ﻫﻞ ﻣﻦ أﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ؟
ﻋﺒﺎرة »ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻗﺮاره« ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ، وﻏــﺎﻟــﺒــﴼ ﺑﺸﻜﻞ إﻧﺸﺎﺋﻲ ﻏﺮﺿﻬﺎ اﻹﺷــﺎرة إﻟـﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ دوﻟﺔ ﻛﺒﺮى ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ أﺻﻐﺮ. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺳﻌﻰ ﺧﻠﻒ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض اﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﺣﲔ أﻗﻮل إن »ﻗﻄﺮ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻗﺮارﻫﺎ«. أﻗــﺼــﺪ أﻧــﻬــﺎ ﻓــﻌــﻼ ﻻ ﺗــﻤــﻠــﻚ ﻗـــﺮارﻫـــﺎ. ﻻ ﺗـﻤـﻠـﻚ ﺣــﺘــﻰ ﻗــــﺮار اﻻﻧــﺼــﻴــﺎع وﻟــﻮ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻛﺒﺮ ﻗـﻮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻗﺮار ﻗﻄﺮ ﺗﺴﺮب ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة، ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب اﻟﻌﺎﻟﻲ.
ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟـــﺒـــﺪاﻳـــﺔ ﻗــﺒــﻞ ﻋـــﻘـــﻮد. ﻓـﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ اﻟـــــﺬي ﻛــــﺎن ﻃـــــــــﺮداء اﻹﺧـــــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﺴﺎوﻣﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪم ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻷﺧﺮى، ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻄﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻠﻌﺒﴼ ﻣﻔﺘﻮﺣﴼ. ﺷــﻜــﻠــﻮا ﻋــﻘــﻞ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ، ورﺳـــﻤـــﻮا ﻟﻪ ﺗﻔﻜﻴﺮه اﻟﺪﻳﻨﻲ.
اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ اﻟــﻘــﻄــﺮي ﻋـﺒـﺪ اﻟــﻌــﺰﻳــﺰ آل ﻣﺤﻤﻮد ﻓﺼﻞ ﻫﺬا ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻌﺮب« اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ رﺋﺎﺳﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺬﺑﺔ. ﻓﻼ ﻣﺠﺎل ﻷن ﻳﻜﻮن ﻓـﻴـﻪ ﺗــﻘــﻮل ﺑـﻤـﺎ ﻟــﻢ ﻳــﺤــﺪث. ﺛــﻢ ﺧﻠﺺ ﺑـﻌـﺪ اﻟـﺘـﻔـﺼـﻴـﻞ إﻟـــﻰ: »وﻛــﺎﻧــﺖ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻧﺘﺸﺎر ذﻟﻚ اﻟﺘﻴﺎر ﻓﻲ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮي اﻟﺬي ﺧﺮج ﺧﻴﺮة ﺷﺒﺎب ﻗﻄﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ… وﻳﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ إﻟﻰ دور اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻹﺧﻮاﻧﻴﺔ…«.
ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي، اﻟﺬي أﻓﺮدت ﻟـــﻪ »اﻟـــﺠـــﺰﻳـــﺮة« ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺠــﴼ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺪار ﺳﻨﻮات، وﻧﻘﻠﺖ ﺧﻄﺐ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء ﻛﻞ أﺳﺒﻮع، ﺛﻢ أﻧﺸﺄت ﻟﻪ ﻫﻴﺌﺔ دﻳـﻨـﻴـﺔ ﻋـﺎﳌـﻴـﺔ ﻣــﻮازﻳــﺔ ﻟـﻜـﻲ ﻳـﺮأﺳـﻬـﺎ، ﻳـــﺸـــﺮح ﺑــﻨــﻔــﺴــﻪ ﻓــــﻲ ﻣـــﺬﻛـــﺮاﺗـــﻪ ﻛـﻴـﻒ ﺻﻴﻐﺖ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻌﺎﻫﺪ اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻳــﺪه ﻟـﻜـﻲ ﺗــﺨــﺮج ﻧﺸﺌﴼ ﻗﻄﺮﻳﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺿﺎﻫﺎ.
ﻧﺸﻜﻮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ اﻷﺛﺮ اﻟﺴﻴﺊ اﻟـــــــــﺬي ﺧـــﻠـــﻔـــﺘـــﻪ ﺧـــﻤـــﺴـــﺔ ﻋـــــﻘـــــﻮد ﻣــﻦ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻹﺧﻮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﺎل اﻟﻌﺎم، وﻓـﻲ اﳌــﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑـﺴـﺘـﺔ ﻋــﻘــﻮد ﻣــﻦ ﺗـﺨـﻄـﻴـﻂ اﳌــﻨــﺎﻫــﺞ، وﺗــﺮﺑــﻴــﺔ اﻟــﻨــﺶء، ﻓــﻲ إﻣــــﺎرة ﺛــﻢ دوﻟــﺔ ﻗﻄﺮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، اﻟﺘﻲ ﻋﺪد ﺳــﻜــﺎﻧــﻬــﺎ ٠١٪ ﻣـــﻦ ﻋــــﺪد ﺳــﻜــﺎن ﺣﻲ ﺑﻮﻻق اﻟﺪﻛﺮور ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، وﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺑﻮادر ﺗﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﻬﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﻌﺎﻟﻲ، ﻇﻞ أﻣﻴﺮ ﻗﻄﺮ آﻣﻨﴼ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ داﺧــﻞ اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ. اﻹﺧــــﻮان ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن اﻟــﻘــﺪرة ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳــﺘــﻐــﻨــﺎء ﻋــﻦ اﻷﺳـــﺮة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ. ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻨﻮان اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ. ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛـﻤـﺎ ﻛـــﺎن وﺿـــﻊ اﳌـﻤـﺎﻟـﻴـﻚ ﻣــﻊ اﻟــﻮاﻟــﻲ اﻟــﻌــﺜــﻤــﺎﻧــﻲ ﻓـــﻲ ﻣــﺼــﺮ. ﻫـــﻢ أﺻــﺤــﺎب اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺻﻞ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻟـﻜـﻦ ﻻ ﺑــﺪ ﻣــﻦ وﺟــــﻮده. وﻫـــﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧــﻪ ﻓـﻲ ﻇـﻞ ذﻟــﻚ اﻟـﻮﺿـﻊ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻗﻄﺮ، رﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء، ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎورة ﻟﻮ أرادت، ﻗــﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎوﻣﺔ اﻹﺧـﻮان اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﲔ ﻓــﻲ اﻟــﺪاﺧــﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻣــﺎن ﻣﻘﺎﺑﻞ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ أرﺳﻞ اﻟﺒﺎب اﻟـﻌـﺎﻟـﻲ ﺟــﻨــﻮده ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة ﻟــ»ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ« اﻟﻘﺼﺮ اﻷﻣﻴﺮي. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻗﻄﺮ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻗــﺮارﻫــﺎ، ﻓـﻲ أي اﺗﺠﺎه، ﺗﺤﻠﻴﻼ. ﻟﻘﺪ ﺻﺎر أﻣﺮﴽ واﻗﻌﴼ، ﻣﺮﺋﻴﴼ، ﻣﻠﻤﻮﺳﴼ. ﻗﻄﺮ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ »أﻣﲔ ﺧﺰﻧﺔ«، وﻣﻴﻜﺮوﻓﻮن ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ.
اﻟﺴﻘﻮط ﻓﻲ ﻫﻜﺬا ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﻻ ﻳﺠﺮ إﻻ ﻣﺰﻳﺪﴽ ﻣﻦ اﻟﻐﺮق. وﻟﺤﻈﺔ اﻧﺴﺪاد اﻷﻧـــﻒ ﺑـﺎﻟـﻄـﲔ ﻫــﻲ ﻟـﺤـﻈـﺔ اﻟـﺴـﻘـﻮط. ﺑـﺎﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﻲ، ﻛــﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻘﻄﺮ أن ﺗﺤﺴﺐ ﺣــﺴــﺎب ﺗﻠﻚ اﻟـــﻠـــﺤـــﻈـــﺔ، وأن ﺗــﺘــﻌــﻠــﻢ ﻣــــﻦ ﺗــﺠــﺮﺑــﺔ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ رﺟﻌﺔ ﻣﻊ ﺟﺎراﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ. ﺑـــﻞ اﺧـــﺘـــﺎرت أن ﺗــﻌــﻤــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﺗـﺄﺟـﻴـﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﻘﻮط اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻟﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺎراﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ. ﻋﺴﻰ أن ﺗﻤﻨﺤﻪ زﻋﺰﻋﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ أﻣﻼ إﺿﺎﻓﻴﴼ.
وﻫــﻜــﺬا زادت ﻓــﻲ اﻟــﻐــﺮق. ﺗﻌﺪت اﻟــﺨــﻄــﻮط اﻟـــﺤـــﻤـــﺮاء اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓـﻲ اﻷﻋـﺮاف اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ. ﺻﺎرت ﺗﺘﺼﺮف ﺑﻤﻨﻄﻖ وﻣﻈﻬﺮ وﻣﺨﺒﺮ ﻣـﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻏـــﺪﴽ، ﻣـــﻦ ﻛــﻞ أﻣــﻠــﻪ أن ﻳﻨﻔﺠﺮ ﻛــﻞ ﻣـﻦ ﺣﻮﻟﻪ اﻟﻴﻮم. ﻓﻲ أﻗﺮب ﻓﺮﺻﺔ، إذ أﻳﻘﻦ أﻧﻪ ﻫﺎﻟﻚ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ. ﺑﻌﺪ أن أوﺛﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺜﻘﻞ آﺧﺮ.
ﻫـﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻫـﺬا أن ﻻ أﻣـﻞ ﻣـﻦ ﺣﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ؟!
ﻧــﻌــﻢ. ﻻ أﻣـــﻞ إﻻ ﺑــﻔــﻘــﺪان اﻟــﺤــﺰب اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ اﻟـﺤـﺎﻛـﻢ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ. ﺗﻌﻠﻢ ﻗﻄﺮ أن اﳌـــﺸـــﺎرﻳـــﻊ اﻟــﺘــﻮﺳــﻌــﻴــﺔ ﻣــﺮﺗــﺒــﻄــﺔ ﺑﺰﻋﻴﻢ أو ﻗﻴﺎدة. وأن ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪه ﻳـﻨـﺄى ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋـﻨـﻪ. ﻳـﺼـﺢ ﻫــﺬا ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺎﻟﲔ، ﺑﻄﻞ اﻟـﺤـﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، وراﺳـﻢ ﺣـﺪود اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ. اﻛﺘﻤﺎل اﳌﺸﺮوع ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺧﻠﻔﺎءه ﻣﻦ اﻻﻧﻘﻼب ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﳌﺸﺮوع اﻹردوﻏﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء، ﻻ اﺗﺤﺎد أوروﺑـﻲ، وﻻ ﻋﻼﻗﺎت أﻓﻀﻞ ﻣﻊ اﻷﻛﺮاد، وﻻ أﻣﺠﺎد ﻋﺜﻤﺎﻧﻴﲔ... ﻻ ﺷﻲء.
وﻻﻳـــــــﺔ ﻗـــﻄـــﺮ، إن ﻧـــﻈـــﺮﻧـــﺎ إﻟــﻴــﻬــﺎ ﻣــﻦ زاوﻳــــﺔ إردوﻏــــــﺎن، ﻫــﻲ »ﻣـﻜـﺴـﺒـﻪ« اﻟـــﻮﺣـــﻴـــﺪ ﺑــﻌــﺪ ٧١ ﻋــــﺎﻣــــﴼ. أﺛــﺒــﺘــﺖ ﻟـﻪ ﺗــﻮﻧــﺲ أﻧــﻬــﺎ رﻗـــﻢ ﺻــﻌــﺐ. ورأى ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ أن اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋـﻦ اﻟﻌﲔ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻘﻠﺐ. وﻋﻠﻢ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ أن ﻋﺎم ٦١٥١ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋـﻦ ٦١٠٢. اﻟـﺮﺟـﻞ اﻟــﺬي ﻇﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻠﻴﻢ اﻷول ﻳـﺼـﺎرع اﻵن ﻟﻜﻲ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻴﺮة وﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ. وﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻪ ﺑﺄي ﺣﺎل أن ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ أﻣﲔ اﻟﺨﺰﻧﺔ.
اﳌﻴﻜﺮوﻓﻮن اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺟﻬﴼ ﺑﺼﻔﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ إﻟﻰ أﻫﻞ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. أﻋـــﺪاد ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪة ﻣـﻦ ﻣﺘﺤﺪﺛﻴﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ زﻳـــﻒ ﻣــﺎ ﻳــﺼــﺪر ﻋــﻨــﻪ، ﻷﻧــﻬــﺎ ﺗﺴﺘﻤﻊ إﻟـــﻰ أﺻــــﻮات أﺧـــﺮى ﺑـﺎﻟـﻠـﻐـﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. اﳌﻴﻜﺮوﻓﻮن اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺻﺎر ﻣﻮﺟﻬﴼ إﻟﻰ اﻷﺗـــﺮاك. ﻟﻜﻲ ﻳﻈﻨﻮا - ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ واﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ - أن ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻨﺎدي إردوﻏﺎن ﺑﻠﺴﺎن ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺒﲔ.
اﳌــﺘــﺎﺑــﻊ ﻟــﺘــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت إردوﻏــــــﺎن اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻳﻼﺣﻆ أن إردوﻏﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ، اﳌــﺨــﻄــﻂ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي، اﻟــﺴــﺎﻋــﻲ إﻟــﻰ أوروﺑﺎ، اﳌﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺮاد، اﺧﺘﻔﻰ. وﻟــــﻢ ﻳــﺒــﻖ إﻻ إردوﻏـــــــﺎن اﻟـــــﺬي ﻳـــﺮوج ﻟﺠﻤﻬﻮره ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻋﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻴﻪ، وﻋﻦ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺧﺐ »اﳌﺆﻣﻦ« أن ﻳﺮدﻫﺎ.
ﻫــــــــﺬه ﻋـــــﻼﻣـــــﺔ ﻳــــــــﺄس وﺗــــﺨــــﺒــــﻂ. اﻟﻴﺄس واﻟﺘﺨﺒﻂ ﻓﻲ ﻋﺮف اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻴﺎح. وﻫﺬا ﻳﻔﺴﺮ ﳌﺎذا ﺗﺨﻠﻰ ﺑﻌﺾ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﳌﺨﺘﺮﻗﺔ ﻣــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﻫـــﺬا اﻟــﺘــﺤــﺎﻟــﻒ ﻋــﻦ ﺗﻨﻜﺮﻫﺎ ﻣــﺆﺧــﺮﴽ. ﻫـــﺬا اﻟــﺼــﻴــﺎح ﺳﻴﻌﻠﻮ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﺿﺎق اﻟﻮﻗﺖ. وﻟﻦ ﻳﺴﺘﻜﲔ إﻻ ﺑـﺎﻟـﺴـﻘـﻮط اﻟــﺤــﺎﺳــﻢ. واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار واﻟﻬﺪوء واﻟﺜﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ. ﻣﻊ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻋﻼم اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ اﳌﻮﺟﻪ ﺿﺪ إردوﻏﺎن. ﻷن ﻫﺬه ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ.