اﻷزﻣﺔ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ... ﻣﺼﺎﻟﺢ دوﻟﻴﺔ ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﺔ
< ﻳﻠﻔﺖ اﻻﻧـﺘـﺒـﺎه اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم اﻟــﺬي ﺗﺜﻴﺮه اﻷزﻣـــــﺔ اﻟــﻔــﻨــﺰوﻳــﻠــﻴــﺔ ﻓـــﻲ دول ﻛــﺜــﻴــﺮة ﺧـــﺎرج اﻹﻃﺎر اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻔﻨﺰوﻳﻼ، ﺑﺪءﴽ ﺑﺎﻟﺼﲔ وروﺳﻴﺎ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ إﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ، وﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم ﻫﺬه اﻟﺪول.
ﻓﺎﻟﺼﲔ ﻫﻲ اﻟﺪاﺋﻦ اﻷول ﻟﻨﻈﺎم ﻣﺎدورو، اﻟﺬي ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﻘﻮى اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى، وأﺣـــﺠـــﻤـــﺖ ﻋــــﻦ إﻗــــــﺮاﺿــــــﻪ، ﺑـــﻌـــﺪ أن أﺻــﺒــﺢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻲ ﻋﺎﺟﺰﴽ ﻋﻦ ﺳﺪاد دﻳﻮﻧﻪ واﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ. وﻳﻘﺪر اﻟﺨﺒﺮاء أن اﻟﺪﻳﻮن اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﺼﲔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻷﺧــﻴــﺮة، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺻـــﺎدرات ﻧﻔﻄﻴﺔ آﺟــﻠــﺔ، واﻟــﺘــﻲ ﺗـﺰﻳـﺪ ﻋــﻦ ٥٦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﻟﻦ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻓﻨﺰوﻳﻼ ﻣﻦ ﺳﺪادﻫﺎ ﻗﺒﻞ ٠١ ﺳﻨﻮات ﻓﻲ اﻷﻗﻞ، ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺬي أﺻﺎب ﻗﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ وﻋﺠﻠﺔ اﻹﻧـﺘـﺎج اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي ﻋﻤﻮﻣﴼ. ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺑﻜﲔ، اﻟﺘﻲ أﻳﺪت ﻧﻈﺎم ﻣـــﺎدورو ﻣﻨﺬ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻷزﻣـــﺔ، اﻋـﺘـﺮﻓـﺖ ﻣﺆﺧﺮﴽ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮي »اﺗﺼﺎﻻت ﻣﻊ ﻛﻞ أﻃﺮاف اﻟﻨﺰاع«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، اﻋﺘﺒﺮت روﺳﻴﺎ أن ﻟﻔﻨﺰوﻳﻼ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺠﻴﻮﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ دورﻫـﺎ ﻓﻲ وﻗﻒ اﻟﺘﻤﺪد اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺿــﻤــﻦ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﳌــﺤــﺴــﻮﺑــﺔ ﺗــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﴼ ﺿﻤﻦ داﺋــــــﺮة ﻧـــﻔـــﻮذ ﻣـــﻮﺳـــﻜـــﻮ. وﻳـــــﺮى اﻟــﺒــﻌــﺾ أن ﻣﻮﻗﻒ روﺳﻴﺎ اﳌﺆﻳﺪ ﺑﻘﻮة ﻟﻨﻈﺎم ﻣــﺎدورو، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ ﻓــﻲ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻷﻣــــﻦ، ﻫــﻮ رد ﻋﻠﻰ ﻣــﻮﻗــﻒ واﺷــﻨــﻄــﻦ ﻣـــﻦ أزﻣــــﺔ أوﻛـــﺮاﻧـــﻴـــﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻣﻮﺳﻜﻮ أﻳﻀﴼ ﺣﺪﻳﻘﺘﻬﺎ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ. وﻳﻔﻴﺪ ﻣﺘﺎﺑﻌﻮن ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋــﻼم اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑــــﺄن اﻹﻋـــــﻼم اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ ﻳــﺒــﺎﻟــﻎ ﻓـــﻲ ﺗﻀﺨﻴﻢ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻲ واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻴﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ، إدراﻛـﴼ ﻣﻨﻪ ﻟﻼﺳﺘﻴﺎء ﻓـﻲ أوﺳــﺎط اﻟــﺮأي اﻟـﻌـﺎم اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻣـﻦ إﻧﻔﺎق أﻣـــــﻮال ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪات اﳌــﻘــﺪﻣــﺔ ﻟـﻔـﻨـﺰوﻳـﻼ وﺳﻮرﻳﺎ، ﻋﻮﺿﴼ ﻋﻦ إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﺎت إﻧﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ.
أﻣﺎ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﳌﺘﻜﺮرة ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧـﻴـﺮة ﻋـﺎم ٧١٠٢، ﺣﻴﺚ ﺗﺮدد ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﻟﻔﻨﺰوﻟﺔ«، أي وﻗـﻮع اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﻓﻨﺰوﻳﻼ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد، اﻟﺬي أﻗﺎم ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﻓﻨﺰوﻳﻼ وﺻﻔﻬﺎ ﻫﻮﻏﻮ ﺗﺸﺎﻓﻴﺰ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻣﻘﺪﺳﺔ«.