بيان أممي يرصد ١٠٠ ألف اشتباه بالكوليرا في مناطق سيطرة حوثية
اتهامات للجماعة بالتسبب في انتشار المرض بعد انحساره
أظــهــرت مـعـلـومـات فــي بـيـان لمنظمة الـصـحـة الـعـالمـيـة أن وبــاء الكوليرا أدى إلى مقتل ١٦٦ يمنيا منذ بداية العام الحالي في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
وأوضحت المنظمة أنها سجلت نحو ٩٧ ألــف إصـابـة بـالإسـهـالات المــائــيــة الـــحـــادة المـسـبـبـة لـلـمـرض خلال الفترة نفسها، مشيرة إلى أن محافظة إب تصدرت المرتبة الأولى في عدد الحالات المصابة، بـ٣٣ حالة وفـاة، تليها ريمة بـ٢٦ حالة وفاة، ثـم ذمــار بـــ٢٠ حـالـة، وعـمـران بــ١٥ حالة وصنعاء بـ١٤ حالة.
وأشـــارت المنظمة إلــى ارتـفـاع معدلات الوفيات في أوساط النساء بــوفــاة ٨٦ حـالـة مــن أصـــل ٥٠٣٩٥ إصـــابـــة مـثـلـت مـــا نـسـبـتـه ٥٢ في المائة من إجمالي الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض.
وبينت أن كبار السن والأطفال الــفــئــات الــعــمــريــة الأكـــثـــر عـرضـة للوفاة تبعا للإصابة بالمرض.
وكــــانــــت مــــصــــادر طــبــيــة فـي صـــنـــعـــاء تـــحـــدثـــت إلــــــى »الــــشــــرق الأوسط« متهمة الجماعة الحوثية بالتسبب مجددا في عـودة موجة وباء الكوليرا إلى العاصمة اليمنية ومـــخـــتـــلـــف المــــنــــاطــــق الــخــاضــعــة لـلـجـمـاعـة بـسـبـب إهــمــال سلطات الجماعة ومساهمتها فـي تدمير شبكات الـصـرف الصحي وسرقة المعونات الطبية.
وذكــــــــــــــــرت مــــــــصــــــــادر طــبــيــة خـاضـعـة لـلـجـمـاعـة الـحـوثـيـة في صنعاء أنـه تـم تسجيل أكـثـر من ١٥ ألـف حـالـة مشتبه بإصابتها بــالــكــولــيــرا والإســــهــــالات المـائـيـة الـــحـــادة فــي صـنـعـاء مـنـذ بـدايـة الـسـنـة الـحـالـيـة، وأنـــه تــم الـتـأكـد مخبريا من إصابة أكثر من ٤ آلاف حالة بالمرض الوبائي.
وتــــتــــهــــم المـــــــصـــــــادر الــطــبــيــة الجماعة الحوثية بالمساهمة في عودة المرض من جديد بعد أن كانت جهود المنظمات الأممية والمجتمع الدولي أدت إلى القضاء عليه بعد أن كان تفشى في العامين الماضيين، وأصــــــــــاب نـــحـــو مـــلـــيـــون شـخـص وفـقـا لإحـصـاءات منظمة الصحة العالمية.
وبحسب المصادر أدت الإصابة بالمرض إلى وفاة ١٥ شخصا على الأقل، منذ بداية العام الحالي وسط حالة من الذعر في أوســاط سكان العاصمة الذين يقترب عددهم من ثلاثة ملايين نسمة.
ويتهم خبراء الإصحاح البيئي الجماعة الحوثية بتدمير شبكات الصرف الصحي في صنعاء وهو ما أسهم في طفح مياه المجاري إلى الشوارع الرئيسية مما تسبب في توفير بيئة مناسبة لتفشي الوباء.
وعـــــلـــــى الــــــرغــــــم مــــــن تـــوفـــيـــر المــنــظــمــات الــصــحــيــة لـلـمـحـالـيـل الطبية الـلازمـة لمعالجة المصابين فـــإن فــســاد المـيـلـيـشـيـات الـحـوثـيـة تسبب في بيع الكثير من الكميات - بـحـسـب مــصــادر طـبـيـة - وعــدم إتاحتها للاستخدام فـي المشافي والمراكز العمومية.
ويرجح الكثير من الناشطين الـيـمـنـيـين أن الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة ضالعة في تفشي المرض من جديد، لـجـهـة سـعـيـهـا لاسـتـثـمـار الـحـالـة الإنسانية والمتاجرة بها في أروقة المنظمات الدولية.
وكانت منظمة »اليونيسيف« تبنت مشاريع كثيرة فـي صنعاء وبـقـيـة مـنـاطـق سـيـطـرة الـجـمـاعـة الــحــوثــيــة لـتـنـقـيـة مـــيـــاه الــشــرب وتـوزيـع مــادة الـكـولـور على ملاك الآبـار وشاحنات نقل المياه وعلى المنازل للحد من الإصابة بالكوليرا.
وقـبـل أشــهــر، قــام مـسـؤولـون حـوثـيـون بـسـرقـة شـحـنـة ضخمة مـن مـادة الكلور كانت مخزنة في مقر مؤسسة مياه الريف في حي الـحـصـبـة وقـــامـــوا بـبـيـعـهـا لأحــد الــتــجــار بـمـبـلـغ ٤٠ مــلــيــون ريـــال (الدولار يساوي نحو ٥٥٠ ريالا).
ويؤكد الكثيرون ممن أصيب أقـاربـهـم بـالـعـدوى أنـهـم يـدفـعـون ثمن الأدويـة المقدمة لهم سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة على الرغم مما يقال إن هذه الأدوية تــقــدم مــجــانــا مـــن قــبــل المـنـظـمـات الدولية.
وذكــــر نــاشــطــون عـلـى مـواقـع الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي أنـهـم كـانـوا شــهــودا عـلـى رفــض المستشفيات الحكومية فـي صـنـعـاء لاستقبال الـحـالات المرضية الـتـي يتم نقلها إلـيـهـا بـذريـعـة عـــدم وجــــود أســرة خالية.
وأفــــاد الـنـاشـطـون بـــأن أســرة المـــريـــض تــضــطــر لـلـتـنـقـل بـــه مـن مستشفى إلى آخر، قبل أن ترضخ لـدفـع إتـــــاوات مـالـيـة لـقـبـولـهـم في أحدها، خاصة أن أغلب المستشفيات الخاضعة للجماعة يتم فيها حجز غــرف الــطــوارئ والــرقــود لجرحى الجماعة وأتباعها الطائفيين.