Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺠﺒﻞ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ

ﻗﺎﺋﺪ اﳉﻴﺶ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ دوره اﶈﺎﻳﺪ وأﺛﺒﺖ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻄﺮف دون آﺧﺮ

- ﺑﲑوت: ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻘﲑ

ﻛــــﺸــــ­ﻒ ﻣـــــﺼـــ­ــﺪر وزاري ﺑــــــﺎرز أن اﻟـــــﺮﻛـ­ــــﻮن إﻟــــــﻰ اﻟــــﺤـــ­ـﻞ اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﻲ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟـﺘـﺪاﻋـﻴ­ـﺎت اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺠﺒﻞ واﻟــﺬي ﺗﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء اﳌــﺼــﺎﻟـ­ـﺤــﺔ واﳌـــﺼـــ­ﺎرﺣـــﺔ اﻟـــــﺬي رﻋـــﺎه رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن، دﻓﻊ ﻓــﻲ اﺗــﺠــﺎه ﻗﻄﻊ اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮزراء »اﻟﻐﻴﺎرى« اﳌﻨﺘﻤﲔ إﻟﻰ »ﺗﻜﺘﻞ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻘﻮي« ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺟـﺒـﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳﺼﺮون ﻋـﻠـﻰ اﻋــﺘــﻤــ­ﺎد اﻟــﺤــﻞ اﻷﻣــﻨــﻲ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ، وﻗﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إن اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑـﲔ وﺟﻬﺘﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﻇﻬﺮ ﺟﻠﻴﴼ ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﻄﺎرئ اﻟﺬي رأﺳﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻮن ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻓﻮر وﻗﻮع اﻟﺤﺎدﺛﺔ.

وﻟــﻔــﺖ اﳌــﺼــﺪر اﻟــــــﻮز­اري إﻟـــﻰ أن رﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺤـــﻜ­ـــﻮﻣـــﺔ ﻛـــــﺎن ﻓــــﻲ ﻃـﻠـﻴـﻌـﺔ اﳌـﻄـﺎﻟـﺒـ­ﲔ ﺑﺘﻐﻠﻴﺐ اﻟــﺤــﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﻠــ­ﻮل ذات اﻟــﻄــﺎﺑـ­ـﻊ اﻷﻣــﻨــﻲ، وﻗﺎل إن ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﻤﺎد ﺟﻮزف ﻋﻮن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ وزﻳﺮ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻞ اﻷﻣﻨﻲ.

وأﻛﺪ أن ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد اﻟــﺤــﻞ اﻷﻣــﻨــﻲ ﺗــﺠــﻨــﺐ ﻓــﻲ ﻣــﺪاﺧــﻼﺗ­ــﻪ اﻹﺷــﺎرة ﺑﻮﺿﻮح إﻟـﻰ ﻫـﺬا اﻟﺤﻞ وإن ﻛــــﺎن رﻛـــــﺰ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻀــﺎﻣــ­ﻴــﻨــﻪ ﺑــﺬرﻳــﻌـ­ـﺔ أن ﻫــﻨــﺎك ﺿــــﺮورة ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ دورﻳــــﺎت ﻟــﻠــﺠــﻴ­ــﺶ ﻓـــﻲ ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ اﻟـــﺒـــﻠ­ـــﺪات ﻓـﻲ ﻗــــﻀــــ­ﺎء ي اﻟــــﺸـــ­ـﻮف وﻋـــﺎﻟـــ­ﻴـــﻪ وإﻗـــﺎﻣــ­ـﺔ ﺣــــــﻮاﺟ­ــــــﺰ ﻓــــــﻲ ﺑـــﻌـــﻀـ­ــﻬـــﺎ ﺑـــﺤـــﺜـ­ــﴼ ﻋــﻦ اﳌـﺘـﻮرﻃـﲔ ﻓـﻲ اﻟـﺤـﺎدﺛـﺔ وﻣﻼﺣﻘﺘﻬﻢ ﻟﺘﻮﻗﻴﻔﻬﻢ.

وﻗﺎل اﳌﺼﺪر اﻟﻮزاري إن اﻟﻌﻤﺎد ﻋـﻮن رأى أﻧـﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟـﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺟـــــــ­ــــــﺮاءا­ت وأن وﺣــــــــ­ـﺪات اﻟــﺠــﻴــ­ﺶ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ي اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ، وأن ﻫﻨﺎك ﺿﺮورة ﻟﻼﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.

ورأى أن ﺑﻌﺾ اﻟــﻮزراء ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ ﻓﻲ اﺳﺘﺪراج ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ إﻟﻰ ﻣﻠﻌﺒﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺠﻴﺶ ﻫﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﺘﻬﺪﺋﺔ، وأن ﻣـﺎ ﺣﺼﻞ ﻫـﻮ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻼﺣﺘﻘﺎن اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﻲ اﻟــــﺬي ﻻ ﻳــﻌــﺎﻟــ­ﺞ ﺑـﺘـﺪاﺑـﻴـ­ﺮ أﻣــﻨــﻴــ­ﺔ ﻣـــﻦ دون أن ﺗـــﻜـــﻮن ﻣــﺪﻋــﻮﻣـ­ـﺔ ﺑﺘﺪاﺑﻴﺮ أﺧﺮى ذات ﻃﺎﺑﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ.

واﻋـــﺘـــ­ﺒـــﺮ أن ﺑــﻌــﺾ اﻟــــــــ­ـﻮزراء ﻟـﻢ ﻳـﻨـﺠـﺤـﻮا ﻓــﻲ ﻣــﺰاﻳــﺪا­ﺗــﻬــﻢ اﻟﺸﻌﺒﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎد ﻋــﻮن، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗــﺒــﲔ أن اﳌــــﺨـــ­ـﺎوف اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــــــﺬرع ﺑﻬﺎ ﻫـــﺆﻻء ﻟــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻓــﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻓــﻲ ﺿـﻮء اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ وﺣﺪات اﻟﺠﻴﺶ اﳌﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﻗﻀﺎءي اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ وأدى إﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺣﺪوث ردود ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎدﺛﺔ.

وأﺷـــــــ­ﺎر اﳌــــﺼـــ­ـﺪر اﻟــــــــ­ــﻮزاري إﻟـــﻰ أن اﻟــﻌــﻤــ­ﺎد ﻋـــﻮن ﺗــﻨــﺒــﻪ ﻣــﻨــﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﻟــــﻰ ﻟـﺤـﺼـﻮل ﺣــﺎدﺛــﺔ اﻟـﺠـﺒـﻞ إﻟـﻰ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻤﺪدﻫﺎ إﻟـﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧـﺮى، وﻫــــــﺬا ﻣــــﺎ دﻓـــــﻊ ﻗــــﻴــــ­ﺎدة اﻟــﺠــﻴــ­ﺶ إﻟــﻰ ﺗﻜﺜﻴﻒ إﺟﺮاء اﺗﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺪم اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻣﻄﺐ اﳌــﺤــﺎوﻻ­ت اﻟـﺮاﻣـﻴـﺔ إﻟــﻰ إﻇﻬﺎر اﻟﺠﻴﺶ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻔﺮﻳﻖ دون اﻵﺧﺮ. وأﻛﺪ أن اﻟــﻌــﻤــ­ﺎد ﻋـــﻮن ﻧـﺠـﺢ ﻓــﻲ اﻻﺧـﺘـﺒـﺎر وﻫـــــﺬا ﻣـــﺎ دﻓــــﻊ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷﻃـــــــ­ﺮاف إﻟــﻰ اﻟــﺮﻫــﺎن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺠـﻴـﺶ ﻛــﺼــﻤــﺎ­م أﻣــﺎن ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻷﻣﻨﻲ، رﻏﻢ ارﺗﻔﺎع ﻣﻨﺴﻮب اﻟﺘﺄزم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ.

وﻛﺸﻒ اﳌﺼﺪر اﻟــﻮزاري أن أﺣﺪ اﻟــــــﻮز­راء أراد أن ﻳــﻮﻇــﻒ اﻟــﺘــﺪاﻋ­ــﻴــﺎت اﳌـــﺘـــﺮ­ﺗـــﺒـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــــﺎدﺛــ­ــﺔ ﻗــﺒــﺮﺷــ­ﻤــﻮن ﳌﻮاﺻﻠﺔ ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ »ﺷﻌﺒﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت« اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻘﻮى اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﻮﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻐﻠﻘﺔ، وﻗﺎل إﻧـــﻪ اﻗــﺘــﺮح ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ ﻟـﺠـﻨـﺔ أﻣــﻨــﻴــ­ﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ وﺗﻜﻠﻴﻔﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻓــﻲ ﺣــﺎدﺛــﺔ ﻗﺒﺮﺷﻤﻮن ﻣـﻊ أن »اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت« ﻛﺎﻧﺖ ﻗـﺪ ﻗﻄﻌﺖ ﺷﻮﻃﴼ ﻓﻲ إﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ، ﻟﻜﻦ اﻗﺘﺮاﺣﻪ -ﺣﺴﺐ اﳌﺼﺪر اﻟــــــﻮز­اري- ﻗــﻮﺑــﻞ ﺑــﺎﻟــﺮﻓـ­ـﺾ ﻷﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ﺳـﺒـﺐ، ﻣــﺎ دﻓــﻊ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻃـــﺮاف إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ وﻟﺪ ﻣﻴﺘﴼ.

وﻋﻠﻤﺖ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن ﻣﻦ أﺳــﺒــﺎب رﻓــﺾ ﻫــﺬا اﻻﻗـــﺘـــ­ﺮاح، وﺟــﻮد ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟـﺪى ﻗـﻴـﺎدات اﻷﺟـﻬـﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻋـــﻠـــﻰ رأﺳـــﻬـــ­ﺎ ﻗـــﻴـــﺎد­ة اﻟــﺠــﻴــ­ﺶ ﺑــﺄن إﻗﺤﺎﻣﻬﺎ ﻓـﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺤﺎول اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ »اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت«، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻗﺤﺎم اﻷﺟﻬﺰة ﻓﻲ ﻣﺒﺎرزة ﻳﺮاد ﻣﻨﻬﺎ إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﺠﻬﺔ اﻹﻗﺮار ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺨﻄﻂ ﻻﻏﺘﻴﺎل أﺣﺪ اﻟﻮزراء. ﻛﻤﺎ أن اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﺮف أو ذاك إﻟﻰ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﻼﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻰ أي ﺗﺤﻘﻴﻖ، ﻻ ﻳﻌﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ارﺗﻜﺎب أي ﺟﺮم.

ﻛـــﻤـــﺎ أن ﻣــــﺎ أﺷــــﻴـــ­ـﻊ ﻋــــﻦ وﺟــــﻮد أﺷﺮﻃﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺨﻄﻂ ﻻﻏﺘﻴﺎل أﺣﺪ اﻟﻮزراء وﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﳌﻘﺼﻮد ﺻﺎﻟﺢ اﻟـﻐـﺮﻳـﺐ أو ﺟـﺒـﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ ﻓـﻲ ﺿﻮء ﺗﻌﺪد اﻟﺮواﻳﺎت ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻮاﺣﺪ، ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﺤﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاول ﻓــﻲ ﺿـــﻮء اﻟـﺘـﺤـﻘـﻴ­ـﻘـﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗﻮﻟﺘﻬﺎ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﳌﺨﺎﺑﺮات ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ ﻣﻊ ﻋﺪد ﻣـﻦ اﻟـﺬﻳـﻦ أرﺳـﻠـﻮا رﺳـﺎﺋـﻞ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺨﻄﻂ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ.

وردﴽ ﻋﻠﻰ ﺳﺆال، أوﺿﺢ اﳌﺼﺪر اﻟـــﻮزاري أن ﻣـﻦ ﻛــﺎن ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﺠﻴﺶ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ أراد اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ وﻓــــﻲ ﺣــﺴــﺎﺑــ­ﻪ أﻧــــﻪ ﺳــﻴــﻜــﻮ­ن ﻟـﻠـﺤـﺰب »اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ« ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻨﺎوئ ﻟﻬﺎ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ.

وﺗـﻮﻗـﻒ اﳌـﺼـﺪر أﻣــﺎم ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟـﺨـﻄـﺐ اﻟــﺘــﻲ أﻟــﻘــﺎﻫـ­ـﺎ وزﻳــﺮ اﻟــــﺪﻓــ­ــﺎع إﻟـــﻴـــﺎ­س ﺑــﻮﺻــﻌــ­ﺐ ﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﺗـﺪﺷـﲔ ﺳـﺎﺣـﺎت ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، وﺳﺄل: ﻣﺎ اﻟﺠﺪوى ﻣﻦ اﻟﻘﻔﺰ ﻓﻮق ﻟﻘﺎء اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ؟ وﻗﺎل إن ﻛﻞ اﻟﺴﺎﺣﺎت ﻫﻲ ﻟﻠﺠﻴﺶ، وإﻧﻪ ﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺪﺷﲔ ﺑﻌﻀﻬﺎ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻣﻨﺼﺔ ﻟﻺﻏﺎرة ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻐﻤﺰ ﻣﻦ ﻗﻨﺎة »اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ« اﻟﺬي ﺑــــﺎدر إﻟـــﻰ اﻟـﺘـﻌـﻤـﻴ­ـﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـ­ﻪ ﺑﻌﺪم اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻗﻮاﻟﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ.

ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﺮﺟﻴﺢ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟــﺤــﺎدﺛـ­ـﺔ ﻗـﺒـﺮﺷـﻤـﻮ­ن ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺨــﻴــ­ﺎرات اﻷﺧـــــــ­ﺮى وﺗـــﺤـــﺪ­ﻳـــﺪﴽ اﻷﻣـــﻨـــ­ﻴـــﺔ ﻣــﻨــﻬــﺎ، ﻗﻮﺑﻞ ﺑﺎرﺗﻴﺎح ﻓﺮﻳﻖ وﺑﺎﻣﺘﻌﺎض ﻣﻦ آﺧﺮ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻗﻴﺎدة اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺳﺎﺣﺘﻬﺎ وﺣﻔﻈﺖ اﻷﻣــﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ، ﻣﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ -ﺣﺴﺐ اﳌــﺼــﺪر اﻟــــــﻮز­اري- ﻋــﻠــﻰ دور رﺋـﻴـﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮي ﺑﺪﻋﻢ ﻏﻴﺮ ﻣــﺸــﺮوط ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺮﻳـ­ـﺮي ﻓــﻲ ﺗـﺮﺟـﻴـﺢ ﻛﻔﺔ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ ﻛﻤﺪﺧﻞ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺟﻠﺴﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء.

وﻋــﻠــﻴــ­ﻪ، ﻓــــﺈن »اﻟـــﻐـــﻴ­ـــﺎرى« ﻋـﻠـﻰ دور اﻟﺠﻴﺶ ﻟـﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣـﻦ إﻗﺤﺎم ﺣـﺎدﺛـﺔ ﻗﺒﺮﺷﻤﻮن ﻓـﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ اﻟــﺤــﺴــ­ﺎﺑــﺎت ﻋــﻠــﻰ ﻃــﺮﻳــﻖ اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﺨﻮض اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷواﻧﻪ اﺳﺘﺤﻀﺎرﻫﺎ، رﻏﻢ أن اﻟﺒﻌﺾ ﺑــﺎت ﻳﻘﻠﻖ ﺣـﻴـﺎل ﻋــﺪم ﻗـﺪرة ﺑﺎﺳﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻚ اﺷﺘﺒﺎك ﻳﻌﻴﺪ ﻟـــﻪ ﺣــﻴــﻮﻳــ­ﺔ اﻟــﺘــﻮاﺻ­ــﻞ ﻣـــﻊ اﻟـــﻮﻻﻳــ­ـﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة وﺑــﻌــﺾ اﻟـــــﺪول اﻷوروﺑـــﻴ­ـــﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

وﻟﻬﺬا ﻳﺼﻄﺪم ﺑﻌﺾ »اﻟﻐﻴﺎرى« ﺑﺤﺎﺋﻂ ﻣـﺴـﺪود ﻓـﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﻢ ﺟﺮ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ إﻟــﻰ ﻣﻠﻌﺒﻬﻢ وإدﺧـﺎﻟـﻪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎرزات ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه، وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟـﻰ ﻣﻦ ﻳﺮوج ﻟﻬﺎ وﻳﺤﺼﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ -ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﳌﺼﺪر اﻟﻮزاري- ﻓﻲ ﺿﻮء ارﺗـــﻔـــ­ﺎع ﻣــﻨــﺴــﻮ­ب اﻟــﻘــﻠــ­ﻖ ﻟـــﺪى ﻫــﺆﻻء اﻟﻐﻴﺎرى ﺣﻴﺎل ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﺧـــﺼـــﻮﺻ­ـــﴼ أن إﺻــــــﺮا­رﻫــــــﻢ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـﺎ ﻃﺎﻟﺒﻮا ﺑـﻪ ﻣـﻦ إﺟـــﺮاءات ﺑﻌﺪ ﺣﺎدﺛﺔ ﻗـﺒـﺮﺷـﻤـﻮ­ن ﻗــﺪ اﻧـﻘـﻠـﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﲔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﴼ أن ﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﻬﺬه اﻟﺬراﺋﻊ.

 ??  ?? اﻟﻌﻤﺎد ﺟﻮزﻳﻒ ﻋﻮن
اﻟﻌﻤﺎد ﺟﻮزﻳﻒ ﻋﻮن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia