ﻣﻮاﺟﻬﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﲔ اﻟﺠﻴﺶ اﳌﺎﻟﻲ و}إرﻫﺎﺑﻴﲔ{ ﺗﺨﻠﻒ ١٤ ﻗﺘﻴﻼ
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻨﻐﺎﻟﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﳌﺮاﺟﻌﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﰲ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ
أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ أن دورﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺗﻌﺮﺿﺖ، ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ اﻟﺒﻼد، ﻟﻬﺠﻮم إرﻫﺎﺑﻲ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ١٤ ﺷﺨﺼﴼ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، وﻓﻖ ﺣﺼﻴﻠﺔ أوﻟﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻔﻬﺎ اﻟــﻬــﺠــﻤــﺎت اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗﺸﻨﻬﺎ »داﻋــﺶ« و»اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة« اﳌﺘﺼﺎﻋﺪة ﻓﻲ اﻷﺳـــﺎﺑـــﻴـــﻊ اﻷﺧــــﻴــــﺮة. وذﻛـــــﺮ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﳌـــﺎﻟـــﻲ أن اﻟـــﻘـــﻮات اﻟــﺘــﻲ اﺳـﺘـﻬـﺪﻓـﻬـﺎ اﻟــﻬــﺠــﻮم اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻓــﻲ دورﻳـــﺔ روﺗﻴﻨﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎﺑﺎﻧﻜﻮرت، اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻏﺎو اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ اﻟــﻨــﻴــﺠــﺮ، وﻫـــﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺗـﻨـﺸـﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ »داﻋـﺶ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى«.
اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻫـــــﻮ أن اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ اﳌـــــﺎﻟـــــﻲ ﺗـــﻤـــﻜـــﻦ ﻣــﻦ اﻟــﺪﺧــﻮل ﻓــﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺎت ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة ﻣﻊ اﻟـﻌـﻨـﺎﺻـﺮ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ اﳌـﻬـﺎﺟـﻤـﺔ، ﻣﻤﺎ أﺳــﻔــﺮ ﻋــﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٧١ إرﻫــﺎﺑــﻴــﴼ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻘﺪ اﻟﺠﻴﺶ ٤٢ ﺟﻨﺪﻳﴼ، وأﺻـﻴـﺐ ٩٢ آﺧﺮون ﻣﻦ ﺟﻨﻮده. وأﻛﺪ اﻟﺠﻴﺶ، ﻓﻲ ﺑﻴﺎن، أن ﺟﻨﻮده ﻧﺠﺤﻮا ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎل
ﻗﺮاﺑﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﻨﺼﺮ إرﻫﺎﺑﻲ، وﻫﻮ رﻗﻢ ﻏـﻴـﺮ ﻣــﺴــﺒــﻮق، وﻳـﺸـﻜـﻞ ﺿــﺮﺑــﺔ ﻗـﻮﻳـﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﺎﻋـﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ اﻟـﻨـﺎﺷـﻄـﺔ ﻓﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ، وﻧــﺠــﺎﺣــﴼ ﻣـﻌـﻨـﻮﻳـﴼ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﳌﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﺗﻜﺒﺪ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﺎدﺣﺔ ﺧﻼل اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﳌﺎﺿﻴﺔ. وأﻋﻠﻦ اﻟﺠﻴﺶ أن ﺟﻨﻮده ﺻﺎدروا ﻧﺤﻮ ٠٧ دراﺟﺔ ﻧﺎرﻳﺔ ﻓــﻲ أﻋــﻘــﺎب اﻟــﻬــﺠــﻮم، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻳﺸﻜﻞ أﻳﻀﴼ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺤﺮﻛﻴﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻐﻞ اﻟﺪراﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻘﻞ وﺳﻂ اﻷﺣﺮاش واﻟﻐﺎﺑﺎت، ﻣﻤﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ اﻻﺧﺘﺒﺎء واﻟﺨﻔﺔ واﻟﺴﺮﻋﺔ.
وﻟﻢ ﻳﺪل اﻟﺠﻴﺶ اﳌﺎﻟﻲ، ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ، ﺑﺄي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﺪ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟـــــــﺬي ﻳــﻨــﺘــﻤــﻲ ﻟــــﻪ ﻣـــﻨـــﻔـــﺬو اﻟــﻬــﺠــﻮم اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ، ﻣﻜﺘﻔﻴﴼ ﺑــﺎﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ أن اﻟـﻘـﺘـﻠـﻰ واﳌـﻌـﺘـﻘـﻠـﲔ ﻳـﻨـﺘـﻤـﻮن ﻹﺣــﺪى اﻟـﺤـﺮﻛـﺎت اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ، دون إﻋـﻄـﺎء أي ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ أﺧﺮى. وﺗﺨﻮض ﻣﺎﻟﻲ ﺣﺮﺑﴼ ﺷــﺮﺳــﺔ ﺿــﺪ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ، ﺑـﺎﻟـﺘـﺤـﺎﻟـﻒ ﻣــﻊ ﺑـﻘـﻴـﺔ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ دول اﻟــــﺴــــﺎﺣــــﻞ اﻟــــﺨــــﻤــــﺲ )ﻣــــﻮرﻳــــﺘــــﺎﻧــــﻴــــﺎ، واﻟﻨﻴﺠﺮ، وﺗﺸﺎد، وﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ(، وﺑﺈﺳﻨﺎد ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ ٠٠٥٤ ﺟـﻨـﺪي ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـﺴـﺎﺣـﻞ ﳌﺤﺎرﺑﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺸﺮ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة ٥١ أﻟﻒ ﺟﻨﺪي ﻟﺤﻔﻆ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻣﺎﻟﻲ.
وﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓـــﻲ ﻣـــﺎﻟـــﻲ وﺑـــﻮرﻛـــﻴـــﻨـــﺎ ﻓـــﺎﺳـــﻮ، ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺗــﺮﺗــﻔــﻊ ﻣــﻄــﺎﻟــﺐ إﻗــﻠــﻴــﻤــﻴــﺔ ﺑـــﻀـــﺮورة ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﻮرة اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺪد ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﺮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ.
وﻗـــــــــــﺎل اﻟـــــﺮﺋـــــﻴـــــﺲ اﻟـــﺴـــﻨـــﻐـــﺎﻟـــﻲ، ﻣــــﺎﻛــــﻲ ﺻـــــــﺎل، ﺧــــــﻼل ﻣـــﻨـــﺘـــﺪى دﻛــــﺎر اﻟــﺪوﻟــﻲ ﺣــﻮل اﻷﻣـــﻦ واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، اﻟـﺬي اﺧﺘﺘﻤﺖ أﻋﻤﺎﻟﻪ أﻣﺲ )اﻟﺜﻼﺛﺎء( ﺑﺪﻛﺎر، إﻧﻪ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ ﻗـﻮات اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻓـﻲ ﻣـﺎﻟـﻲ، وأن ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻘﻮاﺗﻬﺎ ﺑﻤﺤﺎرﺑﺔ اﻹرﻫﺎب ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ. وﻗــﺎل ﻣﺎﻛﻲ ﺻـﺎل إن اﻟﻘﻮات اﻷﻣــﻤــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻣــﺎﻟــﻲ »ﻓـﺸـﻠـﺖ ﻓــﻲ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮة اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ«، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺴﺎءل: »ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺرﻫﺎﺑﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﺣﺘﺠﺎز أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٣ ﺟﻨﺪﻳﴼ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻔﺪﻳﺔ؟«، داﻋﻴﴼ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻷﻣــــﻦ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ إﻟـــﻰ اﻟـﺴـﻤـﺎح
ﺑﺘﻔﻮﻳﺾ أﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ وﻗـﻮة ﻟﻠﻘﻮات ﻣــﺘــﻌــﺪدة اﻟــﺠــﻨــﺴــﻴــﺔ، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺳــﺒــﻖ أن ﺟـــﺪد ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻷﻣـــﻦ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ، ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﻬﺎم ﻫﺬه اﻟﺒﻌﺜﺔ ﳌﺪة ﻋﺎم.
وأوﺿـــــــــﺢ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺴــﻨــﻐــﺎﻟــﻲ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﻗﺎﺋﻼ: »أﻧﺎ ﻻ أﻧﺘﻘﺪ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة، وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﺟــﺮاء إﺻـﻼﺣـﺎت داﺧﻠﻴﺔ أو إﺻـﻼح إﺟﺮاءاﺗﻬﺎ؛ اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺘﺪﻫﻮر ﻛﻞ ﻳﻮم«، وﻓﻖ ﺗﻌﺒﻴﺮه.
وﺗــﻌــﺪ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ ﻣﺴﺮﺣﴼ ﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣـــﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ اﳌـﺘـﻌـﺪدة اﻷﺑــﻌــﺎد ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳـــﺘـــﻘـــﺮار ﻓـــﻲ ﻣـــﺎﻟـــﻲ )ﻣــﻴــﻨــﻮﺳــﻤــﺎ(، اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻀـﻢ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٣١ أﻟـــﻒ ﺟﻨﺪي ﻣـﻦ ذوي اﻟــﺨــﻮذات اﻟــﺰرﻗــﺎء اﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، و١٢٩١ ﺿﺎﺑﻂ ﺷﺮﻃﺔ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـــﺴـــﺎﺣـــﻞ ﻗـــــﻮة ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﻣــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ، ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﻧﺤﻮ ٥ آﻻف ﺟﻨﺪي، ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺨﻤﺲ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻀﺮرﴽ، وﻫﻲ: ﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓــﺎﺳــﻮ وﺗـــﺸـــﺎد وﻣـــﺎﻟـــﻲ وﻣــﻮرﻳــﺘــﺎﻧــﻴــﺎ واﻟﻨﻴﺠﺮ.