زﻳﺎدة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻓﺠﺮت ﻏﻀﺐ اخملﻴﻤﺎت
ﻷول ﻣـــــــــــــﺮة، ﺗــــﺨــــﺘــــﺒــــﺮ ﺣــــﺮﻛــــﺔ »ﺣﻤﺎس«، اﳌﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻣﻈﺎﻫﺮات ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺠﻢ واﻟـﻘـﻮة ﺿﺪ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻓـﻲ ﻗـﻄـﺎع ﻏــﺰة. ﻟﻜﻦ اﳌﺤﺮك اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺑﺪﴽ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ، وإﻧﻤﺎ اﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﺑﻌﺪ ٢١ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﻌﺐ.
واﺧــــــﺘــــــﺒــــــﺮت »ﺣــــــــﻤــــــــﺎس«، ﻓــﻲ ﺳﻨﻮات ﻣﺎﺿﻴﺔ، ﺗﺤﺮﻛﺎت ﻣﺤﺪودة ﺿــﺪ أزﻣـــﺔ اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء، وﻇــﻨــﺖ رﺑﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻮاﺟﻪ ﺗﺤﺮﻛﺎت ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﻊ ﻓـﺮﺿـﻬـﺎ ﻣــﺰﻳــﺪﴽ ﻣــﻦ اﻟــﻀــﺮاﺋــﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻠﻊ واﳌــﻮاد اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺟـﺮت اﻟﺮﻳﺎح ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺳﻔﻨﻬﺎ.
ﻓـــﺮﺿـــﺖ »ﺣــــﻤــــﺎس« ﻓـــﻲ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ واﻟـــﻌـــﺸـــﺮﻳـــﻦ ﻣــــﻦ ﻓـــﺒـــﺮاﻳـــﺮ )ﺷـــﺒـــﺎط( ﺿــــــﺮاﺋــــــﺐ ﺟــــــﺪﻳــــــﺪة ﻋــــﻠــــﻰ اﻟــــﺘــــﺠــــﺎر، اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺪورﻫﻢ رﻓﻌﻮا أﺳﻌﺎر اﻟﺴﻠﻊ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓـﻲ ﻇـﺮف اﻗﺘﺼﺎدي أﺻـﻼ ﺻــﻌــﺐ وﻣــﺘــﺪﻫــﻮر. وﺟـــــﺎءت ﺧـﻄـﻮة »ﺣﻤﺎس« ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺒﺮ ﻛﺮم أﺑﻮ ﺳﺎﻟﻢ وﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻋﻘﺐ اﻧﺴﺤﺎب ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، وﻓﻲ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ ﻟــﺰﻳــﺎدة ﺗـﺪﻓـﻖ اﻷﻣـــﻮال ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻛﺔ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـﺬي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ، ﻣﺎ دﻓﻌﻬﺎ ﻹﻏﻼق ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟـﻬـﺎ ﳌــﺤــﺎوﻟــﺔ ﺗــﺠــﺎوز اﻷزﻣـــﺔ. وﻋﺎﻧﺖ »ﺣﻤﺎس« ﻣﻦ ﺷﺢ ﻓﻲ اﻷﻣﻮال أﻛﺜﺮ ﺑﻌﺪ ﺧﻼف ﺣﻮل ﺗﺤﻮﻳﻞ أﻣﻮال ﻗﻄﺮﻳﺔ ﳌﻮﻇﻔﻲ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺿﻤﻦ اﺗﻔﺎق ﺗﻬﺪﺋﺔ ﻣﺘﺮﻧﺢ.
وﻳــــﻤــــﻜــــﻦ اﻟــــــﻘــــــﻮل إن اﻟـــﻀـــﻐـــﻂ اﳌﻀﺎﻋﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻞ اﳌﻮاﻃﻨﲔ، ﻣﻊ ﻗـﻨـﺎﻋـﺎت ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪة ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﻟﻬﻢ ﳌﻞء ﺧـﺰﻳـﻨـﺔ اﻟــﺤــﺮﻛــﺔ، ﺗــﺮﺟــﻢ ﺑـﻤـﻈـﺎﻫـﺮات ﻟـــــﻢ ﺗـــﺘـــﻮﻗـــﻌـــﻬـــﺎ اﻟـــــﺤـــــﺮﻛـــــﺔ، وﺟـــــــﺎءت ﺑﺤﺠﻢ اﻟـﻀـﺮاﺋـﺐ اﻟـﺘـﻲ ﻟـﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ اﳌﻮاﻃﻦ. ﻓﻘﺪ ﻓﺮﺿﺖ »ﺣﻤﺎس« ﻣﺜﻼ ﻣﺒﻠﻎ ٠٥١ ﺷﻴﻘﻼ ﺑــﺪﻻ ﻣﻦ ٠٢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ »ﻣﺸﺘﺎح« واﺣﺪ ﻣﻦ اﻷدوات اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ، و٠٥٢ ﺷﻴﻘﻼ ﻟـ»اﳌﺸﺘﺎح« اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﳌـــﻼﺑـــﺲ، ﻛــﻤــﺎ ﻋــﻤــﺪت إﻟــــﻰ ﺗـﺼـﺪﻳـﺮ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﺨـﻀـﺎر ﻣـﺜـﻞ اﻟــﺒــﻨــﺪورة إﻟـﻰ اﻟﺨﺎرج ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﺎﻟﻴﴼ، ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺮﻓﻊ أﺳﻌﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﺰة، ﻟﻴﺼﻞ اﻟﻜﻴﻠﻮ اﻟﻮاﺣﺪ إﻟﻰ ٥ ﺷﻮاﻗﻞ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺷﻴﻘﻠﲔ أو ﺣﺘﻰ ﺷﻴﻘﻞ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﺘﺒﻎ ﻣﻦ ٨ أو ٠١ ﺷﻮاﻗﻞ إﻟﻰ ٥٢ أو أﻛﺜﺮ.
وﺗﺸﻴﺮ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ أن أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٠٥ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﻘﻄﺎع ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺗﺤﺖ ﺧﻄﺮ اﻟﻔﻘﺮ، وﺑﻨﺴﺒﺔ أﻛﺒﺮ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٦ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻳـﻌـﺎﻧـﻮن ﻣـﻦ اﻧــﻌــﺪام اﻷﻣـﻦ اﻟـــﻐـــﺬاﺋـــﻲ، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺗــﺼــﻞ اﻟــﺒــﻄــﺎﻟــﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﺸﺒﺎن إﻟﻰ ٥٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻛـــــــــﻞ ﺗـــــﻠـــــﻚ اﻷﺳــــــــﺒــــــــﺎب دﻓـــﻌـــﺖ ﻣﺨﻴﻤﺎت ﻟﻼﺟﺌﲔ وﻟﻴﺴﺖ أﺣﻴﺎء أو ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺴﺘﻘﺮة اﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ، ﻟﻠﺘﻈﺎﻫﺮ. وﺑـــﺪأت اﳌــﻈــﺎﻫــﺮات ﺑــﺪﻋــﻮات أﻃﻠﻘﻬﺎ ﺧـــﺮﻳـــﺠـــﻮن ﻣـــﻦ ﺟـــﺎﻣـــﻌـــﺎت ﻳـﺤـﻤـﻠـﻮن درﺟــــــــﺔ اﳌـــﺎﺟـــﺴـــﺘـــﻴـــﺮ، وﻻ ﻳـــﺠـــﺪون ﻋــﻤــﻼ ﻋــﺒــﺮ ﺷــﺒــﻜــﺎت اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ أﺳﺒﻮﻋﲔ. وﺣﻤﻠﺖ اﳌﻈﺎﻫﺮات ﺷـــﻌـــﺎرات ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ، أﺑـــﺮزﻫـــﺎ »ﺑــﺪﻧــﺎ ﻧــﻌــﻴــﺶ - ﻻ ﻟـــﻠـــﻐـــﻼء - ﺑـــﺪﻧـــﺎ ﺣــﻴــﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ«، وﺗــﻢ إﻃــﻼق ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻌﺎرات ﻣﻴﺪاﻧﻴﴼ ﻓﻲ اﳌﻈﺎﻫﺮات، وﻛﺬﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺎت اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻤﴼ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺟـﺮى ﻣﻦ ﻗﻤﻊ ﻟﻠﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺑﺚ ﻓﻴﺪﻳﻮﻫﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻼﻋﺘﺪاءات واﻻﻋـــﺘـــﻘـــﺎﻻت ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ أﺟـــﻬـــﺰة أﻣــﻦ »ﺣﻤﺎس«.