شي يستهل الخميس جولة أوروبية تشمل إيطاليا وموناكو وفرنسا
يـــــبـــــدأ الــــرئــــيــــس الـــصـــيـــنـــي شــي جينبينغ، هــذا الأســبــوع، جـولـة على إيطاليا، ومـونـاكـو، وفرنسا، وفـق ما أعلنت ّ وزارة الخارجية الصينية، أمس، مع ترقب انضمام روما بهذه المناسبة إلــى مـبـادرة »طــرق الـحـريـر الـجـديـدة« الصينية الـتـي تثير جــدلاً فـي أوروبــا الغربية.
وأفـــاد المـتـحـدث بـاسـم الـخـارجـيـة، لــو كــانــغ، فــي بــيــان، بــأن شــي سيقوم بجولته بين الخميس ٢١ والثلاثاء ٢٦ مارس (آذار)، من دون أن يحدد جدولاً زمـنـيـاً دقـيـقـاً لـلـزيـارات الـثـلاث أو لمـدة كــل مـنـهـا. ومــن المـرتـقـب أن يـتـم خـلال الزيارة إلى إيطاليا توقيع بروتوكول اتــفــاق بــين بـكـين ورومــــا بــشــأن »طــرق الحرير الجديدة«، لتصبح إيطاليا أول دولــة مـن مجموعة الـسـبـع تنضم إلـى هذا المشروع المعروف رسمياً بمبادرة »الحزام والطريق«، والرامي إلى إقامة مشاريع بنى تحتية ضخمة عبر العالم.
ويــهــدف مــشــروع »طــريــق الـحـريـر الــجــديــدة«، بـحـسـب بـكـين، إلــى تعزيز الـتـرابـط بـين آسـيـا وأوروبـــا وأفريقيا، ويــقــضــي بـتـمـويـل بــنــى تـحـتـيـة بـريـة وبحرية تضم طرقات وسكك حديدية ومـوانـئ، تزيد كلفتها الإجمالية على ألف مليار دولار.
وتثير هذه الخطة التي باشرتها الصين عام ٢٠١٣ انقساماً داخل أوروبا، مع انضمام بعض البلدان مثل اليونان وعـدد من دول أوروبـا الشرقية إليها، وإبداء بلدان أخرى مخاوف من أن تعزز الـنـفـوذ الـسـيـاسـي لـلـنـظـام الـشـيـوعـي غـــربـــاً، كــمــا ذكـــــرت وكـــالـــة الـصـحـافـة الفرنسية.
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل مـــاكـــرون الأســـبـــوع المـــاضـــي، أن على الأوروبـــيـــين اتّــبــاع »مــقــاربــة منسقة« حيال الصين.
وبـعـد رومــا، يـقـوم شـي جينبينغ بـزيـارة رسمية إلـى مـونـاكـو، ستكون الأولــى لرئيس صيني فـي الحكم إلى الإمــــارة الـبـالـغ عــدد سـكـانـهـا ٣٧ ألـف نسمة. وكان شي استقبل الأمير ألبير الثاني في سبتمبر (أيلول) ببكين.
وتحتفل فرنسا والصين هذه السنة بالذكرى الخامسة والخمسين لإقامة الـعـلاقـات الـدبـلـومـاسـيـة بينهما، في وقت تبدي الحكومة الفرنسية مخاوف حـيـال »المــخــاطــر« المـتـأتـيـة عــن حصة شـركـة »هـــــواوي« الـصـيـنـيـة الـعـمـلاقـة فــــي نــشــر شــبــكــات الــجــيــل الــخــامــس للاتصالات (جي٥ .(
عـــلـــى صــعــيــد مــنــفــصــل، دافـــعـــت الـصـين، أمــس، عـن سياستها الأمنية المثيرة للجدل في منطقة شينجيانغ (شمال غرب) التي شهدت في السابق اعتداءات دامية، مؤكدة أن نحو ١٣ ألف »إرهـابـي« اعتقلوا منذ ٢٠١٤، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتتعرض بكين لمزيد من الانتقادات على الصعيد الـدولـي بسبب برنامج الاعتقال الـذي يطبق في هـذه المنطقة الاسـتـراتـيـجـيـة الـواسـعـة، الـقـريـبـة من باكستان وأفغانستان. ويسود الاعتقاد بأن نحو مليون من الأويغور وعناصر إثنيات مسلمة أخرى معتقلون فيها في معسكرات لـ »إعادة التأهيل «، كما يقول خــبــراء نـقـلـت الأمـــم المـتـحـدة أقـوالـهـم. وكانت الصين نفت بـادئ الأمـر وجود هـذه المـراكـز، ثم أوضحت أنها »مراكز تأهيل« ضد التطرف.
وأكــــــدت الــحــكــومــة الـصـيـنـيـة فـي وثـيـقـة نـشـرت أمــس، أنـهـا »سـتـواصـل مـــن دون هــــــوادة وبــمــوجــب الــقــانــون ضـــرب أي سـلـوك يـدعـو إلـــى الإرهـــاب والــتــطــرف«، فــي حــين وُضــــع الـسـكـان المحليون فـي شينجيانغ تحت رقابة مشددة للشرطة.
وأضافت: إن هذه المنطقة هي منذ فترة طويلة جزء من الأراضي الصينية، لكن »قــوى إرهـابـيـة ومـتـطـرفـة« قامت فيها بأعمال انفصالية.
وكــانــت شـيـنـجـيـانـغ مـسـرحـاً في العقد الأخير لهجمات دامية استهدفت فــــي آن واحـــــــد مــدنــيــين والــســلــطــات، ونـسـبـتـهـا بـكـين إلـــى »انـفـصـالـيـين أو مـتـطـرفـين« مــن الأويـــغـــور، كـمـا ذكــرت الـوكـالـة الـفـرنـسـيـة. وتـابـعـت الوثيقة الحكومية : »منذ ٢٠١٤ قامت شينجيانغ بإبادة ١٥٨٨ مجموعة عنيفة، واعتقلت ١٢٩٩٥ إرهابياً، وصـادرت ٢٠٥٢ عبوة ناسفة، وعاقبت ٣٠٫٦٤٥ شخصاً مداناً فـي ٤٥٨٥ نشاطاً دينياً غير قانوني، وصـــــادرت ٣٤٥٫٢٢٩ نـسـخـة مــن مــواد دينية غير قانونية.«
وتؤكد بكين، أن الإجراءات الأمنية الـــصـــارمـــة الـــتـــي اســتــهــدفــت الــســكــان المحليين سمحت لشينجيانغ بحماية نـفـسـهـا مــن أي هــجــوم مـنـذ أكــثــر من عــامــين. وأدانـــــت مـنـظـمـة مــن المـنـفـيـين الأويــــغــــور فـــي ألمــانــيــا الــوثــيــقــة الـتـي نشرتها بكين، مـؤكـدة أن الـحـرب ضد الإرهــاب التي تقودها الصين »ذريعة سياسية لقمع الأويغور.«