ﻛﻴﻒ ﻳﻜﺴﺐ إردوﻏﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻮرﻳﺔ؟
ﻣــﻊ ﻧــﻬــﺎﻳــﺎت اﻟـــﺤـــﺮوب، أو اﻗـﺘـﺮاﺑـﻬـﺎ ﻣــﻦ اﻟـﻨـﻬـﺎﻳـﺎت، ﻳـﺄﺗـﻲ زﻣــﻦ ﻗـﻄـﻒ اﻟـﺜـﻤـﺎر. ﻻ ﻳـﺬﻛـﺮ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﻣـﺸـﺎرﻛـﺎت ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟــــﺤــــﺮوب، وﻻ ﺟــﻴــﻮﺷــﴼ ﺗــﺘــﺒــﺮع ﺑـﺎﻟـﻘـﺘـﺎل ﺧﺎرج ﺣﺪودﻫﺎ ﻣﻦ دون ﻣﻘﺎﺑﻞ. وﺳﻮرﻳﺎ، اﻟﺴﺎﺣﺔ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺠﻴﻮش وﻟﻜﻞ أﻧـﻮاع اﻟـﺘـﺪﺧـﻼت، ﺗﻮﻓﺮ ﻓﺮﺻﴼ ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻴﻬﺎ. ﻻﺋﺤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻣﻦ دول ﺻﻐﺮى وﻛﺒﺮى، إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ، ﻏﻤﺴﺖ أﺻـﺎﺑـﻌـﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﺮح اﻟــﺴــﻮري اﻟــﻨــﺎزف، واﻟــﺸــﺮاﻛــﺎت ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ ﺣـــﻮل ﻣــﺎﺋــﺪة ﺣـﺼـﺎد اﻟﻐﻼل. ﺷﺮاﻛﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ - روﺳﻴﺔ - إﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻟـﺪول اﻟﻀﺎﻣﻨﺔ«، ﻣﻦ دون أن ﻳﻮﺿﺢ أﺣﺪ ﻣﺎذا ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﺤﻄﺎت، اﳌﺘﻔﻘﺔ داﺋﻤﴼ ﻋﻠﻰ أن اﳌـﺴـﺮح اﻟــﺴــﻮري ﻣـﺠـﺎل ﻣﻘﺒﻮل ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎت ﻛﻞ ﻃﺮف ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ.
رﺟــﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏــــﺎن، رﺋـﻴـﺲ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟـــــﺬي رﻓــــﻊ اﻟـــﺼـــﻮت ﻣــﻨــﺬ ﺑـــﺪاﻳـــﺔ اﻟــﺤــﺮب اﻟــــﺴــــﻮرﻳــــﺔ زاﻋــــﻤــــﴼ اﻟـــــﺪﻓـــــﺎع ﻋــــﻦ ﻣــﺼــﺎﻟــﺢ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ، ﻫـﻮ اﻟـﻴـﻮم ﺑـﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ إﻟــﻰ ﻗﻄﻒ ﺛﻤﺎر ﻫــــﺬه اﻟـــﺤـــﺮب، إن ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻋــﻠــﻰ رأﺳــﻬــﻢ. إردوﻏـــــﺎن اﻟـــﺬي ﻟــﻢ ﻳـﻘـﺼـﺮ ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺐ ود اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻫـــﻮ اﻵن اﳌــﺘــﻔــﺮج اﻷول ﻋﻠﻰ ﺳـﺤـﻖ ﻫـــﺬه اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻋـﻠـﻰ أﺑــــﻮاب ﺧـﺎن ﺷــﻴــﺨــﻮن، ﺣــﻴــﺚ ﻳـﻠـﻌـﺐ ﺣــﻠــﻔــﺎؤه اﻟـــﺮوس اﻟـــــﺪور اﻷﻛــﺒــﺮ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻫﻨﺎك، وذﻟﻚ ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻹﺑﻌﺎد اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻷﺧــﻴــﺮ ﻓــﻲ إدﻟـــﺐ، ﻫــﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ إﻟــــﻰ ﺧـــــﺰان ﺑـــﺸـــﺮي ﻛـﺒـﻴـﺮ ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻌﺎرﺿﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري، ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺰﻋﻬﻢ اﳌـﻮت ﻣﻦ اﳌﺠﺰرة اﻟﻜﺒﺮى، وﻟﻢ ﺗﺒﺘﻠﻌﻬﻢ اﻟﺒﺤﺎر ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ إﻟﻰ أي ﻣﺄوى آﻣﻦ.
إردوﻏﺎن اﻟﻴﻮم ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ أﺧﺮى، ﻫﻲ ﻣﺼﻴﺮ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﻳﻔﺘﺮض أن ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ، ﻷﻧﻬﺎ أﺑﻌﺪ ﻣـﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺰاع اﳌﺤﺘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. ﻟﻜﻦ ﻣــﻦ »ﺳـــﻮء ﺣــﻆ« أﻫــﻞ ﻫــﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ أﻧﻬﻢ أﻛــــﺮاد، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻳـﺜـﻴـﺮون ﻗـﻠـﻖ إردوﻏـــﺎن ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ ﻣــــﺠــــﺎورﺗــــﻬــــﻢ ﻟــــــﺤــــــﺪود ﺑــــــــﻼده، وﻳﺘﻬﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻮاﻟﻮن ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ« اﻟـﺬي ﺗﻌﺪه ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﴼ إرﻫﺎﺑﻴﴼ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺸﺄ اﳌﺸﺮوع اﻟﺬي ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺗـــﺮاك اﺳــﻢ »اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻵﻣــﻨــﺔ«، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻔﺘﺢ اﳌﺠﺎل أﻣﺎم ﺟﻴﺸﻬﻢ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻓــﻴــﻬــﺎ، وإﻗـــﺎﻣـــﺔ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ داﺧـــــﻞ اﻷراﺿـــــﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﻞ ﻋﻤﻘﻬﺎ إﻟـﻰ ٠٣ ﻛﻠﻢ، وﺗﺠﺮي ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺑﲔ ﺗﺮﻛﻴﺎ واﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ »ﺣﻠﻴﻔﺔ« ﻟــ»وﺣـﺪات ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺐ« ذات اﻷﻛﺜﺮﻳﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺤﺪودﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻣﺪﻧﴼ ﻛﺒﺮى ﻗﺎﺗﻠﺖ اﻟــﻘــﻮات اﻟــﻜــﺮدﻳــﺔ ﻟــﻠــﺪﻓــﺎع ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻓــﻲ وﺟـﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« وﺟﻴﺶ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري، وﻣـــــــﻦ ﺑـــﻴـــﻨـــﻬـــﺎ ﻛــــﻮﺑــــﺎﻧــــﻲ )ﻋـــــــﲔ اﻟــــﻌــــﺮب( واﻟﻘﺎﻣﺸﻠﻲ واﻟﺤﺴﻜﺔ.
ﻓــﻲ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺘـﻪ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋـﻠـﻰ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﻘﺒﻮل ﺑﺨﻄﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻵﻣﻨﺔ، ﻫــــﺪد إردوﻏــــــــﺎن ﺑــﺸــﻦ ﻫـــﺠـــﻮم ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة، وﻗﺎل: »ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺒﻘﻰ ﺳﺎﻛﺘﲔ، وﻟــﻦ ﻧﺼﺒﺮ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ذﻟـــــﻚ. ﻟــﻘــﺪ دﺧــﻠــﻨــﺎ إﻟــــﻰ ﻋـﻔـﺮﻳـﻦ وﺟﺮاﺑﻠﺲ واﻟﺒﺎب، وﺳﻨﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺷــﺮق اﻟــﻔــﺮات«، وأﻛـــﺪ أﻧــﻪ أﺑـﻠـﻎ واﺷﻨﻄﻦ وﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﻘﺮاره ﻫﺬا.
وﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﻔﺮات إذا ﺣﺼﻞ اﻷول، ﻓﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﻌﻤﻠﻴﺘﲔ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ: اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻷوﻟـﻰ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺎﻫﺎ »درع اﻟــــﻔــــﺮات« ﻓـــﻲ أﻋـــــــﺰاز ﺳــﻨــﺔ ٦١٠٢، واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ »ﻏﺼﻦ اﻟﺰﻳﺘﻮن« ﻓﻲ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.
وﻣﻊ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺳﺒﻖ أن وﻋﺪ إردوﻏﺎن ﺑﺎﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣــﻨــﺬ دﻳــﺴــﻤــﺒــﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻷول( اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻓــﺈن اﳌـﻔـﺎوﺿـﺎت ﺗﻌﺜﺮت ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻀﺎرب ﻣــﺼــﺎﻟــﺢ اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ ﻣـــﻦ اﳌـــﻠـــﻒ اﻟـــﺴـــﻮري، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻘﺎرب اﻟﺘﺮﻛﻲ - اﻟﺮوﺳﻲ اﻟــﺬي ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟــﺪﻓــﺎع اﻟـﺠـﻮي ﻣﻦ ﺻــﻮارﻳــﺦ »إس ٠٠٤« اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ ﻣــﻦ أﺑــﺮز ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻪ، ﻓـﻀـﻼ ﻋـﻦ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻟﺘﺮﻛﻲ - اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ ﻗﻠﻖ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺎرب ﻣﻊ ﻃﻬﺮان ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻀﻮ ﺑﺎرز ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻒ اﻷﻃﻠﺴﻲ.
وﻫــــﻨــــﺎك ﻃــﺒــﻌــﴼ اﻟــــﺨــــﻼف ﻓــــﻲ ﻧــﻈــﺮة اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ إﻟـــﻰ اﻟــﻬــﺪف ﻣــﻦ إﻗــﺎﻣــﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻵﻣــﻨــﺔ؛ واﺷـﻨـﻄـﻦ ﺗـﺮﻳـﺪ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ أﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ - ﺗـﺮﻛـﻴـﺔ ﻟــﻬــﺎ، وﺗــﻌــﺪ أن اﻟـﻬـﺪف ﻣــﻦ إﻗـﺎﻣـﺘـﻬـﺎ ﻫــﻮ ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ »ﻗــــﻮات ﺳـﻮرﻳـﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ« و»وﺣﺪات ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺐ« ﻣــﻦ ﻫﺠﻤﺎت اﻟﺠﻴﺶ اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ، أﻣــﺎ أﻧﻘﺮة ﻓﺘﻌﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ أن اﻟﻬﺪف ﻫﻮ ﻣﻨﻊ ﻫﺬه اﻟﻘﻮات ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻴﻬﺎ، وﺟﻌﻠﻬﺎ »ﻣﻤﺮ ﺳـــــﻼم«، ﻛــﻤــﺎ ﺗــﺴــﻤــﻴــﻪ، ﻟـــﻌـــﻮدة اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﲔ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ وﺟــــﻮدﻫــــﻢ، ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻗـــﺪ أﻋــﻠــﻨــﺖ أن أﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬﻢ.
ﻫــﻨــﺎك ﻃـﺒـﻌـﴼ ﻣــﺸــﺮوع ﺗــﺮﻛــﻲ واﺿــﺢ ﺑـــﺸـــﺄن »اﳌـــﻨـــﻄـــﻘـــﺔ اﻵﻣـــــﻨـــــﺔ«، وﻻ ﻳــﻮﺟــﺪ ﻣﺸﺮوع أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻤﺎﺛﻞ، وﻻ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ واﺿــﺤــﺔ ﺑــﺸــﺄن ﻫـــﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻛﻤﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻮري ﻋﻤﻮﻣﴼ. ﻣﺸﺮوع إردوﻏﺎن ﻳﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﻴﺎل اﻷﻛﺮاد، وﻳﺤﺎول ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ. أﻣـﺎ واﺷﻨﻄﻦ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑـﺎﳌـﺴـﺄﻟـﺔ اﻟــﻜــﺮدﻳــﺔ ﺳﻠﺒﴼ أو إﻳــﺠــﺎﺑــﴼ، ﺑﻞ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ: ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ »اﻟﻮﺣﺪات« اﻟﻜﺮدﻳﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ، وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، وﺗﻌﺪ واﺷﻨﻄﻦ أن أﻧﻘﺮة ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﳌـﻮاﺟـﻬـﺔ، ﻓﻴﻤﺎ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ »ﻗﻮات ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ« ﻫﻮ أﺿﻤﻦ؛ ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬه اﻟﻘﻮات ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻣﻨﻈﻤﺔ وﻓﺎﻋﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﴼ.
»ﻣـﻤـﺮ اﻟــﺴــﻼم« أو »اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻵﻣـﻨـﺔ« ﻳـﺴـﺘـﻔـﻴـﺪ ﻣــﻨــﻬــﺎ إردوﻏـــــــﺎن داﺧــﻠــﻴــﴼ ﺑﻌﺪ إﺧــﻔــﺎﻗــﺎﺗــﻪ اﻷﺧــــﻴــــﺮة، وأﺑــــﺮزﻫــــﺎ ﺧــﺴــﺎرة ﻣﻌﺮﻛﺔ رﺋﺎﺳﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل. ﻓﺎﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﺘﺪﻫﻮر ﺑﺪأ ﻳﺜﻴﺮ ﻗﻠﻖ اﻷﺗﺮاك ﺣﻴﺎل ﺣﺠﻢ اﻟﻠﺠﻮء اﻟﺴﻮري اﻟﺬي ﺗﺠﺎوز ٣ ﻣـﻼﻳـﲔ وﻧـﺼـﻒ اﳌـﻠـﻴـﻮن ﻻﺟــﺊ. إﻗﺎﻣﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌـﺴـﻤـﺎة »آﻣــﻨــﺔ« ﺗـﻮﻓـﺮ ﻓﺮﺻﺘﲔ ﻹردوﻏــــــﺎن: إﺑــﻌــﺎد اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﲔ ﻋـــﻦ اﻷرض اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ، وإﺣـــــــﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮ دﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻲ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﺪودﻳﺔ، ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻷﻛﺜﺮﻳﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ اﳌﻘﻴﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﻬﻤﺔ ﻫـﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌــﺘــﺎﺣــﺔ اﻵن ﻹردوﻏـــــــﺎن ﻣـــﻦ ﺗــﺪﺧــﻠــﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع اﻟﺴﻮري. وﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﻮ ﻣﺪى ﻗﺪرة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺢ ﻣﺸﺮوع اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ، واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ أﺛﺒﺘﻮا ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺘﺎل ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« اﻹرﻫﺎﺑﻲ، وﻓﻲ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ ﺣــﺪ أدﻧــــﻰ ﻣــﻦ اﻷﻣــــﻦ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ.
أﻣـــﺎ رد ﻓــﻌــﻞ ﻧــﻈــﺎم دﻣــﺸــﻖ اﻟــﺮاﻓــﺾ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻵﻣﻨﺔ ﻓﻬﻮ آﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪه ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ، ﻷﻧﻪ أﻗﻞ اﻷﺻﻮات ﺗﺄﺛﻴﺮﴽ ﻓﻲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻮري.