Asharq Al-Awsat Saudi Edition

منصات التواصل... طريق اليمين المتطرف لنشر الكراهية

- القاهرة: وليد عبد الرحمن

قــــــالـ­ـــــت دراســــــ­ـــــــــة مـــــصـــ­ــريـــــة إن »منصات التواصل الاجتماعي هي الطريق الأول الذي يسلكه المتطرفون من اليمين المتشدد نحو نشر خطاب الـــكـــر­اهـــيـــة والإرهــــ­ــــــــــ­اب«. وبــرهــنـ­ـت الدراسة على ذلك بقيام »يوتيوب«، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بحظر ما يقارب ٧٠ في المائة من الفيديوهات التي تحرض على العنف، وذلك عقب رصـده عـدداً كبيراً مـن الفيديوهات التي أعيد نشرها أكثر من ١٠ مرات عـــبـــر حـــســـاب­ـــات مــخــتــل­ــفــة، والـــتـــ­ي تـحـرض عـلـى الـكـراهـي­ـة، وكـــذا قيام »تــويــتــ­ر« بــإغــلاق حــســابــ­ات تـابـعـة لليمين المتطرف في ديسمبر (كانون الأول) ٢٠١٧ تدعو للكراهية والعنف.

ويــــــــ­رى مــــراقــ­ــبــــون أن ظـــاهـــر­ة »الإســـلام­ـــوفـــوب­ـــيـــا« أصــبــحــ­ت أشــد ســـوءاً فــي أوروبـــــ­ا، حـيـث سُـجـل في بـريـطـانـ­يـا وحــدهــا خـــلال ٦ أشـهـر، مـــن يــنــايــ­ر (كـــانـــو­ن الــثــانـ­ـي) حـتـى يونيو (حـزيـران) من العام الماضي، ٦٠٨ حـــــــــ­ـوادث مـــرتـــب­ـــطـــة بــظــاهــ­رة »الإســلامـ­ـوفــوبــي­ــا«، مــن أصـــل ٦٨٥ حادثة مرتبطة بالعنصرية عموماً فـي بريطانيا، وتـلاحـظ أن ٢٠٧ من تلك الحوادث ارتكبت عبر الإنترنت، أي بنسبة ٣٤ في المائة من إجمالي هـــــذه الــــــحـ­ـــــوادث. ومــثــلــ­ت حـــــوادث »الإســـلام­ـــوفـــوب­ـــيـــا« المــرتــك­ــبــة عـبـر »تـويـتـر« ٥٩ فـي المـائـة مـن إجمالي الــــحـــ­ـوادث عــبــر مـــواقـــ­ع الإنــتــر­نــت، بـيـنـمـا انـقـسـمـت الـنـسـبـة المـتـبـقـ­يـة بين »فيسبوك« ومنصات التواصل الأخرى.

وقـــالـــ­ت الــــدراس­ــــة الــتــي أعــدهــا مـرصـد الإسـلامـو­فـوبـيـا الـتـابـع لـدار الإفتاء المصرية، أمـس، إن »الساحة الـكـبـرى لنشر خـطـابـات العنصرية والتمييز ضد المسلمين في الخارج هي صفحات التواصل الاجتماعي«، مــؤكــدة أنـهـا »خــطــابــ­ات لا تختلف فــــــي مـــضـــمـ­ــونـــهــ­ـا عــــــن تــــلــــ­ك الـــتـــي يصدرها تنظيم (داعـش) الإرهابي، والتنظيمات المـتـطـرف­ـة، وأن مـواقـع التواصل استدركت هذا الأمر أخيراً، وشــرع بعضها فـي حــذف المحتوى الــذي يحض على العنف والتمييز ضـد المـسـلـمـ­ين، مـن خــلال مجموعة مــن الأدوات الــتــي تـكـشـف عــن هـذا المحتوى، والشبكات التي تروج من خلاله .«

وأضــــافـ­ـــت الــــدراس­ــــة أنــــه »بـعـد حادث نيوزيلندا الإرهابي، وُجد أن مُـنـفـذ الــحــادث طـالـب متابعيه قبل أيــام مـن القيام بالعملية الإرهابية بنشر صفحة تتبع المتشددين على أكبر قدر ممكن عبر منصاتهم على (يوتيوب)، خصوصاً أنها تضم ٨٩ مـلـيـون مـتـابـع، وتـلاحـظ أنـهـا تقدم محتوى متطرفاً، ونشر عليها قبل الحادث عبارات معادية للمسلمين،« مـوضـحـة أن »هــنــاك أيــضــاً صفحة (المجتمع الأبيض)، التي ينتمي إليها منفذ حادث نيوزيلندا، وصفحة (٨ تشان)، التي أعلن فيها منفذ الحادث أنـه سـوف يظهر فـي بـث مباشر في أثناء تنفيذه للعملية الإرهابية.«

وفــــــي مــــايـــ­ـو (أيــــــــ­ـــار) المــــاضـ­ـــي، نــشــر فـيـلـيـب ديــويــنـ­ـتــر، وهــــو أحــد أعضاء حـزب »المصلحة الفلمنكي« الـبـلـجـي­ـكـي، المــنــتـ­ـمــي إلــــى تــيــارات اليمين المتطرف، أكثر من ٢٠ منشوراً عـــلـــى حـــســـاب­ـــه بـــمـــوق­ـــع الـــتـــو­اصـــل الاجـتـمـا­عـي، تـحـتـوي عـلـى عـبـارات معادية للإسلام.

وأكـــــدت الـــدراسـ­ــة المــصــري­ــة في هــــــذا الــــصـــ­ـدد أهـــمـــي­ـــة دور مـــواقـــ­ع الـتـواصـل الاجـتـمـا­عـي فــي معالجة مشكلة انـتـشـار وتــزايــد الـخـطـابـ­ات المعادية للمسلمين، التي تحض على العنف تجاههم، خصوصاً أن تلك الخطابات لا تختلف في مضمونها عــن خـطـابـات لـتـنـظـيـ­مـات إرهـابـيـة أخـرى، كــ »داعـش« وغيرها، مطالبة مواقع التواصل الاجتماعي بحذف أي عـبـارات وتعليقات تـحـض على الكراهية فور ظهورها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia