نتنياهو يرد على عملية »إرئيل« بإعلان بناء جديد في المستوطنة
ّ منفذ الهجوم من مؤيدي عباس لكن »فتح« لا تتبناه
ســــــعــــــت إســــــــرائــــــــيــــــــل فـــي عملية مـطـاردة منفذ الهجوم المتدرج الذي وقع، الأحد، قرب مستوطنة إرئيل شمال الضفة الغربية، فأغلقت مداخل قرى في شمال الضفة، ونشطت في داخـلـهـا وصـــادرت تسجيلات وأطلقت مناطيد مراقبة، قبل أن تعتقل جميع أفـراد عائلته وأصدقائه في محاولة لتعقب مكانه.
وأعـــــلـــــنـــــت إســــــرائــــــيــــــل أن مـنـفـذ الـعـمـلـيـة هـــو عــمــر أبــو لــيــلــى، الــبــالــغ مـــن الــعــمــر ١٩ عـامـاً، وتـمـكـن مـن الــفــرار رغـم إصــــابــــتــــه بـــعـــيـــار نـــــــــاري فـي الكتف بعد تنفيذ عمليته ضد جـنـود ومـسـتـوطـنـين. ولاحــق الجيش أبو ليلى في عدة قرى فـلـسـطـيـنـيـة قــريــبــة مــن مـكـان تنفيذ العملية شمال الضفة، واقــــتــــحــــم عــــــــدداً مـــــن المــــنــــازل والمـــحـــال الــتــجــاريــة، واعـتـقـل والد ووالدة وشقيق وأصدقاء المنفذ وأخضعوهم للتحقيق.
وقــــال الـجـيـش إنـــه اعـتـقـل عـائـلـة عـمـر أبـــو لـيـلـى (والـــده ووالـــدتـــه وشـقـيـقـه) مــن بـلـدة الــزاويــة فـي سلفيت، كـمـا قـام بــإجــراء مـسـح هـنـدسـي لمنزله بغرض هدمه لاحـقـاً، كما أمر رئــيــس الــــــــوزراء الإســرائــيــلــي بنيامين نتنياهو.
وقـال نتنياهو، أمـس، في أثــنــاء زيـــارتـــه مــســرح عملية »إرئــــيــــل«: »نــحــن نستخلص كــل الـعـبـر مــن هـــذه الـعـمـلـيـة. الــشــابــاك يــعــرف هــويــة المنفذ ومــــــكــــــان إقـــــامـــــتـــــه ونـــلاحـــقـــه بـشـكـل حــثــيــث... لـقـد أعطيت كذلك تعليمات لتدمير منزل عائلته .«
وأضـــــــــــــــــاف: »هـــــــــــــــؤلاء لــن يـقـتـلـعـونـا مــن هـنـا والـعـكـس سيحدث. غداً سنبدأ في بناء ٨٤٠ وحـــــدة سـكـنـيـة فـــي حـي جــديــد هــنــا (فــــي إشــــــارة إلــى مستوطنة إرئيل .«(
وكان أبو ليلى طعن جندياً إســرائــيــلــيــاً قــــرب مـسـتـوطـنـة إرئـــيـــل بــالــســكــين، ثـــم خـطـف سـلاحـه وقـتـلـه، قبل أن يطلق الـنـار عـلـى حـاخـام إسرائيلي
ُ قــريــب أعــلــن عــن مـقـتـلـه أمـس متأثراً بجراحه، ثم قاد سيارة لمسافة من الوقت وشن هجوماً ثالثاً على مفرق طرق فأصاب آخرين.
ُ وأعلن في إسرائيل، أمس، عـــن مــقــتــل الـــحـــاخـــام أحـعـيـد إتـيـنـغـر (٤٧ عــامــاً) الـــذي كـان يــســكــن فــــي إرئــــيــــل. وأعــلــنــت مـــتـــحـــدثـــة بــــاســــم مـسـتـشـفـى »بـيـلـيـنـسـون« قـــرب تــل أبـيـب وفاة الحاخام الذي كان مديراً لمعهد ديني في المدينة. وكتب نتنياهو على »تويتر«: »شعب إسرائيل في حـداد على مقتل الحاخام أحعيد إتينغر«.
وأثـارت مطاردة أبـو ليلى الكثير من الإربـاك في وسائل الإعلام الإسرائيلي، أمس، بعد إعلان اعتقاله ثم نفي ذلك.
وتــــــــركــــــــز عـــــمـــــل الــــــقــــــوات الإسرائيلية، أمس، في قريتي الــــزاويــــة الـــتـــي يــنــحــدر مـنـهـا أبــو ليلى وبـرقـين الـتـي يقول الجيش إنه فر إليها بعد تنفيذ عمليته.
وتـــــــحـــــــاصـــــــر إســــــرائــــــيــــــل القريتين إلـى جانب مجموعة مـــن الـــقـــرى الــقــريــبــة، وتـمـنـع الحركة باتجاه هذه القرى أو مـنـهـا. وصــــرح نــاطــق بـلـسـان الـــجـــيـــش الإســــرائــــيــــلــــي بــأنــه »خــــلال الـلـيـلـة والـــيـــوم قـامـت قوات من الجيش الإسرائيلي، بـالـتـعـاون مــع عـنـاصـر جهاز الأمـــــــن (الـــــشـــــابـــــاك)، وحــــرس الـحـدود والشرطة، بنشاطات فــي المـنـطـقـة الــتــي تـمـت فيها العملية بحثاً عن منفذها«.
وأضاف الناطق العسكري أنـــه »فـــي إطــــار هـــذا الـنـشـاط، أجـــــــــرى عـــنـــاصـــر مـــــن وحـــــدة الــهــنــدســة الــتــابــعــة لـلـجـيـش الإســرائــيــلــي تـخـطـيـطـاً لمـنـزل مـــنـــفـــذ الـــعـــمـــلـــيـــة اســــتــــعــــداداً
ّ لإمــــكــــانــــيــــة هـــــدمـــــه، ونــــف ــــذت عـــمـــلـــيـــات تــفــتــيــش وفــحــص واســعــة الــنــطــاق عـنـد مـداخـل الـــــقـــــرى ومــــخــــارجــــهــــا. وفــــي الوقت نفسه، تتواصل الجهود العملياتية والاستخباراتية الواسعة لتحديد مكان منفذ العملية لإلقاء القبض عليه.«
وأبــو ليلى نـــادراً مـا نشر رســـائـــل ســيــاســيــة أو ديـنـيـة عبر صفحته على »فيسبوك«، لكنه بدا من مناصري الرئيس الفلسطيني مـحـمـود عـبـاس. ويــقــول نــاشــطــون فــي »فـتـح« إن الشاب ينتمي إلى الحركة. ونشر موقع الحركة الرسمي على »فيسبوك«، تغريدة لعمر أبو ليلى يبايع فيها الرئيس مـــحـــمـــود عـــــبـــــاس، ووصـــفـــت الحركة أبو ليلى بـ »الثائر«.
لـــــكـــــنّ »فـــــــتـــــــح« لـــــــم تـــتـــبنّ العملية بـشـكـل رســمـي، وهـو إجـــراء لـم تتبعه الـحـركـة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية التي انطلقت عـام ٢٠٠٠، ولـم تعلن إسرائيل إذا ما كـان أبـو ليلى تـحـرك بتعليمات مـن فصائل
ّ فـلـسـطـيـنـيـة أو نــفــذ عـمـلـيـتـه بشكل فـــردي، وهــو الاحـتـمـال الأكثر قوة.