المبعوث الدولي يبحث في دمشق مع »معارضة الداخل« ملف المعتقلين
أجرى المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، في دمشق محادثات مع »هيئة التنسيق الوطنية« برئاسة حسن عبد العظيم، وذلك بعد لقائه وزير الخارجية وليد المعلم.
وأفاد بيان لـ »الهيئة« بأن اللقاء تناول »خطة العمل المستقبلية التي يــقــوم بــهــا بــيــدرســن وفـــريـــق عـمـلـه لتجاوز المعيقات التي تواجه العملية الـسـيـاسـيـة الـتـفـاوضـيـة«، فـيـمـا أكـد وفد »الهيئة«، على »متابعة التفاعل الإيجابي ضمن فريق هيئة التفاوض الـسـوريـة مــع المـبـعـوث الأمــمــي وفـق بـيـان جـنـيـف والـــقـــرارات والـبـيـانـات الدولية ذات الصلة خصوصاً القرار ٢٢٥٤ الـذي يعد خطة عمل متكاملة للعملية السياسية التفاوضية.«
وفي محور إجـراءات بناء الثقة، تم تأكيد »ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين والمخطوفين وبيان مصير المـفـقـوديـن وفـــي مـقـدمـتـهـم الإخـــوة: رجـــاء الـنـاصـر وعـبـد الـعـزيـز الخير وإياس عياش وماهر الطحان الذين اعتُقلوا لأنهم طالبوا بضرورة الحل السياسي .«
وكـــــان المــعــلــم الــتــقــى بــيــدرســن، فـي ثـانـي زيـــارة لـه إلــى دمـشـق منذ تـعـيـيـنـه، وبــحــثــا الــحــل الـسـيـاسـي لـــلـــنـــزاع الـــــســـــوري ومـــســـألـــة لـجـنـة مناقشة الـدسـتـور، حسب مـا ذكـرت وكـــالـــة الأنـــبـــاء الــســوريــة الـرسـمـيـة (سانا).
وجدد المعلم، خلال اللقاء، موقف بــلاده، فقال إن »العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سوريتين فـــقـــط، وإن الـــشـــعـــب الـــــســـــوري هـو صـاحـب الـحـق الـحـصـري فـي تقرير مستقبل بــلاده،« حسب مـا جـاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من دمشق. وأكد المعلم أن »الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم من دون أي تدخل خارجي .«
ولفت بيدرسن من جهته، حسب وكالة »سانا«، إلى أنه »لن يألو جهداً من أجـل التوصل إلـى حل سياسي« للنزاع السوري المستمر منذ ٨ أعوام. كما أشار إلى »أهمية القيام بعدد من الخطوات، التي من شأنها المساعدة في تقدم العملية السياسية«، مشدداً على »أهمية أن تكون هـذه العملية بـقـيـادة ومـلـكـيـة سـوريـتـين لضمان تحقيق النجاح المنشود.«
ولــــفــــتــــت وكـــــــالـــــــة الـــصـــحـــافـــة الـفـرنـسـيـة إلــى أن بـيـدرسـن صــرّح أمــــــام الــصــحــافــيــين لـــــدى وصــولــه الأحد إلى مقر إقامته في أحد فنادق دمـشـق، بــأن مناقشاته فـي دمشق »ســتــتــمــحــور حــــول ســبــل تـطـبـيـق قــــرار مـجـلـس الأمــــن ٢٢٥٤،« وهــو خريطة طريق لإنهاء النزاع أعدت فـي عــام ٢٠١٥. ويــواجــه بـيـدرسـن، الــــدبــــلــــومــــاســــي المــــخــــضــــرم الـــــذي تسلم مهامه في السابع من يناير (كـــانـــون الــثــانــي) خـلـفـاً لـسـتـيـفـان دي ميستورا، مهمة صعبة تتمثل بــــإحــــيــــاء المـــــفـــــاوضـــــات فـــــي الأمـــــم المـتـحـدة، بـعـدمـا اصـطـدمـت جميع الجولات السابقة التي قادها سلفه بمطالب متناقضة من طرفي النزاع.
وتمحورت جهود دي ميستورا فـي الـعـام الأخـيـر على تشكيل لجنة دسـتـوريـة، اقترحتها الــدول الثلاث الضامنة لعملية السلام في آستانة، وهي روسيا وإيران حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وعمل دي ميستورا على تشكيل هذه اللجنة، التي يفترض أن تعمل عـلـى إعــــداد دســتــور جــديــد لـلـبـلاد، على أن تتشكل من ١٥٠ شخصاً: ٥٠ يختارهم الـنـظـام، و٥٠ للمعارضة، و٥٠ تــخــتــارهــم الأمـــــم المــتــحــدة مـن ممثلين للمجتمع المدني وخبراء، إلا أنه فشل في مساعيه.
وتــرفــض دمــشــق بـشـكـل خــاص اللائحة الأخيرة التي تختارها الأمم المتحدة.
وقــــبــــل دي مــــيــــســــتــــورا، تــولــى الــــجــــزائــــري الأخــــضــــر الإبــراهــيــمــي والأمين العام السابق للأمم المتحدة الــراحــل كـوفـي أنـــان مـهـمـة المـبـعـوث الدولي إلى سوريا، من دون أن تثمر جهودهما في تسوية النزاع.
ويتولى بيدرسن مهامه بعدما تــمــكــنــت الــــــقــــــوات الـــحـــكـــومـــيـــة مـن استعادة السيطرة على أكثر من ٦٠ فـي المـائـة مـن مساحة الـبـلاد، حسب ما أشارت الوكالة الفرنسية.