سيناتور أميركي يتوقع مشاركة أوروبية في »قوات السلام« شرق سوريا
أعـلـن سـيـنـاتـور أمـيـركـي نـافـذ، الـجـمـعـة، أن خـطـة الـرئـيـس دونـالـد تـــرمـــب، المـتـعـلـقـة بــالانــســحــاب مـن ســوريــا، تـهـدف إلــى الــدفــع بـاتـجـاه نشر ما يصل إلى ألف جندي أوروبي في ذلك البلد.
وعـــكـــس الــبــيــان الــــــذي أصــــدره المــــتــــحــــدث بـــــاســـــم وزارة الـــــدفـــــاع الأميركية (بنتاغون) شارلز سومر عـــن نــتــائــج اجــتــمــاع وزيـــــر الــدفــاع بالوكالة بـاتـريـك شـانـاهـان، بوزير الـــدفـــاع الــتــركــي خـلـوصـي أكــــار في البنتاغون، أن الملفات التي يختلف عليها الـطـرفـان لا تــزال قائمة، رغم الأجواء الإيجابية التي حاول البيان الإيحاء بها.
وذكـر البيان أن الاجتماع جرى بحضور رئيس هيئة أركـان القوات الأميركية جـوزف دانـفـورد ورئيس هيئة أركـــان الـجـيـش الـتـركـي يشار غـــولار وسـفـيـر تـركـيـا فــي واشـنـطـن سردار كيليك، وقالت مصادر إن قائد الــقــوات الأمـيـركـيـة المـركـزيـة جـوزف فــوتــيــل غــــاب عــنــه بــعــد اسـتـبـعـاده بطلب مـن الـرئـيـس تـرمـب الـــذي »لا يحتمل الاعتراض .«
وأضاف البيان أن القادة ناقشوا مـــجـــمـــوعـــة واســـــعـــــة مـــــن الــقــضــايــا الــدفــاعــيــة بــمــا فـــي ذلــــك الـعـمـلـيـات لهزيمة »داعـــش« فـي سـوريـا وقلق الــولايــات المـتـحـدة مـن احـتـمـال قيام تـــركـــيـــا بــــشــــراء نـــظـــام الـــصـــواريـــخ المــضــادة لـلـطـائـرات الــروســي »إس .«٤٠٠ كــمــا اتــفــقــوا عــلــى مـواصـلـة التعاون لتحقيق الاستقرار والأمـن في شمال شرقي سوريا.
وأضــــــــــاف الــــبــــيــــان أن الــــوزيــــر شـــانـــاهـــان اعـــتـــرف بـــــأن الــعــلاقــات الثنائية بين الولايات المتحدة وتركيا »أسـاسـيـة لـلأمـن الإقـلـيـمـي«. وشكر أكار على التزام تركيا ودعمها لحلف الـنـاتـو فــي أفـغـانـسـتـان وكـوسـوفـو والعراق وكذلك في عملياته البحرية.
وقـــــالـــــت المــــــصــــــادر إن الــــقــــادة الــعــســكــريــين الأمـــيـــركـــيـــين طــرحــوا قـضـايـا مـتـشـددة مـع الأتــــراك، حيث أكدوا على أن الإبقاء على ٤٠٠ جندي أمـيـركـي فــي شـمـال شـرقـي سـوريـا، يـهـدف للفصل بـين الـقـوات التركية وقـــوات سـوريـا الـديـمـقـراطـيـة، وأنـه لــن يـتـم الــســمــاح بــوجــود أي قــوات فـي المنطقة الأمنية وخصوصا من قوات المعارضة التي تدعمها تركيا، وأن قوات غربية ستنضم لاحقا إلى القوات الأميركية في المنطقة.
كـمـا أبـلـغـوا المــســؤولــين الأتـــراك بأن الاستمرار في صفقة الصواريخ الروسية سيطيح نهائيا بإمكانية تــزويــد أنــقــرة بـمـنـظـومـة بـاتـريـوت المـــتـــطـــورة، وبـــــأن الـــعـــودة عـــن قـــرار وقــــف تـسـلـيـمـهـا طـــائـــرات إف - ٣٥ مرهون بتراجعها عن شراء المنظومة الــــروســــيــــة. قـــــــرار الـــبـــيـــت الأبـــيـــض بـإبـقـاء الـجـنـود الأمـيـركـيـين يتوقع أن يــؤدي إلـى تـداعـيـات أكـبـر بكثير مـن حيثياته، وسينعكس على كل الـلاعـبـين فــي ســوريــا، ســـواء كـانـوا حلفاء واشـنـطـن الغربيين والأكــراد أو تركيا وروسيا، فضلا عن النظام السوري وإيران.
وفــيــمــا اعــتــبــر أن إطــــلاق صفة »قوات حفظ السلام« على تلك القوات يمهد لتغيير دورها، لم يصدر بعد تعليق عسكري أميركي يوضح ما إذا كانت تلك القوات ستبقى تحت ما يسمى بقوات التحالف الدولي ضد »داعــش« أم أنـه سيصار إلـى إطلاق تسمية أخرى عليها.
ورغـــــــــم تـــــأكـــــيـــــدات المـــســـؤولـــين الأميركيين أن تلك القوات ستواصل الـتـصـدي لاحــتــمــالات عـــودة نـشـاط »داعــــش«، إلّا أن طبيعة تـلـك الـقـوة ونــوعــيــتــهــا تـــشـــيـــران إلـــــى تـمـهـيـد مـــيـــدانـــي لــــــدور جـــديـــد يــتــمــثــل فـي التصدي لأنشطة إيران، بما ينسجم على الأقـل مع تصريحات مستشار الأمن القومي جون بولتون.
وقــــالــــت مــــصــــادر عــســكــريــة إن الـــــقـــــوة هـــــي مـــــن نــخــبــة الـــــوحـــــدات الخاصة الأميركية المتخصصة في عمليات القتال خلف خطوط العدو، ومـهـمـتـهـا تـنـسـيـق عـمـلـيـات الـدعـم والإســــنــــاد والــتــصــدي الـــجـــوي لأي هــجــوم تـتـعـرض لــه هــي أو الــقــوات الحليفة وخـصـوصـا قـــوات سـوريـا الديمقراطية.
وأضــافــت تـلـك المــصــادر أن تلك الــقــوة مـرتـبـطـة بــالــقــوة الـعـسـكـريـة الأميركية المؤلفة من ٤٠٠ عنصر في »قاعدة التنف« على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
كان البيت الأبيض قد أعلن في ساعة متأخرة، الخميس، أن الجيش الأميركي سيبقي نحو مائتي جندي أميركي في سوريا في مهمة لـ »حفظ الـــســـلام« لــفــتــرة زمــنــيــة، وذلـــــك فـي تراجع لافت عن خطة ترمب القاضية بسحب جميع الجنود الذين يتجاوز عـــددهـــم الألـــفـــين بــحــلــول ٣٠ أبــريــل (نيسان).
وأمــضــى الـسـيـنـاتـور غــراهــام، الأســـابـــيـــع الأخــــيــــرة، يـــدعـــو تـرمـب علناً لتعديل خطة الانسحاب. وفي حديث لشبكة »فوكس نيوز«، قال إن الجنود المئتين المتبقين سيحفزون الحلفاء الأوروبـيـين على نشر عدد أكبر من القوات.
وقال غراهام إن الجنود »الـ٢٠٠ سـيـجـتـذبـون ربــمــا ألـــف أوروبــــــي«. وأضـاف أن »آلاف الأوروبـيـين قتلوا عـلـى أيـــدي مـقـاتـلـين (مــن »داعـــش«( جــاءوا مـن سـوريـا إلـى أوروبــا. الآن يقع العبء على أوروبا. ٨٠ في المائة من العملية يجب أن تكون أوروبية، و٢٠ في المائة ربما نحن«.
وتـــــصـــــريـــــحـــــات غــــــــراهــــــــام عــن مـقـتـل »آلاف« الأوروبـــــيـــــين بــأيــدي تنظيم داعــش مبالغ فيها. فحسب مجموعات رصـد مختلفة، قتل أقل بكثير من ألـف شخص في هجمات نــفــذهــا »إســـلامـــيـــون« مـــن مـخـتـلـف الأصول في أوروبا منذ ٢٠١٤.
لكن تصريحات كتلك تتوافق مع واحد من الموضوعات المحببة لترمب ورأيه القائل بأن حلفاءه الأوروبيين وحـلـف شـمـال الأطـلـسـي لا يقدمون إســهــامــات كـافـيـة فــي حـمـايـة الأمــن الدولي.
وقــــال غــرهــام إنـــه يـتـحـدث إلـى ترمب »باستمرار« بشأن الانسحاب، وأقنعه بضرورة إقامة منطقة عازلة لحماية القوات الكردية المدعومة من الــولايــات المـتـحـدة مـن هـجـوم تركي محتمل. وأكد غراهام أنه قال لترمب »لا تريد إنـهـاء حـرب وبــدء أخــرى«. وزار وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، أوروبـا، الأسبوع المـــاضـــي، فــي مــحــاولــة لإقــنــاع دول حليفة لـلـولايـات المـتـحـدة بـالإبـقـاء عــلــى قـــــــوات لــهــا فــــي ســــوريــــا بـعـد انسحاب الولايات المتحدة. لكنه لم يفلح في إقناع هـذه الـدول بالسبب الذي قد يدفعها للمخاطرة بجنودها بعد انسحاب القوات الأميركية.
وتردد أن غراهام قال لشاناهان إن إبلاغ حلفاء بأن الولايات المتحدة تعتزم الانسحاب بشكل كامل بحلول ٣٠ أبريل كان فكرة »غبية«.