زﻟﺰال ﻓﻲ ﺑﻮﻟﻴﻔﻴﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﺳﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٦٦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﴽ
أدﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺟﺒﺎل ﺟﻮﻓﻴﺔ وﺗﻀﺎرﻳﺲ
ﻳــــﺘــــﻌــــﻠــــﻢ ﻣـــــﻌـــــﻈـــــﻢ ﺗــــﻼﻣــــﻴــــﺬ اﳌــﺪارس أن اﻷرض ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻃــﺒــﻘــﺎت ﻫــﻲ )اﻟــﻘــﺸــﺮة، اﻟــﻮﺷــﺎح اﻟﻌﻠﻮي واﻟﺴﻔﻠﻲ، اﻟﻠﺐ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺨﺎرﺟﻲ(، ﻟﻜﻦ ﺗﻀﺎرﻳﺲ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺒﻘﺎت ﻻ ﺗﺰال ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ، ﻏﻴﺮ أن دراﺳــﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ.
ﺧﻼل اﻟﺪراﺳﺔ، اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮت ﻓــﻲ دورﻳــــﺔ ﺳـﺎﻳـﻨـﺲ «Science» ﻣــــﻨــــﺘــــﺼــــﻒ ﻓـــــﺒـــــﺮاﻳـــــﺮ )ﺷــــــﺒــــــﺎط( اﳌـــــــــﺎﺿـــــــــﻲ، اﺳــــــﺘــــــﺨــــــﺪم ﻋـــﻠـــﻤـــﺎء اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑــﺮﻳــﻨــﺴــﺘــﻮن اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ وﻣـﻌـﻬـﺪ اﻟﺠﻴﻮﻓﻴﺰﻳﺎء ﺑﺎﻟﺼﲔ، وﻣﺪرﺳﺔ ﻋﻠﻮم اﻷرض واﻟﻔﻀﺎء ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺎﻟﺼﲔ، ﺑــــﻴــــﺎﻧــــﺎت ﻣـــــﻦ زﻟـــــــــﺰال ﻫــــﺎﺋــــﻞ ﻓــﻲ ﺑﻮﻟﻴﻔﻴﺎ ﻟﻴﺘﻮﺻﻠﻮا ﻷدﻟــﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﻟــﻮﺟــﻮد ﺟــﺒــﺎل وﺗــﻀــﺎرﻳــﺲ ﺗﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٠٦٦ ﻛــﻴــﻠــﻮﻣــﺘــﺮا أﺳـــﻔـــﻞ اﻷرض، ﺗــﻔــﺼــﻞ ﺑــــﲔ اﻟـــــﻮﺷـــــﺎح اﻟــﻌــﻠــﻮي واﻟﺴﻔﻠﻲ، وﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﺳﻢ رﺳﻤﻲ ﻟﻬﺎ، وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳـﻢ »ﺣـﺪود ٠٦٦ ﻛﻠﻢ«.
وﺗــﺴــﺎﻋــﺪ اﻟـــــــﺰﻻزل اﻟــﻘــﻮﻳــﺔ )٧ درﺟـــــــــﺎت ﻓـــﻤـــﺎ ﻓــــــــﻮق( ﻋــﻠــﻰ اﻟـﺤـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻣﻬﻤﺔ، ﺣﻴﺚ إن اﳌﻮﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻋﺒﺮ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻷرﺿـﻴـﺔ ﻛـــﺎﺷـــﻔـــﺔ ﻋــــﻦ ﺑـــﻌـــﺾ اﻷﺳـــــــــﺮار. وﺟﺎء ت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺎت اﻟـﺘـﻘـﻄـﺖ ﺑــﻌــﺪ زﻟــــﺰال ﺑــﻘــﻮة ٢٫٨ درﺟــــﺔ، وﻫـــﻮ ﺛــﺎﻧــﻲ أﻛــﺒــﺮ زﻟـــﺰال ﻋﻤﻴﻖ ﺗﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق، واﻟﺬي ﻫﺰ ﺑﻮﻟﻴﻔﻴﺎ ﻋﺎم ٤٩٩١.
ﻳﻘﻮل ﺳﻴﺪاو ﻧﻲ، ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﻠﻮم اﻷرض واﻟﻔﻀﺎء ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺎﻟﺼﲔ، واﻟــﺒــﺎﺣــﺚ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻲ ﺑــﺎﻟــﺪراﺳــﺔ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة ﻻ ﺗــﺄﺗــﻲ ﻓـــﻲ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن، وﻣﻜﻨﺘﻨﺎ أﺟﻬﺰة ﻗﻴﺎس اﻟﺰﻻزل اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻗﺒﻞ ٠٢ ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ذات أﻫﻤﻴﺔ«.
وﺗـــﻌـــﺘـــﻤـــﺪ اﻟـــﺘـــﻜـــﻨـــﻮﻟـــﻮﺟـــﻴـــﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺻﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓــﻲ اﻷﻣــــﻮاج، وﻫــﻲ ﻗـﺪرﺗـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻧــــﺤــــﻨــــﺎء واﻻرﺗــــــــــــــــﺪاد... وﻛــﻤــﺎ ﺗــﺴــﺘــﻄــﻴــﻊ اﳌــــﻮﺟــــﺎت اﻟــﻀــﻮﺋــﻴــﺔ أن ﺗــﺮﺗــﺪ )ﺗــﻌــﻜــﺲ( أو اﻻﻧــﺤــﻨــﺎء )اﻻﻧـــــﻜـــــﺴـــــﺎر( ﻋـــﻨـــﺪ اﳌـــــــــﺮور ﻋــﺒــﺮ وﺳــــﻴــــﻂ، ﻓـــــﺈن ﻣــــﻮﺟــــﺎت اﻟــــﺰﻟــــﺰال ﺗــﻨــﺘــﻘــﻞ ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮة ﻋـــﺒـــﺮ ﺻــﺨــﻮر ﻣــﺘــﺠــﺎﻧــﺴــﺔ، ﻟــﻜــﻨــﻬــﺎ ﺗــﻌــﻜــﺲ أو ﺗﻨﻜﺴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻪ أي ﺣﺪود أو ﺧﺸﻮﻧﺔ.
وﻳــﻘــﻮل ﺳــﻴــﺪاو ﻧــﻲ »ﻧـﻌـﺮف أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺟﺴﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺧـــﺸـــﻮﻧـــﺔ ﺳــﻄــﺤــﻴــﺔ ﻛــﺎﳌــﺘــﻌــﺎرف ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻋــﻠــﻰ وﺟــــﻪ اﻷرض، ﻟﻜﻦ اﳌـــــــﻮﺟـــــــﺎت ﻫــــــــﺬه اﳌــــــــــﺮة ﻛــﺸــﻔــﺖ ﻋــــﻦ ﺧــﺸــﻮﻧــﺔ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣــــﻦ اﻟــﻄــﺒــﻘــﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺣــﺪود ٠٦٦ ﻛﻠﻢ، ﻛـــﻤـــﺎ ﻓـــﺤـــﺺ اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﻮن أﻳــﻀــﺎ ﻃــﺒــﻘــﺔ ﺑـــﻄـــﻮل ٠١٤ ﻛــﻴــﻠــﻮﻣــﺘــﺮات )٥٥٢ ﻣـﻴـﻼ( ﻷﺳــﻔــﻞ، وﻟــﻢ ﻳﺠﺪوا ﺧﺸﻮﻧﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ«.
وﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻻﻛﺘﺸﺎف، ﻳــﻮﺿــﺢ أن ﻟــﻪ آﺛــــﺎرا ﻫــﺎﻣــﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﻛــﻴــﻔــﻴــﺔ ﺗــﺸــﻜــﻴــﻞ ﻛــﻮﻛــﺒــﻨــﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺴﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺷﺎح، اﻟﺬي ﻳــﺸــﻜــﻞ ﻧــﺤــﻮ ٤٨ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ ﻣـﻦ ﺣﺠﻢ اﻷرض، إﻟﻰ ﻗﺴﻤﲔ ﻋﻠﻮي وﺳـــﻔـــﻠـــﻲ. وﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــــﺪى ﺳــﻨــﻮات ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺪى أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻫــــﺬه اﻟــﻄــﺒــﻘــﺔ ﻋــﻠــﻰ وﺟــﻪ اﻟــــﺨــــﺼــــﻮص، وﻛـــﻴـــﻔـــﻴـــﺔ اﻧــﺘــﻘــﺎل اﻟــﺤــﺮارة ﻋﺒﺮ اﻟــﻮﺷــﺎح، وﺗﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر.
وﻳــــــﻀــــــﻴــــــﻒ: »ﻓــــــــــﻲ اﻟـــــﻮﻗـــــﺖ اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ، ﻳـــﻘـــﻮم ﻋــﻠــﻤــﺎء اﻟـــــﺰﻻزل ﺑﻨﺸﺮ ﻣﺼﻔﻮﻓﺎت زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ أﻛـﺜـﺮ ﻓـﺄﻛـﺜـﺮ، ﺣـﻴـﺚ ﺳـﺘـﻮﻓـﺮ ﻫـﺬه اﳌـــﺼـــﻔـــﻮﻓـــﺎت اﻟــﻜــﺜــﻴــﻔــﺔ ﺑــﻴــﺎﻧــﺎت زﻟــﺰاﻟــﻴــﺔ ﻗــﻴــﻤــﺔ ﻟـﻠـﻐـﺎﻳـﺔ ﻟــﻠــﺪراﺳــﺔ وﺳـﻨـﻘـﻮم ﻧﺤﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺘﺮﻛﻴﺐ ﺑـــﻌـــﺾ اﳌـــﺼـــﻔـــﻮﻓـــﺎت اﻟــﻜــﺜــﻴــﻔــﺔ، وﺳــﻨــﺤــﺎول اﻟــﺘــﻌــﺎون ﻣــﻊ ﻋﻠﻤﺎء زﻻزل آﺧـــﺮﻳـــﻦ ﻟـﺠـﻤـﻊ اﳌـــﺰﻳـــﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﳌﻮﺟﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ، ﻟﻜﺸﻒ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت«.