٥٢ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ـ اﻷردﻧﻲ: ﻋﻼﻗﺎت ﺑﺎردة وﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ وﻏﻀﺐ ﻇﺎﻫﺮ
ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــﻢ ﻣـــﻦ اﺳــﺘــﻤــﺮار اﻟـــــــﻌـــــــﻼﻗـــــــﺎت اﻟــــﺪﺑــــﻠــــﻮﻣــــﺎﺳــــﻴــــﺔ واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﲔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻷردن، ﻳﺤﻴﻲ اﻟﻄﺮﻓﺎن ﻣﺮور ٥٢ ﻋــﺎﻣــﴼ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻮﻗــﻴــﻊ اﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺔ اﻟـــﺴـــﻼم ﺑـﻴـﻨـﻬـﻤـﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﺨــﺎﻣــﺲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎري، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﻼﻗﺎت ﺑــﺎردة وﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋـــﺎﻟـــﻘـــﺔ وﻏــــﻀــــﺐ وﻧـــــﻔـــــﻮر ﻳــﺘــﻢ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﺸﺘﻰ اﻷﺷﻜﺎل، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷردﻧــﻲ ﺗـــﺠـــﺎه إﺳــــﺮاﺋــــﻴــــﻞ. وﻗـــــﺪ ﻛــﺸــﻒ اﻟﻨﻘﺎب، أﻣﺲ، ﻋﻦ آﺧﺮ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﻖ ﺷﺎرع إﻟﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ، اﳌﻘﺮرة إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ٤٩٩١، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣــﺎ زاﻟـــﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟـــﺮداء ﻳﺼﻌﺐ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ.
وﺣـــﺴـــﺐ ﺟـــﻬـــﺎت ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣـــﻄـــﻠـــﻌـــﺔ ﻓــــــﺈن ﻣـــــﺸـــــﺮوع إﻗـــﺎﻣـــﺔ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﻴــﺔ ﺗـــﻘـــﺮر ﻓـﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﻧﻤﻮذﺟﴼ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﻌﺔ واﳌﺜﻤﺮة. وﻗﺪ ﺗـــﻢ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪ اﳌـــﻜـــﺎن ﻋــﻨــﺪ ﺟـﺴـﺮ ﺑﻮاﺑﺔ اﻷردن، ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب. وﺗﻢ ﺗــﺨــﺼــﻴــﺺ اﻷرض اﻷردﻧــــﻴــــﺔ. وﻛﺎن ﻳﻔﺘﺮض أن ﺗﻘﻮم إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑـــﻤـــﺪ ﺟـــﺴـــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ ﻧـــﻬـــﺮ اﻷردن وﺷــــــﻖ ﺷـــــــﺎرع ﺻــﻐــﻴــﺮ ﻳــﻮﺻــﻞ إﻟــــــــﻰ اﳌــــﻨــــﻄــــﻘــــﺔ. ﻟــــﻜــــﻦ اﻟـــﺠـــﺴـــﺮ اﺣــﺘــﺎج إﻟـــﻰ ٥٢ ﻋــﺎﻣــﴼ ﺣــﺘــﻰ ﺗﻢ ﺑــﻨــﺎؤه، وﻗــﺪ اﻓـﺘـﺘـﺢ ﻓــﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ) ﺷـــــﺒـــــﺎط ( اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ، ﺑــﺤــﻀــﻮر وزراء وﻣﺴﺆوﻟﲔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ. ﻟﻜﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﻦ رﺻﺪ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺸﻖ اﻟــﺸــﺎرع، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ٥١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر.
ﻟﻜﻦ ﻗﻀﻴﺔ » ﺑﻮاﺑﺔ اﻷردن « ﻻ ﺗﻌﺪ ﺷﻴﺌﴼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺧﻴﺒﺔ أﻣﻞ اﻷردﻧــﻴــﲔ ﻣـﻦ ﻣﻌﺎﻫﺪة اﻟﺴﻼم، وﻓــــﻖ ﻣـــﺎ ﻳـــﻘـــﻮل دﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﻮن إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن راﻓﻘﻮا ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻮات وﺣﺬروا اﻟﻘﻴﺎدات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺗﻬﺎ . وﺗﻘﻮل اﻟـــﻜـــﺎﺗـــﺒـــﺔ اﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻴـــﺔ ﻧــﻮﻋــﺎ ﻻﻧﺪاو، إن ﻫﻨﺎك ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻛﺜﻴﺮة ﺗـﻌـﻴـﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟــﺴــﻼم وﺗـﻔـﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴﻮﻣﴼ ﻛﺜﻴﻔﺔ. أﻫﻤﻬﺎ: ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻼم ﻣﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ وﻓﺮض أﻣﺮ واﻗﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻳــﻤــﻨــﻊ وﻳـــﻌـــﺮﻗـــﻞ ﺣـــﻞ اﻟــﺪوﻟــﺘــﲔ ﻟﻠﺸﻌﺒﲔ. ﻓﺎﻟﺴﻼم ﻣـﻊ اﻷردن، ﺗـــﻢ ﻓـــﻲ ﺣـﻴـﻨـﻪ ﻋــﻠــﻰ أﺳــــﺎس أﻧــﻪ ﺟـــﺰء ﻣـــﻦ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺳـــﻼم ﺷـﺎﻣـﻠـﺔ ﺗــﻨــﻬــﻲ اﻟـــﺼـــﺮاع ﺣــــﻮل اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ، وآﺧـــﺮﻫـــﺎ إﻋـــﻼن رﺋــــــﻴــــــﺲ اﻟــــــــــــــــــــﻮزراء ﺑـــﻨـــﻴـــﺎﻣـــﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، ﻧﻴﺘﻪ ﺿﻢ ﻏﻮر اﻷردن وﺷﻤﺎﻟﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﻴﺖ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ . وﻓﻲ اﻟﻴﻤﲔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ، ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺪة أﺣﺰاب وﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗــــﺘــــﺤــــﺪث ﻋـــﻠـــﻨـــﴼ ﻋــــﻤــــﺎ ﺗــﺴــﻤــﻴــﻪ » اﻟــﺨــﻴــﺎر اﻷردﻧــــــﻲ ﻟـﻠـﺘـﺴـﻮﻳـﺔ .« وﺗﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ أن اﻟﻀﻔﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟــــــــﻸردن ﻫــــﻲ اﻟــــﻮﻃــــﻦ اﻟــﻘــﻮﻣــﻲ ﻟــﻠــﻔــﻠــﺴــﻄــﻴــﻨــﻴــﲔ وﻫـــــﻲ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ. وﻗـﺪ ﺗﻔﻮه ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻧﺠﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء ﻳﺎﺋﻴﺮ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ . وﻫـــﻮ أﻣـــﺮ ﻳـﺜـﻴـﺮ ﻏـﻀـﺒـﴼ أردﻧــﻴــﴼ وﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﴼ . ﺑــﺎﳌــﺴــﺠــﺪ اﻷﻗــــﺼــــﻰ، وﺗــﻨــﺎﻣــﻲ اﻟـﺪﻋـﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻓـﻲ اﻵوﻧــﺔ اﻷﺧــــــﻴــــــﺮة ﻟـــﻠـــﻴـــﻬـــﻮد ﺑـــﺎﻟـــﺼـــﻼة ﻓــﻲ ﺑــﺎﺣــﺎﺗــﻪ. ﻓـﺎﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺔ اﻟـﺴـﻼم اﳌــﻮﻗــﻌــﺔ ﺑــﲔ اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﻦ ﻓــﻲ ﺳﻨﺔ ٤٩٩١ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷردن وﺻﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﳌﻘﺪﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪس وأي ﻣــﺴــﺎس ﺑــﻬــﺬه اﻷﻣــﺎﻛــﻦ ﺗﺮﻓﻀﻪ اﻟﻘﻴﺎدة اﻷردﻧﻴﺔ . اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺟﺮى اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻣــﺎ زاﻟـــﺖ ﺣـﺒـﺮﴽ ﻋﻠﻰ ورق، ﻓﻲ ﻣـﻘـﺪﻣـﺘـﻬـﺎ ﻣـــﺸـــﺮوع ﺷـــﻖ »ﻗــﻨــﺎة اﻟــﺴــﻼم« ﻣــﺎ ﺑــﲔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ واﻟــﺒــﺤــﺮ اﳌـــﻴـــﺖ، اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺘـﻌـﺮﻗـﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ .
وﻳﺮى ﻣﺮاﻗﺒﻮن إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن أن اﻷﻣﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﺘﻌﺎون اﻷﻣﻨﻲ. ﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻء ﻳﺸﻴﺮون إﻟﻰ أن اﻟــﻌــﺎﻫــﻞ اﻷردﻧـــــﻲ اﳌــﻠــﻚ ﻋﺒﺪ اﻟــﻠــﻪ ﻟــﻢ ﻳـﻠـﺘـﻖ رﺋــﻴــﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﻣﻨﺬ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﺗﻔﺮض اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷردﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳﺰور اﻷردن، أﺧﺬ ﻣﺮاﻓﻖ أردﻧﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﺪود ﺣـــﺘـــﻰ ﻳــــﻌــــﻮد، وﻻ ﺗــﺴــﻤــﺢ ﻷي إﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ ﺑــــﺄن ﻳــﺪﺧــﻞ اﻷردن إﻻ إذا ﻛـــــــﺎن ﻟــــﺪﻳــــﻪ ﺣـــﺠـــﺰ ﻓــﻲ ﻓـﻨـﺪق ﻣـﺤـﺪد وﺗــﻔــﺮض ﺿﺮاﺋﺐ ﺑــﺎﻫــﻈــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــــﺪﺧــــﻮل وﺣــﺘــﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻷردن. وﻳﺮى اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﻮن ﻫــﺬه اﻹﺟـــﺮاءات ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﻣﻘﺼﻮدة ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻟﻘﻮل: ﻻ ﻧﺮﻳﺪﻛﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ.