ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻳﻨﻄﻠﻖ اﻟﻴﻮم ﻣﺤﺘﻔﻴﴼ ﺑﺎﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻳﺮﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ اﻻﺷﱰاﻛﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎم اﳊﺎﻟﻲ
إﻧﻬﺎ اﻟــﺪورة اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻷرﺑــــﻌــــﲔ ﻣـــﻦ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن اﻟــــــﻘـــــﺎﻫــــــﺮة اﻟـــﺴـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎﺋـــﻲ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ اﻟــﻌــﺮﻳــﻖ، ﺗﻨﻄﻠﻖ اﻟــﻴــﻮم اﻷرﺑـــﻌـــﺎء. ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗــــﺤــــﺘــــﻔــــﻲ ﺑــــــﻬــــــﺎ ﻣــــﺪﻳــــﻨــــﺔ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة ووزارة اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ واﳌــــﺠــــﺘــــﻤــــﻌــــﲔ اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﻲ واﻟــــــﻔــــــﻨــــــﻲ ﺑــــﺸــــﻜــــﻞ ﻋـــــــﺎم، وﻳــﻨــﺘــﻈــﺮ ﺣــﺪوﺛــﻬــﺎ ﻫـــﻮاة اﻟــــــﻔــــــﻦ اﻟــــــﺴــــــﺎﺑــــــﻊ اﻟـــــﺬﻳـــــﻦ ﻳــﺘــﻘــﺎﻃــﺮون ﻋــﻠــﻰ ﺻــﺎﻻت اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﻨـــــﻤـــــﺎ اﻟــــــﻌــــــﺎرﺿــــــﺔ ﻷﻓــــــــﻼم ﻟـــﻴـــﺲ ﻫــــﻨــــﺎك ﻣــﻦ أﻣــﻞ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻟــﻮﻻ ﻫﺬا اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻟﻌﺘﻴﺪ.
ﻫـــــﻲ أﻳـــــﻀـــــﴼ اﻟـــــــــﺪورة اﻟــــﺜــــﺎﻟــــﺜــــﺔ ﺗــــﺤــــﺖ رﺋــــﺎﺳــــﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻔﻈﻲ. ﺛﻢ ﻫﻲ اﻟــﺪورة اﻷوﻟــﻰ ﻣﻦ دون ﺣﻀﻮر اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻔﻨﻲ ﻳــﻮﺳــﻒ ﺷــﺮﻳــﻒ رزق اﻟﻠﻪ اﻟﺬي ﺗﻮﻓﺎه اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ. ﻫــﺬا اﻟﻨﺎﺷﻂ اﻟــﺬي ارﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﻣـــﻨـــﺬ اﻟــﺴــﺒــﻌــﻴــﻨــﺎت ﺷـﻬـﺪ ﻣــﺮور رﺋـﺎﺳـﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﻬﺮﺟﺎن. اﻟﺮؤﺳﺎء ﺟﺎؤوا وﻏﺎدروا وﻫﻮ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﳌﻬﺮﺟﺎن ﻣﺜﻞ ﺣـﺎرس ﻳﻤﻠﻚ اﳌﻔﺎﺗﻴﺢ. ﻻ أﺣــﺪ اﺳﺘﻄﺎع ﺗﺤﻴﻴﺪه أو إﺑــﺪاﻟــﻪ. ﻻ أﺣﺪ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻬﺮﺟﺎن ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻪ أن ﻳﺆدي ﻣﻬﻤﺘﻪ.
إﻧﺠﺎز ﻟﻠﺪورة اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻳــﻌــﻮد اﳌــﻬــﺮﺟــﺎن اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ ﺑـــﻠـــﻮرة ﻟﺠﻬﺪ رﺋـﻴـﺴـﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣـﻔـﻈـﻲ، ﻣـﻨـﺬ أن ﺗــﻮﻟــﻰ اﳌﻬﻤﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻹدارة ﻫـﺬا اﻟﺤﺪث واﻟﺘﻘﺪم ﺑـﻪ. ﺣﲔ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﻛﺎن« اﻷﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻫـــﺬه اﳌــﻬــﻤــﺔ ﺿـﺤـﻚ وﻗــــﺎل: »ﻻ ﺗــﺴــﺄل. اﻟﺠﻬﺪ اﻟﺬي أﺑﺬﻟﻪ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﻞ وﻗﺘﻲ. ﺑﺎﻟﻜﺎد ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟــــــﺪورة ﻗــﺒــﻞ أن أﺑــــﺪأ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻋــﻠــﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺪورة اﳌﻘﺒﻠﺔ. ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟــﻠــﻤــﻬــﺮﺟــﺎن، ﻟــﻜــﻲ ﻧـﻨـﺘـﻘـﻞ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﺨـﻄـﻴـﻂ إﻟــﻰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. اﺗﺼﺎﻻت وﻣﺸﺎﻫﺪات واﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﺛﻢ اﺗــﺼــﺎﻻت ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ إﻟــﻰ أن ﻧﺤﻘﻖ ﻣـﺎ ﻧﺮﻳﺪه وﻧﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ وﻫﻮ ﻋﺎدة ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪه أو ﻧﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ«.
اﻟﺴﻨﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ اﻟـﺬي اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ وﺛﺒﺔ ﻣﻮﻓﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺪﺧﻮل ﺑﻴﺖ ﺗﻨﺎﺛﺮ ﻓﻲ أرﺟﺎﺋﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. وإذا ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻌﺘﺎد أن ﻳﺒﺎﺷﺮ ﻛﻞ رﺋﻴﺲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻋﻤﻠﻪ ﺑـﺈﻋـﺎدة ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓــﺈن اﳌﻬﻤﺔ أﻣـﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻔﻈﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺠﺎوز ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ:
»إﻋــــــــــــــــــــــــﺎدة اﻟـــــﺜـــــﻘـــــﺔ ﺑﺎﳌﻬﺮﺟﺎن ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد اﺳﺘﻌﺮاض وﺣـــــــــﻔـــــــــﻼت ﺑـــــــــﻞ ﺣــــــﺪث ﺳــــﻴــــﻨــــﻤــــﺎﺋــــﻲ وﺛــــﻘــــﺎﻓــــﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﺼﺮ ﻓـــﻲ ﻛـــﻞ ﻣــﺮاﺣــﻠــﻬــﺎ وﻓــﻲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ«.
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺤﻚ اﻟﺬي أﻛﺪ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﲔ أن ﺣﻔﻈﻲ ﻓﺎز ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ وﻧﺠﺢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪي. ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗـﺰال ﻫﻨﺎك ﺛﻐﺮات ﻟــﻜــﻦ ﻟــﻨــﻜــﻦ واﻗــﻌــﻴــﲔ: ﻫـــﻞ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﺳـــﺪ ﺛــﻐــﺮات ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋـﻦ اﺧـﺘـﻼف اﻹدارات ﺑـﲔ ﻛـﻞ ﺳﻨﺔ أو ﺳﻨﺘﲔ وﻋﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻋﺎﻧﺖ اﻟــﺪورات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﺤﺘﻬﺎ وﺿﻌﻔﻬﺎ؟
ﻫـــﺬه اﻟـــــﺪورة اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ ﺗــﺒــﺪو، ﻣــﻦ اﻟــﻘــﺮاءة اﻷوﻟــــﻰ، اﻻﻧــﺘــﻘــﺎل اﻟـﻔـﻌـﻠـﻲ ﺻــﻌــﻮدﴽ إﻟــﻰ ﺣﻴﺚ ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ اﻟـــﺤـــﻜـــﻢ اﻟـــﻔـــﻌـــﻠـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺜـــﺎت واﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺠﻬﺎ اﳌﻬﺮﺟﺎن وﺧﻄﻂ ﻟﻬﺎ أو ﻃﻤﺢ إﻟﻴﻬﺎ. ﻓﻲ ﻟﻘﺎء آﺧﺮ ﺣﺼﻞ ﺧﻼل »ﻣﻬﺮﺟﺎن أﻓــﻼم اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ«، ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺎرﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻗـﺎل: »أﻋﺘﻘﺪ أن ﻣﺎ ﻧﺼﺒﻮ إﻟﻰ إﻧﺠﺎزه ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻫﻮ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﳌﻬﺮﺟﺎن إﻟـــﻰ ﺑـﻴـﺖ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ وﺗــﻮﺳــﻴــﻊ رﻗﻌﺔ اﳌـﻌـﺮوض ﻣـﻦ ﻫـﺬه اﻷﻓــﻼم. ﻛﺬﻟﻚ أرﻳــﺪ ﺗﻮﻓﻴﺮ أرﺿـﻴـﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻹﻧــﺘــﺎج واﻟـﺘـﻮزﻳـﻊ ﻟـﻠـﻌـﻤـﻞ وﺗـــﺒـــﺎدل اﻟــﺨــﺒــﺮات واﻟــﻨــﺸــﺎﻃــﺎت. ﻓﻲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ. ﻣﻌﻈﻢ اﳌﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة وﺣﺘﻰ ﻏﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺆﻣﻪ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ«.
