»ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ« ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ إﺛﺎرة اﳌﺸﻜﻼت
ﻳﻘﻮده ﻣﻤﺜﻞ ﻣﺼﺮي آﺧﺮ
ﻓﻲ اﻟـــﺮاﺑـــﻊ واﻟــﻌــﺸــﺮﻳــﻦ ﻣــﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﳌـﻘـﺒـﻞ، وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻬﻲ ﻣـﻬـﺮﺟـﺎن »ﻛــﺎن« دورﺗـــﻪ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم ذاﺗـــﻪ، ﺗﺪﻓﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ »دﻳـﺰﻧـﻲ« اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺑـﻔـﻴـﻠـﻤـﻬـﺎ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ »ﻋـــــﻼء اﻟـــﺪﻳـــﻦ« إﻟــﻰ اﻟـــــﻌـــــﺮوض اﻟــﺴــﻴــﻨــﻤــﺎﺋــﻴــﺔ ﻓــــﻲ أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ وﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻧﺴﺨﺔ ﺣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﻃﻼﻗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ٧٢ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺔ ذاﺗﻬﺎ.
ﺗـــﻠـــﻚ ﻣــــــﻸت، ﺳـــﻨـــﺔ ٢٩٩١، ﺟــﻴــﻮب »دﻳﺰﻧﻲ« ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر )ﺑــﺤــﺴــﺎب ﻓــــﺎرق اﻟــﻌــﻤــﻠــﺔ آﻧـــــﺬاك وﺳـﻌـﺮ اﻟﺘﺬﻛﺮة اﻷرﺧﺺ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم(، وأﺛـﺎرت ﻏﻀﺐ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻟﺠﺎﻧﻪ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺸﻮ أﻏﺎﻧﻴﻪ ﺑﺸﺘﺎﺋﻢ ﻣﺪﺳﻮﺳﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺮاﺑﺮة. أﻳﺎﻣﻬﺎ اﺣــــﺘــــﺞ »ﻣـــﺠـــﻠـــﺲ ﻣـــﻨـــﺎﻫـــﻀـــﺔ اﻟــﺘــﻤــﻴــﻴــﺰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ - اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت وﻣﺎ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﺎدات ﻣﺎ ﻓﺎﺟﺄ »دﻳﺰﻧﻲ« اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ.
ﻫﻮﻟﻴﻮود ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻟـﻢ ﺗﻌﺘﺪ، وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب واﻹﺳﻼم، ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ. ﺳﺒﻖ وأن ﻣﺮرت اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﻔﺎدات واﳌــﻀــﺎﻣــﲔ ﻣـــﻦ دون أن ﺗـــﻮاﺟـــﻪ ردات ﻓﻌﻞ ﻣﺆﺛﺮة. أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻣﻦ دون ردات ﻓﻌﻞ ﻣﻄﻠﻘﴼ. ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ، ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞ أﻓﻼﻣﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﺣــﻮل ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ أو ﺣــﻮل أﺣـــﺪاث ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﺒﻴﺔ اﻟﻘﺼﺪ. ﻛﺬﻟﻚ، ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﺑـﲔ أﻓــﻼم ﺗﻘﺼﺪ اﻷذى وأﺧـــﺮى ﺗﻨﺴﺞ ﻣﻤﺎ وردﻫﺎ ﻣﻦ دون ﺗﺪﻗﻴﻖ أو إدراك.
ﺷﺨﺼﻴﺎت
اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺘﺮوﻳﺠﻴﺔ ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ أﻳﺎم. »دﻳﺰﻧﻲ« ﺑﻌﺜﺖ ﺑﺎﳌﻤﺜﻞ ول ﺳﻤﻴﺚ، اﻟﺬي ﻳﺆدي دور اﻟﺠﻨﻲ اﳌﺎرد، إﻟﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮ SXSW اﻟﺬي ﻳﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أوﺳـــــﱳ )ﺗــﻜــﺴــﺎس( وأﻃــﻠــﻘــﺖ ﺷــﺮﻳــﻄــﻲ دﻋﺎﻳﺔ ﺗﺮوﻳﺠﻴﺔ ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎن ﻓﻲ أن أﺣﺪﻫﻤﺎ أﺳﺮع إﻳﻘﺎﻋﴼ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ.
ﻓــﻲ اﻟـﻨـﺴـﺨـﺔ اﻷﺳــــﺮع ﻧـﺴـﻤـﻊ ﻃﺮﻓﴼ ﻣـــﻦ أﻏــﻨــﻴــﺔ، ﻟــﻜــﻦ اﻟــﺸــﺎﺋــﻌــﺎت ﺗـــﻘـــﻮل: إن »دﻳـــــﺰﻧـــــﻲ« ﻋـــﻤـــﺪت ﺗـــﻤـــﺎﻣـــﴼ إﻟـــــﻰ ﺗـﺠـﻨـﺐ ﻓﺨﺎخ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، وأن اﻷﻏﺎﻧﻲ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ أي ﻋﺪاوة أو ﺳﺨﺮﻳﺔ. ﻋـﺒـﺎرة ﻛﺘﻠﻚ اﳌــﺬﻛــﻮرة ﺣــﻮل ﻗﻄﻊ اﻷذن ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ إﻟـــﻰ »ﺣــﻴــﺚ اﻷرض ﻣﺴﻄﺤﺔ وﻛﺒﻴﺮة واﻟﺤﺮارة ﺷﺪﻳﺪة«… وﻟﻮ أن ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﺎﺳﺐ أي ﺻﺤﺮاء، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺻﺤﺮاء ﻳﻮﺗﺎ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، أو ﺻﺤﺮاء ﻏﻮﺑﻲ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، أو ﻛﺎﻻﻫﺎري ﻓﻲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ.
ﻋـﻼء اﻟﺪﻳﻦ وﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ واﻟﺴﻨﺪﺑﺎد ﺛــﻼث ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ اﻟـــﻮﻻدة ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، وﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ أﺳﻤﺎء ﺷﺮﻗﻴﺔ. ﻋــﻠــﻲ ﺑــﺎﺑــﺎ وﻋــــﻼء اﻟـــﺪﻳـــﻦ، ﻳــﻘــﻮل اﻟـﻨـﺎﻗـﺪ واﳌـــــــﺆرخ اﳌـــﺼـــﺮي ﻣــﺤــﻤــﻮد ﻗـــﺎﺳـــﻢ، ﻟـﻢ ﻳــــﺮدا ﻓــﻲ ﻛــﺘــﺎب »أﻟــــﻒ ﻟـﻴـﻠـﺔ وﻟــﻴــﻠــﺔ« ﺑﻞ اﺑﺘﺪﻋﻬﻤﺎ ﻛﺘﺎب ﻓﺮﻧﺴﻴﻮن. وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ أن »اﻟـﺴـﻨـﺪﺑـﺎد« )اﻟــــﻮارد ﻓــﻲ »أﻟـــﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ« ﻓـﻌـﻼ( ﻫـﻮ اﺳــﻢ أﻗــﺮب ﻷن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺪﻳﴼ أو ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﺑﺒﻼد اﻟﺴﻨﺪ. ﻟﻜﻦ ﺷﺌﻨﺎ أم أﺑﻴﻨﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﻨﺎخ ﻋﺮﺑﻲ، وذﻟﻚ ﺑﺪءﴽ ﻣــﻦ ﺳﻨﺔ ٦٠٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــﺪﻣــﺖ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أول ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﺣﻲ. ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻘﻪ إﻻ ﻓﻴﻠﻢ رﺳـــﻮم ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣــﻦ دﻗﻴﻘﺘﲔ وﻧـﺼـﻒ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ أﺧـﺮﺟـﻪ ﺟــﻮرج أﻟﺒﺮت ﺳﻤﻴﺚ ﺑﻌﻨﻮان »ﻋـﻼء اﻟﺪﻳﻦ واﳌﺼﺒﺎح اﻟﻌﺠﻴﺐ« ﺳﻨﺔ ٩٩٨١.
ﻣﺎ ﺑﲔ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻴﻮم ﻋﺸﺮات اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ذﻟــﻚ اﻹﻧــﺘــﺎج اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻲ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ »دﻳﺰﻧﻲ« ﻗﺒﻞ ٧٢ ﺳﻨﺔ.
اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪ ﻫـــﻮ إﻋــــــﺎدة ﺻـﻨـﻊ ﻣـﺘـﺤـﺮرة ﻣـﻦ ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻷﻧﻴﻤﻴﺸﻦ، وﻫﻮ اﺗﺠﺎه ﺑﺪأﺗﻪ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ٢٩٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﻓﻴﻠﻢ رﺳﻮم أﻧﺘﺠﺘﻪ ﺳﺎﺑﻘﴼ ﺑﻌﻨﻮان »١٠١ داﳌﺎﺷﻨﺰ« إﻟــﻰ ﻓﻴﻠﻢ ﺣــﻲ. ﻟﻜﻦ اﻟـﻨـﺠـﺎح آﻧـــﺬاك وﳌﺎ ﺗﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻻت ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﻘﻲ ﻣﺤﺪودﴽ ﺣﺘﻰ ﻗﺎم اﳌﺨﺮج ﺗﻴﻢ ﺑﻴﺮﺗﻮن ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﻘﻠﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻟﻔﻴﻠﻢ »أﻟﻴﺲ ﻓــﻲ أرض اﻟـﻌـﺠـﺎﺋـﺐ« ﺳـﻨـﺔ ٠١٠٢ اﻟــﺬي ﻛﺎن ﻓﻴﻠﻢ رﺳﻮم ﻗﺎﻣﺖ »دﻳﺰﻧﻲ« ﺑﺈﻧﺘﺎﺟﻪ ﺳﻨﺔ ٢٥٩١. ﻧﺠﺎح ﻧﺴﺨﺔ ﺑﻴﺮﺗﻮن اﻟﺤﻴﺔ ﻛـﺎن ﺧﻴﺎﻟﻴﴼ ﻛـﺎﻷﺳـﻄـﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ اﻟﻔﻴﻠﻢ؛ إذ ﺟﻠﺐ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻣﻦ اﻹﻳﺮادات.
ﺗﻌﺰز ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗـــﺎﻣـــﺖ »دﻳـــــﺰﻧــــﻲ« ﺑــﺘــﺤــﻮﻳــﻞ ﻓــﻴــﻠــﻢ آﺧــﺮ ﻣـــﻦ اﻟـــﺮﺳـــﻮم إﻟـــﻰ اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ اﻟــﺤــﻴــﺔ ﻫﻮ »اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﻮﺣﺶ« ﺳﻨﺔ ٧١٠٢؛ إذ ﺟﻠﺐ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎر و٠٦٢ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر.
وﻣﺎ ﻳﺠﻮل ﻓﻲ ﺑﺎل اﳌﺘﺎﺑﻌﲔ داﺧﻞ وﺧــــﺎرج »دﻳـــﺰﻧـــﻲ« اﻵن ﻫــﻮ إذا ﻣــﺎ ﻛـﺎن »ﻋـــــﻼء اﻟــــﺪﻳــــﻦ« اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ ﺳــﻴــﻨــﺠــﺰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ أم ﻻ. ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻳﺐ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻏــﻴــﺎب اﻟــﻀــﻤــﺎﻧــﺎت أﻣـــﺎم ﺟـﻤـﻬـﻮر ﺑﺎﺗﺖ ﻟــﺪﻳــﻪ ﺧــﻴــﺎرات أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ أي وﻗـــﺖ ﺳﺒﻖ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺎر اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن ﻓﻴﻠﻤﴼ ﺟﺪﻳﺪﴽ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﻐﺎﻣﺮات ﻟﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋﻦ ﻣﻐﺎﻣﺮات اﻷﻓﻼم اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﺗـــﺪور ﺣـــﻮل اﻟــﻠــﺺ اﻟــﻈــﺮﻳــﻒ، واﻷﻣــﻴــﺮة اﻟــﺤــﺴــﻨــﺎء، واﻟــﺴــﻠــﻄــﺎن اﳌـــﻬـــﺪد ﻋــﺮﺷــﻪ، واﻟــﻮزﻳــﺮ اﻟﺸﺮﻳﺮ اﻟــﺬي ﻳﺮﻳﺪ اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺴــﻠــﻄــﻨــﺔ وﻓــــﻲ ﻣـــﺤـــﻮر ذﻟــــﻚ ﻛـﻠـﻪ اﳌـــﺎرد اﻟــﺬي ﻳـﺨـﺮج ﻣـﻦ اﳌﺼﺒﺎح ﻟﻴﻠﺒﻲ ﻛﻞ رﻏﺒﺎت وﻃﻠﺒﺎت ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ.
ﻣﻤﺜﻠﻮن ﻋﺮب
ﻟـﺘـﺠـﺎوز ﻣـﺜـﻞ ﻫــﺬه اﻟـﺸـﻜـﻮك ﻓــﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺟﺪﻳﺪﴽ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ رﻛــــﺰ اﻹﻧـــﺘـــﺎج ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﺆﺛـــﺮات اﻟـﺒـﺼـﺮﻳـﺔ اﳌــﺼــﻨــﻮﻋــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻜــﻮﻣــﺒــﻴــﻮﺗــﺮ. اﻟـﺠـﺒـﻞ اﻟﻨﺎﻃﻖ واﳌـــﺎرد اﻟﻌﺠﻴﺐ واﻟﺒﻄﻞ اﻟـﺬي ﻳﻘﻔﺰ ﻣــﻦ ﺳـﻄـﺢ ﻣﺒﻨﻰ إﻟــﻰ آﺧــﺮ ﻛـﻤـﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳـﻮى أﺑﻄﺎل »ﻣـﺎرﭬـﻞ« اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ، ﺛﻢ ذﻟﻚ اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻐﺎﻣﺾ اﻟﺬي ﻳﻔﺮد ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﻓﻴﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻗﻮس ﻗﺰح ﻃﺎﺋﺮﴽ. ﻛﻞ ذﻟﻚ وﺳﻮاه ﻋﻤﺎد اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﺑﴼ ﺟﻤﻴﻼ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ داﺧﻠﻪ أي ﺳﺒﺐ ﻟﺮدة ﻓﻌﻞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺣﻴﺎﻟﻪ.
ﻋـﻠـﻰ ذﻟـــﻚ، اﻟــﺘــﺠــﺎرب اﻟــﺘــﻲ أﺟـﺮﻳـﺖ ﻟﻠﺘﺮﻟﻴﺮز )ﺗـﻠـﻚ اﳌـﻘـﺪﻣـﺎت اﻹﻋـﻼﻧـﻴـﺔ( ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﻠﻬﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻵراء ﻛــﺸــﻔــﺖ ﻋـــﻦ أن ﺗــﻠــﻚ اﳌــــﺆﺛــــﺮات ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺠﺪﻳﺪ، وﻻ ﺗﺨﺘﺮق ﺟﺪار ﻣﺎ ﺑﺎت ﻣﺘﻮﻗﻌﴼ ﻓﺘﺴﺒﻖ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺆﺛﺮات.
اﻟﺒﻌﺾ ﻫﻨﺎ ﻳﺮى أن ﺗﺠﺎرب اﳌﺨﺮج اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻏــﺎي رﻳﺘﺸﻲ ﻣـﻊ »دﻳـﺰﻧـﻲ« ﻫـــﻲ اﻟـــﺘـــﻲ ﻗـــﺎدﺗـــﻪ إﻟــــﻰ ﺗـﺴـﻠـﻴـﻤـﻪ ﻗــﻴــﺎدة اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ وﻟــﻴــﺲ ﻣـﻮﻫـﺒـﺘـﻪ. وﻻ ﻧـﻨـﺴـﻰ أن رﻳﺘﺸﻲ، اﻟـﺬي ﺣﻘﻖ ﻟـ»دﻳﺰﻧﻲ« ﻓﻴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻗﺼﻴﺮة اﻷﻣﺪ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻫﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ »ﺷـﺎرﻟـﻮك ﻫﻮﳌﺰ« ﺣـﺎول ﺟﻬﺪه ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻤﻪ اﻷﺧﻴﺮ »اﳌﻠﻚ آرﺛــﺮ: أﺳﻄﻮرة اﻟﺴﻴﻒ« )٧١٠٢( ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ذات ﻗــﻮام ﻛﻼﺳﻴﻜﻲ إﻟــﻰ ﻓﻴﻠﻢ ﻣﺆﺛﺮات وﺷﺨﺼﻴﺎت ﺧﺎرﻗﺔ ﻣﻦ دون أن ﻳﺤﻘﻖ اﻟــﻨــﺠــﺎح اﳌــﻨــﺸــﻮد ﻻ ﻓـﻨـﻴـﴼ وﻻ ﺗـﺠـﺎرﻳـﴼ. ﻛﻠـﻔﺖ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ ﺷﺮﻛﺔ وورﻧﺮ ٥٧١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر )ﻏﻴﺮ ﻋﺸﺮات اﳌﻼﻳﲔ اﻟﺘﻲ ﺻﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ( وﺟﻠﺐ أﻗﻞ ﻣﻦ ٠٥١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺑﻴﻨﻬﺎ ٠٤ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻘﻂ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻛﻨﺪا.
ﻟـــﻜـــﻦ ﻣـــﻤـــﺎ ﺣــــــﺮص ﻋــﻠــﻴــﻪ ﺻــﺎﻧــﻌــﻮ »ﻋــــــﻼء اﻟــــﺪﻳــــﻦ« )»دﻳــــــﺰﻧــــــﻲ« ورﺟـــﺎﻟـــﻬـــﺎ ﻛﻤﻨﺘﺠﲔ وﻣﺼﻤﻤﻴﻬﺎ وﻓﻨﻴﻴﻬﺎ( إﻋﻄﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ. ﻫﺬه اﳌﺮة ﺗﻤﺖ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﻴﻨﺎ ﻣﺴﻌﻮد ﻟﻴﻠﻌﺐ دور ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ. وﻣﻴﻨﺎ (Mena) ﻫﻮ ﻣﻤﺜﻞ ﻣﺼﺮي اﳌﻮﻟﺪ اﻧﺘﻘﻞ وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ إﻟﻰ ﻛﻨﺪا وﺑﻌﺪﻫﺎ اﻧﺘﻘﻞ ﺷﺎﺑﴼ إﻟــﻰ ﻫـﻮﻟـﻴـﻮود وﻟـﺪﻳـﻪ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﻣﻘﺘﺒﺲ ﻣـــﻦ ﺷــﺨــﺼــﻴــﺔ اﻟــــﺮواﺋــــﻲ ﺗــــﻮم ﻛـﻼﻧـﺴـﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ »ﺟﺎك راﻳﺎن« ﻟﺠﺎﻧﺐ ﻋﺪة أﻋﻤﺎل ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ أﺧﺮى وﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ.
اﺧـــﺘـــﻴـــﺎره ﻟــﺒــﻄــﻮﻟــﺔ »ﻋـــــﻼء اﻟـــﺪﻳـــﻦ« ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻧﺠﺎح وﻳﺠﻌﻠﻪ ﺛﺎﻧﻲ ﻣﻤﺜﻞ ﻣﺼﺮي ﻳﺤﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﺑﻌﺪ ﻣﺎﻟﻚ راﻣﻲ اﻟﺬي ﻓﺎز ﺑــﺄوﺳــﻜــﺎر أﻓــﻀــﻞ ﻣــﻤــﺜــﻞ ﻋـــﻦ دوره ﻓﻲ »ﺑﻮﻫﻴﻤﻴﺎن راﺑﺴﻮدي«.
وﻫــﻮ ﻟﻴﺲ اﻻﺳــﻢ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟــﺬي ﺳﻨﻘﺮأه ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ؛ ﻓﻬﻨﺎك أدوار ﻋﺪة ﺗﻢ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺮب وﻋـــﺮب – أﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﲔ، ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻧﻌﻤﺎن ﻋـــﻜـــﺎر وﻣـــــــﺮوان ﻛــــﻨــــﺰاري )ﻟـــﻌـــﺐ ﺳـﺎﺑـﻘـﴼ ﺑﻄﻮﻟﺔ »اﳌﻼك« ﻣﺆدﻳﴼ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﺷﺮف ﻣﺮوان( وأﻣﻴﺮ ﺑﻄﺮس، وﺑﻼل ﺻﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﺑﲔ آﺧﺮﻳﻦ.
ﻟــﻜــﻦ ﻻ ﺷـــــﻲء ﻣــــﻦ ﻛــــﻞ ﻫـــــﺬا ﻳــــﺆدي ﺑـــﺎﻟـــﻀـــﺮورة إﻟــــﻰ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪ ﻗــﻴــﻤــﺔ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺳﻠﺒﴼ أو إﻳﺠﺎﺑﴼ. ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﺮك ﻋﺎدة ﻟﺤﲔ ﻋــﺮض اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﻘـﺎد واﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ ﺧﻼل اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.