Asharq Al-Awsat Saudi Edition

التقارب بين الحريري وريفي يتعزز ويؤسس لتعاون سياسي وانتخابي

- بيروت: يوسف دياب

تـــــــعـ­ــــــود عـــــــلا­قـــــــة رئــــيـــ­ـس الــحــكــ­ومــة الــلــبــ­نــانــيــ­ة سـعـد الـــــحــ­ـــريـــــ­ري ووزيــــــ­ــــــر الــــعـــ­ـدل الــســابـ­ـق أشـــــرف ريـــفـــي، إلــى الــتــعــ­افــي ســريــعــ­اً، بــعــد لـقـاء المـــصـــ­الـــحـــة الـــــــذ­ي جـمـعـهـمـ­ا الأســـبــ­ـوع المـــاضــ­ـي فـــي مـنـزل رئــــيـــ­ـس الـــحـــك­ـــومـــة الأســـبــ­ـق فـــــــــ­ؤاد الــــســـ­ـنــــيـــ­ـورة، وأســـــس لـــــطـــ­ــي ثـــــــــ­ــلاث ســــــــن­ــــــــوا­ت مــن الـــخـــل­افـــات المــســتـ­ـحــكــمــ­ة، إذ بـدأت أطر التعاون السياسي والانــــت­ــــخــــا­بــــي تـــرتـــس­ـــم بــين الــرجــلـ­ـين، مــن خـــلال الــزيــار­ة التي قامت بها ديما جمالي

ّ مــرش ــحــة تـــيّـــار »المــســتـ­ـقــبــل« لـــلانـــ­تـــخـــاب­ـــات الـــفـــر­عـــيـــة فـي مدينة طرابلس (شمال لبنان) إلـى منزل ريفي، لشكره على دعمه لها في الانتخابات، بعد أن أبـطـل المجلس الـدسـتـور­ي عضويتها بـنـاء عـلـى الطعن

ّ الـذي تقدّم به مرشح جمعية »الأحباش« طه ناجي، المقرب مــــن »حـــــــزب الــــلـــ­ـه« والـــنـــ­ظـــام السوري.

وإذا كــــانـــ­ـت المــصــال­ــحــة بــــين الـــطـــر­فـــين ســـهّـــلـــت عـلـى »المستقبل« معركة إعادة ديما جمالي إلى معقدها النيابي، فإنها ستؤسس بالتأكيد إلى مرحلة من التعاطي الإيجابي بـيـنـهـمـ­ا فــي المـسـتـقـ­بـل، وفـق تعبير مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق عمّار حـــــوري الـــــذي أكــــد لـــ »الــشــرق الأوسـط«، أن »لقاء المصالحة الذي حصل في منزل الرئيس الــــســـ­ـنــــيـــ­ـورة، طـــــــوى مــرحــلــ­ة الـــخـــل­افـــات الــســابـ­ـقــة، وأعــــاد الـعـلاقـة كـمـا كـانـت عليه قبل اســتــقــ­الــة الــــوزيـ­ـــر ريـــفـــي مـن حكومة الرئيس تمام سلام«. وقــــــال: »لا شــــكّ أنــنــا دخـلـنـا مــرحــلــ­ة جــــديـــ­ـدة ومـخـتـلـف­ـة، بدليل أن العتاب بين الرئيس الــحــريـ­ـري والـــلـــ­واء ريــفــي عن فــــتــــ­رة الــــخـــ­ـلافــــات الــســابـ­ـقــة لــــم تــســتــغ­ــرق ســـــوى دقــائــق معدودة، والأمـور تتجه نحو التعاطي المبني على التفاهم والإيجابية والتعاون .«

وكــــــــ­ــــان الافــــــ­ـــتــــــ­ـــراق وقـــــع بـــين الـــحـــر­يـــري وريـــفـــ­ي عـلـى أثـــر إعـــلان الأخــيــر اسـتـقـالـ­تـه بــشــكــل مــفــاجــ­ئ مـــن حـكـومـة الـرئـيـس تـمـام ســـلام، فــي ٢١ فبراير (شباط) ٢٠١٦ من دون التنسيق مـع الـحـريـري الـذي ســمّــاه وزيــــراً لـلـعـدل فــي تلك الــحــكــ­ومــة، ووصـــــل الــخــلاف ذروتــــــ­ه بـــين الـــرجـــ­لـــين، خــلال الانـــتــ­ـخـــابـــ­ات الــبــلــ­ديــة الــتــي خـاضـهـا ريــفــي فــي طـرابـلـس بـمـواجـهـ­ة تـحـالـف الـحـريـري ورئـــيـــ­س الــحــكــ­ومــة الأســبــق نـــجـــيـ­ــب مــــيــــ­قــــاتـــ­ـي، وتــمــكــ­ن خــلالــهـ­ـا ريـــفـــي مـــن اكــتــســ­اح المقاعد البلدية بكاملها، لكنه أخفق في تكرار هذا الانتصار في الانتخابات النيابية.

ورأت مـصـادر مـقـرّبـة من ريـفـي أن زيـــارة ديـمـا جمالي »تـــــأتــ­ـــي كـــتـــرج­ـــمـــة طـبـيـعـيـ­ة للتفاهم والمصالحة الكبيرة مـع الـحـريـري، الـتـي تتخطى المقعد النيابي في طرابلس.« وأكدت لـ »الشرق الأوسط«، أن اللواء ريفي قام بخطوة كبيرة بــعــدم تــرشــحــ­ه لـلانـتـخـ­ابـات فـي طـرابـلـس، كـي لا تستفيد قــوى الـثـامـن مــن آذار مــن أي مواجهة انتخابية بين ريفي و»المــســتـ­ـقــبــل«، وهـــو (ريــفــي) طلب من أنصاره أن يشاركوا بـــكـــثـ­ــافـــة فـــــي الانــــتـ­ـــخــــاب­ــــات، ويـــــــأ­خـــــــذو­ا بـــعـــين الاعـــتــ­ـبـــار الظروف التي أملت المصالحة مع الحريري، وشدد على عدم التراخي كي لا يفوز مرشح ٨» آذار« في الانتخابات الفرعية.

وبـرز دور الوزير السابق رشــيــد دربــــاس كــعــرّاب لـهـذه المـــصـــ­الـــحـــة، بـــالـــت­ـــعـــاون مـع الـــرئـــ­يـــس فـــــــؤا­د الـــســـن­ـــيـــورة، حيث تـولّـى دور المنسّق قبل عشرة أيام من لقاء الحريري - ريفي، كما أمّن ظروف المواتية لزيارة المرشحة ديما جمالي لــلــواء ريـفـي ّوشــــارك فــي هـذا الــلــقــ­اء، وتـــوق ـــع دربــــــا­س فـي تصريح لــ »الـشـرق الأوســط،« أن »تـــؤســـس المــصــال­ــحــة إلــى تـــعـــاو­ن فـــي المــرحــل­ــة المـقـبـلـ­ة، لأن في ذلك مصلحة للجميع ولمدينة طرابلس خصوصاً،« مشيراً إلـى أن جالي »شكرت الـــلـــو­اء ريــفــي عــلــى مــبــادرت­ــه وعـزوفـه عن الترشح ضدها، بـيـنـمـا جــــدد ريـــفـــي الـتـأكـيـ­د بــأنــه لــن يـمـكّـن الآخـــريـ­ــن من الاصـطـيـا­د بـالمـاء الـعـكـرة، من خلال الانتخابات الفرعية في عاصمة الشمال .«

ولم يحدد الطرفان ما إذا كانت المصالحة أعـادت ريفي إلــــى الــعــبــ­اءة الــحــريـ­ـريــة، أو أسست لتفاهم سياسي لمرحلة ما بعد الانتخابات الفرعية، غـيـر أن المـــصـــ­ادر المــقــرب­ــة من ريــفــي أوضــحــت أن »صـفـحـة حـقـيـقـيـ­ة فـتـحـت مــع الـرئـيـس الــحــريـ­ـري بــــدأت بـالـصـراح­ـة والــتــنـ­ـاغــم، وأزالـــــ­ــت رواســــب الخلافات التي استمرت لثلاث سـنـوات.« ولفتت إلـى أنـه »لم يكن هناك خلاف على الأهداف الاستراتيج­ية، بل على مقاربة كـلّ منهما للوصول إلـى هذه الأهــــــ­ـداف«. وذكـــــرت المــصــاد­ر نــفــســه­ــا بـــــــأن ريــــفـــ­ـي »لــيــس منخرطاً في تيار (المستقبل) تنظيمياً، لكنه ابن الحريرية الـسـيـاسـ­يـة، ومــا يـجـمـعـه مع سـعـد الــحــريـ­ـري أكــبــر بكثير مـمـا يـفـرقـهـم­ـا، وإذا كـــان من تمايز بينهما فسيكون تمايزاً منظماً، والمـرحـلـ­ة المقبلة هي مرحلة تعاون وتناغم.«

 ??  ?? ريفي مستقبلاً جمالي والوزير السابق درباس
ريفي مستقبلاً جمالي والوزير السابق درباس

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia