﻮاﺟـــﺒـــﺎت اﻟـــﺪﻓـــﺎﻋـــﻴـــﺔ. وﺣــﺘــﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻛﻴﻤﻴﺘﺶ ﻟﻸﻣﺎم ﻓﻲ إﺣﺪى اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣـــﻦ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟـــﺸـــﻮط اﻷول، وﺟــﺪ رﻗﺎﺑﺔ ﻟﺼﻴﻘﺔ ﻗﺮب ﺧﻂ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﳌﻠﻌﺐ ﻣـﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ ﺳـﺎدﻳـﻮ ﻣﺎﻧﻲ، وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﻛـــﺎن رد ﻓـﻌـﻠـﻪ ﻋﺼﺒﻴﴼ ﻟــﻠــﻐــﺎﻳــﺔ، وﻫــــﻮ اﻷﻣـــــﺮ اﻟـــــﺬي ﻛﻠﻔﻪ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻄــﺎﻗــﺔ ﺻــﻔــﺮاء، اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻐﻴﺐ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺒﺎراة اﻟــﻌــﻮدة. ﻟﻘﺪ ﻛــﺎن ﻛﻴﻤﻴﺘﺶ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﴽ أن ﻣﻬﻤﺘﻪ اﻷوﻟﻰ واﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ أن ﻳﻤﻨﻊ ﻻﻋﺒﻲ ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل ﻣﻦ اﻻﻧــﻄــﻼق ﻓــﻲ اﳌـﺴـﺎﺣـﺔ اﳌــﻮﺟــﻮدة ﺧﻠﻔﻪ.
ﻋــــــــــــﻼوة ﻋـــــﻠـــــﻰ ذﻟــــــــــــﻚ، ﻳــﺠــﺐ اﻻﻋـﺘـﺮاف ﺑـﺄن ﻋﺎﻟﻢ ﻛـﺮة اﻟﻘﺪم ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة، ﻛــﻤــﺎ أن ﻣــﻌــﺮﻓــﺔ اﻟـــﺘـــﻄـــﻮرات اﻟـﺘـﻲ ﺣـﺪﺛـﺖ ﻓــﻲ أﻣــﺎﻛــﻦ أﺧـــﺮى ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻓــــﻲ ﺗــﻐــﻴــﻴــﺮ ﻧــﻈــﺮة اﳌﺪﻳﺮﻳﻦ اﻟﻔﻨﻴﲔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻊ اﳌﺒﺎرﻳﺎت. ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺨﻄﻂ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟـﻔـﻨـﻲ اﻟـﺒـﺮﺗـﻐـﺎﻟـﻲ ﺟـﻮزﻳـﻪ ﻣﻮرﻳﻨﻴﻮ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة!
وﻛــــــــﺎن ﻣـــــﻦ اﻟــــــﻮاﺿــــــﺢ أﻳـــﻀـــﴼ أن ﻻﻋــﺒــﻲ ﺑــﺎﻳــﺮن ﻣـﻴـﻮﻧـﻴـﺦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳـــﺘـــﻌـــﻤـــﺪون إﻫــــــــﺪار اﻟــــﻮﻗــــﺖ أﻣــــﺎم ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل وﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻮن وﻗﺘﴼ ﻃﻮﻳﻼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺮﻛﻼت اﻟﺤﺮة، واﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻌــﻼج ﺑـﻌـﺪ أي ﺳﻘﻮط ﺑﺴﻴﻂ داﺧـﻞ اﳌﻠﻌﺐ. ﻟﻜﻦ ﻣﺤﺎوﻻت ﻟﻌﺐ اﻟﻜﺮة إﻟـﻰ اﻟﺨﻠﻒ داﺋﻤﴼ ﻛﺎﻧﺖ أﻗﻞ ﻧﺠﺎﺣﴼ. وﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻓﺘﺮة اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت واﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣـــﻦ اﻟـــﻘـــﺮن اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛــﺎن ﺑﺎﻳﺮن ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ وﻟﻴﻔﺮﺑﻮل ﻳﻘﺪﻣﺎن أﻓﻀﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻮﻻت اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ، ﻛــﺎﻧــﺖ أﺳــﻬــﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻘﺘﻞ أي ﻣــﺒــﺎراة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓــﻲ ﻗﻴﺎم اﳌـــﺪاﻓـــﻌـــﲔ ﺑــﻨــﻘــﻞ اﻟــــﻜــــﺮة ﻟـﻠـﺨـﻠـﻒ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ؛ ﻷﻧـﻬـﻢ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳـﻌـﺮﻓـﻮن أﻧﻪ ﺑـﺎﺳـﺘـﻄـﺎﻋـﺘـﻬـﻢ إﻋــــﺎدة اﻟــﻜــﺮة إﻟــﻰ ﺣﺎرس اﳌﺮﻣﻰ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﳌﻨﺎﻓﺲ.
ﻟـﻜـﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻗــﻮاﻋــﺪ وﻗــﻮاﻧــﲔ ﻛــــﺮة اﻟـــﻘـــﺪم اﻟـــﺘـــﻲ ﻣــﻨــﻌــﺖ ﺣـــﺮاس اﳌــــﺮﻣــــﻰ ﻣــــﻦ اﻹﻣـــــﺴـــــﺎك ﺑـــﺎﻟـــﻜـــﺮات اﻟـــــﻌـــــﺎﺋـــــﺪة إﻟـــﻴـــﻬـــﻢ ﻣـــــﻦ زﻣـــﻼﺋـــﻬـــﻢ ﻗـــﺪ ﻏــﻴــﺮ ﻫــــﺬا اﻷﻣـــــﺮ ﺑــﻜــﻞ ﺗــﺄﻛــﻴــﺪ، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ أﺻــﺒــﺢ اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋﻠﻰ ﻧــﻘــﻞ اﻟـــﻜـــﺮات ﻣـــﻦ اﻟــﺨــﻠــﻒ ﻟــﻸﻣــﺎم ﻫــﻮ اﻟـﻮﺳـﻴـﻠـﺔ اﻷﻓــﻀــﻞ ﻷي ﻓﺮﻳﻖ ﻳـﺴـﻌـﻰ ﻟـﻼﺳــﺘــﺤــﻮاذ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻜــﺮة. ﻟﻜﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ أي ﻓﺮﻳﻖ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓـﻲ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟــﻔــﺮق ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻐﻂ اﳌـﺘـﻮاﺻـﻞ ﺑـﻄـﻮل اﳌﻠﻌﺐ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﺣﺎرس اﳌﺮﻣﻰ ﻧﻔﺴﻪ.
وﻣــــﻊ ﺑـــﺪاﻳـــﺔ اﻟـــﺸـــﻮط اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻣــﻦ ﻣــﺒــﺎراة ﻟـﻴـﻔـﺮﺑـﻮل أﻣـــﺎم ﺑـﺎﻳـﺮن ﻣــﻴــﻮﻧــﻴــﺦ، ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ اﳌــــﺒــــﺎراة إﻟــﻰ ﻧﻤﻂ ﺗﻘﻠﻴﺪي ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﺷﻜﻞ اﻟﻼﻋﺒﻮن اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ ﺑــﺎﻳــﺮن ﻣـﻴـﻮﻧـﻴـﺦ ﻓــﻲ ﺧﻂ اﻟﻮﺳﻂ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑـ»ﺟﺪار ﻋﻤﻴﻖ« أﻣــﺎم رﺑﺎﻋﻲ ﺧﻂ اﻟﺪﻓﺎع، ﻟـﻜـﻦ ﺧــﻼل ﻣﻌﻈﻢ ﻓــﺘــﺮات اﻟـﺸـﻮط اﻷول ﻛــــﺎن وﺳــــﻂ اﳌــﻠــﻌــﺐ ﻳﺸﻬﺪ ﺗــﺤــﺮﻛــﺎت ﻏــﺮﻳــﺒــﺔ ﺑــﻌــﺾ اﻟــﺸــﻲء، ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪان ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺐ اﻟﻜﺮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ ﻟﻸﻣﺎم.
ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻳﻀﴼ أن ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻧــﻮﻳــﺮ وأﻟــﻴــﺴــﻮن ﻳــﺠــﻴــﺪان اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﺪﻣﲔ؛ وﻟـﺬا ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺮﻳﺮ اﻟــﻜــﺮات ﻟـﻠـﻤـﺪاﻓـﻌـﲔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣﺮﻳﺢ ﺧـــﻼل اﳌـــﺒـــﺎراة. وﻳـﻤـﻜـﻦ اﻟــﻘــﻮل إن ﻧﻮﻳﺮ ﻋﻠﻰ وﺟــﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻛــﺎن ﻟﻪ دور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳌﻬﺎم اﻟـﺘـﻲ ﻳﺘﻌﲔ ﻋـﻠـﻰ ﺣـــﺎرس اﳌـﺮﻣـﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﺑـﺎﻟـﻘـﺪﻣـﲔ. ورﻏـــﻢ ﻛــﻞ ذﻟـــﻚ، واﺟــﻪ اﻟﺤﺎرﺳﺎن ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﺧﻼل ﺷﻮط اﳌﺒﺎراة اﻷول، ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﳌﻨﺎﻓﺲ وﻋـﺪم ﻇﻬﻮر ﻻﻋﺒﻲ ﺧﻂ اﻟﻮﺳﻂ وﻋﻮدﺗﻬﻢ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻟﺘﺴﻠﻢ اﻟــﻜــﺮة، ﺑـﺎﻟـﺸـﻜـﻞ اﻟـــﺬي ﻳـﺠـﻌـﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺎرس اﳌﺮﻣﻰ إﻳﺠﺎد زاوﻳــــﺔ ﻟـﻠـﺘـﻤـﺮﻳـﺮ. وﺟــــﺎءت ﻣﻌﻈﻢ اﻟـﻔـﺮص ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻮط اﻷول ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗــﺤــﺮك اﻟــﻼﻋــﺒــﲔ وﺗــﺒــﺪﻳــﻞ اﳌــﺮاﻛــﺰ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻠﺚ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻠﻌﺐ.
ورﻏــﻢ أن ﻫﻨﺎك إﺟﻤﺎﻋﴼ ﻋﻠﻰ أن ﺑﺎﻳﺮن ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺨﺮوﺟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎدل ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺒﺎراة، ﻓﻴﺠﺐ اﻹﺷﺎرة أﻳﻀﴼ إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻴﻔﺮﺑﻮل، اﻟــﺬي ﺧﺎض ﺗﻠﻚ اﳌﺒﺎراة ﻣﻦ دون أﺑﺮز ﻣﺪاﻓﻌﻴﻪ ﻓﻴﺮﺟﻴﻞ ﻓﺎن داﻳـﻚ، وﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺪم ﺷﻔﺎء ﻧﺠﻢ ﺧﻂ اﻟﻬﺠﻮم روﺑﺮﺗﻮ ﻓﻴﺮﻣﻴﻨﻴﻮ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ أي ﻫﺪف ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻌﺒﻪ، وﻫﺬا ﺷﻲء ﺟﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ، رﻏﻢ ﺷــﻌــﻮر اﻟــﺒــﻌــﺾ ﺑــﺎﻟــﻘــﻠــﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ اﻟــﺴــﻴــﺌــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺣـﻘـﻘـﻬـﺎ ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل ﺧــﺎرج ﻣﻠﻌﺒﻪ ﻓﻲ دوري أﺑﻄﺎل أوروﺑﺎ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة.
ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺮة أﺧــــﺮى ﻋــﻠــﻰ أن اﻟــﻔــﺮق ﻛــﺎﻓــﺔ ﺑـﺎﺗـﺖ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻘﺪر أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺬر وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻐﺎﻣﺮ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻬﺠﻮﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ واﺿـﺤـﴼ ﺧــﻼل ﻣـﺒـﺎرﻳـﺎت دور اﻟﺴﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻟﺪوري أﺑﻄﺎل أوروﺑﺎ ﻫﺬا اﳌﻮﺳﻢ.