اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺠﺒﻞ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ
ﻗﺎﺋﺪ اﳉﻴﺶ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ دوره اﶈﺎﻳﺪ وأﺛﺒﺖ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻄﺮف دون آﺧﺮ
ﻛــــﺸــــﻒ ﻣـــــﺼـــــﺪر وزاري ﺑــــــﺎرز أن اﻟـــــﺮﻛـــــﻮن إﻟــــــﻰ اﻟــــﺤــــﻞ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟـﺘـﺪاﻋـﻴـﺎت اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺠﺒﻞ واﻟــﺬي ﺗﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء اﳌــﺼــﺎﻟــﺤــﺔ واﳌـــﺼـــﺎرﺣـــﺔ اﻟـــــﺬي رﻋـــﺎه رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن، دﻓﻊ ﻓــﻲ اﺗــﺠــﺎه ﻗﻄﻊ اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮزراء »اﻟﻐﻴﺎرى« اﳌﻨﺘﻤﲔ إﻟﻰ »ﺗﻜﺘﻞ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻘﻮي« ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺟـﺒـﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳﺼﺮون ﻋـﻠـﻰ اﻋــﺘــﻤــﺎد اﻟــﺤــﻞ اﻷﻣــﻨــﻲ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ، وﻗﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إن اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑـﲔ وﺟﻬﺘﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﻇﻬﺮ ﺟﻠﻴﴼ ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﻄﺎرئ اﻟﺬي رأﺳﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻮن ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻓﻮر وﻗﻮع اﻟﺤﺎدﺛﺔ.
وﻟــﻔــﺖ اﳌــﺼــﺪر اﻟــــــﻮزاري إﻟـــﻰ أن رﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﻛـــــﺎن ﻓــــﻲ ﻃـﻠـﻴـﻌـﺔ اﳌـﻄـﺎﻟـﺒـﲔ ﺑﺘﻐﻠﻴﺐ اﻟــﺤــﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﻠــﻮل ذات اﻟــﻄــﺎﺑــﻊ اﻷﻣــﻨــﻲ، وﻗﺎل إن ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﻤﺎد ﺟﻮزف ﻋﻮن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ وزﻳﺮ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻞ اﻷﻣﻨﻲ.
وأﻛﺪ أن ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد اﻟــﺤــﻞ اﻷﻣــﻨــﻲ ﺗــﺠــﻨــﺐ ﻓــﻲ ﻣــﺪاﺧــﻼﺗــﻪ اﻹﺷــﺎرة ﺑﻮﺿﻮح إﻟـﻰ ﻫـﺬا اﻟﺤﻞ وإن ﻛــــﺎن رﻛـــــﺰ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻀــﺎﻣــﻴــﻨــﻪ ﺑــﺬرﻳــﻌــﺔ أن ﻫــﻨــﺎك ﺿــــﺮورة ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ دورﻳــــﺎت ﻟــﻠــﺠــﻴــﺶ ﻓـــﻲ ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ اﻟـــﺒـــﻠـــﺪات ﻓـﻲ ﻗــــﻀــــﺎء ي اﻟــــﺸــــﻮف وﻋـــﺎﻟـــﻴـــﻪ وإﻗـــﺎﻣـــﺔ ﺣــــــﻮاﺟــــــﺰ ﻓــــــﻲ ﺑـــﻌـــﻀـــﻬـــﺎ ﺑـــﺤـــﺜـــﴼ ﻋــﻦ اﳌـﺘـﻮرﻃـﲔ ﻓـﻲ اﻟـﺤـﺎدﺛـﺔ وﻣﻼﺣﻘﺘﻬﻢ ﻟﺘﻮﻗﻴﻔﻬﻢ.
وﻗﺎل اﳌﺼﺪر اﻟﻮزاري إن اﻟﻌﻤﺎد ﻋـﻮن رأى أﻧـﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟـﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺟـــــــــــــﺮاءات وأن وﺣـــــــــﺪات اﻟــﺠــﻴــﺶ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ي اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ، وأن ﻫﻨﺎك ﺿﺮورة ﻟﻼﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ورأى أن ﺑﻌﺾ اﻟــﻮزراء ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ ﻓﻲ اﺳﺘﺪراج ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ إﻟﻰ ﻣﻠﻌﺒﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺠﻴﺶ ﻫﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﺘﻬﺪﺋﺔ، وأن ﻣـﺎ ﺣﺼﻞ ﻫـﻮ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻼﺣﺘﻘﺎن اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟــــﺬي ﻻ ﻳــﻌــﺎﻟــﺞ ﺑـﺘـﺪاﺑـﻴـﺮ أﻣــﻨــﻴــﺔ ﻣـــﻦ دون أن ﺗـــﻜـــﻮن ﻣــﺪﻋــﻮﻣــﺔ ﺑﺘﺪاﺑﻴﺮ أﺧﺮى ذات ﻃﺎﺑﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ.
واﻋـــﺘـــﺒـــﺮ أن ﺑــﻌــﺾ اﻟـــــــــﻮزراء ﻟـﻢ ﻳـﻨـﺠـﺤـﻮا ﻓــﻲ ﻣــﺰاﻳــﺪاﺗــﻬــﻢ اﻟﺸﻌﺒﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎد ﻋــﻮن، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗــﺒــﲔ أن اﳌــــﺨــــﺎوف اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــــــﺬرع ﺑﻬﺎ ﻫـــﺆﻻء ﻟــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻓــﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻓــﻲ ﺿـﻮء اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ وﺣﺪات اﻟﺠﻴﺶ اﳌﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﻗﻀﺎءي اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ وأدى إﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺣﺪوث ردود ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎدﺛﺔ.
وأﺷـــــــﺎر اﳌــــﺼــــﺪر اﻟــــــــــﻮزاري إﻟـــﻰ أن اﻟــﻌــﻤــﺎد ﻋـــﻮن ﺗــﻨــﺒــﻪ ﻣــﻨــﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﻟــــﻰ ﻟـﺤـﺼـﻮل ﺣــﺎدﺛــﺔ اﻟـﺠـﺒـﻞ إﻟـﻰ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻤﺪدﻫﺎ إﻟـﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧـﺮى، وﻫــــــﺬا ﻣــــﺎ دﻓـــــﻊ ﻗــــﻴــــﺎدة اﻟــﺠــﻴــﺶ إﻟــﻰ ﺗﻜﺜﻴﻒ إﺟﺮاء اﺗﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺪم اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻣﻄﺐ اﳌــﺤــﺎوﻻت اﻟـﺮاﻣـﻴـﺔ إﻟــﻰ إﻇﻬﺎر اﻟﺠﻴﺶ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻔﺮﻳﻖ دون اﻵﺧﺮ. وأﻛﺪ أن اﻟــﻌــﻤــﺎد ﻋـــﻮن ﻧـﺠـﺢ ﻓــﻲ اﻻﺧـﺘـﺒـﺎر وﻫـــــﺬا ﻣـــﺎ دﻓــــﻊ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷﻃـــــــﺮاف إﻟــﻰ اﻟــﺮﻫــﺎن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺠـﻴـﺶ ﻛــﺼــﻤــﺎم أﻣــﺎن ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻷﻣﻨﻲ، رﻏﻢ ارﺗﻔﺎع ﻣﻨﺴﻮب اﻟﺘﺄزم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ.
وﻛﺸﻒ اﳌﺼﺪر اﻟــﻮزاري أن أﺣﺪ اﻟــــــﻮزراء أراد أن ﻳــﻮﻇــﻒ اﻟــﺘــﺪاﻋــﻴــﺎت اﳌـــﺘـــﺮﺗـــﺒـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــــﺎدﺛــــﺔ ﻗــﺒــﺮﺷــﻤــﻮن ﳌﻮاﺻﻠﺔ ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ »ﺷﻌﺒﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت« اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻘﻮى اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﻮﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻐﻠﻘﺔ، وﻗﺎل إﻧـــﻪ اﻗــﺘــﺮح ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ ﻟـﺠـﻨـﺔ أﻣــﻨــﻴــﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ وﺗﻜﻠﻴﻔﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻓــﻲ ﺣــﺎدﺛــﺔ ﻗﺒﺮﺷﻤﻮن ﻣـﻊ أن »اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت« ﻛﺎﻧﺖ ﻗـﺪ ﻗﻄﻌﺖ ﺷﻮﻃﴼ ﻓﻲ إﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ، ﻟﻜﻦ اﻗﺘﺮاﺣﻪ -ﺣﺴﺐ اﳌﺼﺪر اﻟــــــﻮزاري- ﻗــﻮﺑــﻞ ﺑــﺎﻟــﺮﻓــﺾ ﻷﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ﺳـﺒـﺐ، ﻣــﺎ دﻓــﻊ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻃـــﺮاف إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ وﻟﺪ ﻣﻴﺘﴼ.
وﻋﻠﻤﺖ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن ﻣﻦ أﺳــﺒــﺎب رﻓــﺾ ﻫــﺬا اﻻﻗـــﺘـــﺮاح، وﺟــﻮد ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟـﺪى ﻗـﻴـﺎدات اﻷﺟـﻬـﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻋـــﻠـــﻰ رأﺳـــﻬـــﺎ ﻗـــﻴـــﺎدة اﻟــﺠــﻴــﺶ ﺑــﺄن إﻗﺤﺎﻣﻬﺎ ﻓـﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺤﺎول اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ »اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت«، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻗﺤﺎم اﻷﺟﻬﺰة ﻓﻲ ﻣﺒﺎرزة ﻳﺮاد ﻣﻨﻬﺎ إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﺠﻬﺔ اﻹﻗﺮار ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺨﻄﻂ ﻻﻏﺘﻴﺎل أﺣﺪ اﻟﻮزراء. ﻛﻤﺎ أن اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﺮف أو ذاك إﻟﻰ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﻼﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻰ أي ﺗﺤﻘﻴﻖ، ﻻ ﻳﻌﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ارﺗﻜﺎب أي ﺟﺮم.
ﻛـــﻤـــﺎ أن ﻣــــﺎ أﺷــــﻴــــﻊ ﻋــــﻦ وﺟــــﻮد أﺷﺮﻃﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺨﻄﻂ ﻻﻏﺘﻴﺎل أﺣﺪ اﻟﻮزراء وﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﳌﻘﺼﻮد ﺻﺎﻟﺢ اﻟـﻐـﺮﻳـﺐ أو ﺟـﺒـﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ ﻓـﻲ ﺿﻮء ﺗﻌﺪد اﻟﺮواﻳﺎت ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻮاﺣﺪ، ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﺤﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاول ﻓــﻲ ﺿـــﻮء اﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻘـﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗﻮﻟﺘﻬﺎ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﳌﺨﺎﺑﺮات ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ ﻣﻊ ﻋﺪد ﻣـﻦ اﻟـﺬﻳـﻦ أرﺳـﻠـﻮا رﺳـﺎﺋـﻞ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺨﻄﻂ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ.
وردﴽ ﻋﻠﻰ ﺳﺆال، أوﺿﺢ اﳌﺼﺪر اﻟـــﻮزاري أن ﻣـﻦ ﻛــﺎن ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﺠﻴﺶ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ أراد اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ وﻓــــﻲ ﺣــﺴــﺎﺑــﻪ أﻧــــﻪ ﺳــﻴــﻜــﻮن ﻟـﻠـﺤـﺰب »اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ« ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻨﺎوئ ﻟﻬﺎ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ.
وﺗـﻮﻗـﻒ اﳌـﺼـﺪر أﻣــﺎم ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟـﺨـﻄـﺐ اﻟــﺘــﻲ أﻟــﻘــﺎﻫــﺎ وزﻳــﺮ اﻟــــﺪﻓــــﺎع إﻟـــﻴـــﺎس ﺑــﻮﺻــﻌــﺐ ﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﺗـﺪﺷـﲔ ﺳـﺎﺣـﺎت ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، وﺳﺄل: ﻣﺎ اﻟﺠﺪوى ﻣﻦ اﻟﻘﻔﺰ ﻓﻮق ﻟﻘﺎء اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ؟ وﻗﺎل إن ﻛﻞ اﻟﺴﺎﺣﺎت ﻫﻲ ﻟﻠﺠﻴﺶ، وإﻧﻪ ﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺪﺷﲔ ﺑﻌﻀﻬﺎ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻣﻨﺼﺔ ﻟﻺﻏﺎرة ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻐﻤﺰ ﻣﻦ ﻗﻨﺎة »اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ« اﻟﺬي ﺑــــﺎدر إﻟـــﻰ اﻟـﺘـﻌـﻤـﻴـﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﻪ ﺑﻌﺪم اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻗﻮاﻟﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﺮﺟﻴﺢ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟــﺤــﺎدﺛــﺔ ﻗـﺒـﺮﺷـﻤـﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺨــﻴــﺎرات اﻷﺧـــــــﺮى وﺗـــﺤـــﺪﻳـــﺪﴽ اﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ ﻣــﻨــﻬــﺎ، ﻗﻮﺑﻞ ﺑﺎرﺗﻴﺎح ﻓﺮﻳﻖ وﺑﺎﻣﺘﻌﺎض ﻣﻦ آﺧﺮ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻗﻴﺎدة اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺳﺎﺣﺘﻬﺎ وﺣﻔﻈﺖ اﻷﻣــﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻮف وﻋﺎﻟﻴﻪ، ﻣﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ -ﺣﺴﺐ اﳌــﺼــﺪر اﻟــــــﻮزاري- ﻋــﻠــﻰ دور رﺋـﻴـﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮي ﺑﺪﻋﻢ ﻏﻴﺮ ﻣــﺸــﺮوط ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي ﻓــﻲ ﺗـﺮﺟـﻴـﺢ ﻛﻔﺔ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ ﻛﻤﺪﺧﻞ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺟﻠﺴﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء.
وﻋــﻠــﻴــﻪ، ﻓــــﺈن »اﻟـــﻐـــﻴـــﺎرى« ﻋـﻠـﻰ دور اﻟﺠﻴﺶ ﻟـﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣـﻦ إﻗﺤﺎم ﺣـﺎدﺛـﺔ ﻗﺒﺮﺷﻤﻮن ﻓـﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ اﻟــﺤــﺴــﺎﺑــﺎت ﻋــﻠــﻰ ﻃــﺮﻳــﻖ اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﺨﻮض اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷواﻧﻪ اﺳﺘﺤﻀﺎرﻫﺎ، رﻏﻢ أن اﻟﺒﻌﺾ ﺑــﺎت ﻳﻘﻠﻖ ﺣـﻴـﺎل ﻋــﺪم ﻗـﺪرة ﺑﺎﺳﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻚ اﺷﺘﺒﺎك ﻳﻌﻴﺪ ﻟـــﻪ ﺣــﻴــﻮﻳــﺔ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣـــﻊ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة وﺑــﻌــﺾ اﻟـــــﺪول اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
وﻟﻬﺬا ﻳﺼﻄﺪم ﺑﻌﺾ »اﻟﻐﻴﺎرى« ﺑﺤﺎﺋﻂ ﻣـﺴـﺪود ﻓـﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﻢ ﺟﺮ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ إﻟــﻰ ﻣﻠﻌﺒﻬﻢ وإدﺧـﺎﻟـﻪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎرزات ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه، وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟـﻰ ﻣﻦ ﻳﺮوج ﻟﻬﺎ وﻳﺤﺼﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ -ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﳌﺼﺪر اﻟﻮزاري- ﻓﻲ ﺿﻮء ارﺗـــﻔـــﺎع ﻣــﻨــﺴــﻮب اﻟــﻘــﻠــﻖ ﻟـــﺪى ﻫــﺆﻻء اﻟﻐﻴﺎرى ﺣﻴﺎل ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ أن إﺻــــــﺮارﻫــــــﻢ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـﺎ ﻃﺎﻟﺒﻮا ﺑـﻪ ﻣـﻦ إﺟـــﺮاءات ﺑﻌﺪ ﺣﺎدﺛﺔ ﻗـﺒـﺮﺷـﻤـﻮن ﻗــﺪ اﻧـﻘـﻠـﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﲔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﴼ أن ﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﻬﺬه اﻟﺬراﺋﻊ.