كين وستيرلينغ وراشفورد يمنحون إنجلترا الثقة في تصفيات أمم أوروبا
المدرب ساوثغيت سعيد بتألق المهاجمين الثلاثة قبل مواجهة جمهورية التشيك والجبل الأسود
يبدو أن كرة القدم الإنجليزية تمر بمرحلة جيدة للغاية، حيث وصـــلـــت ٤ أنــــديــــة مــــن الـــــــدوري المـمـتـاز إلــى الـــدور ربــع النهائي لـــــــدوري أبـــطـــال أوروبـــــــــا لـلـمـرة الأولــى منذ عـام ٢٠٠٩. ورغـم أن العدد الفعلي للاعبين الإنجليز المــشــاركــين فــي هـــذا الــنــجــاح قد يكون صغيراً نسبياً، فإن الشيء الـجـيـد بـالـنـسـبـة لـلـمـديـر الفني لـلـمـنـتـخـب الإنــجــلــيــزي، غـاريـث ساوثغيت، عندما تقام المباريات الدولية بـدايـة مـن يـوم الجمعة، يتمثل في أنه يمكنه اختيار خط هـجـوم قــوي لـلـغـايـة يـتـمـنـاه أي مدير فني يسعى للوصول إلى كأس الأمم الأوروبية العام المقبل.
وبـــــــــات بــــإمــــكــــان المــنــتــخــب الإنجليزي أن يستعين بخدمات كل من نجم توتنهام هوتسبير هــــاري كـــين، وجــنــاح مانشستر سيتي رحيم ستيرلينغ، ومهاجم مـانـشـسـتـر يــونــايــتــد مــاركــوس راشفورد، أمام جمهورية التشيك عــلــى مــلــعــب ويــمــبــلــي، وخــــلال رحـلـة الـفـريـق إلـى مونتينيغرو لمواجهة منتخب الجبل الأسود. ومـن الـرائـع بالنسبة للمنتخب الإنـجـلـيـزي أن الـلاعـبـين الثلاثة يــقــدمــون مــســتــويــات رائــعــة مع أنديتهم في الوقت الحالي.
صـــحـــيـــح أن ســتــيــرلــيــنــغ وراشفورد يأتيان خلف كين من حيث إحراز الأهداف مع المنتخب الإنجليزي، لكن المستوى الرائع الذي يقدمه كل منهما في الوقت الحالي يشير إلى أنهما سيكونان إضـافـة قـويـة لـلـغـايـة للمنتخب الإنجليزي، الـذي يسعى للبناء على ما قدمه في نهائيات كأس العالم ٢٠١٨ بروسيا.
وقال ساوثغيت : »لدينا أكثر من ٣ مهاجمين، لكن ما يمكنني قـولـه عــن الـثـلاثـة لاعـبـين الـذيـن شـــاركـــوا فــي المــبــاريــات الـقـلـيـلـة المـــاضـــيـــة هــــو أنـــهـــم يـتـمـتـعـون بالعقلية نفسها. إنهم يريدون جـمـيـعـاً أن يــكــونــوا فـــي أفـضـل مستوى ممكن، وكلهم يشعرون بأنه يمكنهم أن يكونوا من بين الأفـضـل فـي الـعـالـم، وهــذا شيء رائع. إنه أمر مثير للغاية عندما يــكــون لــديــك ٣ مـهـاجـمـين بـهـذه الـــجـــودة، بــالإضــافــة إلـــى بـدائـل أخـــــــرى مـــثـــل جــيــســي لــيــنــغــارد وديلي إلي وجادون سانشو.«
وأضـــــاف: »هــنــاك مــزيــد من اللاعبين الذين يمكنني تسميتهم بالفعل. وعندما يجتمع الفريق مـــعـــاً، تـــكـــون الـــتـــدريـــبـــات قـويـة للغاية، بسبب المنافسة الشديدة بين اللاعبين، وهذا بالضبط ما نريده وما نحتاجه. إذا كنا نريد مـواصـلـة الـتـحـسـن والاسـتـمـرار فـي الـوصـول إلـى الأدوار نصف الـــنـــهـــائـــيـــة، وربــــمــــا الــنــهــائــيــة، فيتعين علينا أن نكون على قدر التوقعات. ولكي يمكننا القيام بـذلـك، فإننا بحاجة إلـى لاعبين قادرين على التطور والتحسن، ولا يكتفون بما حققوه.«
وفــــي الــحــقــيــقــة، يــعــد قـائـد الـفـريـق هــاري كـين هـو النموذج الذي يجب على الآخرين اتباعه، حتى إن كان رحيم ستيرلينغ قد شارك في مباريات دولية أكثر من كين بـ١٢ مباراة. ويعد ستيرلينغ هو ثاني أكثر اللاعبين خبرة في الفريق الحالي برصيد ٤٧ مباراة دولية، بفارق مباراة واحدة خلف جوردان هندرسون.
وقـــــد كـــــان وصـــــــول الــلاعــب الـبـالـغ مــن الـعـمـر ٢٤ عــامــاً إلـى مــا يــقــرب مــن ٥٠ مــبــاراة دولـيـة مـع المنتخب الإنجليزي بمثابة مــفــاجــأة بـالـنـسـبـة لـسـاوثـغـيـت نفسه، حيث قال: »إنه لأمر رائع أن يـــكـــون فـــي مــثــل هـــــذه الــســن ولـديـه هــذا الـعـدد مـن المـبـاريـات الـــدولـــيـــة. رحــيــم لا يـــــزال أمــامــه فرص كبيرة للتألق وهو يمتلك إمكانات هائلة، ولا أحـد يعرف إلى أي مدى سيصل به الأمر. لكن لـو واصـل اللعب بالقوة نفسها الـتـي يـلـعـب بـهـا مــع نــاديــه هـذا العام، فسيكون مستقبله مشرقاً للغاية .«
وأضــــــــاف: »لـــقـــد كـــــان جـــزءاً أساسياً من المنتخب الذي وصل إلى الـدور نصف النهائي لكأس العالم الماضي، وكان دائماً ضمن اخـتـيـاراتـنـا الأولــــى. إنـنـا نؤمن بأنه قد أسهم بشكل كبير فيما حققناه، وبالتالي فنحن نواصل الاعــــتــــمــــاد عـــلـــيـــه. كــــــان الـــشـــيء الوحيد الـذي ينقصه هو إحـراز الأهداف، وهو الأمر الذي تحقق في الخريف. أعتقد أن مباراتنا أمام إسبانيا كانت مهمة للغاية بالنسبة له، لأن إحراز هدفين في مباراة كبيرة يساعد بالطبع في زيادة ثقته في نفسه.«
وقد ارتفعت ثقة راشفورد في نفسه أيضاً بعد عودة مانشستر يونايتد إلى الطريق الصحيحة ومــشــاركــة الــلاعــب بـشـكـل أكـبـر فــي المــبــاريــات مـنـذ تـولـي المـديـر الـفـنـي الـنـرويـجـي أولـــي غـونـار سولسكاير قـيـادة الـفـريـق. لكن ساوثغيت يرى أن راشفورد كان يحقق تـقـدمـاً مـلـحـوظـاً عـلـى أي حال.
يقول ساوثغيت: »بالنسبة للاعب يبلغ من العمر ٢١ عاماً، أعتقد أن عدد الدقائق التي كان يلعبها مع ناديه كان جيداً حقاً. لم أكن أشعر بالقلق مطلقاً بشأنه. كنت أعلم أنه لم يكن دائماً الخيار الأول فــي مـانـشـسـتـر يـونـايـتـد، لــكــن إذا نـــظـــرت خـــــلال المــوســم وعدد المباريات الأوروبية أيضاً، ستجد أنه كان يحصل على عدد أكبر من الدقائق بالمقارنة بمعظم مـن هـم فـي سـنـه، وبـالـتـالـي كنا ســعــداء بـالـتـقـدم الــــذي يــحــرزه. ونشعر دائماً بأنه سيكون لاعباً مهماً بالنسبة لنا.«
ويــــضــــيــــف: »أتــــــذكــــــر أنــنــي عملت مع راشفورد في المنتخب الإنجليزي تحت ٢١ عـامـاً، ومن الـلـحـظـة الأولـــى كــان مـن السهل أن أدرك أنـنـي أتـعـامـل مـع لاعـب من الـطـراز الرفيع ولديه الرغبة فـي الـتـطـور المستمر والـوصـول إلى أفضل مستوى ممكن. لم أرَ أي شيء يجعلني أغير رأيي في ذلك، إذ إنني لم أرَ أي تقصير من جانبه .«
ويـــــمـــــكـــــن الــــــــقــــــــول إن كــين وسـتـيـرلـيـنـغ وراشــفــورد لديهم فرصة سانحة للتألق والتوهج مـــع المــنــتــخــب الإنــجــلــيــزي عـلـى الساحة الدولية هذا العام، سواء في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبــيــة ٢٠٢٠، أو الـــدور ربـع النهائي لدوري الأمم الأوروبية، الــــذي سـيـقـام فــي الــبــرتــغــال في يونيو (حـزيـران) المقبل. ويضم المـنـتـخـب الإنـجـلـيـزي مجموعة واعــــــدة مـــن الــلاعــبــين الــشــبــاب، وقد يكون مصدر القلق الوحيد هـو عــدم وجــود خـبـرة فـي مركز حراسة المرمى، لكن خط الهجوم القوي هو الـذي يعطي المنتخب الإنـجـلـيـزي الـثـقـة الــلازمــة، وهـو الأمـر الـذي يشعر بـه ساوثغيت على أي حال.
ويـــــــــقـــــــــول المـــــــــديـــــــــر الــــفــــنــــي للمنتخب الإنجليزي : »في بعض الأحيان تنظر إلى الدول الأخرى وما الذي تفعله، ثم يتعين عليك أن تـــحـــاول وتــنــظــر إلــــى فـريـقـك بالطريقة نفسها. عندما ننظر إلـــى الــخــيــارات المــتــاحــة أمـامـنـا فإننا نـقـول: حسناً، لـو كنت أنا من أقود فريقاً يلعب أمام إنجلترا كـنـت سـأشـعـر بـالـقـلـق مــن خط الهجوم على وجه التحديد.«