تركيا تسيّر دورية رابعة في المنطقة المنزوعة السلاح
ســـيّـــرت الــــقــــوات الــتــركــيــة الدورية الرابعة لها على حدود محافظة إدلــب َّبموجب اتفاق »سوتشي« المـوقـع مـع روسيا، في ١٧ سبتمبر (أيلول) الماضي، بــشــأن إقــامــة مـنـطـقـة مـنـزوعـة السلاح تفصل بين قوات النظام والمــعــارضــة فــي إدلـــــب، شـمـال غربي سوريا.
وقــــالــــت مــــصــــادر تــركــيــة، أمـس (الاثـنـين)، إنـه تـم تسيير الـــدوريـــة بــين نـقـطـتـي المـراقـبـة في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي والراشدين في الريف الغربي لحلب، وهما منطقتان مــحــاذيــتــان لـــحـــدود مـحـافـظـة إدلب.
وجاء تسيير هذه الدورية بـــعـــد يـــــوم واحـــــــد مــــن تـسـيـيـر الدورية الثالثة للجيش التركي فـــي المـنـطـقـة الــعــازلــة بـالـريـف الغربي لحماة وإدلب.
ويـــــــجـــــــري تـــســـيـــيـــر هـــــذه الــدوريــات، الـتـي يتزامن معها تـــســـيـــيـــر دوريـــــــــــــــــات روســـــيـــــة خـــارج إدلــــب، فــي الــوقــت الــذي يتواصل فيه القصف المدفعي والـصـاروخـي مـن جـانـب قـوات النظام على المناطق الواقعة في المنطقة منزوعة السلاح، المتفق عليها بين روسيا وتركيا.
وكـــانـــت دوريـــــــة عـسـكـريـة تركية قد دخلت إلى ريف إدلب، الجمعة الماضية، وهي الثانية من نوعها خلال أسبوع، لكنها لـم تكمل طـريـقـهـا إلــى المنطقة العازلة، دون وضوح الأسباب.
وبدأت تركيا، في ٨ مارس (آذار) الـــجـــاري، تـسـيـيـر أولــى دوريـاتـهـا فـي المنطقة منزوعة الـــســـلاح فـــي مــحــافــظــة إدلـــــب. وأشــــــار وزيـــــر الـــدفـــاع الـتـركـي خلوصي أكار، إلى أن الدوريات التركية والروسية في إدلب تعد خطوة مهمة لحفظ الاستقرار وضمان وقف النار.
وكـانـت تركيا قـد توصلت إلــى اتـفـاق مـع روســيــا، فـي ١٧ ســبــتــمــبــر المـــــاضـــــي، يـتـضـمـن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق ســـيـــطـــرة الـــنـــظـــام فـــــي إدلــــــب، وتــــــــحــــــــددت المــــنــــطــــقــــة بــعــمــق ١٥ كــيــلــومــتــراً فـــي إدلـــــب و٢٠ كيلومتراً في سهل الغاب بريف حماة الغربي، مع نزع الأسلحة الـثـقـيـلـة وإخـــــــراج الــجــمــاعــات المتشددة منها.
وســـــبـــــق اتــــــفــــــاق المــنــطــقــة مـنـزوعـة الـسـلاح بـين الـطـرفـين نشر الجيش التركي ١٢ نقطة مــراقــبــة، ضـمـن اتــفــاق منطقة خفض التصعيد في إدلب الذي تــم الــتــوصــل إلــيــه بــين روسـيـا وتركيا وإيران خلال محادثات آستانة. وتـوزعـت النقاط على خــطــوط الــتــمــاسّ بـــين الـنـظـام والمعارضة على حدود محافظة إدلــــــب مــــن الــــشــــرق والــجــنــوب والغرب.
وأعـلـنـت تـركـيـا، الأسـبـوع الماضي، أنها تواصل العمل مع روســيــا لإنــشــاء مـركـز تنسيق مــشــتــرك، حــــول الأوضــــــــاع فـي مـحـافـظـة إدلـــــب. وقــــال الــوزيــر خلوصي أكـار، في هذا الإطـار، إنـــه اتـفـق مــع نـظـيـره الـروسـي سيرغي شويغو، على تسيير دوريـات في إدلـب، لافتاً إلى أن الاتفاق الجديد سيجعل العمل في إدلب أوضح.
وكــــانــــت المــتــحــدثــة بــاســم وزارة الــدفــاع الـتـركـيـة، نـديـدة شـــبـــنـــام أكـــــطـــــوب، قــــد أعــلــنــت الثلاثاء الماضي، عن مباحثات تـــجـــري مــــع روســــيــــا لـتـسـيـيـر دوريات مشتركة، لمنع هجمات عــــنــــاصــــر »وحـــــــــــــــدات حـــمـــايـــة الـشـعـب« الـكـرديـة على الـقـوات الـتـركـيـة، انـطـلاقـاً مـن بـلـدة تل رفـعـت بـريـف حـلـب، الخاضعة لسيطرة تحالف »قوات سوريا الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة« الـــتـــي تـشـكـل الــــوحــــدات الـــكـــرديـــة عــمــادهــا، علماً بأن تركيا تعدها امتداداً لــ »حـزب العمال الكردستاني« الذي تصنفه منظمة إرهابية.
وشــددت المتحدثة على أن الجيش التركي سيواصل القيام بـــالـــرد الــــــلازم عــلــى الـهـجـمـات الـتـي مـصـدرهـا تـل رفـعـت، في إطـار »حـق الدفاع المشروع عن النفس .«
في سياق مــوازٍ، قـال وزير الـــداخـــلـــيـــة الـــتـــركـــي سـلـيـمـان
ّ صويلو إن تركيا وإيران نفذتا عملية مشتركة ضـد مسلحين من حزب العمال الكردستاني، أمس. وأضاف صويلو: »بدأنا تـنـفـيـذ عـمـلـيـة مـــع إيـــــران ضد حزب العمال الكردستاني على حدودنا الشرقية هذا الصباح (أمس) وسنعلن النتيجة.«
عــلــى صــعــيــد آخـــــر، أكـــدت مـــــــصـــــــادر تــــركــــيــــة اســــتــــمــــرار المشاورات بين أنقرة وواشنطن بشأن الانسحاب الأميركي من سوريا والمنطقة الأمنية شرق الفرات.
وجاء ذلك بعد أن أكد رئيس الأركــــــــان الأمـــيـــركـــي، جــوزيــف دانـفـورد، أن الجيش الأميركي يـواصـل التنسيق مـع الجانب الـتـركـي، وأن الـطـرفـين يعملان عـلـى إعـــداد خـطـط تضمن أمـن الحدود التركية مع سوريا.