زوﻛﺮﺑﻴﺮغ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«
اﺳﻤﺤﻮا ﻟﻲ أن أﺑﺪأ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻣﻠﻠﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺎرك زوﻛﺮﺑﻴﺮغ.
ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﺘﺴﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺿﻮاء ﻟﺘﻈﻬﺮ أوﺟﻪ اﻟﻘﺒﺢ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«، ﻳﺴﺎرع زوﻛﺮﺑﻴﺮغ ﻟﻺدﻻء ﺑﺒﻴﺎﻧﺎت ﻋﻦ ﻣﻬﺎم ﻋﻤﻞ ﺷﺮﻛﺘﻪ. ﻓﻤﺜﻼ اﻷرﺑﻌﺎء اﳌﺎﺿﻲ أﻋﻠﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ أن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻛﺬا وﻛﺬا... ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟــﻰ أﻧـﻬـﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺔ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ »ﺳــﻨــﺎب ﺷــﺎت« ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ اﳌــﺼــﻮرة. أﺷــﺎر زوﻛــﺮﺑــﻴــﺮغ إﻟــﻰ أن »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﺳﻴﻀﻤﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﳌﺤﺎدﺛﺎت ﺑﲔ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﳌﺆﻗﺘﺔ، وأن اﳌﻮﻗﻊ ﺳﻴﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﻋــﺪم إﻃـــﻼع أي ﻃــﺮف ﺛــﺎﻟــﺚ، أو ﺣـﺘـﻰ إدارة »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻋﻠﻰ اﳌﺤﺘﻮى اﻟــﺬي ﻳﺘﺒﺎدﻟﻪ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، أو ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت »إﻧﺴﺘﻐﺮام« أو »واﺗﺴﺎب« أو »ﻣﺎﺳﻨﺠﺮ« اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻜﻬﺎ اﻟﺸﺮﻛﺔ أﻳﻀﴼ.
اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن زوﻛﺮﺑﻴﺮغ ﻳﺘﺤﺪث، وﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة، ﻋﻤﺎ وﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﻀﻠﻪ اﻟﻨﺎس، وﻋﻦ اﳌﺤﺎدﺛﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ، واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻤﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻋﻼﻧﻴﺔ، وﺑﺼﻔﺔ داﺋﻤﺔ، وﻫﻲ اﻟﺴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« أﺣﺪ أﻛﺜﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻧﺘﺸﺎرﴽ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﻓﻜﻠﻤﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ اﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷرﺑﻌﺎء اﳌﺎﺿﻲ، واﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ ٠٠٢٣ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ إﻟﺤﺎﺣﴼ، وﺟـﺎءت ﻣﺪروﺳﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻗﺪ راﻋﻰ أن ﺗﺜﻴﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ اﳌﻨﺸﻮرة ﻧﻘﺎﺷﺎت ﺣﻮل ﻧﻬﺞ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﻮﻗﻊ.
ﻟــﻜــﻦ اﳌــﺸــﻜــﻠــﺔ ﻫـــﻲ أﻧـــﻨـــﻲ ﻟــﺴــﺖ واﺛـــﻘـــﺔ ﻣــﻤــﺎ إذا ﻛــﺎن »ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك« ﻓــﻌــﻼ ﻳــﻐــﻴــﺮ ﻣـــﻦ ﺳــﻴــﺎﺳــﺘــﻪ. ورﻏـــــﻢ ذﻟــــﻚ أود اﻹﺷـــﺎدة ﻫﻨﺎ ﺑـــﺈدراك زوﻛـﺮﺑـﻴـﺮغ - ﺣﺘﻰ وإن ﺟــﺎء ﻣﺘﺄﺧﺮﴽ ﻟﻌﺎﻣﲔ ورﺑﻤﺎ ﺧﻤﺴﺔ أﻋـﻮام - ﻟﻠﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ أداة ﻳﻔﺘﺮض أﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻲ أداة ﻟﻨﺸﺮ أﻛﺜﺮ اﻷﺻﻮات ﻏﺮاﺑﺔ واﺳﺘﻔﺰازﴽ ﺑﻌﻴﺪﴽ إﻟﻰ آﺧﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻟﻜﻦ دﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﺑﻴﺎن زوﻛﺮﺑﻴﺮغ ﺑﺸﺄن ﻣﻬﺎم ﻋﻤﻞ ﺷﺮﻛﺘﻪ، ﻟﻨﺮى إﻟﻰ أي ﻣﺪى ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻐﻴﺮ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«، إن ﻛـﺎن ﻫﻨﺎك ﺗﻐﻴﻴﺮ. ﻓﺪﻋﻮة اﳌﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، أو رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﻛﻼم.
ﻟﻢ ﻳﻮﺿﺢ ﺑﻴﺎن زوﻛﺮﺑﻴﺮغ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ أﺳﻠﻮب ﻋﻤﻞ اﻟﺸﺮﻛﺔ، أم أن اﻟﺤﺎل ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﺎ ﺑﺠﻤﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ، ﺳــﻮاء أﻛﺜﺮ أم أﻗـﻞ ﻋﻦ ذي ﻗﺒﻞ ﻟﺘﻐﺬي ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻹﻋﻼﻧﻲ. ﻫﻨﺎك أﻳﻀﴼ ﺟﻮاﻧﺐ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺟﺮاء ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻧﺘﺸﺎر »ﻓﻴﺴﺒﻮك«، ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ وﻣﺤﺎوﻻت اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب أو ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء.
ﻫــﻨــﺎ ﻻ ﺑــــﺪ أن ﻧــﺸــﻴــﺮ إﻟـــــﻰ أﻫــﻤــﻴــﺔ اﳌـــﺤـــﺘـــﻮى، ﺣـﻴـﺚ ﻳﻌﻤﻞ »ﻓـﻴـﺴـﺒـﻮك« ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﻣـﺸـﺮوع ﻣﻌﻘﺪ ﻳـﻬـﺪف إﻟﻰ دﻣـــﺞ ﻣــﺆﺳــﺴــﺎت اﻟـﺘـﻜـﻨـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺎ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓــﻲ »ﻓـﻴـﺴـﺒـﻮك« و»إﻧــﺴــﺘــﻐــﺮام« و»واﺗــــﺴــــﺎب« و»ﻣــﺎﺳــﻨــﺠــﺮ«. وﻣـــﻦ ﺿﻤﻦ أﻫﺪاف ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع، ﺣﺴﺐ ﻣﺎ دوﻧﻪ زوﻛﺮﺑﻴﺮغ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ اﻷﺧﻴﺮ، اﻟﺴﻤﺎح ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪم، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، »إﻧﺴﺘﻐﺮام«، ﺑﺈرﺳﺎل رﺳﺎﻟﺔ رﻗﻤﻴﺔ إﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺗﻄﺒﻴﻖ »واﺗﺴﺎب«.
ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﺷﺮدت ﺑﺬﻫﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﺳﺄﺗﺨﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ذﻟﻚ ﻣﻔﻴﺪﴽ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮه زوﻛﺮﺑﻴﺮغ ﻫــﻨــﺎ ﻫــﻮ أن ﻣــﺸــﺮوع »ﻗــﺎﺑــﻠــﻴــﺔ اﻟـﺘـﺸـﻐـﻴـﻞ اﻟــﺒــﻴــﻨــﻲ« ﻃـﻮﻳـﻞ اﳌــﺪى ﻫـﺬا ﻳﻤﺜﻞ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻜﺒﺮى وراء ﻛﻞ ﻓﻀﻴﺤﺔ أﳌﺖ ﺑــ»ﻓـﻴـﺴـﺒـﻮك«، أﻻ وﻫــﻲ ﺗـﻜـﺪﻳـﺲ اﻟـﺒـﻴـﺎﻧـﺎت اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺘﺨﺪم ﻟﻺﻧﺘﺮﻧﺖ.
ﻟﻮ أن اﻟﺸﺮﻛﺔ اﺗﺠﻬﺖ إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻬﺎ، ﻓــﺈن ذﻟــﻚ ﻧﻈﺮﻳﴼ ﻗـﺪ ﻳﻤﻨﺢ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﻗـﺎﻋـﺪة ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻋﻦ اﻟﻨﺎس أﻛﺒﺮ وأﻧﻈﻒ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻠﻮﻛﻬﻢ ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻﺳﺘﻬﺪاﻓﻬﻢ ﺑﺈﻋﻼﻧﺎﺗﻬﺎ. وﻟﻮ أن »ﻓﻴﺴﺒﻮك« اﺗﺠﻪ إﻟﻰ دﻣﺞ ﻣﻨﺼﺎﺗﻪ ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﺗﺸﻔﻴﺮﻫﺎ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﻴﻨﻬﺎ، ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳـﺤـﺪ ﻣــﻦ اﻟـﺒـﻴـﺎﻧـﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ »ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك«، وﻫـﻲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻄﺮق ﻟﻬﺎ زوﻛﺮﺑﻴﺮغ.
ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ أن زوﻛﺮﺑﻴﺮغ وﺣﺪﻳﺜﻪ اﻟـﺬﻛـﻲ ﻋـﻦ اﳌـﺰﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ واﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل »ﻓﻴﺴﺒﻮك« وﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت، ﻟﻴﺲ ﺳـﻮى ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻌﺒﻬﺎ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺳﻄﻮﺗﻪ ﻟﺠﻤﻊ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻪ ﺑﺪﻣﺞ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ واﺣﺪة.