ﻳــــــﺪرك ﺣــﻔــﻈــﻲ أن اﳌـــــﺤـــــﺎوﻻت اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﻟﺨﻠﻖ ﺳــﻮق ﺗـﺠـﺎرﻳـﺔ ﺗـﺼـﺎﺣـﺐ اﳌــﻬــﺮﺟــﺎن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣـﻮﻓـﻘـﺔ. أو، ﻋﻠﻰ اﻷﻗـــﻞ، أرﺳــﺖ أﺳـﺴـﴼ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻤﻖ وﺗﺘﺠﺬر. واﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻹدارﻳﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﻮق أﺳﺎﺳﴼ، ﺑﻞ ﻟﻮﺿﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ أن ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻓﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﻜﺎﺗﺐ وﺷﺮﻛﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ. ﻃﺎﳌﺎ أن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﺻﻮب اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻷﺳﻮاق ﺗﻌﺰزه. أﻣﺎ اﻷﻓﻼم ذات اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﺼﺔ وﺟﺪﺗﻬﺎ ﻻﺣﻘﴼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺰز ﻣﻬﺮﺟﺎن دﺑﻲ وﺿﻌﻪ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺳﻮق ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﻓﻌﻠﻴﺔ.
وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﻮق ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺣﺠﻢ ﻣﺒﻴﻌﺎت وﺗﻌﺎﻣﻼت ﻳﻮازي أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن دﺑﻲ ﻛﻜﻞ. ﺗﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺪرك واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺠﻴﺪ ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺒﺮﻣﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺤﺪودة.
ﺟﻮﻟﺔ ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت
ذﻛـــــــﺮ ﻣــــﻬــــﺮﺟــــﺎن دﺑـــــــﻲ ﻫــــﻨــــﺎ ﻻ ﺑــــــﺪ ﻣــﻨــﻪ ﻻﺳـﺘـﻌـﺮاض وﺿــﻊ ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋـﻦ اﻟﻌﻤﻞ إﺛﺮ دورﺗــﻪ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول(، ٧١٠٢، وﺟـﺪت ﻋﺪة ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴﴼ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻐﻴﺎب واﻟﻌﻤﻞ ﺑـﻤـﻘـﺘـﻀـﻰ اﻟــﻘــﻮاﻋــﺪ اﻟــﺘــﻲ أﺳـــﺲ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ. ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت أدى ذﻟﻚ ﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺤﻠﻮل ﻣﻜﺎن اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ أو ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﻐﻴﺎب اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺤﻀﻮر ﻣﺎ.
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻣﺎﳌﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﺎم ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ﻃﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ اﻵﻟﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ وﻫـﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ رﻏﺒﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﲔ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻮﻋﺎء اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ ﺣﻀﻮر ﻏﺮﺑﻲ )ﻟﻴﺲ ﻋﺎﳌﻴﴼ ﻷﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺣﺪود دوﻟﺔ واﺣﺪة ذات ﻣـﻬـﺮﺟـﺎن ﻣــﺤــﺪود اﻹﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺎت وﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻃـﻼق اﻷﻓــﻼم اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻋﺎﳌﻴﴼ(.
ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن أﻳــــﺎم ﻗــﺮﻃــﺎج اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎﺋـﻲ ﻛــﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺣﻀﻮره ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، وﻟﺬﻟﻚ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ رﻗﻌﺔ اﻻﺷﺘﺮاﻛﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. أﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺧﺮوﺟﴼ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ أﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻮ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس ﺿــﻢ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪث واﺣﺪ.
أﻣــﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻣــﺮاﻛــﺶ، وﻧﺴﺒﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺨﻪ، ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺪد ﺷﺮﻗﴼ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻟﻮ أﻧﻪ اﺳﺘﻮﻋﺐ ﻓﻲ دورﺗـﻪ اﻷﺧﻴﺮة أﻓـــﻼﻣـــﴼ ﻋــﺮﺑــﻴــﺔ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻤــﺎ ﻓــﻌــﻞ ﻓـــﻲ اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺠﻮﻧﺔ اﻟــﺬي اﻧﻄﻠﻖ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﺑﻨﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ أﺳـــــــــــﺎس أن اﻟـــﺴـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻫــﻲ ﺟـــﺰء ﻣﻬﻢ ﻓـــــــﻲ ﺗــــﻜــــﻮﻳــــﻨــــﻪ وﺗـــﺒـــﻌـــﴼ ﻟﻘﻮاﻋﺪه ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻠﻮر ﻛﺒﻴﺖ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ﻣــﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟــــــﻘــــــﺎﻫــــــﺮة ﻫــــــــﺬا اﻟــــﻌــــﺎم ﺑﻮﺟﻮد زﺧﻢ ﻣﻦ اﻷﻓﻼم اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻓــﻴــﻪ ﻟــﻴــﺲ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ اﻟــﺤــﻠــﻮل ﻣــﻜــﺎن ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻏﺎﺋﺐ، ﺑﻞ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺠﺬور، إذ ﻛﺎن ﺳﺒﻖ اﳌﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺮﻏﺒﺘﻪ ﻟﻌﺐ دور اﳌﻈﻠﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﻓﻼم.
وﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ، ﻫﺬا ﻫﻮ أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﳌﺪﻳﻨﺔ ذات ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﺮﺑﻲ ﺷﻤﻞ اﻟﻔﻨﻮن واﻹﻋﻼم واﻵداب وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﻦ اﻟـﺴـﺎﺑـﻊ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ إﻧـﺘـﺎﺟـﴼ واﻧــﺘــﺸــﺎرﴽ وﻣــﺎ زاﻟــﺖ اﻷﻗـــﺪر ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺐ ﻫــﺬا اﻟـــﺪور ﻓـﻲ ﻋﺼﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﺗـﻐـﻴـﺮت ﻓـﻴـﻪ ﺳـﻤـﺎت ﺗـﻠـﻚ اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﺔ وازدﻫـــﺮت اﻷﻓﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ وﻋﺎﺻﻤﺔ.
اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻷرﺑﻌﻮن ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟـﻘـﺎﻫـﺮة ﺗﻌﻜﺲ ﻫــﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ إﻟــﻰ ﺣـﺪ ﺑﻌﻴﺪ. ﺛﻼﺛﺔ أﻓـﻼم ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ )ﻣﻦ ﺑــﲔ ٥١ ﻓﻴﻠﻤﴼ ﻣﺸﺘﺮﻛﴼ ﺗﻤﺜﻞ ٢٢ دوﻟـــﺔ( وﻓـﻲ ﻣـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ »آﻓــــﺎق اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ«، وﻟـﻠـﻤـﺮة اﻷوﻟــﻰ، ٢١ ﻓﻴﻠﻤﴼ ﻣﺘﺴﺎﺑﻘﴼ ﻟﺠﺎﺋﺰة أﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ إﻧﺸﺎؤﻫﺎ ﻷول ﻣﺮة.
اﻷﻓــــــﻼم اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ اﳌــﺘــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـﻘـﺴــﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻫـﻲ: »ﺟــﺪار اﻟﺼﻮت« ﻷﺣﻤﺪ ﻏﺼﲔ )اﻟـــــــﺬي ﺳــﺒــﻖ وﺗـــﻨـــﺎوﻟـــﻨـــﺎه ﻓــــﻲ رﺳــﺎﻟــﺘــﻨــﺎ ﻣـﻦ »ﻓﻴﻨﺴﻴﺎ« ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪ ﻋﺮﺿﻪ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻷول(، وﻓﻴﻠﻢ »ﺑــﲔ اﻟﺠﻨﺔ واﻷرض« ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ - اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻧﺠﻮى اﻟﻨﺠﺎر )ﻋـﺮض ﻋﺎﳌﻲ أول(، واﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ اﳌــﺼــﺮي »اﺣـﻜـﻴـﻠـﻲ« ﳌــﺎرﻳــﺎن ﺧــﻮري، وﻫـــﻮ ﻣــﻦ اﻟــﻨــﻮع اﻟـﺘـﺴـﺠـﻴـﻠـﻲ، وﻳــﺸــﻬــﺪ ﻛـﺬﻟـﻚ ﻋﺮﺿﻪ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻷول.
أﻣـــﺎ ﻣـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ »آﻓــــﺎق اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ«، ﻓﺘﺸﻤﻞ »ﺑﻴﻚ ﻧﻌﻴﺶ« ﳌﻬﺪي ﺑﺮﺻﺎوي )ﺗﻮﻧﺲ(، و»ﺳـــﻴـــﺪة اﻟــﺒــﺤــﺮ« ﻟـﺸـﻬـﺪ أﻣـــﲔ )اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ(، و»ﺑـــﻐـــﺪاد ﻓــﻲ ﺧــﻴــﺎﻟــﻲ« إﺧــــﺮاج ﺳـﻤـﻴـﺮ )ﻣــﻘــﺪم ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﺮاق وﻟﻮ أن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ آت ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﺳﻮﻳﺴﺮا(، و»ﺑﻴﺮوت اﳌﺤﻄﺔ اﻷﺧﻴﺮ« ﻹﻳﻠﻲ ﻛـﻤـﺎل )ﻟـﺒـﻨـﺎن، اﻹﻣــــﺎرات(، و»ﻧﺠﻤﺔ اﻟﺼﺒﺎح« ﻟﺠﻮد ﺳﻌﻴﺪ )ﺳــﻮرﻳــﺎ(، و»ﻣــﻦ أﺟـﻞ اﻟﻘﻀﻴﺔ« ﻟـﺤـﺴـﻦ ﺑـﻨـﺠـﻠـﻮن )اﳌـــﻐـــﺮب(، و»ﺷـــــﺎرع ﺣﻴﻔﺎ« ﳌﺤﻤﺪ ﺣﺒﺎل )اﻟﻌﺮاق(، و»أوﻓﺴﺎﻳﺪ اﻟﺨﺮﻃﻮم« ﳌﺮوة زﻳﻦ )اﻟﺴﻮدان(، و»ﻧﻮم اﻟﺪﻳﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﻞ« ﻟﺴﻴﻒ ﻋﺒﺪ اﻟـﻠـﻪ )ﻣــﺼــﺮ(، و»ﻋـﺎﻟـﺒـﺎر« ﻟﺴﺎﻣﻲ اﻟﺘﻴﻠﻲ )ﺗﻮﻧﺲ(، و»ﺑـﺎرﻛـﻮر« ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ اﻟﺰﻫﺮاء زﻋﻤﻮم )اﻟﺠﺰاﺋﺮ(، و»ﻧﺴﺎء اﻟﺠﻨﺎح ج« ﳌﺤﻤﺪ ﻧﻈﻴﻒ )اﳌﻐﺮب(.