ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻟﻮﻛﺎرﻧﻮ... أﻓﻼم ﺗﺠﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﻔﻦ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳍﻮﻳﺔ
ﻳﺤﺘﻔﻲ ﺑﺪورﺗﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺴﺒﻌﲔ
ﻳــﻤــﻜــﻦ اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ إﻟـــــﻰ اﻟـــــــﺪورة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺴﺒﻌﲔ ﻣـﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻟـــﻮﻛـــﺎرﻧـــﻮ، ﺗــﻠــﻚ اﻟـــﺘـــﻲ ﺑـــــﺪأت ﻓـﻲ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻊ وﺗــﻨــﺘــﻬــﻲ ﻓــــﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻊ ﻋـﺸـﺮ ﻣــﻦ ﻫـــﺬا اﻟـﺸـﻬـﺮ ﻋـﻠـﻰ أﻧﻬﺎ دورة ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻟــــﺪورات اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ وإﻟـــﻰ اﳌﻔﻬﻮم اﻟـــــﻌـــــﺎم ﻟـــﻬـــﻮﻳـــﺔ ﻫـــــــﺬا اﳌـــﻬـــﺮﺟـــﺎن اﻟــــﺴــــﻮﻳــــﺴــــﺮي، وﺑـــﻌـــﻀـــﻬـــﺎ إﻟــــﻰ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟــﻔــﻨــﻲ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ، اﻟــﺴــﻴــﺪة ﻟـﻴـﻠـﻲ ﻫـﻨـﺴـﺘـﲔ، ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟـﺘـﺠـﺪد اﳌـﻨـﺸـﻮد اﻟـــﺬي ﻋـــﺎدة ﻣﺎ ﻳــﺄﺗــﻲ ﻣـــﻊ ﻛـــﻞ ﻣــﺪﻳــﺮ ﻓــﻨــﻲ ﺟـﺪﻳـﺪ ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻘﻌﺪه ﺧﻠﻔﴼ ﻵﺧﺮ ﺳﺎﺑﻖ.
ﻫــﻲ اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ ﻋـﺸـﺮ ﻓﻲ ﺳــﻠــﺴــﻠــﺔ ﻣــــﻦ ﺗــــﻮﻟــــﻮا إدارة ﻫـــﺬا اﳌـﻬـﺮﺟـﺎن اﻟــﺬي ﻃــﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﺒﻌﺔ ﻋـﻘـﻮد ﻛﺼﻠﺔ وﺻــﻞ أوﻟـﻰ ﺑﲔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﺠﻤﻬﻮر وآل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، اﻛﺘﺸﺎف اﳌﻮاﻫﺐ اﻟــﺘــﻲ ﻟــﻢ ﺗـﺘـﺢ ﻟـﻬـﺎ ﺳـﺎﺑـﻘـﴼ ﻓﺮﺻﺔ اﻟــــﻈــــﻬــــﻮر دوﻟـــــﻴـــــﴼ ﻓـــــﻲ اﳌـــﺤـــﺎﻓـــﻞ واﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﳌﺸﺎﺑﻬﺔ. ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓــﻼم ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻣــﺨــﺮﺟــﲔ ﻟـــﻢ ﻳـــﻤـــﺎرﺳـــﻮا ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻫــــــﺬا أﻛــــﺜــــﺮ ﻣــــﻦ ﻣـــــــﺮة أو ﻣـــﺮﺗـــﲔ وﺑـﺬﻟـﻚ ﺷـﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ اﳌﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﳌﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻟﻨﻄﺎق وﺑﺮﻫﻦ ﻋﻦ ﺟﺪارﺗﻪ.
ﻟــــﻜــــﻦ ﻣـــــــــﺎذا ﺗـــﻔـــﻌـــﻞ ﻟــــــﻮ ﻗــــﺮر ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن ﺻــﻨــﺪاﻧــﺲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ داﺋﺮة أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟـــﺤـــﲔ ﻟـــﻴـــﺲ ﺑــﺎﻟــﺒــﻌــﻴــﺪ ﻣــﺤــﻠــﻴــﺔ اﻻﻫــــﺘــــﻤــــﺎم ﻟـــﻜـــﻲ ﺗــــﺠــــﺬب إﻟــﻴــﻬــﺎ اﻷﻓﻼم اﻟﺸﺎﺑﺔ اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ؟ ﻟــﻮﻛــﺎرﻧــﻮ ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻷﺧـــﻴـــﺮة ﺧــﺴــﺮ ﺑــﻌــﺾ ﺣــﻀــﻮره ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺻﻨﺪاﻧﺲ.
ﺗـــﺒـــﻌـــﴼ ﻟـــــﺬﻟـــــﻚ أﻗـــــــــﺪم ﺑـــــــﺪوره ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺣﻀﻮر اﻷﻓــﻼم ﻏﻴﺮ اﳌـﻨـﺘـﻤـﻴـﺔ إﻟـــﻰ ﺷــﺮﻃــﻪ اﻷﺳــﺎﺳــﻲ ﻋـﻠـﻰ أﺳـــﺎس ﻋـﺮﺿـﻬـﺎ ﻓــﻲ أﻗـﺴـﺎم ﺧﺎرج اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻧﺠﺪ أن ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ﻫــﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ أﻓــﻼم ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻤﺎ ﺣﺎل اﻟﺪورات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻗــﺎم ﻓﻴﻬﺎ ﻛــﺎرﻟــﻮ ﺷـﺎﺗـﺮﻳـﺎن ﺑﺈدارة ﻫﺬا اﳌﺤﻔﻞ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ٣١٠٢ وﻫﻮ اﺧﺘﺎر ﻗﺒﻮل ﻋﺮض ﻻ ﻳﻤﻜﻦ رﻓﻀﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺑﺮﻟﲔ اﻷﻛﺒﺮ ﺣــﺠــﻤــﴼ وﻋـــﺎﳌـــﻴـــﺔ ﻣــــﻐــــﺎدرﴽ ﺻــﺮح ﻟﻮﻛﺎرﻧﻮ اﻟـﺬي ﺗﻢ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﺳﻨﺔ ٦٤٩١.
ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت
ﻋــﻠــﻰ ﻫـــﺬا اﻷﺳــــﺎس ﺳﻨﺠﺪ، وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ أﻓﻼم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣــﻦ اﳌـﺨـﺮﺟـﲔ اﻟــﺠــﺪد، ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة أﺧـــــﺮى ﻣـــﻦ اﻷﻓــــــﻼم اﻟــﺘــﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﺳـﻴـﻨـﻤـﺎﺋـﻴـﻮن ﻣـﻌـﺮوﻓـﻮن وﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ ﺳـﺒـﻖ وأن ﻋـــﺮض ﻓﻲ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎﻧــﺎت ﺳــﺎﺑــﻘــﺔ ﻫـــﺬا اﻟــﻌــﺎم. ﺳﻨﺠﺪ ﻣﺜﻼ ﻓﻴﻠﻢ »ذات ﻣــﺮة ﻓﻲ ﻫـــﻮﻟـــﻴـــﻮود« ﻟــﻜــﻮﻧــﱳ ﺗـﺎرﻧـﺘـﻴـﻨـﻮ اﻟــــــــﺬي ﻛـــــــﺎن ﺟـــــﻮﻫـــــﺮة ﻣـــﻬـــﺮﺟـــﺎن »ﻛـــــــــﺎن« اﻟـــﺴـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎﺋـــﻲ و»ﻋـــﺸـــﺐ أﻛﺜﺮ اﺧــﻀــﺮارﴽ« اﻟــﺬي ﺳﺒﻖ وأن ﻋﺮﺿﻪ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺻﻨﺪاﻧﺲ ﻧﻔﺴﻪ. ﺑــــﺎﻹﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟـــــﻰ ﻓــﻴــﻠــﻢ »٠٠٥٧« ﻟﺒﺎﺗﺮﻳﻚ ﻓﻮﻟﺮاث اﻟـﺬي ﺳﺒﻖ وأن أﻧﺠﺰ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻼم ﺳﺎﺑﻘﴼ وإن ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﺪ ﺑﺤﻴﺰ اﻫﺘﻤﺎم ﻛﺎﻟﺬي ﻳﻮﻟﻴﻪ ﻟﻪ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻟﻮﻛﺎرﻧﻮ.
وﻳﻮﻇﻒ اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻻﺣﺘﻔﺎء اﻟـــــﺬي ﻳـﻘـﻴـﻤـﻪ ﻟـﻠـﻤـﻤـﺜـﻠـﺔ ﻫــﻴــﻼري ﺳﻮاﻧﻚ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻋـﺪد ﻣﻦ أﻓﻼﻣﻬﺎ اﳌـــﻌـــﺮوﻓـــﺔ وﻣــــﻦ ﺑــﻴــﻨــﻬــﺎ »ﻣــﻠــﻴــﻮن دوﻻر ﺑﺎﻳﺒﻲ« ﻟﻜﻠﻴﻨﺖ إﻳﺴﺘﻮود و»اﻷوﻻد ﻻ ﻳـﺒـﻜـﻮن« ﻟﻠﻜﻤﺒﺮﻟﻲ ﺑﻴﺮس.
ﻋﻠﻰ أن اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﺑﺎﳌﻮاﻫﺐ اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪة ﻣــــﺎ زال ﻫــــﻮ اﻟــﻨــﻄــﺎق اﻷﻫـــــﻢ ﻓـــﻲ ﺣــﻴــﺎة ﻫــــﺬا اﳌــﻬــﺮﺟــﺎن اﻟـــــﺴـــــﻮﻳـــــﺴـــــﺮي اﻟـــــــــــﺬي ﻳــــﻘــــﻊ ﻓــﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺮوزﻧﺎﻣﺔ ﺑﲔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻛــــــﺎرﻟــــــﻮﻓــــــﻲ ﻓــــــــــــﺎري اﻟـــﺘـــﺸـــﻴـــﻜـــﻲ وﻣــﻬــﺮﺟــﺎن ﻓﻴﻨﻴﺴﻴﺎ اﻹﻳــﻄــﺎﻟــﻲ. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﺳﻨﺠﺪ ٧١ ﻓﻴﻠﻤﴼ ﻓــﻲ اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ ﻗــﺎدﻣــﺔ ﻣﻦ اﻟــﻴــﺎﺑــﺎن واﻟــﺒــﺮﺗــﻐــﺎل وإﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ وواﺣــــــــﺪا ﻣــﻘــﺪﻣــﺎ ﺑـــﺎﺳـــﻢ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﻓﻲ اﻟﺜﻮﺛﺮة« ﳌﺎﻳﺎ ﺧﻮري وآﺧــﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ )ﻣـﻊ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ وﻓــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ( ﺑــﻌــﻨــﻮان »ﻗﻄﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪار« ﳌﻴﻨﺎ ﻣﻴﻠﻴﻔﺎ وﻓﺎﺳﻴﻼ ﻛﺎزاﻛﻮﻓﺎ.
وﻛﻤﺎ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻬﺮﺟﺎن آﺧﺮ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻓﺠﻮة ﺑﲔ اﻷﻓﻼم اﳌﻨﺘﻘﺎة وﺑﲔ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺮض ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻪ أو ﻓﻲ ﺗﺄﻣﲔ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﳌـــﺘـــﻮﻗـــﻊ. ﺻــﺤــﻴــﺢ أن اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻠﺠﺎن اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻳﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﴽ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻓﻨﻴﴼ ﻣﻦ اﻷﻓــﻼم اﳌﺘﻮﻓﺮة ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳــﺤــﺪث ﻛــﺬﻟــﻚ أن ﻫـــﺬا اﻟــﺴــﻌــﻲ ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻛﺎﻣﻞ.
ﻳــــﻮﻓــــﺮ ﻓـــﻴـــﻠـــﻢ »اﻟــــﻔــــﺘــــﺎة ذات اﻷﺳــﺎور« ﻗـﺪرﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻗﺐ ﻓـﻲ وﺿــﻊ ﻓﺘﺎة ﻣﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻫـﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻨﻬﺎ. اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫـﻮ اﻗﺘﺒﺎس ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻟﺴﺘﻴﻔﺎﻧﻲ دﻳﻤﻮﺳﺘﻴﻴﻪ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ أرﺟﻨﺘﻴﻨﻲ ﺑــﻌــﻨــﻮان »اﳌــﺘــﻬــﻤــﺔ« ﻗـــﺎم ﻏــﻮﻧــﺰال ﺗﻮﺑﺎل ﺑﺘﺤﻘﻴﻘﻪ وﺗـﻢ ﻋﺮﺿﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻓﻴﻨﻴﺴﻴﺎ ﻓﻲ دورة اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ. اﳌﻌﻀﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣـﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺨﺮﺟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أﻋﺠﺒﺖ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع اﻟﺬي وﻓﺮه ذﻟﻚ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺤﻴﺚ ﺳــﺎرﻋــﺖ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻪ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ أم ﻻ. ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ﻓﻴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻴﺲ اﺳﺘﻨﺴﺎﺧﴼ ﻟﻔﻴﻠﻢ ﺗﻮﺑﺎل ﺑﻞ ﺗﻢ ﺗﺤﻴﻴﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ورد ﻫـــﻨـــﺎك ﻣــــﻦ أﺣــــــــﺪاث وﺻـــﺐ اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﻬـﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ ذاﺗــﻬــﺎ ﺳﻌﻴﴼ ﻻ ﻻﺗﻬﺎم اﻟﻔﺘﺎة ﺑﻞ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟـﺪﻻﺋـﻞ اﳌﺴﺎﻗﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻺداﻧﺔ.
ﻓــــﻲ اﳌـــﺴـــﺎﺑـــﻘـــﺔ اﻟــــﺪوﻟــــﻴــــﺔ ﺗـﻢ ﻋــــﺮض اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟــﻴــﺎﺑــﺎﻧــﻲ »ﻓــﺘــﺎة ﻣﺨﺘﻔﻴﺔ« ﻟﻜﻮﺟﻲ ﻓـﻮﻛـﺎدا )اﻟـﺬي ﺳــﻴــﻌــﺮﺿــﻪ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن ﻧــﻴــﻮﻳــﻮرك ﻻﺣــﻘــﴼ(. ﻳﺸﺘﻐﻞ اﳌــﺨــﺮج ﻓـﻮﻛـﺎدا ﻋـﻠـﻰ اﻷﺟــــﻮاء اﻟـﻐـﺎﻣـﻀـﺔ ﻣﻔﻀﻼ ﺗﻐﻴﻴﺐ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻣــــﺮأة ﺗـﻌـﻴـﺶ زﻣــﺎﻧــﲔ ﻣﺨﺘﻠﻔﲔ )اﳌــﻤــﺜــﻠــﺔ ﻣــﺎرﻳــﻜــﻮ ﺗــﺴــﻮﺗــﺴــﻮي(. ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺮد ﻓﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻏــﺎﻣــﻀــﺔ اﻟــــﺪواﻓــــﻊ ﺑـﺸـﺨـﺼـﻴـﺎت ﺗــــﻘــــﺪم ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺘـــﺼـــﺮف أوﻻ ﺛــﻢ اﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺛﺎﻧﻴﴼ. ﻫﻮ ﻓﻴﻠﻢ ﺟﻴﺪ إذا ﻣــﺎ ﺗـﻴـﺴـﺮ رﺑـــﻂ ﺧــﻴــﻮط اﻟـﺤـﻜـﺎﻳـﺔ ذات اﻟـــــﻌـــــﻼﻗـــــﺎت اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻴـــﺔ اﳌﺘﻌﺪدة ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ وأﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟــﻚ ﺑﻌﺾ اﻟـﺸـﻲء إذا ﻟـﻢ ﻳﺘﺴﻦ ذﻟﻚ اﻟﺮﺑﻂ.
ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺷﺎﻫﺪت »ﻟﻴﻞ ﺑﻼ ﻧﻬﺎﻳﺔ« ﻟﻠﻤﺨﺮج إﻳﻠﻮي إﻧـﺜـﻴـﺴـﻮ. ﺗـﺴـﻌـﻮن دﻗـﻴـﻘـﺔ ﻟـﺪراﻣـﺎ ذات ﻣـــﻨـــﺤـــﻰ ﻻﻓــــــــﺖ ﻟـــﻼﻫـــﺘـــﻤـــﺎم وﺟـــﺪﻳـــﺮ ﺑــﺎﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﺮ. ﻟــﻴــﺲ ﻫـﻨـﺎك ﻣـــﻦ ﺣــﻜــﺎﻳــﺔ ﺑـــﻘـــﺪر ﻣـــﺎ ﻫـــﻨـــﺎك ﻣـﻦ ﻣﻮاﻗﻒ. ﻋﻮدة رﺟﻞ اﺳﻤﻪ أﻧﻜﺴﻮ إﻟــــﻰ ﻗــﺮﻳــﺘــﻪ اﻟــﺮﻳــﻔــﻴــﺔ ﺗــﻔــﺘــﺢ ﺑــﺎب اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺣﻮﻟﻪ وﺣﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﻫـــﺬه اﻟـﺤـﻜـﺎﻳـﺔ ﺗـﺼـﻠـﺢ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣـــــﺎدة ﺗــﻘــﻊ أﺣــﺪاﺛــﻬــﺎ ﻓـــﻲ أي ﺑﻠﺪ ﺣـﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻜﻦ اﳌﻤﻴﺰ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﺑﲔ ﺑﻮﻟﻨﺪا وأوﻛﺮاﻧﻴﺎ اﺳﻤﻬﺎ ﻏﺎﻟﻴﺴﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ، ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ ١٢٩١ ﻣﻠﻜﴼ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺧﻼل ﻗﺮون ﺑﻌﻴﺪة )اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ وﻣﺎ ﺑﻌﺪ(.
ﻣـــﺎ ﻳــﺘــﺒــﺎدﻟــﻪ اﳌــﻤــﺜــﻠــﻮن ﻫـﻨـﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻓﻲ إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟـــﺤـــﺎﺿـــﺮ ﻣـــﻌـــﴼ. اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت ﺗــﺒــﺪو داﺋــﻤــﴼ ﻏـﻴـﺮ راﺿــﻴــﺔ. اﻟﻔﻘﺮ ﻣﻨﺘﺸﺮ واﻟــﺤــﺮوب اﳌـﺘـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻣﺎ زاﻟــﺖ ﺗـﺘـﺮك ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﺷﻌﺐ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻻ ﻟﻨﻔﺴﻪ. اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ أن »ﻧﻔﺴﻪ« ﺗﻠﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺣﺎﺿﺮة ﻛﻜﻴﺎن.
ﻣـــﺜـــﻠـــﻪ ﻓــــــﻲ ﺗــــﻘــــﺪﻳــــﻢ ﺣـــﻜـــﺎﻳـــﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻧﺘﻤﺎء اﺗﻬﺎ ﻧﺠﺪ »اﻟﻈﺮاﻓﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ أﺣـــــــﺪاﺛـــــــﻪ ﻓــــــﻲ ﺟــــــﺰﻳــــــﺮة ﻟــــﻮﻻﻧــــﺪ اﻟــﻬــﻮﻟــﻨــﺪﻳــﺔ وﺗــﺘــﺤــﺪث ﻋــﻦ اﻣـــﺮأة أﳌﺎﻧﻴﺔ ﺗــﺰور اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻜﻲ ﺗﺠﺮي ﺗﺤﻘﻴﻘﴼ ﺣﻮل ﻣﺼﻴﺮ أﺑﻨﺎء اﻟﺠﺰﻳﺮة إذا ﻣﺎ ﺗﻢ ﺑﻨﺎء ﺟﺴﺮ ﻣـــﺰﻣـــﻊ ﻳــﺮﺑــﻄــﻬــﺎ ﺑــﺄﳌــﺎﻧــﻴــﺎ. ﻛـﻴـﻒ ﺳـﻴـﺸـﻌـﺮون؟ ﻣــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﻊ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺣﻴﺎة ﻫﺆﻻء وﻣﺎ إذا ﻛــــﺎن اﳌـــﺸـــﺮوع ﺳـــﻴـــﺆدي إﻟــﻰ زﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار ﺑﻌﺾ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻊ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺴﺮ أو ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻣﻨﻪ.
ﻫـــﻮ ﻟــﻴــﺲ ﺑــﺎﳌــﻮﺿــﻮع اﻟـــﺬي ﻳـﺜـﻴـﺮ اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑــﺤــﺪ ذاﺗــــﻪ، ﻟﻜﻦ اﳌــﺨــﺮﺟــﺔ آﻧـــﺎ ﺻــﻮﻓــﻴــﺎ ﻫــﺎرﺗــﻤــﺎن ﺗـﻨـﺠـﺢ ﻓـــﻲ ﺟـﻌـﻠـﻪ ﻛـــﺬﻟـــﻚ. ﻟـﺪﻳـﻬـﺎ اﻟـــﺮﻏـــﺒـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﻜـــﺸـــﻒ ﻋــــﻦ ﻛـﻴـﻒ ﺗــــﺆدي ﻗــــــﺮارات ﺗــﺒــﺪو ﳌﺘﺨﺬﻳﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ وﻣﻔﻴﺪة إﻟـﻰ ﺿﻴﺎع ﻫﻮﻳﺔ اﳌــﻮاﻃــﻨــﲔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﺳـﻴـﺘـﻌـﺮﺿـﻮن ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮارات.