Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﺬﺑﺤﺔ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ

- ﺑﻮﻧﻜﺎج ﻣﻴﺸﺮا * * ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﺮغ«

أﺷــــﺎر اﳌــﺴــﻠــ­ﺢ اﻷﺳـــﺘـــ­ﺮاﻟـــﻲ اﳌـــﻮﻟـــ­ﺪ اﻟـــﺬي ﻗﺘﻞ ٠٥ ﺷﺨﺼﴼ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮاﻳﺴﺘﺸﻴﺮش ﻓـﻲ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا إﻟـﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »رﻣﺰ ﺗﺠﺪد ﻫﻮﻳﺔ، واﻟﻬﺪف اﳌﺸﺘﺮك ﻟﻠﺒﻴﺾ« ﻟﻴﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ أﻓﻜﺎره اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻮق اﻟﻌﺮق اﻷﺑﻴﺾ.

ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻧﺪد اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﳌﺬﺑﺤﺔ وﻗﺎل إﻧﻪ ﻳﺠﺮي ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻠﻮم إﻟﻴﻪ ﻇﻠﻤﴼ ﻋﻨﻬﺎ ﻓـﻲ إﺷـــﺎرة إﻟــﻰ وﺟـﻬـﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﺮى أﻧــﻪ ﻳﻤﻴﻞ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻟﺘﺄﺟﻴﺞ ﻣﺨﺎوف وﺟــــﻮدﻳـ­ـــﺔ ﻓـــﻲ ﻧـــﻔـــﻮس اﻟــﻜــﺜــ­ﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﻴــ­ﺾ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أرﺟـــﺎء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ. وﻗــﺪ ﺗـﺤـﺪث ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﳌﺬﺑﺤﺔ ﻋﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑــﺎﻋــﺘــ­ﺒــﺎرﻫــﻢ »ﻏــــــــﺰ­اة« واﻹﺳــــــ­ــﻼم ﺑــﺎﻋــﺘــ­ﺒــﺎره »ﻣﺸﻜﻠﺔ«.

وﻣــــﻊ ﻫــــﺬا ﻓــــﺈن اﳌـــﺴـــﺎ­رﻋـــﺔ إﻟــــﻰ ﺗــﻮﺟــﻴــ­ﻪ اﻟــﻠــﻮم ﻟﺘﺮﻣﺐ ﻋــﻦ ﺗﺄﺟﻴﺞ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺗﻐﻔﻞ اﻟــﻘــﻮة اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓــﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗـﻴـﺎر اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء داﺧــﻞ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ. داﺧـــﻞ ﻫـــﺬه اﳌـﺴـﺘـﻌـﻤ­ـﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺳـﻴـﻄـﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﻮن، واﻟـﺘـﻲ اﺗﺒﻌﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣـﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻗﺼﺮت اﻟﻬﺠﺮة إﻟــﻰ اﻟـﺒـﻼد ﻋﻠﻰ »اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻘﻂ« وﻗﻴﺪت ﻫﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﻷوروﺑﻴﲔ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺧـــﻼل اﻟــﻔــﺘــ­ﺮة ﻣــﻦ ١٠٩١ ﺣـﺘـﻰ أواﺧـــﺮ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت، ﻇـﻬـﺮت ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺗـﻘـﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة ﺗﻌﺮض اﻟﺒﻴﺾ ﻟﻠﺤﺼﺎر.

وﻗﺪ أﺷﺎر ﺗﺮﻣﺐ ﻧﻔﺴﻪ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٧١٠٢، ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻋﺘﺮف ﺑﺸﻌﻮره ﺑﺎﻹﻋﺠﺎب ﺗﺠﺎه اﻹﺟﺮاء اﻷﺳﺘﺮاﻟﻲ اﻟﻮﺣﺸﻲ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﺣﺘﺠﺎز اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓﻲ ﺟـــﺰر ﻧــﺎﺋــﻴــ­ﺔ. وﻗـــﺎل ﻓــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻣــﻊ ﻣﺎﻟﻜﻮﻟﻢ ﺗﻴﺮﻧﺒﻮل، رﺋﻴﺲ وزراء أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ: »ﻫﺬه ﻓﻜﺮة ﺟﻴﺪة، وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻫﻨﺎ أﻳﻀﴼ«. وأﺿﺎف: »أﻧﺘﻢ أﺳﻮأ ﻣﻨﻲ«.

وﻧﻈﺮﴽ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮن إﻟﻰ ﺟﻮار آﺳﻴﺎ، ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺷﻌﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺘﺮاﻟﻴﲔ اﻟﺒﻴﺾ ﺑــﺎﻟــﺨــ­ﻮف اﻟــﻌــﻨــ­ﺼــﺮي ﻣـــﻦ أن ﻳـﺘـﻐـﻠـﺐ أﺑــﻨــﺎء اﻟـﺒـﺸـﺮة اﻟـﺪاﻛـﻨـﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ أو ﻳﻔﻮﻗﻮﻫﻢ ﻋــﺪدﴽ، ﺧــﺎﺻــﺔ أن اﻟــﻌــﻮﳌـ­ـﺔ واﻟـــﻬـــ­ﺠـــﺮات اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـ­ﻴـﺔ ﺗﺴﺎرﻋﺖ وﺗﻴﺮﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ.

وﺣﻤﻠﺖ اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺳﻔﺎح ﻛــــﺮاﻳــ­ــﺴــــﺘــ­ــﺸــــﻴــ­ــﺮش ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺤﺮك اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ دواﻓـﻊ دﻓﺎع ﻋﻦ اﻟــﻨــﻔــ­ﺲ ﻋــﻨــﺼــﺮ­ﻳــﺔ، وأﺻـــــﺪا­ء ﻧــﺺ ﻛـﺘـﺒـﻪ ﻋــﻨــﺼــﺮ­ﻳــﻮن ﺑــﻴــﺾ ﻣﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ أرﺟـــــﺎء اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ ﻋـــﺎم ٣٩٨١ ﺑـﻌـﻨـﻮان »اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ: ﺗﻨﺒﺆات«.

ﺻــﺎغ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻳﺪﻋﻰ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻫﻨﺮي ﺑﻴﺮﺳﻮن، وﺗﺪﻋﻲ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ أن اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺒﻴﺾ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺧﻄﺮ أن »ﻳﺰاﺣﻤﻬﻢ وﻳﻀﺎﻳﻘﻬﻢ، ﺑــﻞ ورﺑــﻤــﺎ ﻳﺰﻳﺤﻬﻢ أﺑــﻨــﺎء اﻷﻋــــﺮاق اﻟــﺴــﻮدا­ء واﻟــﺼــﻔـ­ـﺮاء«. وأﺷــــﺎرت اﻟـﻮﺛـﻴـﻘـ­ﺔ إﻟــﻰ اﻟﺼﲔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺼﺪر ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺒﻴﺾ. وﺣﺚ ﺑﻴﺮﺳﻮن ﻗﺮاءه ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ »اﻟﺠﺰء اﻷﺧــــﻴــ­ــﺮ ﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﺎ­ﻟـــﻢ اﻟــــــﺬي ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟـــﻸﻋـــﺮ­اق اﻷﺳـﻤـﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ واﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﺑﺤﺮﻳﺔ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻀﺎرة أرﻗــﻰ«. وﻧﺎﻟﺖ أﻓﻜﺎره اﻫﺘﻤﺎم ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ أﺳﺘﺮاﻟﻴﲔ أﻗﺮوا ﺳﻴﺎﺳﺔ »أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ اﻟـﺒـﻴـﻀـﺎ­ء« ﻓــﻲ أﻋــﻘــﺎب ﻧـﺸـﺮ اﻟـﻮﺛـﻴـﻘـ­ﺔ ﺑﻔﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة، وﻛﺬﻟﻚ اﻫﺘﻤﺎم ﺑـﺎروﻧـﺎت إﻋﻼﻣﻴﲔ أﻣﺜﺎل ﻛﻴﺚ ﻣﺮدوخ )واﻟﺪ روﺑﺮت( واﻟﺬي ﺣﺮك اﻟﺼﺤﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ. وﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺗﺄﺛﻴﺮﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺗﻴﻮدور روزﻓﻠﺖ اﻟﺬي ﻛﺘﺐ إﻟﻰ ﺑﻴﺮﺳﻮن »ﻣﻦ ﺑﲔ ﺟﻤﻴﻊ رﺟﺎﻟﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ«. ﺑﻮادر ﻫﺠﺮة آﺳﻴﻮﻳﺔ«. وﻧﻈﺮﴽ ﳌﻌﺎﻳﻨﺘﻪ ﻗﺪرﴽ ﻣﺘﺰاﻳﺪﴽ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺮﻗﻲ اﻷﺑﻴﺾ، ﺗــﻮﻗــﻊ اﳌـﻔـﻜـﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻲ ﻣــﻦ أﺻـــﻮل أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ دﺑﻠﻴﻮ إي ﺑﻲ دو ﺑﻮا ﻓﻲ ﺧﻮف ﻋﺎم ٠١٩١ أن ﺗﺼﺒﺢ »ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﻂ اﻟﻠﻮن ـ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻷﻋﺮاق ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻠﻮن اﻟﺪاﻛﻦ ﺑﺎﻷﻋﺮاق ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻷﻟﻮان اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ«.

وﻋـــــﺎود­ت ﻫـــﺬه اﳌـﺸـﻜـﻠـﺔ اﻟــﻈــﻬــ­ﻮر اﻟــﻴــﻮم ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اﻹرﻫﺎب وﺻﻌﻮد اﻟﺼﲔ وﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟـــﻬـــﺠ­ـــﺮات اﻟــﺠــﻤــ­ﺎﻋــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺧــﻠــﻔــﻴ­ــﺔ ﺷــﻜــﻮك اﻗــﺘــﺼــ­ﺎدﻳــﺔ. إﻻ أن اﻟـــﺨـــﻮ­ف ﻣـــﻦ اﻻﻧـــﻘـــ­ﺮاض اﻟﻌﺮﻗﻲ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﺿـــــــــ­ـــــﺪ أﺻــــــــ­ــﺤـــــــ­ـــﺎب اﻟــــﺒـــ­ـﺸــــﺮة اﻟــــﺪاﻛـ­ـــﻨــــﺔ ﺳـــــــﺒـ­ــــــﻘـــ­ــــﺖ ﺗــــــﺮﻣـ­ـــــﺐ ﺑـــــﻜـــ­ــﺜـــــﻴـ­ــــﺮ، وﺟــــــــ­ـﺮى اﻟـــــﺘــ­ـــﻌـــــﺒ­ـــــﻴــــ­ـﺮ ﻋـــﻨـــﻬـ­ــﺎ ﻋــﻼﻧــﻴــ­ﺔ ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ أﻓــــــــ­ــــــــــ­ـﺮاد ﻣـــﺒـــﺠـ­ــﻠـــﲔ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء.

ﻋﺎم ٧٠٠٢، ﻗﺎل اﻟﺮواﺋﻲ ﻣﺎرﺗﻦ أﻣﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺟــﺮاﻫــﺎ ﻣﻌﻪ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻣــﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺗﺎﻳﻤﺰ أوف ﻟﻨﺪن« اﳌﻤﻠﻮﻛﺔ ﻟﺮوﺑﺮت ﻣﺮدوخ: »ﺛﻤﺔ رﻏﺒﺔ واﺿﺤﺔ ـ أﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻚ؟ أن ﺗﻘﻮل: )ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺗﺐ أوﺿﺎﻋﻪ(. أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻧﺎة؟ ﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ. اﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ـ ﺣﺘﻰ آﺧــﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ. ﺗﻘﻴﻴﺪ اﻟﺤﺮﻳﺎت. ﺗﻮﻗﻴﻒ وﺗﻔﺘﻴﺶ اﻷﺷﺨﺎص اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﻳــﺒــﺪو أﻧــﻬــﻢ ﻣـــﻦ اﻟـــﺸـــﺮ­ق اﻷوﺳـــــﻂ أو ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن«. وﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻻﻧـﺘـﻘـﺎدا­ت ادﻋـﻰ أﻣﻴﺲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﳌﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺮاءات، وإﻧﻤﺎ ﻓﻘﻂ »ﻳﺼﻒ رﻏﺒﺔ ﻣﻠﺤﺔ«.

وأﻋﺮب اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﻜﻨﺪي ﻣﺎرك ﺳﺘﺎﻳﻦ ﻋﺎم ٦٠٠٢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻟﻴﺴﺖ وﺣﺪﻫﺎ: ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ«، ﻋﻦ أﻣﻠﻪ ﻓــﻲ أن ﻳـــﺪرك اﻷوروﺑـــﻴ­ـــﻮن ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌــﻄــﺎف ﻣﺎ أدرﻛﻪ اﻟﺼﺮب ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﺿﺪ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ: »إذا ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ ﻋﺪوك ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﺳﻞ، ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺘﻠﻪ«. وﻗﺪ أﺑﺪى ﺳﺘﺎﻳﻦ اﺑﺘﻬﺎﺟﻪ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﺑﻔﻮز ﺗﺮﻣﺐ وﺷﺮح ﻻﺣﻘﺎ أﻧﻪ: »ﻛﻠﻤﺎ زاد ﺗﻨﻮﻋﻚ، ازداد ﻏﺒﺎؤك«. وﻗﺎل: »ﻻ ﻧــﺮﻳــﺪ أن ﻧــﺼــﺒــﺢ ﻓـــﻲ ﻋــﺎﻟــﻢ ﺗــﻨــﺰﻟــ­ﻖ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﺪر«.

وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﳌﺼﺎدﻓﺔ أن ﻳﻜﻮن أﻗﻮى داﻋﻢ ﻟﺘﺮﻣﺐ ﺑﺎرون إﻋﻼﻣﻲ وﻟﺪ وﺗﺮﻋﺮع ﻓﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮر اﻷﺳﺘﺮاﻟﻲ اﻟﺬي ﺷـــﺪد اﻟـــﻌـــﺎ­م اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺿـــــﺮورة »وﺿـــﻊ ﺣــﻞ ﻧـﻬـﺎﺋـﻲ« ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻓــﺮض ﺣﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻤﲔ وآﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ »اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ« اﺳــﺘــﻮﺣـ­ـﻰ اﻟـــﺠـــﺮ­أة ﻣــﻦ ﺛــﻘــﺎﻓــ­ﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــ­ﺔ ﺗـﺆﻣـﻦ ﺑﺘﻔﻮق اﻟﻌﺮق اﻷﺑﻴﺾ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ إﻋﻼم ﻣﺮدوخ.

وأﺧـﻴـﺮﴽ ﻓـﺈن إﻟﻘﺎء اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻣﺐ ﻋﻦ اﳌﺬاﺑﺢ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ أﻣﺮ ﺳﻬﻞ، ﻟﻜﻦ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟـــﻘـــﻀ­ـــﺎء ﻋـــﻠـــﻰ ﺧــــﻂ اﻟــــﻠـــ­ـﻮن ﻳـــﺠـــﺐ أن ﺗــﺒــﺪأ ﺑـــﺎﻻﻋـــ­ﺘـــﺮاف ﺑــﺎﻟــﻄــ­ﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ رﺳــــﻢ ﺑــﻬــﺎ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟـ٩١ ﻓﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ وﻛﻴﻒ ﻋﺎود اﻟﻈﻬﻮر ﻣﻊ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﻣﺮوﻋﺔ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ ﻋﺮﻗﻴﴼ اﻟﻴﻮم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia