ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﻳﺨﻴﻒ ﻣﺌﺎت اﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻴﺘﺎ
ﻧﺎﺷﻂ ﻳﺘﻬﻢ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺑﺘﻬﺠﲑ ٠٢٤ أﺳﺮة ﻣﻦ اﳌﺪﻳﺮﻳﺔ
ﻟـــﻢ ﻳــﺸــﻔــﻊ ﻣــــﺮض اﻟــﺴــﺮﻃــﺎن ﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺘﻬﺎﻣﻲ اﳌﺴﻨﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﻗـﺮﻳـﺔ اﳌﺴﻠﺐ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﺮﻳـﺔ اﻟﺘﺤﻴﺘﺎ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪة وﻫﻲ ﺗﺘﻮﺳﻞ اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ ﻋــــﺪم ﺗــﻬــﺠــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣـــﻦ »ﻋــﺸــﺘــﻬــﺎ« اﳌﻤﺘﻠﺌﺔ أرﺿﻬﺎ ﺑﺨﺼﻼت ﺷﻌﺮ ﺑــﻴــﻀــﺎء ﺗــﺴــﺎﻗــﻄــﺖ ﻣــــﻦ رأﺳــﻬــﺎ اﳌﺸﻴﺐ ﺟﺮاء اﻟﺠﺮﻋﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﻌﻼج اﻟﺴﺮﻃﺎن ﻣﻨﺬ أﺷﻬﺮ.
ﺟﻤﻌﺔ اﻟﺘﻬﺎﻣﻲ، أو اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺟــﻤــﻌــﺔ ﻛـــﻤـــﺎ ﻛـــــﺎن ﻳـــﻨـــﺎدﻳـــﻬـــﺎ ﻣـﻦ ﺣـــﻮﻟـــﻬـــﺎ ﻓــــﻲ اﻟـــﻌـــﻘـــﺪ اﻟــــﺮاﺑــــﻊ ﻣـﻦ اﻟــﻌــﻤــﺮ ﻣــﺼــﺎﺑــﺔ ﺑــﺎﻟــﺴــﺮﻃــﺎن وأم ﻟﺴﺘﺔ أﺑﻨﺎء ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﺑﻘﺮﻳﺔ اﳌﺴﻠﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺘﺎ، وﻓﺎرﻗﺖ اﻟﺤﻴﺎة ﻧﺎزﺣﺔ ﺑﺴﺐ ﻗﺼﻒ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻗﺮﻳﺘﻬﺎ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﺳﻠﺤﺔ.
ﺟــﻤــﻌــﺔ ﺿــﺤــﻴــﺔ واﺣــــــﺪة ﻣﻦ آﻻف اﻟـــﻀـــﺤـــﺎﻳـــﺎ اﳌــــﺪﻧــــﻴــــﲔ ﻓــﻲ اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺪة ﻹﺟــــــــﺮام ﻣــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت ﻻ ﺗـــــﻌـــــﺮف ﺳــــــــﻮى ﻟــــﻐــــﺔ اﻟـــﻘـــﺘـــﻞ واﻻﺧـﺘـﻄـﺎف واﻟـﺘـﺪﻣـﻴـﺮ، وأﻣـﺜـﺎل ﺟــﻤــﻌــﺔ آﻻف ﻣــــﻬــــﺪدون ﺑــﺎﳌــﻮت ﺟــﻮﻋــﺎ أو ﻗـﺼـﻔـﺎ أو ﻋــﺒــﺮ أﻟــﻐــﺎم اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﲔ اﳌــــﺰروﻋــــﺔ ﻋــﺸــﻮاﺋــﻴــﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻜﺎن.
ﺧــــﻼل أﻗــــﻞ ﻣـــﻦ ٣ أﺷــﻬــﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻴﺘﺎ، ﺗـﻢ ﺗﺴﺠﻴﻞ ٣١ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﺳـــﻘـــﻄـــﻮا ﻗـــﺘـــﻠـــﻰ ﺑـــﺴـــﺐ اﻷﻟــــﻐــــﺎم اﻟـــــﺤـــــﻮﺛـــــﻴـــــﺔ ﺑـــﻴـــﻨـــﻬـــﻢ ٦ أﻃـــــﻔـــــﺎل واﻣـــــــــﺮأﺗـــــــــﺎن، إﺣـــــﺪاﻫـــــﻤـــــﺎ ﺣـــﺎﻣـــﻞ ﻓـــﻲ اﻟــﺸــﻬــﺮ اﻟــﺘــﺎﺳــﻊ وأﺻـــﻴـــﺐ ٥ آﺧـــــﺮون، ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ﻃــﻔــﻼن ﺑﺤﺴﺐ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ رﺻـــﺪ ﻟﻠﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﻳﺎت.
ﺗـــﻘـــﺮﻳـــﺮ ﻣـــﺆﺳـــﺴـــﺔ »رﺻـــــــﺪ« اﻟــﺤــﻘــﻮﻗــﻴــﺔ اﳌـــﻌـــﻨـــﻮن ﺑـــ »ﺣــﻘــﻮل اﳌــــــﻮت« اﻟـــــﺬي ﺣــﺼــﻠــﺖ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ« ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﻪ ﻣﻨﻪ ﻳﺸﻴﺮ إﻟــﻰ أن ﻫـﻨـﺎك ﻣـﺎ ﻳـﻘـﺎرب ٨٣ أﻟﻒ ﻣﺪﻧﻲ ﻳﻘﻄﻨﻮن ١٢ ﺗﺠﻤﻌﺎ ﺳﻜﻨﻴﺎ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺤـﻴـﺘـﺎ ﻣــﻌــﺮﺿــﲔ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺟـﺮاء أﻟﻐﺎم اﳌﻮت اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ.
اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ذاﺗـﻪ ﳌﺆﺳﺴﺔ رﺻﺪ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄن ﻋﺪد ٠٢٦ أﺳﺮة ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟــــــﻔــــــﺎزة، واﳌــــــﺪﻣــــــﻦ، واﻟـــﺴـــﻮﻳـــﻖ ﻳـــﻌـــﻤـــﻠـــﻮن ﻓـــــﻲ اﻟـــــــﺰراﻋـــــــﺔ ﻗـــــﺪرت ﺧﺴﺎرﺗﻬﻢ ﺧــﻼل ﻣـﻮﺳـﻢ اﻟﺘﻤﻮر اﻷﺧﻴﺮ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﺎر رﻳﺎل ﻳﻤﻨﻲ )اﻟــﺪوﻻر ﻳﻘﺪر ﺑﻨﺤﻮ ٠٦٥ رﻳﺎﻻ ﻳﻤﻨﻴﺎ( ﻳﻌﻴﻠﻮن ﻣﻦ زراﻋﺘﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٠٠٧٣ ﻧﺴﻤﺔ.
ﻓـــــــــــــــﺆاد اﳌـــــــﻘـــــــﺮﻋـــــــﻲ ﻧــــﺎﺷــــﻂ ﺣﻘﻮﻗﻲ وراﺻﺪ ﻣﻴﺪاﻧﻲ ﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ« اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﺔ ﺑـﺘـﻬـﺠـﻴـﺮ »ﻣــــﺎ ﻳــﻘــﺎرب ٠٢٤ أﺳـﺮة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻴﺘﺎ، وﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٣ آﻻف ﺷﺨﺺ ﻧــﺰﺣــﻮا ﻣــﻦ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ ﺟـــﺮاء ﻗﺼﻒ اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﲔ ﳌـﻨـﺎﻃـﻘـﻬـﻢ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ واﻟﺨﻔﻴﻔﺔ واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ وﻫﺠﺮوا ﻗﺴﺮﻳﺎ وﺗﻢ ﺗــﺤــﻮﻳــﻞ ﻣــﻨــﺎزﻟــﻬــﻢ إﻟـــــﻰ ﺛــﻜــﻨــﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺰل اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺟﻤﻌﺔ ذاﺗﻪ«.
وﻟــﻔــﺖ اﳌــﻘــﺮﻋــﻲ إﻟــــﻰ أﻧــــﻪ ﺗﻢ رﺻـﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٨ ﻃﻔﻼ ﺗﺘﺮاوح أﻋــﻤــﺎرﻫــﻢ ﺑــﲔ ٢١ إﻟـــﻰ ٤١ ﻋـﺎﻣـﺎ ﻗﺎﻣﺖ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺑﺘﺠﻨﻴﺪﻫﻢ ﻣﻦ »اﳌﺴﻠﺐ« و»اﻟﺒﻼﻛﻤﺔ« اﻟﺘﺎﺑﻌﺘﲔ ﳌــﺪﻳــﺮﻳــﺔ اﻟــﺘــﺤــﻴــﺘــﺎ، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟــﻰ ﺧـﻄـﻒ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻷﻃــﻔــﺎل ﻣﻦ ﻣــﺪارﺳــﻬــﻢ ﺑــﻘــﻮة اﻟــﺴــﻼح وﺗــﺰج ﺑﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻬﺎت دون أي اﻋﺘﺒﺎر ﻟﺒﺮاء ﺗﻬﻢ.
وﺗﺸﻴﺮ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ إﻟﻰ ﺻﻌﻮﺑﺔ وﺻــﻮل اﳌﻌﻮﻧﺎت ﳌﺮﻛﺰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﺤﻴﺘﺎ، إذ ﺗﻌﺪ ﺳﻴﺎرات اﻟـــﺪﻓـــﻊ اﻟـــﺮﺑـــﺎﻋـــﻲ ﻫـــﻲ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪة اﻟــــﻘــــﺎدرة ﻋــﻠــﻰ اﻟــــﻮﺻــــﻮل، ﺟـــﺮاء ﺗــﻠــﻐــﻴــﻢ اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻄــﺮﻗــﺎت اﳌــﻤــﺘــﺪة ﻣــﻦ اﻟـﺨـﻮﺧـﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺘﺤﻴﺘﺎ، اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ ٥٦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟـﺮﻣـﻠـﻴـﺔ ووﻋــــﻮرة اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ، ﻣﻤﺎ ﻳــــﺤــــﻮل دون وﺻـــــــﻮل ﻗــــﺎﻃــــﺮات اﻹﻏﺎﺛﺔ ﻹﻧﻘﺎذ ﺳﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﺎﻋﺔ واﻧﺘﺸﺎر اﻷﻣﺮاض ﺟﺮاء ﺣﺼﺎر اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ اﳌﺪﻧﻴﺔ.
وﻋــــــــــﻦ ﻋـــــﺴـــــﻜـــــﺮة اﻷﺣـــــــﻴـــــــﺎء اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺎﺷﻂ اﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﻧــﺼــﺮ اﻟــﻌــﻴــﺴــﺎﺋــﻲ، إن اﻟـﺤـﻮﺛـﻴـﺔ اﺗـــﺨـــﺬت ﻣـــﻦ اﳌــﺪﻧــﻴــﲔ واﻷﺣـــﻴـــﺎء اﳌــﺪﻧــﻴــﺔ دروﻋــــــﺎ ﺑــﺸــﺮﻳــﺔ ﻓـــﻲ ﻛﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪة، وأﺻـــﺒـــﺤـــﺖ ﻛــــﻞ أﺣــــﻴــــﺎء اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ وﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺛﻜﻨﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وﺣﺘﻰ ﺷﻮارﻋﻬﺎ وﻃــــــﺮﻗــــــﻬــــــﺎ أﺻـــــﺒـــــﺤـــــﺖ أﻧــــﻔــــﺎﻗــــﺎ وﻣﺘﺎرﻳﺲ ﻟﻠﻤﻘﺎﺗﻠﲔ اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ.
وﺗــــﻌــــﺪ ﻣــــﺪﻳــــﺮﻳــــﺔ اﻟــﺘــﺤــﻴــﺘــﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻀﺮرا ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺪة ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺶ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٥٤ أﺳــﺮة ﻣﺤﺎﺻﺮة ﻣـﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﳌـــﺪﻳـــﺮﻳـــﺔ، ﺣــﻴــﺚ ﺗــﺒــﻠــﻎ ﻣـﺴـﺎﺣـﺔ اﳌــﺪﻳــﺮﻳــﺔ ٠٠١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ، وﺗﺤﺖ ﻣﺴﺎر ﺣﺼﺎر ﻗﺼﻒ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت.