Asharq Al-Awsat Saudi Edition

غوتيريش: أسلحة »حزب الله« تعرّض استقرار لبنان والمنطقة للخطر

أعرب عن قلق بالغ من الأنفاق وشحنات المعدات الحربية

- نيويورك: علي بردى

هيمن شبح أسلحة »حزب الله« على أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن تطبيق القرار ١٧٠١، إذ عبّر عن »قلق شديد« من أن يؤدي ذلك إلى تعريض »استقرار لبنان والمنطقة للخطر«. وفي إشارة ضمنية إلى إيران، طالب الدول الأعضاء بـ »القيام بواجباتها« لجهة عدم تزويد الكيانات والأفراد في لبنان بالسلاح والعتاد الحربي. وطالب الحكومة اللبنانية باتخاذ »كـــل الإجــــــ­راءات الــضــرور­يــة« لـنـزع أسلحة الميليشيات تطبيقاً لاتفاق الطائف والقرارات الدولية.

ورحـــب الأمـــين الــعــام للمنظمة الـدولـيـة فــي أحـــدث تـقـريـر لــه حـول تــنــفــي­ــذ الــــــقـ­ـــــرار ١٧٠١، بـتـشـكـيـ­ل الـــحـــك­ـــومـــة الــلــبــ­نــانــيــ­ة الـــجـــد­يـــدة، مهنئاً الرئيس سعد الحريري على »هــــذا الإنــــجـ­ـــاز«. ولاحــــظ انـضـمـام أربــع نـسـاء إلـى الـحـكـومـ­ة، مشجعاً الــســلــ­طــات الــلــبــ­نــانــيــ­ة عــلــى »بـــذل المزيد من الجهود لضمان المشاركة الكاملة والفاعلة للمرأة في السياسة اللبنانية«. واعتبر أنه »من المهم الآن أن يعالج مجلس الوزراء التحديات الأمـنـيـة والسياسية والاقـتـصـ­اديـة المــتــشـ­ـعــبــة الـــتـــي تــــواجــ­ــه لــبــنــا­ن«. وحـــــض خــصــوصــ­اً عــلــى »تــســريــ­ع وتيرة التقدم في تنفيذ الإصلاحات البنيوية والمـالـيـ­ة، ولا سيما التي جـــرى الــتــواف­ــق عـلـيـهـا فــي مـؤتـمـر سيدر (لدعم لبنان)، من أجل معالجة الوضع الاقتصادي المتردي«.

وطــالــب غـوتـيـريـ­ش الـحـكـومـ­ة الـــجـــد­يـــدة بـــــأن »تــمــتــث­ــل لـسـيـاسـة النأي بالنفس التي اعتمدها لبنان، انــســجــ­امــاً مــــع بـــيـــان بــعــبــد­ا لــعــام ،«٢٠١٢ وبـأن »تتوقف كـل الأطـراف الــلــبــ­نــانــيــ­ة وجـــمـــي­ـــع الــلــبــ­نــانــيــ­ين عــن الـــتـــو­رط فــي الــحــرب الــســوري­ــة وغيرها من النزاعات في المنطقة،« مندداً بـ »التحرك المزعوم للمقاتلين والمــــعـ­ـــدات الــحــربـ­ـيــة عــبــر الــحــدود اللبنانية - السورية.«

ودعـــا الـطـرفـين إلــى »مضاعفة جهودهما في اتجاه الامتثال التام للقرار ١٧٠١ مـن أجـل الحفاظ على مـرحـلـة الــهــدوء الـتـي ســـادت خـلال الــســنــ­وات الأخـــيــ­ـرة وتــوطــيـ­ـدهــا.« وشــدد على أن »الالــتــز­ام المتواصل من كل الأطراف بالقرار ١٧٠١ لا يزال مـهـمـاً لاسـتـقـرا­ر لـبـنـان والمـنـطـق­ـة،« لافـتـاً إلـــى أن »عـــدم الامــتــث­ــال يـزيـد خطر التوترات واحتمال التصعيد إلـــــى أعــــمـــ­ـال عــــدائــ­ــيــــة«. وعــــبَّــــر عـن »القلق الـبـالـغ« حـيـال وجــود أنفاق عبر الخط الأزرق، مشجعاً »القوات المسلحة اللبنانية« على »إجراء كل الـتـحـقـي­ـقـات الــلازمــ­ة عـلـى الـجـانـب الـــلـــب­ـــنـــانـ­ــي«، مــــن أجــــــل »الــتــأكـ­ـيــد أن الأنــــفـ­ـــاق لـــم تــعــد تــشــكــل خـطـراً أمـنـيـاً.« وكـذلـك عـبّـر عـن »القلق من الخطابات النارية مـن الطرفين في ما يتعلق بالوضع على طول الخط الأزرق، مما يزيد خطر حصول سوء حسابات وتصعيد إلى نزاع.«

وشــجــع الـطـرفـين »بــقــوة« على التوصل إلـى اتفاق على التقدم من أجـل »حـل نـقـاط الـخـلاف المـوجـودة على طـول الخط الأزرق«، مؤكداً أن »الأعمال الأحادية في هذه المناطق تـصـعّـد الـتـوتـرا­ت عـلـى طــول الخط الأزرق ويـــجـــب تــلافــيـ­ـهــا«، مـبـديـاً اســتــعــ­داد المــنــسـ­ـق الـــخـــا­ص لـلأمـم المتحدة في لبنان يان كوبيش، وقائد القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان »يونيفيل« الجنرال ستيفانو ديل كــول، لمـد يـد الـعـون فـي هـذا الإطــار. وإذ شدد على حرية تحرك عناصر »يونيفيل« فـي منطقة عملياتهم، عبّر عن »القلق لأن القوة الموقتة لم تتمكن من الوصول إلى أماكن شمال الخط الأزرق فيما يتصل باكتشاف أنفاق جنوب الخط الأزرق«، فضلاً عن »القلق أيضاً لأن نتائج تحقيق القوات المسلحة اللبنانية في أحداق بلدة مجدل زون في ٤ أغسطس (آب) ٢٠١٨ تـخـتـلـف عــن نـتـائـج تحقيق (يونيفيل(«، فضلاً عن أن السلطات اللبنانية لـم تتخذ أي إجـــراء ضد المهاجمين. وجدد المطالبة بأن »تفي هذه السلطات بمسؤوليتها لضمان الـــتـــح­ـــرك غـــيـــر المـــعـــ­رقـــل لــعــنــا­صــر (يـونـيـفـي­ـل)، والمـحـاسـ­بـة الـتـامـة لمن يهاجمون حفظة السلام«.

وكــــذلــ­ــك عـــبّـــر كــبــيــر المــوظــف­ــين الــدولــي­ــين عــن »الــقــلــ­ق الــبــالـ­ـغ« من استمرار الطلعات الجوية للطيران الـــحـــر­بـــي الإســــرا­ئــــيــــ­لــــي، مــوضــحــ­اً أنـهـا »تـشـكـل انـتـهـاكـ­اً لـلـقـرار ١٧٠١ والـسـيـاد­ة الـلـبـنـا­نـيـة«. وكـذلـك هي الحال بالنسبة إلى استمرار احتلال الـــشـــط­ـــر الـــشـــم­ـــالـــي لـــبـــلـ­ــدة الــغــجــ­ر والمنطقة المحاذية لها شمال الخط الأزرق، مــنــدداً بـــ »كــل الانـتـهـا­كـات لــلــســي­ــادة الــلــبــ­نــانــيــ­ة«، ومــطــالـ­ـبــاً إسرائيل بوقفها. وإذ رحب بانخراط الجيش اللبناني مع »يونيفيل« في »تطوير استراتيجية انتقالية كي تتولى البحرية اللبنانية تدريجياً مـــــســـ­ــؤولـــــ­يـــــات المــــهــ­ــمــــة الـــبـــح­ـــريـــة لـ(يونيفيل(«، دعا إلى »إحراز تقدم سريع« في هذه العملية.

وكرر غوتيريش أن »الاعتراف الذاتي المتكرر بالاحتفاظ بأسلحة غير مرخصة خارج سيطرة الدولة من (حزب الله) وغيره من الجماعات المسلحة، في انتهاك للقرار ١٧٠١، يبعث على القلق الشديد ويعرّض للخطر استقرار لبنان والمنطقة«، مضيفاً أن »الادعـاءات عن نقليات أسلحة غير مرخصة إلى جماعات مسلحة غير تابعة للدولة في لبنان لا تـــزال أيـضـاً مـبـعـث قـلـق بـالـغ«. وأوضــح أن الأمـم المتحدة »ليست في وضـع يمكّنها من التحقق من هــذه الـتـقـاري­ـر بـصـورة مستقلة«، لكن »إذا ثبت ذلــك، فـإن النقليات تشكل انتهاكاً خطيراً للقرار ١٧٠١«، مطالباً الدول الأعضاء بأن »تقوم بـواجـبـات­ـهـا بـمـوجـب الـقـرار ١٧٠١ لمـنـع الـبـيـع أو الـتـزويـد بالأسلحة أو المعدات ذات الصلة بها لكيانات أو أفـراد في لبنان«. وكذلك حض الـحـكـومـ­ة اللبنانية عـلـى »اتـخـاذ كـل الإجـــراء­ات الـضـروريـ­ة لضمان التنفيذ الكامل للبنود ذات الصلة فــي اتــفــاقـ­ـات الــطــائـ­ـف والــقــرا­ريــن ١٥٥٩ و١٦٨٠، والــتــي تـطـلـب نـزع أسلحة كل الجماعات المسلحة في لبنان«.

 ??  ?? أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)
أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia