اﻟﺴﻨﻴﻮرة... اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻷﺳﺎس
ﻟـــﻔـــﺆاد اﻟــﺴــﻨــﻴــﻮرة، رﺋــﻴــﺲ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﻷﺳﺒﻖ، ﻣﻮﻗﻊ ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ٥٠٠٢ واﻏﺘﻴﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺸﻬﻴﺪ رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي.
ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ، ﻻﻗﻰ وزﻳﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺸﺆون اﳌﺎﻟﻴﺔ وﻻﺣﻘﴼ وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﺤﺮﻳﺮي اﻷب، ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻣﺎ ﻳﻼﻗﻴﻪ وزراء اﳌــــﺎل ﻋــﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن وﺧــﺎرﺟــﻪ. ﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﺼﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟـــــﻮزراء، ﻳــﺮى ﻓﻴﻬﺎ اﳌــﻮاﻃــﻦ ﺷﺮﻳﻜﴼ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ، وﻻ ﺑﻀﺮاﺋﺒﻪ وﻻ ﺑﺴﻴﺎﺳﺎﺗﻪ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﳌـﺎﻟـﻴـﺔ. ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻗﻠﺔ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻮزراء اﳌﺎل ﺣﲔ ﺗﻤﺮ اﻟﺒﻼد ﺑـﻈـﺮوف اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺻﻌﺒﺔ، وﻓــﻲ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺼﻌﺐ ﻫﻮ اﻟﺜﺎﺑﺖ واﻟﺮﺧﺎء ﻫﻮ اﳌﺘﻐﻴﺮ.
ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﺆاد اﻟﺴﻨﻴﻮرة ﻣﻼﻣﺢ اﻟـﻘـﺎﺋـﺪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـــﺬي ﺳـﻴـﺼـﻴـﺮه ﺑﻌﺪ اﻏﺘﻴﺎل اﻟﺤﺮﻳﺮي. ﻗﻴﺎدي ﻣﻦ ﻧﻮع ﺧﺎص ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ رﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــــــﻮزراء ﻓــﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن. رﺟـــﻞ دوﻟــﺔ ﺑـــﻼ ﻋــﻨــﺘــﺮﻳــﺎت، وﻣــﻨــﺎﺿــﻞ ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﺑﻼ ﺷــﻌــﺎراﺗــﻴــﺔ ﺧـــﺎوﻳـــﺔ وزﺟـــﻠـــﻴـــﺎت. ﻣـﺒـﺪﺋـﻲ وواﻗـﻌـﻲ ﻓـﻲ آن. ﺻﻠﺐ وﻣـﺤـﺎور ﻓـﻲ آن. اﻷﻫــــــﻢ؛ ﺷــﺠــﺎﻋــﺔ داﺋـــﻤـــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺪﻓـــﺎع ﻋﻦ ﻗــﻨــﺎﻋــﺎﺗــﻪ وﻣـــﻮﻗـــﻌـــﻪ، ﺑـــﻼ أي اﻓــﺘــﻌــﺎل أو اﻧﻔﻌﺎل، وداﺋﻤﴼ ﻣﻦ رﺣﻢ اﻟﺪﺳﺘﻮر وﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم.
ﺳــﻴــﺬﻛــﺮ ﺗــﺎرﻳــﺦ ﻟــﺒــﻨــﺎن ﻛــﻴــﻒ ﺧــﺎض ﻓﺆاد اﻟﺴﻨﻴﻮرة )ﻣﻊ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻄﺢ وﻫﻮ ﺷﻬﻴﺪ اﻟﻘﺮار »١٠٧١« ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء( ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻘﺮار اﻷﻣﻤﻲ »١٠٧١«، اﻟﺬي أوﻗﻒ اﻟﺤﺮب اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎن ووﺿﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ، ﻻ ﺗﺰال ﻣﺘﻌﺜﺮة، ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﺳﻼح ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »ﺣـﺰب اﻟﻠﻪ«. وﺳﻴﺬﻛﺮه اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﺑـﺄﻧـﻪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟــﺬي ﻟـﻢ ﻳﺨﻀﻊ ﻻﺑــــﺘــــﺰاز اﺳــﺘــﻘــﺎﻟــﺔ وزراء »ﺣـــﺮﻛـــﺔ أﻣـــﻞ« و»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﻓﺮﻃﻬﺎ، ﻣﺒﻘﻴﴼ ﺑــﺈدارﺗــﻪ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ اﻟـﺪﺳـﺘـﻮري، إﻟـﻰ أن أﺳﻘﻄﺘﻬﺎ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ« ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﳌﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ٧ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ٨٠٠٢.
وﺳـــﻴـــﺬﻛـــﺮه اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ ﺑـــﺄﻧـــﻪ اﳌــﺤــﺮك اﻷﺳــﺎﺳــﻲ، وﻣﻬﻨﺪس اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑــﻠــﺒــﻨــﺎن اﻟـــﻨـــﺎﻇـــﺮة ﻓــــﻲ ﺟــﺮﻳــﻤــﺔ اﻏــﺘــﻴــﺎل اﻟـﺤـﺮﻳـﺮي، واﻟـﺘـﻲ ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﺗـﺼـﺪر أول أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻏﻴﺎﺑﻴﴼ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ...
ﻛـــﻞ ﻫــــﺬه اﻟـــﺴـــﻴـــﺮة ﺗــﺠــﻌــﻞ ﻣـــﻦ ﻓـــﺆاد اﻟﺴﻨﻴﻮرة ﻫﺪﻓﴼ ﺛﺎﺑﺘﴼ ﻟـ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«، ﺣﺘﻰ ﺣﲔ ﺑـﺪا )وﻫــﺬا ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ( أن اﻟﺮﺟﻞ اﺗﺨﺬ ﻗﺮار اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﻋﺰوﻓﻪ ﻋﻦ اﻟﺘﺮﺷﺢ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة، اﻋﺘﺮاﺿﴼ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧــﺘــﺨــﺎب، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن ﺗﺤﻔﻈﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ وأﻛﺜﺮ!
ﺗﻜﻠﻢ ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻟﺴﻨﻴﻮرة ﻣﻌﺘﺮﺿﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أوﺻﻠﺖ ﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﺗﻜﻠﻢ اﻋﺘﺮاﺿﴼ ﻋﻠﻰ ﻗـﺎﻧـﻮن اﻻﻧـﺘـﺨـﺎب، وﻻذ ﺑﺸﻲء ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ، ﻟﻴﻌﻮد ﻗﺒﻞ أﻳﺎم إﻟﻰ اﻟﻀﻮء، ﻣﻦ ﺑــﺎب اﻟﺴﺠﺎل ﻣـﻊ »ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ« واﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﺿﺪه ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد.
ﻣـــــــﻦ ﺗــــــﺎﺑــــــﻊ اﳌـــــﺆﺗـــــﻤـــــﺮ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻲ ﻟﻠﺴﻨﻴﻮرة ﻳﻌﻠﻢ أن اﻟﺸﻖ اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻣﻨﻪ اﻟﺬي ﻓﻨﺪ ﺗﻬﻢ اﻟﻔﺴﺎد ﻫﻮ اﻷﺑﺴﻂ. ﻓﻜﺬﺑﺔ ﺳﺮﻗﺔ ١١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻣﻦ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم، اﳌﺘﻬﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻨﻴﻮرة ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ وإﻋﻼﻣﻴﴼ، ﻛــﺬﺑــﺔ ﻳــﻌــﺮف ﻣــﻦ اﺧــﺘــﺮﻋــﻬــﺎ أﻧــﻬــﺎ ﻛــﺬﺑــﺔ. أﻣﺎ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺬي ﺗﻨﻜﺐ ﻫﺬه اﳌﻬﻤﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺰﺑﻪ، ﻓﺒﺪا ﺑﺈزاء وﺛﺎﺋﻖ اﻟﺴﻨﻴﻮرة، ﻛﻤﻦ ﻳــﺮدد »أﺣــﺎدﻳــﺚ ﻧﺴﺎء اﻟـﻔـﺮن« ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮن، دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺬر واﻟﺜﺮﺛﺮة...
اﻷﻫــــــــﻢ ﻣـــــﻦ اﻟــــﺠــــﺎﻧــــﺐ اﻟـــﺘـــﻘـــﻨـــﻲ ﻫــﻲ اﻟــﺪﻳــﺒــﺎﺟــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺧــﺘــﻢ ﺑـﻬـﺎ اﻟﺴﻨﻴﻮرة ﻣﻄﺎﻟﻌﺘﻪ، ﻣﻌﻴﺪﴽ إﻟﻰ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻷدﺑــﻴــﺎت اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻏــــﺎﺑــــﺖ ﺗــــﺤــــﺖ ﻏــــﻄــــﺎء اﻟـــﺘـــﺴـــﻮﻳـــﺔ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻴــﺔ واﻟـــﺘـــﻲ ﻟـــﻢ ﻳــﺒــﻖ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﺷــﻲء اﻟﻴﻮم إﻻ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻬﺶ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ.
أﻋــــــــﺎد رﺋــــﻴــــﺲ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻷﺳـــﺒـــﻖ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ إﻟﻰ أﺻﻠﻪ ﺣﲔ ﻗﺎل: »إن اﻟﻔﺴﺎد اﻷﻛﺒﺮ واﻟﺸﺮ اﻷﻋﻈﻢ ﻫﻮ اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓـﺎﺳـﺪﴽ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻢ دوﻳﻼت داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ، وﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺮاﻓــﻘــﻬــﺎ، وﻳـــﻐـــﻞ ﻳـــﺪ اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أي ﻛﺎن وإﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، وﻣﻦ ﻳﻌﻄﻞ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟـﺪﺳـﺘـﻮرﻳـﺔ، وﻣﻦ ﻳﺤﻮل دون ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﻘﻮاﻧﲔ، وﻣــــــﻦ ﻳـــﺴـــﺨـــﺮ اﻟــــﻨــــﺼــــﻮص اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮﻧـــﻴـــﺔ ﻓـﻴـﺠـﻌـﻠـﻬـﺎ ﻛـــﺎﻟـــﺠـــﻮاري ﻓـــﻲ ﺑــــﻼط اﻟــﻘــﻮة اﻟﻔﺎﺋﻀﺔ«. وﻻﺣﻆ أن اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ »ﻳﺘﻔﺮع )ﻋﻨﻪ( اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم، واﻻرﺗﺒﺎك ﻓﻲ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، واﺳﺘﺘﺒﺎع اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت وﻣـﻠـﻮك اﻟـﻄـﻮاﺋـﻒ (…) وﻳﺘﻔﺮع ﻋـﻦ ﻫﺬا أﻳﻀﴼ ﻓـﻘـﺪان اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ وﺿـﻴـﺎع ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟـــﺪﺳـــﺘـــﻮر ﺑــﺤــﻴــﺚ ﻳــﻤــﻜــﻦ اﳌــﻬــﻴــﻤــﻨــﲔ أن ﻳﻌﺪﻟﻮا اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺎﳌﻤﺎرﺳﺔ« ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟــــﻰ ﻣـــﻤـــﺎرﺳـــﺎت »ﺣـــــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« ورﺋــﻴــﺲ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ ووزﻳــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ ﺟـﺒـﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ.
وﻟـــﻢ ﻳـﻐـﻔـﻞ اﻟــﺴــﻨــﻴــﻮرة اﻹﺷـــــﺎرة إﻟـﻰ »ﻣـــﻦ أدﺧـــﻞ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻓــﻲ ﻣــﺄزﻗــﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺗﻮرط ﻓﻲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ، ﻣﻌﺮﺿﴼ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻟﺒﻨﺎن، واﻟﺘﻲ ﻻ ﻗﺪرة ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ،(…) وﻳﺘﺼﺮف وﻛﺄﻧﻪ اﻣﺘﺪاد ﻟﻨﻈﺎم أﺟﻨﺒﻲ، وﻳﺪﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻲ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ اﳌـــﺤـــﺎور واﻟــﺘــﺪﺧــﻞ ﻓــﻲ ﺷــﺆون اﻟﺪول اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ، ﺧﻼﻓﴼ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻨﺄي ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ«.
إن اﻟﻨﺺ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫـﺬا ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ وﺛﻴﻘﺔ إﻋــﻼن ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، وإﻋﺎدة ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣـﻮاﻗـﻊ اﻟﺨﻠﻞ، وﺗﻌﻴﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت ﻋﻦ اﻻﺿـــﻄـــﺮاب اﻟــﻌــﺎم ﻓــﻲ اﻟــﺤــﻴــﺎة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﻐﻄﻰ اﻟـﻴـﻮم ﺑﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣﺘﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻘﺪت ﺟﻞ ﻣﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ووﻇﻴﻔﺘﻬﺎ وﻗــﺪرﺗــﻬــﺎ، ﻷﻧــﻬــﺎ أوﻻ وأﺧــﻴــﺮﴽ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ اﻟﻜﻴﺪي ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«.
ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ ﺑــﺒــﺴــﺎﻃــﺔ ﺗـــﺠـــﺎوز ﻣـــﺎ ﻗـﺎﻟـﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻨﻴﻮرة، ﻛﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺳﻬﻼ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ إﻟــﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺘﺠﺎوز »ﺳــﺘــﺎﺗــﻴــﻜــﻮ« اﻟــﺘــﺴــﻮﻳــﺔ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻴــﺔ وﻣــﺎ ﺗــــﻼﻫــــﺎ. ﻟــﻜــﻨــﻪ ﻛـــــﻼم ﻓــــﻲ ﺻــﻤــﻴــﻢ اﻷزﻣـــــﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، وإﻋـﻼن ﺷﺠﺎع ﻋﻦ أن ﻇﺮوف اﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻣــﻌــﺪوﻣــﺔ، وأن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺿــﺮورﻳــﺔ ﻟﻠﺨﺒﺰ، ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺎﻟﺨﺒﺰ وﺣـﺪه ﻳﺤﻴﺎ اﻹﻧﺴﺎن.