ﻣﺎرﻳﺎ ﻏﺮاﺗﺰﻳﺎ ﻛﻴﻮري... ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ
»دﻳﻮر« ﲢﻂ ﰲ دﺑﻲ ﻟﺘﻘﺪم أول ﻋﺮض »ﻫﻮت ﻛﻮﺗﻮر« ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻛـــﺎن اﺧــﺘــﻴــﺎر ﻣــﺎرﻳــﺎ ﻏــﺮاﺗــﺰﻳــﺎ ﻛـــﻴـــﻮري ﻓـــﻲ ﻋـــــﺎم ٦١٠٢ ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﴼ ﺟــــﺪﴽ، ﻣـــﻦ ﺑـــﺎب أن اﻷوان آن ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮد اﻣـﺮأة دارﴽ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻮﺛﺔ واﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﻣﺼﻤﻤﲔ رﺟﺎل ﻗﺒﻠﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ أﺣﺪ أن ﺗﻜﻮن أﻓﻀﻞ اﺧـﺘـﻴـﺎر ﻟـﻬـﺬه اﻟـﻔـﺘـﺮة ﺗـﺤـﺪﻳـﺪﴽ؛ ﳌﺎ ﺗﺸﻬﺪه ﻣﻦ ﺛﻮرات ﻧﺴﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت. ﻣﺎرﻳﺎ ﻏﺮاﺗﺰﻳﺎ أﻋﻄﺖ ﺑﻨﺎت ﺟﻨﺴﻬﺎ ﺻﻮﺗﴼ ﻋﺎﻟﻴﴼ وراﻗﻴﴼ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﳌﻮﺿﺔ. اﻵن، ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﺛـﻨـﺎن ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ واﺣــﺪة ﻣـﻦ أﻗـﻮى اﻟــﻨــﺴــﺎء ﻓــﻲ ﺳــﺎﺣــﺔ اﳌـــﻮﺿـــﺔ. ﻣﻨﺬ أول ﻋـــﺮض ﻟـﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻟــــﺪار، ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﺎﺻﺮة اﳌﺮأة ﺷﺎﻏﻠﻬﺎ، واﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓـﻲ اﻷﻣــﺮ أن ﻫــﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻛــﺎن ﻋﻦ ﻗـــﻨـــﺎﻋـــﺔ، وﻳــﻌــﻜــﺲ ازدواﺟـــــﻴـــــﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ، ﺑـﺎﳌـﻌـﻨـﻰ اﻹﻳــﺠــﺎﺑــﻲ؛ ﻟﺠﻤﻌﻬﺎ اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻌﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ.
ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗـﻌـﺮف ﻣـﻨـﺬ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ أن »دﻳـﻮر« ﻣﺮادﻓﺔ ﻟﻠﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟـﻼﻓـﺖ أﻧـﻬـﺎ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ أي اﻧﻄﺒﺎع ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ روﻣــﺎﻧــﺴــﻴــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﳌـﺴـﺘـﻮى اﻟﺸﺨﺼﻲ. ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﳌﻔﻬﻮم اﻟﺬي رﺳﺨﺘﻪ ﻗــــﺼــــﺺ اﻷﻃــــــﻔــــــﺎل أو ﺗــﺼــﺎﻣــﻴــﻢ اﳌـــــــﺆﺳـــــــﺲ، ﻛـــﺮﻳـــﺴـــﺘـــﻴـــﺎن دﻳــــــــﻮر، ﺑــﺘــﻨــﻮراﺗــﻪ اﳌــﺴــﺘــﺪﻳــﺮة وﺧــﺼــﻮره اﳌــــﺸــــﺪودة، اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺸــﺪ اﻷﻧـــﻔـــﺎس، ﺑﺮﻗﺘﻬﺎ. أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻲ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻘﻮﻃﻲ. ﻓﻬﻲ ﺗﻤﻴﻞ إﻟﻰ ارﺗﺪاء أزﻳﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﻟﻮان داﻛﻨﺔ وﻣﺎﻛﻴﺎج ﻋﻴﻮن أﺳﻮد ﻳﻐﻄﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺠﻔﻦ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺐ رص ﻣﺠﻮﻫﺮات ﻣﺘﻌﺪدة ﺣـــــﻮل أﺻـــﺎﺑـــﻌـــﻬـــﺎ وﻋـــﻨـــﻘـــﻬـــﺎ. ﺑـﻌـﺪ ﺧﻤﺲ دﻗـﺎﺋـﻖ ﻣـﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﺎ، ﺗـﺘـﻀـﺢ اﻟـــﺼـــﻮرة أﻛــﺜــﺮ وﺗــﻔــﻬــﻢ أن ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻟﻸﻧﻮﺛﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣــﻦ ﺳـﺒـﻘـﻮﻫـﺎ ﻓــﻲ اﻟـــــﺪار. »ﻓـﺎﻟـﺰﻣـﻦ اﺧــﺘــﻠــﻒ، وﻧــﺤــﻦ ﻧــﻌــﻴــﺶ ﺗــﻐــﻴــﺮات ﻛﺜﻴﺮة ﻳﺠﺐ ﻣﻮاﻛﺒﺘﻬﺎ وﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﺟﻴﺪﴽ«، ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ.
ﻛـــﺎن اﻟــﻠــﻘــﺎء ﻓــﻲ دﺑـــﻲ، وﻛـﺎﻧـﺖ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ أول ﻋﺮض »ﻫﻮت ﻛﻮﺗﻴﺮ« ﺗﺸﻬﺪه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق. ﻓﻘﺪ أﺣﻀﺮت اﻟــﺪار اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﺗــﺸــﻜــﻴــﻠــﺘــﻬــﺎ اﻟـــﺘـــﻲ ﻋــﺮﺿــﺘــﻬــﺎ ﻓـﻲ ﺑــــﺎرﻳــــﺲ ﻣــــﺆﺧــــﺮﴽ وﻣـــﻌـــﻬـــﺎ ﺳــﻴــﺮك ﻛﺎﻣﻞ. واﺣﺘﺮاﻣﴼ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ أﺿﺎﻓﺖ ٥١ ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺼﺮﻳﺔ. ﺗﺒﺎدر ﺑﺎﻟﺸﺮح: »ﻣــﻬــﻢ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗــﺬﻫــﺐ إﻟـــﻰ أي ﺑﻠﺪ ﺗﻌﺮض ﻓﻴﻪ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺳﺒﻖ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻓــﻲ ﻣــﻜــﺎن آﺧـــﺮ، أن ﺗـﻀـﻴـﻒ ﺷﻴﺌﴼ ﺟــــــﺪﻳــــــﺪﴽ. ﻛـــــــﺎن ﺑـــــــــﻮدي أن ﺗـــﻜـــﻮن ﻛـــﻞ اﻟــﻘــﻄــﻊ ﺟـــﺪﻳـــﺪة ﻟــﻜــﻦ اﻟــــ )ﻫـــﻮت ﻛﻮﺗﻴﺮ( ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟــﺘــﻔــﺎﺻــﻴــﻞ اﻟــﺪﻗــﻴــﻘــﺔ، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ وﻗﺘﴼ ﻃﻮﻳﻼ«.
ﻣﺎ ﻳﺤﺴﺐ ﳌﺎرﻳﺎ ﻏﺮاﺗﺰﻳﺎ ﻓﻲ اﻟـــ٥١ ﻗﻄﻌﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ واﻟﺤﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺼﺖ ﺑﻬﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، أﻧـﻬـﺎ ﻟـﻢ ﺗﻘﻊ ﻓـﻲ ﻓـﺦ اﻟﻜﻠﻴﺸﻴﻬﺎت اﳌــﺮﺗــﺒــﻄــﺔ ﻓـــﻲ اﻷذﻫــــــﺎن ﻋـــﻦ ﻋـﺸـﻖ اﳌــــﺮأة اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺒـﺮﻳـﻖ. ﺻﺤﻴﺢ أﻧــﻬــﺎ أدﺧـــﻠـــﺖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﺧــﻴــﻮﻃــﴼ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ وﻃﻌﻤﺘﻬﺎ ﺑﺄﻟﻮان ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ، إﻻ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﺘﻄﻮرة ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣــــﻊ ﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ؛ ﻣــــﺎ أﻛــﺴــﺒــﻬــﺎ ﺧـﻔـﺔ ﺗﺘﺮاﻗﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻘﺎوة واﻟﺘﺮف.
»ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ دﺑﻲ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ اﻟﻠﻮن اﻟﺮﻣﺎدي ﻣﺜﻼ«، ﺗﻘﻮل ﻫـــــﺬا ﺛــــﻢ ﺗــﺘــﻮﻗــﻒ ﻟــﺘــﻀــﺤــﻚ وﻫــﻲ ﺗــﻨــﻈــﺮ إﻟــــﻰ ﺳـــﻤـــﺎء رﻣــــﺎدﻳــــﺔ. ﻓـﻬـﻲ ﻟــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﺗـﺘـﻮﻗـﻊ أن ﻳــﻜــﻮن اﻟﻄﻘﺲ ﻣﺘﻘﻠﺒﴼ ﻓﻲ دﺑﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﺑﺄﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ واﻟـﺮﻣـﺎل اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟــﺴــﺎﻃــﻌــﺔ. ﺛــﻢ ﺗـﺴـﺘـﻄـﺮد ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺪﴽ: »ﻫﺬا ﻳﺤﺪث ﻓﻲ أﺣﺴﻦ اﻷﺣــــــﻮال«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﺔ: »ﻛــﺬﻟــﻚ اﻷﻣــﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺮﺿﻨﺎ اﳌﻘﺒﻞ ﺑﻤﺮاﻛﺶ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﻓـﻜـﺮ ﻓـﻲ دﺑــﻲ أو ﻣﺮاﻛﺶ ﺗﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﺻﻮر ﺳﻤﺎء ﺻﺎﻓﻴﺔ وأﺟﻮاء ﻣﺘﻮﺳﻄﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﺣﺮﺻﺖ أﻻ أﻏﺮق ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳﻖ، ﺑﻤﺰﺟﻲ اﻟﺬﻫﺒﻲ واﻟﻔﻀﻲ ﺑﺄﻟﻮان أﺧـــﺮى ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣــﻦ ﺗﻮﻫﺠﻬﻤﺎ. أﻧﺎ أﻛﺮه اﻟﻜﻠﻴﺸﻴﻬﺎت، وﻻ أرﻳﺪ أن أذﻫﺐ إﻟﻰ أي ﺑﻠﺪ ﺑﺼﻮرة ﻧﻤﻄﻴﺔ. ﻓﺄﻫﻢ ﺷﻲء أﺿﻌﻪ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻲ وأﻧﺎ أﺻـﻤـﻢ أي ﻗﻄﻌﺔ أن أﺗــﺮﺟــﻢ رﻣــﻮز اﻟﺪار وإرﺛﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮام، وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻣـﺨـﺎﻃـﺒـﺔ اﻣــــﺮأة ﻋـﺼـﺮﻳـﺔ ﻋـﺎﳌـﻴـﺔ«. ﻣﺎرﻳﺎ ﻏﺮاﺗﺰﻳﺎ ﺗﻌﺮف ﺟﻴﺪﴽ أن ﻛﻞ ﺷـــﻲء ﺗـﻐـﻴـﺮ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﻴــﺎة، وﻫـــﻮ ﻣﺎ ﻳـﻨـﻌـﻜـﺲ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﻮﺿـــﺔ. ﻓــﻤــﺎ ﻛــﺎن ﻣﻨﺎﺳﺒﴼ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻨﺎﺳﺒﴼ اﻟﻴﻮم. »ﻓـﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺜﻼ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﺪم ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻟﻠﺮﺑﻴﻊ واﻟﺼﻴﻒ وأﺧﺮى ﻟﻠﺨﺮﻳﻒ واﻟﺸﺘﺎء، اﻵن ﻟﻢ ﻳــﻌــﺪ ﻫـــﺬا ﻣــﻤــﻜــﻨــﺎ. ﻓــﻘــﺪ ﻧــﻜــﻮن ﻓﻲ ﻓــﺼــﻞ اﻟـــﺸـــﺘـــﺎء ﻓــــﻲ ﺑــﻠــﺪ اﻹﻗــــﺎﻣــــﺔ، وﻧــﺴــﺎﻓــﺮ إﻟـــﻰ وﺟــﻬــﺔ ﺻـﻴـﻔـﻴـﺔ إﻣــﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ أو اﻻﺳﺘﺠﻤﺎم؛ ﻟﻬﺬا ﻻ ﺑﺪ ﻣـــﻦ ﺗــﻘــﺪﻳــﻢ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻠـﺔ ﺗــﺨــﺎﻃــﺐ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن وزﻣﺎن«.
ﺑـﻌـﺪ ذﻟـــﻚ، ﺗﺸﻴﺮ وﻫــﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﺎرﺿﺔ ﺗﻤﺸﻲ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻟﺘﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن اﻟﻔﺴﺘﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺳﻬﺎ، أﻧﻬﺎ ﺣﺮﺻﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ أن ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ. ﺗﻘﻮل ﻫــــﺬا وﻫــــﻲ ﺗــﻬــﺰ ﻛـﺘـﻔـﻴـﻬـﺎ ﺑـﺤـﺴـﺮة »ﻧﻌﻴﺶ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣــﺪاث اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺮ اﻟﻘﻠﺐ؛ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ أﻣﺲ اﻟــﺤــﺎﺟــﺔ إﻟـــﻰ ﺟــﺮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻔــﺎؤل ﺑــﺎﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ«. وﻫـــــﺬا ﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ ﻣـﺎ ﻳــﻌــﻨــﻴــﻪ اﻟـــﺴـــﻴـــﺮك ﻓــــﻲ ﻣــﺨــﻴــﻠــﺘــﻬــﺎ. ﻓﻔﻴﻪ ﺗﻠﻌﺐ اﻷزﻳـــﺎء دورﴽ أﺳﺎﺳﻴﴼ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، إﻟــﻰ ﺣــﺪ أﻧـﻬـﺎ ﺗﻌﻜﺲ اﻟـــﺪور اﻟــﺬي ﺳــﻴــﻠــﻌــﺒــﻪ ﻛــــﻞ واﺣــــــﺪ ﻳــﻌــﻤــﻞ ﻓــﻴــﻪ. »وﻫــــﺬا ﻣــﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ اﳌــﻮﺿــﺔ أﻳـﻀـﴼ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﳌﻮﺿﺔ أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، وﻧﻨﺴﻰ أﻧﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻓﻬﻲ ﻣــﺮآة ﻟﻠﻌﺼﺮ ﻛﻤﺎ أﻧـﻬـﺎ ﻣـﺮآة ﳌﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻨﺎ، وﻫﺬا ﻣﺎ أردت أن أرﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻨﺎ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ اﺧﺘﺮﻧﺎ ﻗﺒﻌﺎت اﻟــﻌــﺮض، ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﻔـﻜـﺮة أﻻ ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺮﻛﺰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻋﻠﻰ اﻷزﻳــﺎء. ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﻷزﻳﺎء واﳌﺎﻛﻴﺎج وﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻧﻌﺮف إن ﻛــﺎن اﳌـﻬـﺮج ﺳﻌﻴﺪﴽ أو ﺣﺰﻳﻨﴼ، ورﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻧﻌﺮف أﺑﺪﴽ اﻹﻧﺴﺎن ﺧﻠﻒ اﻟﻘﻨﺎع اﻟﺬي ﻳﻠﺒﺴﻪ«.
ﻛــﻠــﻤــﺎ ﺗـــﻄـــﻮر اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺚ ﻣـﻌـﻬـﺎ ﻳﺰﻳﺪ ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻌﻤﻘﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮي واﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻲ ﻋـﻠـﻰ ﺣــﺪ ﺳــــﻮاء. ﻓﻤﺎ ﻗـــــﺪ ﺗــــــــﺮاه ﻣــــﺠــــﺮد ﻓــــﻜــــﺮة ﺑــﺴــﻴــﻄــﺔ ﻟـــ»اﻟــﺘــﺤــﻠــﻴــﺔ« ﺗــﻜــﺘــﺸــﻒ أﻧــــﻪ ﻟﻴﺲ ﺑـــﻬـــﺬه اﻟــﺴــﻄــﺤــﻴــﺔ، وأﻧــــــﻪ ﻳــﺮﺗــﺒــﻂ إﻣـــﺎ ﺑــﺎﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ أو ﺑﺎﻟﺴﻴﻨﻤﺎ أو اﻟــــﻔــــﻦ. ﻓـــﺎﻟـــﺴـــﻴـــﺮك ﻟـﻴـﺲ ﻣﺠﺮد رﻣﺰ ﻣﻦ رﻣـﻮز اﻟـﺪار؛ ﻛــــــﻮن اﻟـــﺴـــﻴـــﺪ ﻛــﺮﻳــﺴــﺘــﻴــﺎن دﻳـــﻮر ﻋـﺸـﻘـﻪ وﺳــﺒــﻖ ﻟــﻪ أن ﺻـــﻤـــﻢ ﺑـــﻌـــﺾ أزﻳـــــﺎﺋـــــﻪ، ﺑـﻞ ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ أﻳــﻀــﺎ ﺑـﻔـﻴـﺪرﻳـﺮﻛـﻮ ﻓـﻴـﻠـﻠـﻨـﻲ وﻏـــﻴـــﺮه ﻣﻦ ﻋﺒﺄﻗﺮة اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻹﻳــــــــﻄــــــــﺎﻟــــــــﻴــــــــﺔ، ﻛــﻤــﺎ أﻧــــﻪ ﺗـﻘـﻠـﻴـﺪ ﻳــــــــــــــﺪﺧــــــــــــــﻞ ﻓــــــﻲ ﺻـــﻠـــﺐ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ اﻟــــــﻔــــــﺮﻧــــــﺴــــــﻴــــــﺔ. وﺗــــــﺸــــــﻴــــــﺮ إﻟــــــﻰ أن ﻓـــﻴـــﻠـــﻠـــﻴـــﻨـــﻲ ﻋــــــﻨــــــﺪﻣــــــﺎ ﻗــــــﺮر إﺧـــــﺮاج ﻓﻴﻠﻤﻪ ﻋـــﻦ اﳌــﻬــﺮﺟــﲔ واﻟــــــــﺴــــــــﻴــــــــﺮك ﺗــــــﻮﺟــــــﻪ إﻟـــــﻰ ﺑـــــــــــــــﺎرﻳـــــــــــــــﺲ ﻟﺪراﺳﺘﻪ ﻋﻦ ﻗــــــــــــﺮب. ﻫـــﻲ اﻷﺧﺮى ﺗﻠﻌﺐ ﻋـــﻠـــﻰ اﳌــﻈــﻬــﺮ اﻟـــــــــﺨـــــــــﺎرﺟـــــــــﻲ وﻣـــﺎ ﻳـﺨـﻔـﻴـﻪ ﻣﻦ اﻟــــــﺪاﺧــــــﻞ، ﺳــــﻮاء ﺗـــــــﻌـــــــﻠـــــــﻖ اﻷﻣــــــــــــﺮ ﺑــﺎﻷﺣــﺎﺳــﻴــﺲ أو اﻟــﺘــﻘــﻨــﻴــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺄﺧـﺬ ﻛـﻞ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر.
ﺑـــــــﺬﻛـــــــﺎﺋـــــــﻬـــــــﺎ وﺣﻨﻜﺘﻬﺎ، ﺗﻌﺮف ﻣـــــﺎرﻳـــــﺎ ﻏــــﺮاﺗــــﺰﻳــــﺎ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ أي أﺣــﺪ أن أول ﺻــــﻔــــﺔ ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑـ»دﻳﻮر« ﻫـــــﻲ اﻷﻧـــــــﻮﺛـــــــﺔ، إﻻ أﻧﻬﺎ وﺑﺼﻔﺘﻬﺎ أول اﻣــــــﺮأة ﺗــﺪﺧــﻞ اﻟــــﺪار ﻣﺼﻤﻤﺔ أزﻳﺎء ﺑﻌﺪ ﺳــــﺘــــﺔ ﻣــﺼــﻤــﻤــﲔ، ﺗـﻨـﻈـﺮ إﻟـــﻰ ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻧﻮﺛﺔ ﺑﻌﲔ اﻷﻧﺜﻰ. ﺗـــﻔـــﻬـــﻢ رﻗـــﺘـــﻬـــﺎ وﺗـــﻌـــﺮف ﻣﺪى ﻋﻤﻠﻴﺘﻬﺎ. ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻲ ﺑــﺄن اﳌـــﺮأة ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑـﻮﺟـﻮه ﻋــﺪة وﺗــﻮاﺟــﻪ ﺗـﺤـﺪﻳـﺎت ﻋــﺪة، ﻣـﺴـﺘـﺸـﻬـﺪة ﺑـﺘـﺠـﺮﺑـﺘـﻬـﺎ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﺑــﺼــﻔــﺘــﻬــﺎ اﻣــــــــﺮأة وزوﺟــــــــﺔ وأﻣــــــﴼ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻘﺖ اﻟﻌﺮض ﻣﻦ »دﻳﻮر«، ﻛﺎن اﻟﻘﺮار ﺻﻌﺒﴼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻬـﺎ. ﻓﻬﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺸﻖ اﻟــﺪفء اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﺗــﺆﻣــﻦ ﺑــﻪ. »ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓﻜﺮة ﺗـــﺮك اﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺔ واﻟــﺘــﻨــﻘــﻞ ﺑـــﲔ روﻣـــﺎ وﺑـﺎرﻳـﺲ ﺷﻴﺌﴼ ﻣﺮﻋﺒﴼ ﻟـﻲ ﻛﺎﻣﺮأة وﻛﺄم. ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻌﻮدت ﻋﻠﻰ روﺗﲔ ﻣﻌﲔ، وﻟﻢ أﻛﻦ أﺗﺼﻮر ﺗﺮك ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ وﺣــﻴــﺎﺗــﻲ اﻟـــﺪاﻓـــﺌـــﺔ ﻷﻋـــﻴـــﺶ ﺣــﻴــﺎة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻮدت ﻋﻠﻴﻪ«. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف أن ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻫﺎﺗﻪ ﺗﻌﻜﺲ ﺣــﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة، ﻣﻨﺬ أن ﺗﻐﻴﺮ دور اﳌـــــﺮأة ﻓـــﻲ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ إﺛـــﺮ دﺧـﻮﻟـﻬـﺎ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻤﻞ.
ﺑﻴﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺎﺟﺄت ﻣﻦ ردة ﻓﻌﻞ أﺳﺮﺗﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﴼ اﺑﻨﺘﻬﺎ واﺑﻨﻬﺎ. ردة ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣــــﺪى اﻟـــﻔـــﺮق ﺑـــﲔ اﻟــﺠــﻴــﻞ اﻟــﻘــﺪﻳــﻢ واﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ. ﻓﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﺎ أن ﺗﺘﺮدد ﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﺎه. »ﻛﺎن اﻟﻌﺮض ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮرﻫﻤﺎ راﺋﻌﴼ، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺮدد ﻓﻴﻪ. اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛــﻢ أن ﻫـــﺬا اﻟــﺠــﻴــﻞ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻋـﻨـﺎ. ﻓـﺒـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻛــﻨــﺖ ﺧــﺎﺋــﻔــﺔ ﻣـــﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﺤﻤﺴﲔ؛ ﻷن اﻷﻣﺮ ﻛﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﻣﺜﻴﺮة، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮض«. وﻣـــــــﻊ ذﻟـــــــــﻚ، ﺟـــﻌـــﻠـــﺘـــﻬـــﺎ ﻫــــﺬه اﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ وﻣـــــﺎ اﻋــﺘــﻤــﻞ ﺑــﺪاﺧــﻠــﻬــﺎ ﻣــﻦ ﺻــــﺮاع، ﺗﻔﻜﺮ ﻓــﻲ اﳌــﻼﻳــﲔ ﻣﻦ اﻟـــﻨـــﺴـــﺎء ﺣــــﻮل اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ. ﺑـﻌـﻀـﻬـﻦ ﻟﺴﻦ ﻣﺤﻈﻮﻇﺎت ﻣﺜﻠﻬﺎ. ﺗﻌﺘﺮف ﺑــﺄﻧــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﺟــﻴــﻞ ﻳــﺸــﻌــﺮ ﺑــﺎﻟــﺬﻧــﺐ واﻟـــﺘـــﻤـــﺰق ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﻳــﺘــﻌــﻠــﻖ اﻷﻣــــﺮ ﺑــﺎﻻﺧــﺘــﻴــﺎر ﺑــﲔ اﻷﺳــــﺮة واﻟــﻌــﻤــﻞ. »أﺗﺬﻛﺮ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺗﺮك أﻃﻔﺎﻟﻲ ﻷﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ، وذﻟﻚ اﻹﺣـــﺴـــﺎس اﻟـــﻘـــﻮي ﺑــﺎﻟــﺬﻧــﺐ، ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻪ ﻧﻈﺮة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ. ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺮى أن اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪأت أﻓﻬﻤﻪ وأﻗﺪر ﺗﻔﻜﻴﺮه، وأﺗﺴﺎءل ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﳌﺎذا ﺗﻠﻬﺚ اﳌﺮأة وراء ﺻﻮرة ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ أو ﻟﺘﺮﺿﻲ اﻵﺧــﺮ، وﻏﺎﻟﺒﴼ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ«. ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻫﺎﺗﻪ، ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﻬﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ راﻳﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟـﻨـﺴـﻮﻳـﺔ ﺑـﺘـﻄـﺮف ﻳـﺨـﺎﻃـﺐ اﻣــﺮأة ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗـــﺪﻓـــﻊ ﻋــﻨــﻬــﺎ ﻫــــﺬه اﻟــﺘــﻬــﻤــﺔ ﻗـﺎﺋـﻠـﺔ إﻧﻬﺎ ﺗﺨﺎﻃﺐ اﳌــﺮأة ﺑﻜﻞ أوﺟﻬﻬﺎ. »ﻓﻜﻞ واﺣــﺪة ﻣﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮي وآﺧــﺮ ﺿﻌﻴﻒ. أﻧــﺎ ﻣﺜﻼ ﻗـﺪ أﻛـﻮن رﻗﻴﻘﺔ وﻧـﺎﻋـﻤـﺔ أﺣـﻴـﺎﻧـﴼ، وﺻـﺎرﻣـﺔ أﺣـﻴـﺎﻧـﴼ آﺧـــﺮ، وﻻ أﻋـﺘـﻘـﺪ أن ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺼﴼ ﺻﺎرﻣﴼ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷوﻗﺎت أو اﻟﻌﻜﺲ، ﻓـﺎﻟـﻈـﺮوف واﳌــﻮاﻗــﻒ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻻت. أﻧﺎ أﺧــﺎﻃــﺐ اﳌــــﺮأة ﻛـﺈﻧـﺴـﺎﻧـﺔ وﻟـﻴـﺲ ﻛﺄﻧﺜﻰ ﻓﻘﻂ. إﻧﺴﺎﻧﺔ ﺗﺘﻄﻮر ﻣﻊ اﻟـﻮﻗـﺖ وﻋﻠﻰ ﻛـﻞ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت. رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻜﻤﻦ ﻗﻮﺗﻲ أن ﻟﺪي اﺑــﻨــﲔ أﻋــﻴــﺶ ﻣـــﻦ ﺧـﻼﻟـﻬـﻤـﺎ ﺗﻐﻴﺮات اﻟﻌﺼﺮ؛ وﻫــﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ. ﺗــــﻤــــﺮ ﻋـــــﻠـــــﻲ أوﻗـــــــــﺎت ﻛــﺜــﻴــﺮة أﻓـــﻜـــﺮ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺑــﺎﳌــﺎﺿــﻲ. أﺿـﺤـﻚ وأﻗـــــﻮل ﻣـــﻊ ﻧﻔﺴﻲ إﻧـــﻨـــﺎ ﻛـــﻨـــﺎ ﻧـﻌـﻴـﺶ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺣﺠﺮي، ﻓﻜﻴﻒ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻣـــﻦ دون ﻫــﻮاﺗــﻒ وﻻ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ أو إﻧـﺘـﺮﻧـﺖ؟ ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋـــــــــــﻮد وأﺗـــــﺬﻛـــــﺮ أﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﻜﺘﻔﲔ ﻣــﻦ دوﻧــﻬــﺎ، وﻟﻢ ﻧـــﺸـــﻌـــﺮ ﺑـــﺄﻧـــﻬـــﺎ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ. وﻫﺬا ﻣـــــــﺎ ﻳــﺠــﻌــﻠــﻨــﻲ أﻓــﻜــﺮ أﺣــﻴــﺎﻧــﴼ ﻣﺎ إذا ﻛـــﺎن اﳌــﺎﺿــﻲ أﺟــﻤــﻞ أم اﻟـﺤـﺎﺿـﺮ أﻓﻀﻞ، ﻛﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ أن اﻟﺰﻣﻦ ﺗﻐﻴﺮ«. ﻣــــﻦ ﻛــــﻞ ﻫــــﺬا، ﻻ ﺗـــــــــــﺮى ﻣـــــﺎرﻳـــــﺎ ﻏــــﺮاﺗــــﺰﻳــــﺎ اﻟـــﻔـــﺮق ﺑــــــﻴــــــﻨــــــﻬــــــﺎ وﺑـــــــﲔ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن دﻳﻮر، ﻓــــــــــــﻲ اﺧــــــــﺘــــــــﻼف ﻧــــﻈــــﺮﺗــــﻬــــﻤــــﺎ إﻟﻰ اﳌـﺮأة أو اﻟـﺮوﻣـﺎﻧـﺴـﻴـﺔ أو ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻧﻮﺛﺔ ﺑـــﻘـــﺪر ﻣـــﺎ ﺗــــــﺮاه ﻓـــﻲ اﺧــﺘــﻼف اﻟﺰﻣﻦ. ﻓﺪﻳﻮر ﻋﺎش ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﴼ. ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﻟــﺤــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ وﻟـــــﺪت ﺣـﻨـﻴـﻨـﴼ إﻟــــﻰ اﳌــﺎﺿــﻲ ورﻏـﺒـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣـﻦ اﻟﺘﻘﺸﻒ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺳﻨﻮات اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﳌــــﺮأة. ﻣــﺎرﻳــﺎ ﻏــﺮاﺗــﺰﻳــﺎ ﻓــﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓﺘﺮة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﺣﺮﻛﺔ ﻧﺴﻮﻳﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ. وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﳌﺸﺘﺮك ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻮ أﻧﻬﻤﺎ ﻗــﺎرﺋــﺎن ﺟـﻴـﺪان ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات وﻧﺒﺾ اﻟﺸﺎرع. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ زار ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﻷول ﻣﺮة، ﻣﺜﻼ اﻟﺘﻘﻂ ﺑﺤﺴﻪ أن أﺳﻠﻮب اﳌــــﺮأة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻳــﻔــﺮق ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻋﻦ أﺳﻠﻮب اﳌـﺮأة اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﺔ. ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﺑــــــــــﺪأت ﺗـــــﺪﺧـــــﻞ ﻣــــــﺠــــــﺎﻻت اﻟـــﻌـــﻤـــﻞ وﺗـــﺤـــﺘـــﺎج إﻟـــــﻰ ﺗــﺼــﺎﻣــﻴــﻢ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ وﻣــﺮﻳــﺤــﺔ ﻣــﻮﺟــﻬــﺔ ﻟــﻠــﻨــﻬــﺎر أﻛــﺜــﺮ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﺒﺎه. »ﻛﺎن ﻳﻌﺮف أن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻣـــﺮأة ﻋـﺎﳌـﻴـﺔ«، ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ. اﳌـﺮأة اﳌﻌﺎﺻﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ، ﺑﻞ ﻇﺮوﻓﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻴﺮت وﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺠﺎرﻳﻬﺎ. ﻓﻤﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﺎ زادت وأدوارﻫﺎ ﺗﻨﻮﻋﺖ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أزﻳﺎء ﺗﻌﻜﺲ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ دون أي ﺗﻨﺎزل ﻋﻦ اﻷﻧﺎﻗﺔ.
ﻟــــﻬــــﺬه اﳌــــــــــﺮأة أﻧـــــﺰﻟـــــﺖ ﻣـــﺎرﻳـــﺎ ﻏـــﺮاﺗـــﺰﻳـــﺎ اﻟــــــ»ﻫـــــﻮت ﻛـــﻮﺗـــﻴـــﺮ« ﻣـﻦ ﺑــﺮﺟــﻬــﺎ اﻟــﻌــﺎﺟــﻲ. ﻗــﺪ ﻳــﺒــﺪو اﻷﻣــﺮ ﺻـﺎدﻣـﴼ ﺑﺒﺴﺎﻃﺘﻪ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻣـــﻘـــﺎرﻧـــﺔ ﺑــﻤــﺎ ﻳــﻘــﺪﻣــﻪ ﻏــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣـﻦ أﺣﺠﺎم ﺿﺨﻤﺔ وﺗﻄﺮﻳﺰات ﺳﺨﻴﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻤﺴﻬﺎ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻤﺲ ﻛـﻞ ﻗﻄﻌﺔ أن أﻗﻤﺸﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮف ﺑﺘﻘﻨﻴﺎﺗﻬﺎ اﳌﺘﻄﻮرة. ﻓﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮل اﳌﻐﺰول. ﻛﻤﺎ ﺗﻜﺘﺸﻒ أن ﺗﺤﺖ ﺗـﻨـﻮرة ﻣﻨﺴﺪﻟﺔ ﺗــﺘــﻄــﺎﻳــﺮ ﺑــﺨــﻔــﺔ ﻣــــﻊ ﻛــــﻞ ﺧـــﻄـــﻮة، ﻃــﺒــﻘــﺎت ﻣــﺘــﻌــﺪدة وأﻣـــﺘـــﺎر ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ وﻣــﺌــﺎت اﻟــﺴــﺎﻋــﺎت ﻣــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻞ. ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ اﳌﺼﻤﻤﺔ ﻫﻨﺎ أﻧﻬﺎ أﺿﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﺮوﻧﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺗﻤﻨﺢ ﻻﺑﺴﺘﻬﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺣﺮﻛﺔ وأﻧﺎﻗﺔ. وﻫــﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧـﻬـﺎ أﻛﺴﺒﺘﻬﺎ أﻳﻀﴼ ﺣــﺪاﺛــﺔ ﳌــﺴــﺖ وﺗــــﺮﴽ ﺣــﺴــﺎﺳــﴼ ﻟــﺪى اﻟـﺸـﺎﺑـﺎت اﻟـﻠـﻮاﺗـﻲ ﺗﺒﻨﲔ ﺗـﻨـﻮرات اﻟــﺘــﻮل ﻣــﻊ »ﺗـــﻲ - ﺷــﻴــﺮت« ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻄﺒﻮع ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﻧﺴﻮﻳﺔ، ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ أﻫﻮاﺋﻬﻦ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻦ.
ﺗـﻜـﺮر ﻣــﺎرﻳــﺎ ﻏــﺮاﺗــﺰﻳــﺎ ﻛـﻴـﻮري ﻣﺮات ﻋﺪة أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋــﻨــﺪ اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗـــﻪ ﻻ ﺗــﺮﻳــﺪ أن ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻪ ﻓﺘﻔﻘﺪ ﺟــﻤــﺎﻟــﻴــﺎﺗــﻪ، وﺗـــﺤـــﺪﻳـــﺪﴽ أي ﺷــﻲء ﻳــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑـــﺎﻟـــﺤـــﺮﻓـــﻴـــﺔ واﻟـــﺘـــﻘـــﺎﻟـــﻴـــﺪ اﻟﻴﺪوﻳﺔ. ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻄﻮر اﻵﻟﻲ ﻣـــﻬـــﻢ ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟـــﻬـــﺎ ﻛــﻤــﺼــﻤــﻤــﺔ، وﻻ ﺷـــــﻚ أﻧــــــﻪ ﺟــــــﺰء ﻣـــــﻦ اﻟـــﺘـــﻄـــﻮر اﻟـﺤـﻀـﺎري، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺣــﺴــﺎب اﻟــﺘــﻘــﺎﻟــﻴــﺪ اﳌــﺘــﻮارﺛــﺔ ﺟﻴﻼ ﻋﻦ ﺟﻴﻞ. »رﺑﻤﺎ ﻳﻌﻮد اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺔ. ﻓﻬﺬه اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﻓـﻲ ﺻﻠﺐ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ، ﺑﻴﺪ أن ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻘﺪﻳﺲ اﳌﺎﺿﻲ. ﻓﻘﻂ ﻳـﻌـﻨـﻲ اﺣــﺘــﺮاﻣــﻪ واﻟــﺤــﻔــﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ أﺟﻴﺎل أﺧﺮى«.
ﻣـــﻬـــﻢ ﺟــــــﺪﴽ ﻓــــﻲ ﻫــــــﺬه اﻟــﺤــﺎﻟــﺔ اﻟـــﺘـــﻮﺻـــﻞ إﻟــــــﻰ ﻧــﻘــﻄــﺔ ﻣـــﺘـــﻮازﻧـــﺔ. ﻓﺎﳌﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻬـﺎ ﻋـﻨـﺪ ذﻛـﺮ اﳌﺎﺿﻲ، ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ. ﻋــﻼﻗــﺔ ﺗـﻠـﻐـﻲ اﳌــﺎﺿــﻲ واﳌﺴﺘﻘﺒﻞ وﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮ وﺣﺪه. »اﻟﻜﻞ ﻳـــﺮﻳـــﺪ أن ﻳــﻌــﻴــﺶ اﻟــﻠــﺤــﻈــﺔ ﻓــﻘــﻂ، وﻫﺬا ﺑﺮأﻳﻲ ﺟﻨﻮن؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻮﺟﺪ ﻓـﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻣـﻦ دون ﻣــﺎض، ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻫﺬا اﻹﺣــﺴــﺎس ﻳﺴﻜﻨﻨﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ، رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻲ وﻟﺪت وﻋﺸﺖ ﻓﻲ روﻣﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﺎزج اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻊ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎة، وأﻋﺮف أﻧﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ«.
ﻫـــــﺬه اﻟـــﻨـــﻈـــﺮة ﺗــﻨــﻌــﻜــﺲ ﻋـﻠـﻰ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﻓـﻲ »دﻳــــﻮر«. ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺪر ﺗـــﺎرﻳـــﺦ اﻟــــــﺪار وإرﺛــــﻬــــﺎ اﳌــﻤــﺘــﺪ ﻣﻦ اﳌــــﺆﺳــــﺲ إﻟــــــﻰ ﺑـــﺎﻗـــﻲ اﳌــﺼــﻤــﻤــﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻫﻤﻮا ﻓﻲ إﺛﺮاﺋﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑــﺂﺧــﺮ، وذﻟــــﻚ ﺑــﺎﻋــﺘــﺮاﻓــﻬــﺎ أﻧـﻬـﺎ ﺟـــﺰء ﻣــﻦ ﻛــﻞ »ﻓـــﺎﻟـــﺪار ﻛــﺎﻧــﺖ ﻗﺒﻠﻲ وﺳﺘﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪي، ﻣﻬﻤﺘﻲ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﻔــﺎظ ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎﺳـﻴـﺘـﻬـﺎ ﻣﻊ ﺗــﻄــﻮﻳــﺮﻫــﺎ. وأﻋــﺘــﻘــﺪ أن ﻫــــﺬا ﻫﻮ دور اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟﻔﻨﻲ ﻋـﻤـﻮﻣـﴼ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﺑﺎﻗﻲ اﳌﺼﻤﻤﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻗﺒﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺪار، ﻓﺈن اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻳﺮوﻧﻪ ﻫــﻮ ﺑﺼﻤﺔ )دﻳـــﻮر( وﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ وﻗﻠﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮﻓﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﺼﻤﻢ اﻟﺬي رﺳﻤﻬﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ، ﻫﻮ ذﻟـــﻚ اﻟــﺤــﻮار ﺑــﲔ ﻛــﻞ واﺣـــﺪ ﻣﻨﻬﻢ وﺑـــﲔ اﳌــــﺮأة اﻟــﺘــﻲ ﻋــﺎﺻــﺮوﻫــﺎ. ﻛﻞ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻪ وﻟﻐﺘﻪ، ﻟﻜﻦ داﺋﻤﴼ ﺿﻤﻦ اﳌــﻌــﻘــﻮل. وﻫــــﺬا ﻣـــﺎ أﻋـــﺮﻓـــﻪ ﺟــﻴــﺪﴽ، ﺑـﻞ وأوﻣــﻦ ﺑــﻪ، ﺑﺤﻴﺚ أرى أﻧــﻪ إذا ﻛﺎن ﻷي أﺣﺪ ﻃﻤﻮﺣﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ، ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﺆﺳﺲ داره وﻳﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎء، أﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺳﺘﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ دار أزﻳﺎء ﻟﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﻏﻨﻲ وإرث ﻋﺮﻳﻖ ﻓـﻼ ﺑـﺪ ﻣـﻦ اﺣـﺘـﺮام رﻣﻮزﻫﺎ واﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻨﻬﺎ«.