اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻨﺎزﺣﲔ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﻳﺤﻀﺮه اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻓﻲ ﻏﻴﺎب اﻟﻮزﻳﺮ اخملﺘﺺ
ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮﻳﺐ اﺷﱰط ﻟﻌﻮدﺗﻬﻢ ﺗﻄﺒﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ـ اﻟﺴﻮرﻳﺔ
ﻟــﻦ ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟـﺘـﺒـﺎﻳـﻦ ﻓــﻲ وﺟـﻬـﺎت اﻟــﻨــﻈــﺮ داﺧـــــﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﲔ اﻷﻃﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌــــــــﺸــــــــﺎرﻛــــــــﺔ ﻓـــــﻴـــــﻬـــــﺎ ﺣـــــــــــﻮل اﻵﻟــــــﻴــــــﺔ اﻟــﻠــﻮﺟــﻴــﺴــﺘــﻴــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻹﻋـــــﺎدة اﻟـــﻨـــﺎزﺣـــﲔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﲔ إﻟــــﻰ ﺑـﻠـﺪاﺗـﻬـﻢ وﻗﺮاﻫﻢ إﻟﻰ ﺑﺮوﻛﺴﻞ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ اﻟـﺴـﻨـﻮي ﻟـﻠـﻨـﺎزﺣـﲔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻻﺗـــــﺤـــــﺎد اﻷوروﺑـــــــــــﻲ وﻓــــــﻲ ﺣــﻀــﻮر اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺸﺆون اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓﻲ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻟﻰ رﻋﺎﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄوا إﻟﻴﻬﺎ ﻫﺮﺑﴼ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺴﻮرﻳﺎ، وﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌﺐء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺰوح اﻟﺴﻮري.
وﻋــﻠــﻤــﺖ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« ﻣﻦ ﻣــﺼــﺎدر وزارﻳــــﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ أن اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟــــــــﺪوري ﻟــﻠــﻨــﺎزﺣــﲔ ﻳــﻨــﻌــﻘــﺪ ﻓـــﻲ ٣١ و٤١ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟــﺒــﻠــﺠــﻴــﻜــﻴــﺔ وﺳــﻴــﺨــﺼــﺺ ﻟـﺘـﻮﻓـﻴـﺮ اﻟـــﺪﻋـــﻢ ﻟــﻠــﺒــﻨــﺎن ﻟــﻴــﻜــﻮن ﻓـــﻲ ﻣـــﻘـــﺪوره اﺳــﺘــﻀــﺎﻓــﺔ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﻧـــﺎزح ﺳﻮري.
وأﻛـــــــــــــﺪت اﳌــــــــﺼــــــــﺎدر أن رﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﺳــﻌــﺪ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي ﺳــﻴــﺮأس اﻟﻮﻓﺪ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺑﺮوﻛﺴﻞ وﺳﻴﻠﻘﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ، ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﺎﺑﻊ أﻋـﻤـﺎل اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ وزﻳـــﺮا اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟـــﺘـــﻌـــﻠـــﻴـــﻢ اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻲ أﻛـــــــــﺮم ﺷــﻬــﻴــﺐ واﻟـــــﺸـــــﺆون اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻴـــﺔ رﻳـــﺘـــﺸـــﺎرد ﻗـﻴـﻮﻣـﺠـﻴـﺎن، اﻟــﻠــﺬان ﺗﻠﻘﻴﺎ دﻋـــﻮة ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﳌﺆﺗﻤﺮ. وﻫـﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن وزﻳـﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟـــﺸـــﺆون اﻟــﻨــﺎزﺣــﲔ ﺻــﺎﻟــﺢ اﻟــﻐــﺮﻳــﺐ، اﳌﺤﺴﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻃﻼل أرﺳﻼن، ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﲔ أﻋﻀﺎء اﻟﻮﻓﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ.
وﻓـــــــﻲ ﻫـــــــﺬا اﻟــــﺴــــﻴــــﺎق، اﻋـــﺘـــﺒـــﺮت ﻣـــــــــــﺼـــــــــــﺎدر ﺳــــــﻴــــــﺎﺳــــــﻴــــــﺔ ﻣــــــﻮاﻛــــــﺒــــــﺔ ﻟـﻠـﺘـﺤـﻀـﻴـﺮات ﻻﻧــﻌــﻘــﺎد ﻫـــﺬا اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ أن ﻋــﺪم دﻋـــﻮة اﻟـﻐـﺮﻳـﺐ ﻟـﺤـﻀـﻮره ﻟﻪ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﻣــﻌــﻨــﻰ ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ، أﺑـــﺮزﻫـــﺎ أن اﳌـﻨـﺎﻛـﻔـﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺣــﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺿﻤﺎن ﻋﻮدة اﻟﻨﺎزﺣﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ إﻟﻰ ﺑﻠﺪاﺗﻬﻢ ﺳﺘﻐﻴﺐ ﻋـﻦ اﳌﺆﺗﻤﺮ، ﻟﻜﻮن اﻟﻮزﻳﺮ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﳌﺘﺤﻤﺴﲔ ﻻﺷﺘﺮاط ﻋﻮدﺗﻬﻢ ﺑﺘﻄﺒﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ - اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ وﻛــــﺎن زار دﻣــﺸــﻖ ﻟـﻬـﺬه اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣـﻦ دون ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻣـﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي، ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﻳــﺮﻓــﺾ اﻷﺧــﻴــﺮ وﻣــﻌــﻪ وزراء »اﻟــﻠــﻘــﺎء اﻟـﺪﻳـﻤـﻘـﺮاﻃـﻲ« وﺣـﺰب »اﻟﻘﻮات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« اﻟﺮﺿﻮخ ﻟﻬﺬه اﻟﺸﺮوط.
ورأت اﳌﺼﺎدر أن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺠﺎﺋﺰ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ - اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺑﺎدر ﻧﻈﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑـﺸـﺎر اﻷﺳـــﺪ إﻟــﻰ إدراج اﺳـﻤـﻲ وﻟﻴﺪ ﺟــﻨــﺒــﻼط وﺳــﻤــﻴــﺮ ﺟــﻌــﺠــﻊ، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ اﻟـﺤـﺮﻳـﺮي، ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ اﻹرﻫــﺎب. وﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮى أي ﻣﺒﺮر ﻟﻠﺮﺿﻮخ ﻟﻠﺸﺮوط اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻣﺎ داﻣﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﻠﻔﺖ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻠﻮاء ﻋﺒﺎس إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ دﻣﺸﻖ ﻟــﺘــﺄﻣــﲔ اﻟـــﻌـــﻮدة اﻟــﻄــﻮﻋــﻴــﺔ ﳌـــﻦ ﻳـﺮﻳـﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎزﺣﲔ، وﻗـﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻧﺘﻘﺎل اﻵﻻف ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻠﺪاﺗﻬﻢ وإﻟﻰ أﻣﻜﻨﺔ ﺳﻜﻦ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻬﻢ. وأﻛـﺪت أﻧﻪ ﻻ أﺣــﺪ ﻓــﻲ ﻟـﺒـﻨـﺎن ﻳـﻌـﺘـﺮض ﻋـﻠـﻰ ﻋــﻮدة اﻟﻨﺎزﺣﲔ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺘﺨﻮف ﻣﻦ أن ﻳﻨﺘﺰع اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑﻞ.
وأﺷﺎرت اﳌﺼﺎدر إﻟﻰ أن ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ إﻟـــﻰ ﺗـﻄـﺒـﻴـﻊ اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت ﺑــﲔ اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﻦ ﻳــﺤــﺎول ﺳـــﺪاد دﻳــﻦ ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻪ ﻋﻦ إﺧﻔﺎق ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻪ ﻟﺤﻀﻮر اﻟﻘﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪت ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت؛ ﻷن اﻟـﻘـﺮار ﻳﻌﻮد إﻟـﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟــﺬي ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟــﻮارد أن ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮارا ﺑﺈﻧﻬﺎء ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ.
وﺗــﻮﻗــﻔــﺖ اﳌـــﺼـــﺎدر ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ أﻣـــﺎم اﻟـﺰﻳـﺎرة اﳌﺮﺗﻘﺒﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣــﻴــﺸــﺎل ﻋـــــﻮن إﻟـــــﻰ ﻣــﻮﺳــﻜــﻮ ﻓــــﻲ ٦٢ اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ ﻟـــﻠـــﻘـــﺎء اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــــﺮوﺳــــﻲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑـﻮﺗـﲔ، اﻟﺘﻲ ﺳـﺘـﺪرج ﻋﻠﻰ ﺟـــــــﺪول أﻋـــﻤـــﺎﻟـــﻬـــﺎ ﻋـــــــﻮدة اﻟـــﻨـــﺎزﺣـــﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻓﻲ ﺿﻮء اﳌﺒﺎدرة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ روﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﺼﻮص.
وﻗــــﺎﻟــــﺖ إن اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي ﻛـﺎن وراء اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻹﻃـﻼق اﳌﺒﺎدرة اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ ﻟــــﻌــــﻮدة اﻟـــﻨـــﺎزﺣـــﲔ ﻷﻧــﻬــﺎ اﻷﻗﺪر ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻌﻮدﺗﻬﻢ، ﻣﻊ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻔﺘﺮض ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري أن ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻠﻌﻮدة ﻣﻦ دون أي ﺷﺮوط، ﻃﺎﳌﺎ أﻧﻪ اﺳﺘﻌﺎد ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ اﻷراﺿـــﻲ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪو - ﺑﺤﺴﺐ أوﺳﺎط أوروﺑﻴﺔ - أﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺣﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮ دﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻲ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﺻﺮح ﺑﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳﺪ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ.
واﻋــﺘــﺒــﺮت اﳌـــﺼـــﺎدر أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗــﻌــﻤــﻞ ﻹﺣــــﻴــــﺎء ﻣـــﺒـــﺎدرﺗـــﻬـــﺎ ﻟـــﻌـــﻮدة اﻟﻨﺎزﺣﲔ، وﻫﻲ ﺗﺤﺎول ﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﲔ إﻟﻰ آﺧﺮ ﻹﺷﻌﺎر ﻣﻦ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ اﻷﻣﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ. وﻗﺎﻟﺖ إن ﻫﻨﺎك أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ﻋــﺎﺋــﻖ ﻣــﻴــﺪاﻧــﻲ وﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﻳــﺤــﻮل ﺣــﺘــﻰ اﻵن دون ﺗــﻌــﻮﻳــﻢ ﻫــﺬه اﳌﺒﺎدرة، وﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﻌﻮاﺋﻖ:
- أن رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻔﻚ ﻋــﻦ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣــﻊ دﻣــﺸــﻖ، أﻛــــﺎن ﻣﻦ ﺧــﻼل وزﻳـــﺮ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﻟـﺸـﺆون اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﺑــﻴــﺎر رﻓــــﻮل أو ﻋــﺒــﺮ ﺧﻠﻔﻪ اﻟـــﻮزﻳـــﺮ ﺳـﻠـﻴـﻢ ﺟــﺮﻳــﺼــﺎﺗــﻲ، إﻻ أﻧـﻬـﺎ ﻟـﻢ ﺗﺘﻠﻖ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋـﻮدة اﻟـﻨـﺎزﺣـﲔ ﻟﻴﺼﺎر ﺑﻌﺪﻫﺎ إﻟــﻰ وﺿﻊ آﻟﻴﺔ ﻟﻮﺟﻴﺴﺘﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ.
- إن ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻗــﺪ ﺗﻌﻬﺪت ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻌﻮدة اﻟـــﻨـــﺎزﺣـــﲔ ﻣـــﻦ ﺑــﻠــﺪاﺗــﻬــﻢ ﻓـــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ إﻟـــﻰ ﺑــﻠــﺪات أﺧــــﺮى ﺑــﺪاﺧـــﻞ اﻷراﺿــــﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﺧﺮق اﻟـــﺘـــﻌـــﻬـــﺪات اﻟـــﺘـــﻲ أﻋـــﻄـــﺎﻫـــﺎ وﻋــﻤــﻠــﺖ وﺣــﺪات ﻣـﻦ اﻟﺠﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻘﺘﻬﻢ وﺗﻮﻗﻴﻔﻬﻢ.
- ﻟﻢ ﺗﺘﻠﻖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ أي ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻣﻦ دﻣﺸﻖ ﺑﻌﺪم ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟـــﻌـــﺎﺋـــﺪﻳـــﻦ ﺑـــﺬرﻳـــﻌـــﺔ وﺟــــــﻮد ﻣــﻠــﻔــﺎت ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﺑــﻤــﻌــﺎرﺿــﺘــﻬــﻢ ﻓـــﻲ أﻣـﻜـﻨـﺔ إﻗــﺎﻣــﺘــﻬــﻢ ﻓــﻲ ﺑــﻠــﺪان اﻟـــﺠـــﻮار ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟــﺴــﻮري، أو ﺑﺘﺨﻠﻔﻬﻢ ﻋـﻦ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﺟﺒﺎرﻳﺔ.
- ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ آﻟﻴﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣــﻊ دﻣـﺸـﻖ ﻟـﻌـﻮدة اﻟــﻨــﺎزﺣــﲔ إﻟـــﻰ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻵﻣــﻨــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﺪﻣﺎر ﻓﻲ ﺧﻼل اﺷﺘﺪاد اﻟــﺤــﺮب ﻓــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ أن اﻟـﺪول اﳌﺎﻧﺤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ وارد ﺗﻮﻓﻴﺮ اﳌـــﺎل ﻹﻋــــﺎدة ﺗـﺄﻫـﻴـﻞ اﻟـﺒـﻨـﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب اﻟﺤﻞ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـــﺬي ﻳﻠﻘﻰ اﻋــﺘــﺮاﺿــﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺪ.
وﻋــﻠــﻴــﻪ، ﻓـــﺈن اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي وﻣﻌﻪ ﺷﻬﻴﺐ وﻗﻴﻮﻣﺠﻴﺎن ﻳﺘﺤﺮﻛﻮن ﻓﻲ اﺗﺠﺎه ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺪﻋﻢ اﳌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻨﺎزﺣﲔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ وﻻ ﻳــﻌــﺘــﺮﺿــﻮن ﻋــﻠــﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻌﻮدة أو ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﻋﺎدﺗﻬﻢ ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺮوج ﻟﺘﻄﺒﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ - اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺑﺨﻄﻮة ﻣﺘﻼزﻣﺔ ﻣـﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟـﻌـﻮدة ﻟـﻬـﻢ ﻣــﻦ دون أن ﻳــﻘــﺪم أﺻــﺤــﺎب ﻫـﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أي ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎء اﻷﺳـﺪ ورﻗـﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺑﻼ أي ﻣﻘﺎﺑﻞ.
ﻓﻬﻞ ﺗــﺆدي زﻳـــﺎرة اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻮن ﳌﻮﺳﻜﻮ إﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﳌﺒﺎدرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﻮدة اﻟﻨﺎزﺣﲔ، ﺧﻼﻓﴼ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻬﺪت ﺑﻪ دﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﺼﻮص وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﻘﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻬﺪاﺗﻬﺎ وﻫــﺬا ﺑـﺎﻋـﺘـﺮاف دول أوروﺑــﻴــﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﺖ ﻣـﺆﺧـﺮﴽ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻣــــﻦ دﻣـــﺸـــﻖ ﺗـــﺘـــﺤـــﺪث ﻋــــﻦ أن ﻣــﺌــﺎت اﻟﻨﺎزﺣﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎدوا إﻟﻰ ﺑﻠﺪاﺗﻬﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺴﺠﻦ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﺑﻌﻀﻬﻢ اﻵن ﻓﻲ ﻋﺪاد اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ؟!