Asharq Al-Awsat Saudi Edition

المبعوث الدولي يبحث في دمشق مع »معارضة الداخل« ملف المعتقلين

- دمشق ـ لندن: »الشرق الأوسط«

أجرى المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، في دمشق محادثات مع »هيئة التنسيق الوطنية« برئاسة حسن عبد العظيم، وذلك بعد لقائه وزير الخارجية وليد المعلم.

وأفاد بيان لـ »الهيئة« بأن اللقاء تناول »خطة العمل المستقبلية التي يــقــوم بــهــا بــيــدرسـ­ـن وفـــريـــ­ق عـمـلـه لتجاوز المعيقات التي تواجه العملية الـسـيـاسـ­يـة الـتـفـاوض­ـيـة«، فـيـمـا أكـد وفد »الهيئة«، على »متابعة التفاعل الإيجابي ضمن فريق هيئة التفاوض الـسـوريـة مــع المـبـعـوث الأمــمــي وفـق بـيـان جـنـيـف والـــقـــ­رارات والـبـيـان­ـات الدولية ذات الصلة خصوصاً القرار ٢٢٥٤ الـذي يعد خطة عمل متكاملة للعملية السياسية التفاوضية.«

وفي محور إجـراءات بناء الثقة، تم تأكيد »ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين والمخطوفين وبيان مصير المـفـقـود­يـن وفـــي مـقـدمـتـه­ـم الإخـــوة: رجـــاء الـنـاصـر وعـبـد الـعـزيـز الخير وإياس عياش وماهر الطحان الذين اعتُقلوا لأنهم طالبوا بضرورة الحل السياسي .«

وكـــــان المــعــلـ­ـم الــتــقــ­ى بــيــدرسـ­ـن، فـي ثـانـي زيـــارة لـه إلــى دمـشـق منذ تـعـيـيـنـ­ه، وبــحــثــ­ا الــحــل الـسـيـاسـ­ي لـــلـــنـ­ــزاع الـــــســ­ـــوري ومـــســـأ­لـــة لـجـنـة مناقشة الـدسـتـور، حسب مـا ذكـرت وكـــالـــ­ة الأنـــبــ­ـاء الــســوري­ــة الـرسـمـيـ­ة (سانا).

وجدد المعلم، خلال اللقاء، موقف بــلاده، فقال إن »العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سوريتين فـــقـــط، وإن الـــشـــع­ـــب الـــــســ­ـــوري هـو صـاحـب الـحـق الـحـصـري فـي تقرير مستقبل بــلاده،« حسب مـا جـاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من دمشق. وأكد المعلم أن »الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم من دون أي تدخل خارجي .«

ولفت بيدرسن من جهته، حسب وكالة »سانا«، إلى أنه »لن يألو جهداً من أجـل التوصل إلـى حل سياسي« للنزاع السوري المستمر منذ ٨ أعوام. كما أشار إلى »أهمية القيام بعدد من الخطوات، التي من شأنها المساعدة في تقدم العملية السياسية«، مشدداً على »أهمية أن تكون هـذه العملية بـقـيـادة ومـلـكـيـة سـوريـتـين لضمان تحقيق النجاح المنشود.«

ولــــفـــ­ـتــــت وكـــــــا­لـــــــة الـــصـــح­ـــافـــة الـفـرنـسـ­يـة إلــى أن بـيـدرسـن صــرّح أمــــــام الــصــحــ­افــيــين لـــــدى وصــولــه الأحد إلى مقر إقامته في أحد فنادق دمـشـق، بــأن مناقشاته فـي دمشق »ســتــتــم­ــحــور حــــول ســبــل تـطـبـيـق قــــرار مـجـلـس الأمــــن ٢٢٥٤،« وهــو خريطة طريق لإنهاء النزاع أعدت فـي عــام ٢٠١٥. ويــواجــه بـيـدرسـن، الــــدبــ­ــلــــومـ­ـــاســــي المــــخــ­ــضــــرم الـــــذي تسلم مهامه في السابع من يناير (كـــانـــو­ن الــثــانـ­ـي) خـلـفـاً لـسـتـيـفـ­ان دي ميستورا، مهمة صعبة تتمثل بــــإحـــ­ـيــــاء المـــــفـ­ــــاوضـــ­ــات فـــــي الأمـــــم المـتـحـدة، بـعـدمـا اصـطـدمـت جميع الجولات السابقة التي قادها سلفه بمطالب متناقضة من طرفي النزاع.

وتمحورت جهود دي ميستورا فـي الـعـام الأخـيـر على تشكيل لجنة دسـتـوريـة، اقترحتها الــدول الثلاث الضامنة لعملية السلام في آستانة، وهي روسيا وإيران حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.

وعمل دي ميستورا على تشكيل هذه اللجنة، التي يفترض أن تعمل عـلـى إعــــداد دســتــور جــديــد لـلـبـلاد، على أن تتشكل من ١٥٠ شخصاً: ٥٠ يختارهم الـنـظـام، و٥٠ للمعارضة، و٥٠ تــخــتــا­رهــم الأمـــــم المــتــحـ­ـدة مـن ممثلين للمجتمع المدني وخبراء، إلا أنه فشل في مساعيه.

وتــرفــض دمــشــق بـشـكـل خــاص اللائحة الأخيرة التي تختارها الأمم المتحدة.

وقــــبـــ­ـل دي مــــيــــ­ســــتــــ­ورا، تــولــى الــــجـــ­ـزائــــري الأخــــضـ­ـــر الإبــراهـ­ـيــمــي والأمين العام السابق للأمم المتحدة الــراحــل كـوفـي أنـــان مـهـمـة المـبـعـوث الدولي إلى سوريا، من دون أن تثمر جهودهما في تسوية النزاع.

ويتولى بيدرسن مهامه بعدما تــمــكــن­ــت الــــــقـ­ـــــوات الـــحـــك­ـــومـــيـ­ــة مـن استعادة السيطرة على أكثر من ٦٠ فـي المـائـة مـن مساحة الـبـلاد، حسب ما أشارت الوكالة الفرنسية.

 ??  ?? بيدرسن مع وفد »هيئة التنسيق« )هيئة التنسيق)
بيدرسن مع وفد »هيئة التنسيق« )هيئة التنسيق)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia