ﺑﻜﲔ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﺪوﻻر ﺑﻮﻗﻒ ﺷﺮاء اﻟﺬﻫﺐ

ﻣﻊ اﺣﺘﺪام اﳊﺮب اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﺧﺮوج ٨٨ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﰲ ٣ أﺷﻬﺮ

ﻗــﻴــﺪت اﻟــﺼــﲔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺣـــﺎد واردات اﻟــﺬﻫــﺐ ﻣــﻨــﺬ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳــــــﺎر( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻓﻲ ﺧـــﻄـــﻮة ﻗــــﺪ ﺗـــﻬـــﺪف إﻟـــــﻰ ﻛـــﺒـــﺢ ﺗــﺪﻓــﻘــﺎت اﻟــــــــﺪوﻻرات إﻟــــﻰ ﺧـــــﺎرج اﻟـــﺒـــﻼد وﺗــﻌــﺰﻳــﺰ ﻋـﻤـﻠـﺘـﻬـﺎ اﻟـــﻴـــﻮان ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳــﺘــﺒــﺎﻃــﺄ اﻟـﻨـﻤـﻮ اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدي. وﻧـــﻘـــﻠـــﺖ »روﻳــــــﺘــــــﺮز« ﻋـﻦ ﻣــﺼــﺎدر ﻣﻄﻠﻌﺔ، ﺗـﺤـﺪﺛـﺖ ﺷـﺮﻳـﻄـﺔ ﻋـﺪم اﻟﻜﺸﻒ ﻋـﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻷﻧـﻬـﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم، ﻗﻮﻟﻬﺎ إن ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺒﺮ اﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺧﻔﺾ اﻟـﻮاردات ﺑﻤﺎ ﺑﲔ ٠٠٣ و٠٠٥ ﻃﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣـﻊ اﻟـﻌـﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ، أو ﻣـﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺑـﲔ ٥١ و٥٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.

وﺗﺄﺗﻲ اﻟﻘﻴﻮد ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺣﺮب ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪة ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓــﻲ ﺗــﺮاﺟــﻊ اﻟـﻨـﻤـﻮ ﻓــﻲ اﻟــﺼــﲔ إﻟــﻰ أﺑﻄﺄ وﺗــــﻴــــﺮة ﻓــــﻲ ﻧـــﺤـــﻮ ٣ ﻋــــﻘــــﻮد، ووﺿـــﻌـــﺖ ﺿــﻐــﻮﻃــﴼ ﻋــﻠــﻰ اﻟــــﻴــــﻮان ﻣــﻤــﺎ دﻓـــﻌـــﻪ إﻟــﻰ أدﻧـﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﺬ ٨٠٠٢. واﻟﺼﲔ أﻛﺒﺮ ﻣـــﺴـــﺘـــﻮرد ﻟــﻠــﺬﻫــﺐ ﻓــــﻲ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ. ووﻓــﻘــﴼ ﻟــﺒــﻴــﺎﻧــﺎت اﻟـــﺠـــﻤـــﺎرك اﻟــﺼــﻴــﻨــﻴــﺔ، ﻓــﺈﻧــﻬــﺎ اﺳـــــﺘـــــﻮردت اﻟــــﻌــــﺎم اﳌــــﺎﺿــــﻲ ٠٠٥١ ﻃـﻦ ﻣـــﻦ اﳌـــﻌـــﺪن اﻟــﻨــﻔــﻴــﺲ ﻗـﻴـﻤـﺘـﻬـﺎ ﻧــﺤــﻮ ٠٦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، أو ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺛﻠﺚ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﳌـــــﻌـــــﺮوض اﻟــــﻌــــﺎﳌــــﻲ. ووﻓــــﻘــــﴼ ﻟــﺒــﻴــﺎﻧــﺎت رﺳـــﻤـــﻴـــﺔ، ﻓــــــﺈن اﻟـــﻄـــﻠـــﺐ اﻟـــﺼـــﻴـــﻨـــﻲ ﻋــﻠــﻰ اﻟﺤﻠﻲ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎﺋﻚ واﻟﻌﻤﻼت اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺪن اﻷﺻﻔﺮ، ﺗﻀﺎﻋﻔﺎ ٣ ﻣـﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﳌﺎﺿﻴﲔ ﻣﻊ ازدﻳﺎد ﺛﺮاء اﻟﺒﻼد ﺑﺨﻄﻰ ﺳﺮﻳﻌﺔ.

وﻣــــــﻦ ﻧـــﺎﺣـــﻴـــﺔ أﺧـــــــــﺮى؛ ﺗــﻀــﺎﻋــﻔــﺖ اﺣـﺘـﻴـﺎﻃـﺎت اﻟــﺬﻫــﺐ اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺼـﲔ ٥ ﻣـــﺮات ﻟﺘﺼﻞ إﻟــﻰ ﻧـﺤـﻮ أﻟـﻔـﻲ ﻃــﻦ، وﻓﻘﴼ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت رﺳﻤﻴﺔ.

وﺗـﻈـﻬـﺮ أرﻗـــﺎم اﻟــﺠــﻤــﺎرك أن اﻟﺼﲔ اﺳـــــﺘـــــﻮردت ٥٧٥ ﻃـــﻨـــﴼ ﻣــــﻦ اﻟــــﺬﻫــــﺐ ﻓـﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ ﻫـﺬا اﻟـﻌـﺎم، اﻧﺨﻔﺎﺿﴼ ﻣﻦ ٣٨٨ ﻃﻨﴼ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ٨١٠٢.

وﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﺎﺿﻲ، اﺳﺘﻮردت اﻟﺼﲔ ١٧ ﻃﻨﴼ، اﻧﺨﻔﺎﺿﴼ ﻣـﻦ ٧٥١ ﻃﻨﴼ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ. وﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان( اﳌــﺎﺿــﻲ، وﻫــﻮ أﺣـﺪث ﺷـﻬـﺮ ﻣـﺘـﺎﺣـﺔ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎﺗـﻪ، ﻛــﺎن اﻻﻧـﺨـﻔـﺎض أﻛـﺜـﺮ ﺣــﺪة ﻣـﻊ اﺳـﺘـﻴـﺮاد ٧٥ ﻃﻨﴼ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ٩٩١ ﻃﻨﴼ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ٨١٠٢.

وﺟـــــﺎء ﻣــﻌــﻈــﻢ واردات اﻟـــﺼـــﲔ ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺜﻞ ﺳﻮﻳﺴﺮا وأﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ وﺟﻨﻮب أﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻴـــﺎ، وﺗـــــﻢ دﻓـــــﻊ ﺛــﻤــﻨــﻬــﺎ ﺑــــﺎﻟــــﺪوﻻر اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ. وﻗﺎﻟﺖ اﳌﺼﺎدر إن داﻓﻊ اﻟﺼﲔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟـــﺢ ﻓـﻲ ﺗﻘﻴﻴﺪ واردات اﻟﺬﻫﺐ ﻫﻮ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺠﻢ اﻷﻣـﻮال اﳌﻐﺎدرة ﻟﻠﺒﻼد ﻣﻨﺬ ﻫﺒﻮط ﺣﺎد ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻴﻮان.

واﺗﺨﺬت اﻟﺼﲔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺧﻄﻮات ﻟﻜﺒﺢ ﺗﺪﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣـﻮال ﻣﻦ اﻟﺒﻼد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿﻌﻔﺖ ﻋﻤﻠﺘﻬﺎ. وﻗﺎل ﻣﺼﺮﻓﻴﻮن إﻧـــﻬـــﺎ ﻗـــﻴـــﺪت أﻳـــﻀـــﴼ ﺣــﺼــﺺ اﺳــﺘــﻴــﺮاد اﻟﺬﻫﺐ، وﻛـﺎن أﺣـﺪث ﻫـﺬه اﻟﺨﻄﻮات ﻓﻲ ٦١٠٢ ﺑﻌﺪ أن ﺿﻌﻒ اﻟﻴﻮان ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎد.

وﻫﺒﻂ اﻟﻴﻮان أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ أﻣــﺎم اﻟـــﺪوﻻر ﻣﻨﺬ أواﺋـــﻞ اﻟــﻌــﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ، وﺳﻤﺢ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﻨﺰل ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺰ ٧ ﻳﻮاﻧﺎت ﻟﻠﺪوﻻر ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ ﺳﻨﻮات.

وﻓﻲ ﺣﲔ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت رﺳﻤﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﻘﻴﺎس ﺗﺪﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣﻮال ﻣﻦ اﻟﺼﲔ، ﻓﺈن ﻣﻘﻴﺎﺳﴼ ﺷﻬﻴﺮﴽ، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻴﺰاﻧﻬﺎ ﻟﻠﻤﺪﻓﻮﻋﺎت، أﺷﺎر إﻟـﻰ أن اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت ﺑﻠﻐﺖ ٨٨ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم، وﻫﻲ أﻛﺒﺮ ﺗﺪﻓﻘﺎت ﻣﺴﺠﻠﺔ. وﻣـﻊ اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻣــﻦ اﻟــﻨــﻘــﺪ اﻷﺟــﻨــﺒــﻲ ﻋــﻨــﺪ ١٫٣ ﺗـﺮﻳـﻠـﻴـﻮن دوﻻر، ﻫﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺈن اﻟﺼﲔ ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟــﻘــﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟــﺪﻓــﺎع ﻋـﻦ ﻋﻤﻠﺘﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻣﺼﺮﻓﻴﲔ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن ﺗﻘﻴﻴﺪ واردات اﻟـــﺬﻫـــﺐ وﺳــﻴــﻠــﺔ ﺳــﻬــﻠــﺔ ﻟــﻜــﺒــﺢ ﺗــﺪﻓــﻘــﺎت رؤوس اﻷﻣﻮال إﻟﻰ اﻟﺨﺎرج دون اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻴﺸﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﲔ.