اﳌﻼﻟﻲ وﺧﺮاﻓﺎت اﻷﻓﻴﻮن
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳــﺮزح اﻟﻌﻘﻞ ﺗﺤﺖ وﻃـﺄة اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ ﻳـﺼـﻴـﺮ اﻟــﺨــﻴــﺎل ﻣـﻠـﺠـﺄك ﻣﻦ اﻟــﻴــﺄس. ﺗـﻠـﻚ ﻫــﻲ اﻟــﺮﺳــﺎﻟــﺔ اﳌـﺴـﺘـﻤـﺪة ﻣــــﻦ ﻣـــــﺬﻛـــــﺮات اﻟـــﻜـــﺎﺗـــﺐ ﺗــــﻮﻣــــﺎس دي ﻛﻮﻳﻨﺴﻲ ﺑﻌﻨﻮان »اﻋـﺘـﺮاﻓـﺎت ﻣﻠﺘﻬﻢ اﻷﻓــﻴــﻮن اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰي«، وﻛـــﺎن أول ﻣـﻦ ﺧـــﻂ ﺑﻘﻠﻤﻪ ﻓــﻲ أدب اﻹدﻣـــــﺎن. وﻫــﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪو، ﻗﺪ وﺟﺪت ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ أو رﺑﻤﺎ ﺿﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ إﻳﺮان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻣﻤﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻓﻮرات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣـــﻦ أﻣــﻨــﻴــﺎت ﺗــﺸــﻴــﻴــﺪ اﻹﻣــﺒــﺮاﻃــﻮرﻳــﺔ اﻟﻮاﻫﻤﺔ.
ﻓـــﻔـــﻲ وﻗــــــﺖ ﺳــــﺎﺑــــﻖ ﻣـــــﻦ اﻟــﺸــﻬــﺮ اﻟــــﺤــــﺎﻟــــﻲ، أﺻـــــــﺪر اﳌــــﺮﺷــــﺪ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﻋـﻠـﻲ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﺑـﻴـﺎﻧـﴼ ﻳــﺪﻋــﻮ ﻓـﻴـﻪ إﻟـﻰ إﻧﺸﺎء »اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪة« ﻟــﺘــﺤــﻞ ﻣـــﺤـــﻞ اﻟـــﺤـــﻀـــﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﻬﻜﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وﻏﻴﺮ ﻗـﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻏﺰو اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻌﻮدة »اﻹﻣﺎم اﻟﻐﺎﺋﺐ«.
وﻓــــــﻲ اﻷﺳـــــﺒـــــﻮع اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ، زﻋـــﻢ اﻟـﺠـﻨـﺮال ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋـﺰﻳـﺰ ﺟﻌﻔﺮي، ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮات »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« اﻹﻳﺮاﻧﻲ، أﻧـــﻪ ﻳـﻤـﻠـﻚ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٠٢ أﻟـــﻒ ﺟـﻨـﺪي ﺗــﺤــﺖ ﻗــﻴــﺎدﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق وﺳــﻮرﻳــﺎ، وذﻟﻚ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ اﳌﻴﻼدي اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ إﻳﺮان ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟــﻮﺟــﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟـﻬـﺎﺋـﻞ ﻓـﻲ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺸﺎم.
وﺑــﻌــﺪ ذﻟـــﻚ ﺑــﻴــﻮم واﺣـــــﺪ، ﻧـﺸـﺮت وﺳــﺎﺋــﻞ اﻹﻋــــﻼم اﻟـﺨـﺎﺿـﻌـﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮة »اﻟــﺤــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري« اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﺗـﻘـﺎرﻳـﺮ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺨﻄﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻟﺮﺑﻂ اﳌــﺤــﻴــﻂ اﻟـــﻬـــﻨـــﺪي ﺑــﺎﻟــﺒــﺤــﺮ اﻷﺑــﻴــﺾ اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ ﻋــﺒــﺮ ﻃـــﺮﻳـــﻖ ﺳـــﺮﻳـــﻊ ﻳــﺮﺑــﻂ ﻣﻴﻨﺎء ﺷﺎﻫﺒﻬﺎر اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ اﳌﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻴﺞ ﻋﻤﺎن ﺑﻤﻴﻨﺎء اﻟﻼذﻗﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﳌﻄﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳﻂ. وزﻋـــﻤـــﺖ وﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻹﻋــــــﻼم اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻮري ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﻼذﻗﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻤﺎ ﺗــﻨــﺎزل ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ ﻋــﻦ ﻣـﻴـﻨـﺎء ﻃـﺮﺳـﻮس ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻟﺮوﺳﻴﺔ.
وأﺷـــــــــﺎرت اﻟـــﺘـــﻘـــﺎرﻳـــﺮ اﻹﻋـــﻼﻣـــﻴـــﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓـﻲ ﻃـﻬـﺮان إﻟـﻰ ﻋـﺪم وﺟـﻮد ﻣــﺎ ﺗـﺴـﻤـﻰ »اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ذات اﻟــﺴــﻴــﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق أو ﺳﻮرﻳﺎ، وأن ﻛــﻼ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻳﺨﻀﻊ ﺗﻤﺎﻣﴼ اﻵن ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ.
وإﻟﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ إﺧﺒﺎري ﻧــــﺸــــﺮه ﻣــــﻮﻗــــﻊ »راﺟـــــــــــﺎ« اﳌــــــﻘــــــﺮب ﻣــﻦ »اﻟـﺤـﺮس اﻟـﺜـﻮري« اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ: »ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺮاق ﻛﻮﺣﺪة دﻋﻢ اﻗـﺘـﺼـﺎدي ﻣﺴﺎﻧﺪة ﺗﻀﻤﻦ اﺳﺘﻤﺮار اﻟـﻨـﻔـﻮذ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻷﻣــﻨــﻲ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ«.
ﺛــــﻢ زﻋـــﻤـــﺖ اﳌـــﻘـــﺎﻟـــﺔ اﻻﻓــﺘــﺘــﺎﺣــﻴــﺔ ﻟﻠﻤﻮﻗﻊ أن إﻳﺮان ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻓﻌﻠﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻃﺮق ﺳﺮﻳﻌﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة ﻓــــﻲ اﻟــــــﻌــــــﺮاق، وﻫـــــــﻲ: ﻃــﺮﻳــﻖ اﻟـــﺸـــﻼﻣـــﺠـــﺔ إﻟـــــﻰ اﻟـــﺒـــﺼـــﺮة، وﻃـــﺮﻳـــﻖ ﺷــﻴــﺐ إﻟــــﻰ ﻣــﻴــﺴــﺎن، وﻃـــﺮﻳـــﻖ ﻣــﻬــﺮان إﻟــﻰ اﻟــﺒــﺪرة، وﻃــﺮﻳــﻖ اﻟـﺰرﺑـﺎﻃـﻴـﺔ إﻟـﻰ دﻳﺎﻟﻰ، وأﺧﻴﺮﴽ ﻛﻞ اﻟﻄﺮق ﻓﻲ ﻛﺮدﺳﺘﺎن اﻟﻌﺮاق. وﻳﻔﻀﻲ ﻫﺬا إﻟﻰ اﻓﺘﺮاض أﻧﻪ ﻻ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﻻ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ ﻛﺮدﺳﺘﺎن اﻟﻌﺮاق ﺗﻤﻠﻚ رأﻳﴼ ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ.
وﻋـﻠـﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ، وﻧﻈﺮﴽ إﻟﻰ اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻟﻬﻨﺪ ﻣﻴﻨﺎء ﺷﺎﻫﺒﻬﺎر اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﳌـﺪة ٥٢ ﻋﺎﻣﴼ، ﻓـﺈن »اﻟﺤﺮس اﻟـﺜـﻮري« اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻳﺰﻋﻢ إدراج اﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ اﳌﺨﻄﻂ اﳌﺬﻛﻮر. وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، وﻛﻤﺎ ﺗﺰﻋﻢ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻹﺧـﺒـﺎرﻳـﺔ، ﻓﺈن روﺳﻴﺎ أﻳﻀﴼ ﺗﺪﻋﻢ اﳌﺨﻄﻂ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻧﻈﺮﴽ إﻟﻰ أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺪرك أﻧﻪ ﻣــﻦ دون ﻣــﺴــﺎﻋــﺪة ﻃــﻬــﺮان ﻟــﻦ ﺗـﻜـﻮن ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎزة ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪم ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ... زﻋﻤﻮا!
وأﺣـــــــــﻼم اﻷﻓـــــﻴـــــﻮن اﻟــﺠــﻤــﻴــﻠــﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫــﺬا اﻟـﺤـﺪ، ﺑـﻞ ﻫـﻨـﺎك ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ.
ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﺮﻳﻊ اﻟﺮاﺑﻂ ﻣـــﻦ ﻣــﻴــﻨــﺎء ﺷــﺎﻫــﺒــﻬــﺎر اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ إﻟــﻰ اﻟـــﺒـــﺤـــﺮ اﻷﺑــــﻴــــﺾ اﳌــــﺘــــﻮﺳــــﻂ، ﺑــﻄــﻮل ٣ آﻻف ﻛــﻴــﻠــﻮﻣــﺘــﺮ، أن ﻳـﻤـﺘـﺪ ﺑـﻄـﺮﻳـﻖ آﺧــﺮ ﺑﻄﻮل ٠٠٨ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ إﻟــﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ »زرﻧﺞ« اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪود إﻳــــﺮان اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ. وﺑــﻌــﺪ ذﻟــــﻚ، ﺗـﺒـﺪأ إﻳــﺮان اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣـﻦ ﻣﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ »اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة« وذﻟﻚ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أوﻻ، ﺛﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺛﺎﻧﻴﴼ.
ّووﻓـﻘـﴼ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎﺳﻲ، اﳌﻨﻈﺮ اﻟﺒﺎرز ﻟﺪى »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ، واﳌـــﻌـــﺮوف إﻋــﻼﻣــﻴــﴼ ﻫﻨﺎك ﺑﺎﺳﻢ »ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ اﻹﺳﻼم«، ﻓﺈن اﳌﺴﺄﻟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﺠﺮي ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ اﳌـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت ﻫـــﻲ ﻣـــﺎ إذا ﻛــــﺎن اﻟـﺒـﻴـﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﺳﻮف ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺴﻴﻂ أو ﻣﺠﺮد ﺣﺴﻴﻨﻴﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ.
وﻗــــــﺎل اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮر ﻋــﺒــﺎﺳــﻲ ﻷﺣــﺪ اﻟﺤﺸﻮد ﻓﻲ إﻳـﺮان: »إﻧﻨﻲ أرى اﻟﻴﻮم