رﺣﻠﺔ ﺑﻘﺎرب ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺐ ﻹﺛﺒﺎت ﻧﻈﺮﻳﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻷﻫﺮاﻣﺎت
ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻋﺎﻟﻢ آﺛﺎر اﺗﻬﻤﺘﻪ ﻣﺼﺮ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﺧﺮﻃﻮﺷﺔ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺮم ﺧﻮﻓﻮ
اﻧــﻄــﻠــﻘــﺖ أﻣـــــﺲ، رﺣـــﻠـــﺔ ﺑــﺎﺳــﺘــﺨــﺪام ﻗــــﻮارب ﻣـﺼـﻨـﻮﻋـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﺼـﺐ، ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻋﺎﻟﻢ آﺛﺎر أﳌﺎﻧﻲ اﺗﻬﻤﺘﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام ﺑﺴﺮﻗﺔ ﺧﺮﻃﻮﺷﺔ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺮم اﳌﻠﻚ ﺧﻮﻓﻮ، ﺑﻬﺪف إﺛﺒﺎت ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ أن اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻷﻫﺮاﻣﺎت.
وﺳﺒﻖ ﻟﻌﺎﻟﻢ اﻵﺛﺎر اﻷﳌﺎﻧﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر دوﻣـﻴـﻨـﻴـﻚ ﻏـﻮرﻟـﻴـﺘـﺰ »٣٥ ﺳــﻨــﺔ«، اﻟـﻘـﻴـﺎم ﺑــﺮﺣــﻠــﺔ ﻋــــﺎم ٢١٠٢ ﻋــﻠــﻰ أﺣــــﺪ اﻟـــﻘـــﻮارب اﳌـﺼـﻨـﻮﻋـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﺼـﺐ، اﻟﺸﺒﻴﻬﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻛــﺎن ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ، واﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت، ﺛﻢ ﻋﺎدت إﻟﻰ اﻹﺳـﻜـﻨـﺪرﻳـﺔ ﻋﺒﺮ ﻗـﺒـﺮص، وﺗـﺒـﺪأ رﺣﻠﺘﻪ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﻣـــﻦ ﺑــﻠــﻐــﺎرﻳــﺎ إﻟــــﻰ ﻗــﺒــﺮص ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻗﺴﻮة، وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻗــﺎرب ﺑﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜﺎ. وﻳـﻘـﻮل ﻏﻮرﻟﻴﺘﺰ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«: إن »اﻟﻬﺪف ﻣﻦ رﺣﻠﺘﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻫﻮ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺎ ﻛﺸﻔﺘﻪ اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺮم ﺧﻮﻓﻮ ﺣـﻮل وﺟــﻮد أﻛﺴﻴﺪ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﻬﺎ، وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ اﻵن«.
ّوﺳﺒﻖ ﻟﻠﻤﺆرخ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻫﻴﺮودوت أن ادﻋــــﻰ ﻗـﺒـﻞ ٠٠٥٢ ﺳــﻨــﺔ، أن أﻫــﺮاﻣــﺎت اﻟـــﺠـــﻴـــﺰة ﺑــﻨــﻴــﺖ ﺑــﺎﺳــﺘــﺨــﺪام أدوات ﻣـﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ، وﻗـﺎل إن اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ﺟﻤﻌﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﻮﻗﺎز وﻧﻘﻠﻮﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺣﻴﺚ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻷﻫﺮاﻣﺎت ﻗﺒﻞ ٠٠٨٤ ﺳـﻨـﺔ. وﻳـﻀـﻴـﻒ: أن »ﻧـﺘـﺎﺋـﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟـﺘـﻲ أﺟﺮﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﻨﺎت اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺮم اﻷﻛﺒﺮ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻫﻴﺮودوت، وﻳـﺒـﻘـﻰ إﺛــﺒــﺎت أن ﻗـــﻮارب اﻟـﻘـﺼـﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﻗـﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻄﺮق اﻟﺼﻌﺒﺔ«.
وﻣـــﻦ أﺑــــﺮز اﻻﻧـــﺘـــﻘـــﺎدات اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻮﺟــﻪ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻏﻮرﻟﻴﺘﺰ وﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻫﻴﺮودوت، أن ﻗﻮارب اﻟﻘﺼﺐ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﺮق اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻣﻦ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ إﻟﻰ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟــﻘــﻮﻗــﺎز. وﻳـــﻘـــﻮل: »رﻏــــﻢ وﺟــﻮد أدﻟﺔ ﺗﺪﺣﺾ ذﻟﻚ، وﻣﻨﻬﺎ أن ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر اﻟــﺒــﻠــﻐــﺎرﻳــﲔ واﻷﺗـــــــﺮاك واﻟــﺠــﻴــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﲔ ﻋﺜﺮوا ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ أﺛﺮﻳﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ، ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ وﺟﻮد ﺗﺠﺎرة ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ، إﻻ أﻧﻨﻲ أﺳﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ٢١٠٢. وﻫﻮ ﻗﺪرة ﻗﻮارب اﻟﻘﺼﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻼت، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وﺳﻂ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ«. وﺑﺪأت ﻣﻬﻤﺔ ﻏﻮرﻟﻴﺘﺰ اﻟﺠﺪﻳﺪة، اﻟﺘﻲ ﻣـﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻠﻮﺳﻼف، وﻫﻲ ﺑﻠﺪة ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓﺎرﻧﺎ، ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ ﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ، وﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٩١ ﻛﻢ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ ﻓﺎرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳــﻮد ﻓﻲ ﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ، وﺳﻴﻘﻄﻊ ﻣﻊ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﳌﻐﺎﻣﺮﻳﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٠٠٧ ﻣﻴﻞ ﺑﺤﺮي ﻋﺒﺮ ﻣﻀﻴﻖ اﻟﺒﻮﺳﻔﻮر وﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻗﺒﺮص.
وﻋﻦ ﻋﺎﻣﻞ اﻷﻣـﺎن ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻠﺔ، ﻳﻘﻮل ﻏــﻮرﻟــﻴــﺘــﺰ: »ﺑــﻔــﻀــﻞ ﻏـــﺮف اﻟـــﻬـــﻮاء داﺧــﻞ ﻣــﻮاد اﻟـﺒـﻨـﺎء اﳌـﺴـﺎﻣـﻴـﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎرب اﻟﺘﺼﺪع أو اﻟﻐﺮق، وﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪى اﻟﻄﺎﻗﻢ ﻣـﻌـﺪات اﺗـﺼـﺎﻻت ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﺳﻔﻦ اﻟﺸﺤﻦ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺗﺤﺴﺒﴼ ﻷي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ«.