اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﺮﻳﻦ ﺗﻴﺮﻓﻴﻞ: ﻣﺸﺎرﻛﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺤﻔﻮرة ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻲ اﻟﻔﻨﻴﺔ
ﻗﺎل إﻧﻪ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺈﻗﺒﺎل اﳉﻤﻬﻮر اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻦ اﻷوﺑﺮا
ﻋــــــﺮض ﻣــــﻬــــﺮﺟــــﺎن أﺑـــﻮﻇـــﺒـــﻲ ﻟﻌﺸﺎق ﻓﻦ اﻷوﺑﺮا اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﺒﻮﺗﺸﻴﻨﻲ »ﺗﻮﺳﻜﺎ«، اﻟﺬي ﻋﺮف ﻧـﺠـﺎﺣـﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ، وﺗﻠﻘﺘﻪ اﻷوﺳـــﺎط اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﺘﺮﺣﺎب ﻛﺒﻴﺮ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أﻧﻪ ﻋﺮف ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻮدة اﻟﻔﻨﺎن اﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻲ اﻟـــﺴـــﻴـــﺮ ﺑــــﺮﻳــــﻦ ﺗــﻴــﺮﻓــﻴــﻞ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄﺎع دام ﺳﺖ ﺳﻨﻮات، وﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻧﺠﻤﺔ اﻷوﺑـﺮا ﻛــﺮﻳــﺴــﺘــﲔ أوﺑـــــﻮﻻﻳـــــﺲ ﻓــــﻲ دور »ﺗــــﻮﺳــــﻜــــﺎ«، واﻟـــﻨـــﺠـــﻢ اﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻲ ﻓﻴﺘﻮرﻳﻮ ﻏﺮﻳﻐﻮﻟﻮ.
»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ« اﻟــﺘــﻘــﺖ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺮﻳﻦ ﺗﻴﺮﻓﻴﻞ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺧــﻤــﺲ ﺟــﻮاﺋــﺰ »ﻏــــﺮاﻣــــﻲ«، وﻋــﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، وﻋﻠﻰ وﺳﺎم ﻣﻦ اﳌﻠﻜﺔ إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ، وأﺟﺮت ﻣﻌﻪ ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء.
- أﺷﻌﺮ ﺑﻔﺨﺮ واﻋﺘﺰاز ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻫﺬا اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻟﺮاﺋﻊ واﳌﺘﻜﺎﻣﻞ، وأﻋﺘﺰ أﻛﺜﺮ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺘﻲ ﻓــــﻲ اﳌـــﻬـــﺮﺟـــﺎن ﻓــــﻲ ﺳـــﻨـــﺔ ٣١٠٢. أذﻛـﺮ أن ﺣﺠﻢ اﻹﻗﺒﺎل ﻛﺎن ﻛﺒﻴﺮﴽ، واﻟﺘﺠﺎوب ﻣﺒﻬﺮﴽ، ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻓﺎﺟﺄ وأﻛﺘﺸﻒ إﻟﻰ أي ﻣﺪى ﻳﻌﺸﻖ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻦ اﻷوﺑﺮاﻟﻲ. ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﴼ ذﻛﺮﻳﺎت ﺟﻤﻴﻠﺔ أﻋﺘﺰ ﺑﻬﺎ وﺳﺘﻈﻞ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ. وﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺨﺮي ﻫـﻮ أﻧﻨﻲ أﺷــﺎرك ﻫــﺬه اﻟـــﺪورة ﻓﻲ أوﺑﺮا »ﺗﻮﺳﻜﺎ« ﻣﻊ ﻧﺠﻤﲔ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻫــﻤــﺎ اﻟــﻔــﻨــﺎﻧــﺔ اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﲔ أوﺑـﻮﻻﻳـﺲ وﻓﻴﺘﻮرﻳﻮ ﻏﺮﻳﻐﻮﻟﻮ. أﻋﺘﺮف أن ﻣﺸﺎرﻛﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن أﺑـــﻮﻇـــﺒـــﻲ ﺳــﺘــﺒــﻘــﻰ ﻣـــﺤـــﻔـــﻮرة ﻓـﻲ ذاﻛﺮﺗﻲ اﻟﻔﻨﻴﺔ.
- اﻟﻐﺮﻳﺐ أن »ﺗﻮﺳﻜﺎ« ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ اﻹﻗـــﺒـــﺎل اﻟــــﺬي ﻟﻘﻴﺘﻪ أﻋـــﻤـــﺎل أﺧـــــﺮى ﻟــﺒــﻮﺗــﺸــﻴــﻨــﻲ. ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺪأت ﺗﺤﺼﺪ اﻟﻨﺠﺎح ﺗﻠﻮ اﻵﺧــﺮ، وﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟــﻰ ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﻠﻘﻰ اﻹﻋﺠﺎب ﻓﻲ ﻛﻞ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ.
- ﻟﺪي ﻋﺮض ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮردو اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﺄﻗﺪم أوﺑﺮا ﺗـﻮﺳـﻜـﺎ ﻓــﻲ روﻳـــﺎل أوﺑـــﺮا ﻫــﺎوس ﻓﻲ ﻟﻨﺪن. - ﻫــﺬا ﻣـﺮﺗـﺒـﻂ إﻟــﻰ ﺣــﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑـــﻤـــﺴـــﻴـــﺮة ﺗــــﻄــــﻮر ﺻــــﻮﺗــــﻲ ﻋــﺒــﺮ اﻟـﺴـﻨـﻮات. ﻓﻔﻲ ﺳـﻦ ٢١ اﻛﺘﺸﻔﺖ وأﺳــــﺮﺗــــﻲ ﻛـــﻴـــﻒ أﺻـــﺒـــﺢ ﺻــﻮﺗــﻲ ﺟـﻬـﻮرﻳــﴼ وﻗــﻮﻳــﴼ، وﻛـــﺎن ﻻ ﺑــﺪ ﻣﻦ اﺣــﺘــﻀــﺎﻧــﻪ وﺗــﻄــﻮﻳــﺮه ﻓــﻲ ﻓـﻀـﺎء ﻳﺆﻃﺮه، وﻗﺪ وﺟـﺪت ﻫﺬا اﻟﻔﻀﺎء ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷوﺑﺮا.
- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﺠﺮت ﻣﻮﻫﺒﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء، وﺑﺪأت أﻧﺎل اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺘـﻲ، ﺑـــﺪأ اﻟـﺠـﻤـﻴـﻊ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟـﻰ ﻣﻮﻫﺒﺘﻲ وﻳﻨﺼﺤﻨﻲ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻔﻦ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺎدﻳﻤﻲ، وﻋﺪم اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑـﺎﻟـﻬـﻮاﻳـﺔ، وﻣــﻦ ﻫﻨﺎ ﺑـــﺪأت أواﻇــﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎع ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻷوﺑﺮا. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت ﻟﻮﺳﻴﺎﻧﻮ ﺑﺎﻓﺎروﺗﻲ ﻷول ﻣــﺮة ﻛــﺎن ذﻟــﻚ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﺤﻮل ﺟﺬري ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﻔﻨﻴﺔ، وﺗﺄﻛﺪت ﻋﻨﺪﻫﺎ أن ﻫــﺬا ﻫــﻮ ﻣــﺎ أرﻳـــﺪه ﺣﻘﴼ. وﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟـﺪﻋـﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟــﺬي ﺣﻈﻴﺖ ﺑـﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف واﻟﺪي.
- ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻃـﺮﻳـﻘـﴼ ﺳــﻬــﻼ ﻋﻠﻰ اﻹﻃـﻼق. ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟــــﻔــــﻨــــﻮن ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﺳـــﻨـــﺘـــﻲ اﻷوﻟــــــﻰ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﳌﺼﺎﻋﺐ، وﻛﻨﺖ أﺷﺘﺎق إﻟــﻰ ﻋـﺎﳌـﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓـﻲ ﻣﺰرﻋﺘﻨﺎ ﺑـﻮﻳـﻠـﺰ. ﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ أدرك ﻓــﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أن ﻋﻠﻲ أن أﻧﻬﻲ دراﺳﺘﻲ ﺑﻨﺠﺎح. وﻗــﺪ ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣــﺮ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺠﺪ واﻻﺟﺘﻬﺎد ﻷﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﳌﺴﺎر اﻟﺼﺤﻴﺢ، وأﺑﺪأ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷدوار اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ.
- ﻣــــﺎ زﻟـــــﺖ إﻟـــــﻰ وﻗـــﺘـــﻨـــﺎ ﻫـــﺬا أﺗﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻳﻮم أﺷﻴﺎء ﺟﺪﻳﺪة، وﻣﺎ زﻟــﺖ أﺗﻠﻘﻰ دروﺳـــﴼ ﻓــﻲ ﻓــﻦ اﻷداء واﻹﻟﻘﺎء. اﳌﺴﻴﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ، وأﺷﻌﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا أﻧــﻨــﻲ ﻣــﺎ زﻟـــﺖ ﻃــﺎﻟــﺒــﴼ، ﻓــﺄﻧــﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن أﺧﻀﻊ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﳌﺨﺮﺟﲔ وﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻷن أي ﺧﻄﺄ ﻳـﺆﺛـﺮ ﺑـﺎﻟـﻀـﺮورة ﻋﻠﻰ أداء ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﻣﺘﻪ. ﺣﻘﴼ. راﺋﻌﺔ ﻓــﻲ ﻋــﻤــﺎن، وﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ
- أﻧﺎ ﻣﺘﻔﺎﺋﻞ ﺑﺎﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، وﻣﺎ أراه ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻫﻮ أن اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳــﻔــﻀــﻞ ﻫــــﺬا اﻟـــﻨـــﻮع ﻣـــﻦ اﻟــﻔــﻨــﻮن. ﺻﺤﻴﺢ أن اﻷذواق اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎن ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻴﻮم، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﻤــﻴــﻊ أن ﻳــﻘــﺒــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟﻔﻦ دون ﻏﻴﺮه. ﻟﻜﻨﻲ أﺗﻔﻖ ﻣﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﻛـﻮن ﺗﺬاﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮوض ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ، وﻫﺬه ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻄﺮح إﺷﻜﺎﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻬﻮر واﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻣﻦ اﻟﻔﻦ.
- أﻧــــﺎ ﻣــﺤــﻈــﻮظ ﻟـﻠـﻤـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم. أذﻛــﺮ أﻧــﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧـﺒـﺮﻧـﻲ وﻛﻴﻞ أﻋـــﻤـــﺎﻟـــﻲ ﺑـــﺎﻟـــﺪﻋـــﻮة ﻟــﻠــﻤــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓــــﻲ اﳌـــﻬـــﺮﺟـــﺎن ﺷـــﻌـــﺮت ﺑــﻔــﺮﺣــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة، وﻟـــﻢ أﺗــــﺮدد ﻓــﻲ اﳌـﻮاﻓـﻘـﺔ ﻓـــــــﻮرﴽ. وﻳــﻜــﻔــﻲ أن ﻧــﻠــﻘــﻲ ﻧــﻈــﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﻼﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻀﺎﻓﻬﺎ اﳌﻬﺮﺟﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷوﺑـﺮا أو ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻔﻨﻮن واﳌﺠﺎﻻت اﻷﺧﺮى، ﻟﻨﺪرك ﺣﺠﻢ اﻟـــﺠـــﻬـــﻮد اﻟـــﺠـــﺒـــﺎرة اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻘــﻮم ﺑــﻬــﺎ اﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﻮن ﻹﻧـــﺠـــﺎح ﻫــﺬا اﳌﻬﺮﺟﺎن.
أواﺋﻞ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، ﺟﺎء إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺮ ﻓــﻲ ﺟــﺮﻳــﺪة »اﻟـــﺜـــﻮرة« اﻟــﺒــﻐــﺪادﻳــﺔ رﺟــﻞ ﻣﻦ اﳌﻮﺻﻞ وﻣﻌﻪ اﺑﻨﺘﺎه: ﺟﻨﺔ وﻓـﺮح. ﻛﺎﻧﺘﺎ دون اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ، أﻋﻄﻰ اﻷب ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻗﺼﺒﺔ وﻣﺤﺒﺮة وﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﺤﺮرﻳﻦ أن ﻳﺘﻔﺮﺟﻮا. راﺣﺖ اﻟﻄﻔﻠﺘﺎن ﺗﺨﻄﺎن ﻋﺒﺎرات وأﺑﻴﺎت ﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟـﺨـﻄـﻮط اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﻳﺠﻴﺪﻫﺎ ﺳــﻮى اﳌﺘﻤﺮﺳﲔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ. ﻛﺎن اﺳﺘﻌﺮاﺿﴼ ﻋﺠﻴﺒﴼ وﻣﻔﺎﺟﺄة ﺟﻤﻴﻠﺔ. ﻓﺎﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﻌﻠﻤﺖ اﻟﺨﻂ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻌﻠﻢ اﻟـﻘـﺮاءة. وﺗﺠﻤﻊ اﻟــﺰﻣــﻼء ﻣـﻦ ﻛـﻞ اﻷﻗــﺴــﺎم ووﻗــﻒ ﺧﻄﺎﻃﻮ اﻟﺠﺮﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻷول. وﻟﻮ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺮى ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺒﻨﺘﺎن ﳌﺎ ﺻﺪق أﺣﺪﻧﺎ أن اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت ﻣﻦ إﺑﺪاع ﺗﻠﻚ اﻷﻧﺎﻣﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮة.
ﻧﺸﺮت اﻟﺠﺮﻳﺪة ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻮﺿﻮﻋﴼ ﻣﺼﻮرﴽ ﻋﻨﻬﻤﺎ وﺻﺎرت ﺟﻨﺔ وأﺧﺘﻬﺎ ﻓﺮح ﺣﺪﻳﺚ اﳌﺠﺎﻟﺲ. وﻛﻨﺖ أﺗﺎﺑﻊ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻤﺎ وﻫﻤﺎ ﺗﻜﺒﺮان وﺗﻜﺒﺮ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻣﻬﺎرﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻂ. ﻛﺎن واﻟﺪﻫﻤﺎ ﻋﺪﻧﺎن أﺣﻤﺪ ﻋﺰت ﻓﻨﺎﻧﴼ ﻣﻦ ﻋﺸﺎق اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ. اﺳﺘﻌﺎن ﺑﺼﺪﻳﻘﻪ اﻟﺨﻄﺎط اﳌﻮﺻﻠﻲ ﻳﻮﺳﻒ ذﻧﻮن ﻟﻜﻲ ﻳﺪرب اﻟﺒﻨﺘﲔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ذﻟﻚ اﻟﻔﻦ. إن ﺗﻘﺎﻟﻴﺪه اﳌــﺘــﻮارﺛــﺔ ﻣـﻨـﺬ ﻗـــﺮون ﺗﻘﻀﻲ ﺑــﺄن ﻳــﻜــﻮن اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻣﺘﺪرﺑﴼ ﻣﻄﻴﻌﴼ ﳌﻌﻠﻤﻪ، ﻳﻜﻦ ﻟﻪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ واﻹﺟﻼل، ذﻟﻚ أن اﳌﻌﻠﻢ ﻳﺴﺘﻮدع ﻟﺪى ﺗﻼﻣﻴﺬه أﺳﺮار ﺣﺮوف ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻬﺎ اﳌﺼﺎﺣﻒ.
ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ اﻷب ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ أﺧﺬ اﺑﻨﺘﻴﻪ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﺨﻄﺎط اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺣﺎﻣﺪ اﻷﻣﺪي. ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺔ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﺨﻂ اﻟﺜﻠﺚ وﺗﺒﺪع ﺑﻪ. وﻫﻲ ﻗﺪ أدﻫﺸﺖ اﻷﻣﺪي ﺑﺤﻴﺚ إﻧﻪ ﻣﻨﺤﻬﺎ اﻹﺟﺎزة وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ.
واﻹﺟــــــــﺎزة ﻣـــﻦ اﻟــﺨــﻄــﺎط اﻟـــﻌـــﻠـــﻢ ﻫـــﻲ ﺑـﻤـﺜـﺎﺑـﺔ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺷﻬﺎدة. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻀﻰ اﻷب ﻣـــﻊ ﺟــﻨــﺔ وﻓـــــﺮح إﻟــــﻰ اﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة ﻟــﻠــﻘــﺎء ﺷﻴﺦ اﻟﺨﻄﺎﻃﲔ اﻟﻌﺮب ﺳﻴﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ، اﻟﺬي اﻣﺘﺤﻨﻬﻤﺎ وأﻋﻄﺎﻫﻤﺎ إﺟﺎزة ﺛﺎﻧﻴﺔ.
ﻣﺮت اﻟﺴﻨﻮات وﺧﺮﺟﻨﺎ إﻟﻰ دروب اﻟﻬﺠﺮات. وﻋـﺮﻓـﺖ أن ﺟﻨﺔ ﻋـﺪﻧـﺎن ﻋــﺰت ﺗـﺰوﺟـﺖ وأﺻﺒﺤﺖ أﻣﴼ واﺳﺘﻘﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ أﺳﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا، ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. أﺻﺒﺤﺖ ﺧﻄﺎﻃﺔ وﻣﺼﻤﻤﺔ ﻣـﻌـﺮوﻓـﺔ ﺗﻘﻴﻢ اﳌــﻌــﺎرض وﺗﺠﻴﺪ اﻟـﺨـﻂ ﺑﺎﻟﻴﺪﻳﻦ، ﺑــﺎﳌــﻬــﺎرة ذاﺗــﻬــﺎ. ﺗـﺮﺳـﻢ ﻋــﺒــﺎرة ﺑـﺎﻟـﻴـﺪ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﲔ إﻟــﻰ اﻟـﻴـﺴـﺎر، ﺛــﻢ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻘﺼﺒﺔ إﻟــﻰ ﻳﺪﻫﺎ اﻟــﻴــﺴــﺮى وﺗــﺨــﻂ اﻟــﻌــﺒــﺎرة ذاﺗــﻬــﺎ ﻣــﻦ اﻟــﻴــﺴــﺎر إﻟـﻰ اﻟﻴﻤﲔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣـﻌـﻜـﻮس. ﻗـﺪﻣـﺖ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻟﺠﻴﺮاﻧﻬﺎ اﻷﺟﺎﻧﺐ واﻟﻌﺮب ﺻﻮرة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﺟﺎء ت ﻣﻨﻪ.
ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪث ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إذاﻋــﻲ وﺗـﺮوي ﻛﻴﻒ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎرة اﻟﺒﻌﻴﺪة أﻧﻮاﻋﴼ وأﺣﺠﺎﻣﴼ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺒﺎت اﻟﺨﻂ. ﻣﻦ ﻳﺪري، ﻓﻘﺪ ﻻ ﺗﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة اﻟﻌﻤﻞ ﻫﻨﺎك. ﻗﺎﻟﺖ إن ﻟﻜﻞ ﺧﻄﺎط ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺑـﺮي ﻗﺼﺒﺘﻪ. وذﻛـﺮت أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ اﻷﺣﺒﺎر واﻟــﻮرق اﻟـﺬي ﺗﺨﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮﺣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮارة واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ. وأﺳﻌﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ إﺻﺮارﻫﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺨﻄﺎﻃﺔ اﳌﻮﺻﻠﻴﺔ. وﻫﺬه ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺨﺼﻨﻲ.
ﻳﺘﺮك اﳌﻬﻤﻮﻣﻮن ﺑﻼدﻫﻢ إﻟـﻰ ﺑـﻼد ﻳﻈﻨﻮﻧﻬﺎ أﻗﻞ ﻫﻤﻮﻣﴼ. ﻫﻴﻬﺎت.
ﻓــﻘــﺒــﻞ ﻳـــﻮﻣـــﲔ، ﻋــﻘــﺐ ﻣـــﺠـــﺰرة اﳌــﺴــﺠــﺪﻳــﻦ ﻓﻲ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا، رأﻳﺖ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺳﻴﺪة ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻻﺿﻄﺮاب، ﺗﺘﺤﺪث ﺑﻠﻐﺔ إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺟﻴﺪة وﺗﻘﻮل إن وﻟﺪﻫﺎ اﻟﺸﺎب ذﻫﺐ ﻟﻠﺼﻼة ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻨﻮر وﻻ ﺗﻌﺮف ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﴼ. إن ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻻ ﻳﺠﻴﺐ. وﻫﻲ ﺗﺒﺤﺚ ﻋـﻨـﻪ وﺗــﺴــﺄل اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ وﻻ أﺣـــﺪ ﻳـﻔـﻴـﺪﻫـﺎ ﺑــﺠــﻮاب. ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻬﺎ: اﻧـﺘـﻈـﺮي. وأﺿـﺎﻓـﺖ أن اﺳﻤﻬﺎ ﺟﻨﺔ واﺳﻢ وﻟﺪﻫﺎ ﺣﺴﻦ ﺣﺎزم اﻟﻌﻤﺮي. وﻫﻲ ﻗﺪ اﻧﺘﻈﺮت ﺑﺤﺮﻗﺔ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﻛﻞ واﻟﺪة. وأﻣﺲ، ﻋﻨﺪ اﻟﻈﻬﻴﺮة، ﻛﺘﺒﺖ ﺟـﻨـﺔ ﻋـﺪﻧـﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻓﻲ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«: »اﻟﺒﺸﺮى ﺑﺎﺳﺘﺸﻬﺎد وﻟﺪﻧﺎ ﺣﺴﲔ. ﻫﻨﻴﺌﴼ ﻟﻚ أﻳﻬﺎ اﻻﺑﻦ اﻟﺒﺎر. ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ وﺿﻮء وﻋﻠﻰ ﺳــﺠــﺎدة اﻟــﺼــﻼة ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺖ اﻟــﻠــﻪ. أﺑـﺸـﺮ ﻳــﺎ ﺿـﻨـﺎي، واﻟﺪاك راﺿﻴﺎن ﻋﻨﻚ«. ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻧﻔﺲ ﺑﺄي أرض ﺗﻤﻮت؟