Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺳﲑة ﻣﻦ ٢٢ ﻣﻠﻴﻮن وﺛﻴﻘﺔ

-

ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒ­ـﺔ إﻟـــﻰ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ ﻏــﻴــﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻴــﲔ، وإﻟــــﻰ ﻋـــﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﲔ أﻳــﻀــﴼ، ﻛــﺎن ﻟـﻴـﻨـﺪون ﺟـﻮﻧـﺴـﻮن رﺋﻴﺴﴼ ﺷﺒﻪ ﻣــﻜــﺮوه. ﻓﻘﺪ اﻧﻄﺒﻌﺖ ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺻﻮرﺗﻪ وﻫﻮ ﻳﺆدي اﻟﻴﻤﲔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﻞ ﺟﺜﻤﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻘﺘﻴﻞ ﺟﻮن ﻛﻴﻨﺪي. وﻛﺎن ﻛﻴﻨﺪي اﻟﺸﺎب ﺟﺬاﺑﴼ ﻳﺤﺒﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻔﺘﺮق أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ.

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮر روﺑﺮت ﻛﺎرو أن ﻳﻜﺘﺐ ﺳﻴﺮة ﺟﻮﻧﺴﻮن اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﴼ. إﻧﻪ أﻣﺎم ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة وﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. وإذ ﺑﺪأ أﺑﺤﺎﺛﻪ ﻓﻲ »ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺟﻮﻧﺴﻮن« ﺗﺒﲔ ﻟﻪ أﻧﻬﺎ ﺗﻀﻢ ٢٢ ﻣﻠﻴﻮن وﺛﻴﻘﺔ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻗﺮر أن ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ أول ﻣﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﻪ: »اﺑﺤﺚ، اﺑﺤﺚ ﺛﻢ اﺑﺤﺚ«. ﺗﺤﺪث ﻛﺎرو إﻟﻰ أرﻣﻠﺔ ﺟﻮﻧﺴﻮن، اﻟﻠﻴﺪي ﺑﻴﺮد، وإﻟﻰ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺳﺎم ﻫﻴﻮﺳﺘﻮن ﺟﻮﻧﺴﻮن، وإﻟﻰ رواد اﳌﻘﺎﻫﻲ ﻓﻲ »ﺟﻮﻧﺴﻮن ﺳﻴﺘﻲ«، وإﻟﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮه. ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﺧﺘﺮع ﺳﺎم ﺟﻮﻧﺴﻮن اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﺣﻮل ﺷﻘﻴﻘﻪ، وﻛـﺎن ﻫﺬا ﺳﻜﻴﺮﴽ وﻣﺘﺴﻜﻌﴼ. وﻛﺎن ﻛﺎرو ﻳﺼﻐﻲ وﻫﻮ ﻋﺎرف ﺑﺄن اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ رواﻳﺎت اﻟﺸﻘﻴﻖ ﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪﴽ. ﺛﻢ ﺗﻌﺮض اﻟﺸﻘﻴﻖ ﻟﺤﺎدث ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻹدﻣﺎن وﻳﺴﻴﺮ ﻣﺘﻜﺌﴼ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﻐﻰ إﻟﻴﻪ ﻫﺬه اﳌﺮة ﻗﺎل اﻟﺸﻘﻴﻖ »اﻧﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ودﻋﻨﺎ ﻧﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ«، وراح ﻳﺮوي ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺷﺎﺑﴼ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ اﻷﺑﻮي. ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻀﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ دون ﺷﺠﺎر ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ واﻟﺪه ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة اﻟﻐﺪاء. ﻛﺎن اﻷب ﻳﻜﺮر اﻟﻘﻮل داﺋﻤﴼ: »إﻧﻚ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺸﻲء وﺧﺼﻮﺻﴼ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ«. وﻛﺎن اﻻﺑﻦ ﻳﻜﺮر ﺑﻤﺮارة وﺻﻔﺎﻗﺔ: »ﻣﻦ أﻧﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻴﻤﻨﻲ، إﻧﻚ ﻣﻔﺘﺶ ﺗﺬاﻛﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ وﻟﺴﺖ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ«.

ﻳﺮوي اﻟﺸﻘﻴﻖ أﻳﻀﴼ أن ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻮﻧﺴﻮن ﺑﺄﺑﻴﻪ ﻇﻠﺖ ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ ﺣﺎﺋﺮة ﺑﲔ اﻟﻜﺮه واﳌﺤﺒﺔ. ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﺤﺴﺐ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺑﻞ دﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﺛﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺻﺎر رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة. ﻋﻼﻗﺔ أﺧﺮى ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰﻳﺠﴼ ﻣﻦ اﻟﺤﺐ واﳌﺮارة ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ رﺑﻄﺘﻪ ﺑﺈﺣﺪى ﺟﻤﻴﻼت ﺗﻜﺴﺎس، أﻟﻴﺲ ﻏﻼس. ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮف ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ، زوﺟﺘﻪ وزوﺟﻬﺎ، أو ﺑﺎﻷﺣﺮى أزواﺟﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮون اﻟﺬﻳﻦ ﻃﻠﻘﺘﻬﻢ. وﻗﺪ روت ﻟﻪ اﻟﻠﻴﺪي ﺑﻴﺮد أن ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻋﻤﻞ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻜﻞ ﻧﺼﻴﺤﺔ أﻋﻄﺘﻪ إﻳﺎﻫﺎ أﻟﻴﺲ ﻏﻼس، ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻫﻨﺪاﻣﻪ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﺪﻳﺜﻪ أو ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻃﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻫﻮ أﻳﻀﴼ ﻇﻞ ﺣﺒﻬﺎ اﻷول واﻷﺧﻴﺮ، ﻳﺬﻫﺐ ﻟﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ أي وﻻﻳﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻴﻬﺎ. إﻻ أن اﳌﺮارة دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﻮات ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻓﻲ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﺣﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ أﻟﻴﺲ ﻏـﻼس ﺗﻌﺎرض ﻛﻠﻴﴼ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮب وﺗﻌﺘﺒﺮ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺆذي ﺳﻤﻌﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻠﺤﻘﻪ ﻣﻦ اﻧﺸﻘﺎﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ. ﺗﻮﻓﻲ ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻋﻦ ٤٦ ﻋﺎﻣﴼ وﻋﻘﺪﺗﻪ اﻟﻜﺒﺮى وﺳﺎﻣﺔ ﺟﻮن ﻛﻴﻨﺪي وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ وﺟﺎذﺑﻴﺘﻪ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia